لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صور وفيديو- قِس كنيسة العذراء بالوراق: طالبنا بتأميننا ولم يستجب أحد

06:33 م الأربعاء 23 أكتوبر 2013

كتبت-مروة صابر:
تصوير- إسلام الشرنوبي:

20-10-2013، أهالي ينتظرون وصول موكب زفاف، أمام كنيسة العذراء في حي الوراق، يضحكون ويتبادلون التهنئة والتقاط الصور الجماعية، وإذا بملثمين أثنين يمران على دراجة بخارية، يمطرون الواقفين بوابل من الرصاص.

23-10-2013، الهدوء يخيم على المكان، سيارتا دورية شرطة تحمل بضعة عساكر، تقفان عند مدخل الكنيسة، لا يلقون بال إلى الداخل أو الخارج.

على الرُغم من أن ثلاثة أيام فقط تفصل بين المشهدين، إلا أن تأمين الكنيسة لا يمكن وصفه إلا بـ''الهزيل''.

دخلتُ وزميلي المصور -الذي يحمل حقيبة ظهر كبيرة تضم معدات التصوير- بخطوات بطيئة إلى الكنيسة، لم يعرنا أي من رجال الشرطة اهتمامه، ولم يوقفنا أحد ليفتش تلك الحقيبة أو يسألنا إلى أين أنتم ذاهبان؟

في الداخل التقينا القِس يسطس راعي الكنيسة، وكان لنا هذا الحوار معه.

مصراوي: إلى ما وصلت حصيلة الضحايا؟

القِس يسطس: حتى الآن بلغ عدد القتلى أربعة، كان للطفلة مريم النصيب الأكبر بحصولها على 13 رصاصة، ويبلغ عدد المصابين 18، جميعهم يتلقون العلاج في مستشفيات القوات المسلحة.

مصراوي: وكيف كانت استجابة هيئة الاسعاف للحادث؟

القِس يسطس: وصل الإسعاف بعد ساعة من وقوع الحادث، ورفض المسعفون التحرك إلا بعد وصول الشرطة. ما دفع الكثيرين إلى حمل المصابين في سيارتهم الخاصة، لنقلهم إلى المستشفى. هذا لا يمكن وصفه إلا بالأمر الكارثي، لكن ''هاقول أيه، هي دي مصر''.

مصراوي: برأيك من وراء الحادث؟

القِس يسطس: مَن أطلق الرصاص على الجنود في حادثي رفح الأول والثاني، مَن ضغط الزناد هنا هو من ضغط عليه هناك، ومَن أحرق الكنائس وحرض ضد المسيحين هو الفاعل.

مصراوي: أُثير أن وراء الحادث ثأر بين عائلتين، ما صحة ذلك؟

القِس يسطس: غير صحيح؛ ما أعرفه عن الثأر أن به شيء من الرجولة، وأن من يأخذ بالثأر لا يكون ملثماً ولا يضرب النار بشكل عشوائي، إنما يستهدف أشخاص بعينهم.

مصراوي: وبماذا تفسر معرفة الجاني لموعد الزفاف؟

القِس يسطس: العملية مُدبرة، ومُعد لها مسبقاً، والجاني يعلم أننا كل يوم أحد لدينا حفل زفاف.

مصراوي: كيف تعامل أهالي المنطقة مع الحادث؟

القِس يسطس: كثير من الأهالي سارعوا بحمل المصابين إلى داخل الكنيسة.

مصراوي: وكيف هي علاقة أهالي المنطقة من المسلمين مع الكنيسة؟

القِس يسطس: علاقتنا جيدة مع المسلمين المعتدلين والمحبين للخير، ودون ذلك فبصفة يومية اتعرض لمضايقات وانا في طريقي من البيت للكنيسة لكني اعتدت ذلك.

مصراوي: هل تعرضت هذه الكنيسة لأي اعتداء من قبل؟

القِس يسطس: هذا الحادث هو الأول، وأدعوا الله أن يكون الأخير، فيما عدا ذلك فقد مرت العديد من المسيرات بعد فض اعتصامي الإخوان في رابعة والنهضة، أمام الكنيسة وقام المشاركون فيها بالهتاف ضد الكنيسة والمسيحيين. أذكُر أن في إحدى المسيرات وقف متظاهر أمام الكنيسة، وهتف بصوت عالٍ ''هانحرقها لكم''.

مصراوي: هل وقعت أي مناوشات بعد الحادث؟

القِس يسطس: (بابتسامة حزينة) يوم الجنازة تعمد البعضُ الوقوف أمام كاميرات التلفزيون التي تغطي مراسم تشييع الجثامين، رافعين إشارة رابعة. كانت محاولة لبعث رسائل استفزازية، لا يمكن أن أصفها إلا بالصبيانية حتى وأن كان فاعلها كبير السن.

مصراوي: عقب كل اعتداء تَعد الداخلية بتأمين الكنائس، إلى أي مدى تحقق ذلك؟

القِس يسطس: ''الغُربال الجديد له شدة''، التشديدات الأمنية عند الكنيسة بعد أي اعتداء تستمر لأسبوع بالكثير وبعد ذلك ''ترجع ريما لعادتها القديمة''.

مصراوي: وماهي عادة ريما القديمة؟

القِس يسطس: منذ 14 أغسطس الماضي، ليس لدينا فرد أمن واحد لتأمين الكنيسة، كان لدينا عسكري واحد يقف أمام الكنيسة حتى يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث قمت بإدخاله الكنيسة خوفاً عليه ثم طلبت منه أن يذهب إلى بيته. تأمين الكنيسة بعسكري واحد غير كاف، وبحسب الخبراء العسكريين، فإن تأمين أي مكان يكون بوضع أفراد الأمن في موقع مرتفع يكشف المنطقة ويستطيع التعامل مع أي طارئ.

مصراوي: ولماذا لم تطلبون التأمين؟

القِس يسطس: لطالما طالبنا بتأمين الكنيسة منذ فض الاعتصامين، ولم يستجب لنا أحد. سنقوم بوضع كاميرات في كافة أنحاء الكنيسة، كما سندعو أفراد الكشافة التابعين للكنيسة إلى الوقوف أمام أبوابها لحمايتها. كما سنجتمع مع الاسقف راعي الأبرشية، وهو همزة الوصل بينا وبين البابا توا ضروس لمناقشة خطة تأمين الكنيسة.

مصراوي: وهل مطروح أي اجراءات تصعيدية للضغط على المسؤولين؟

القِس يسطس: نحن ضد فكرة التصعيد بكل صورها، ''هي مصر ناقصة''؟.

مصراوي: أخيراً في رأيك متى تتوقف الاعتداءات على الكنائس؟

القِس يسطس: عندما يتوافر لدينا تعليم ينقي المناهج مما يحض على الكراهية، وإعلام لا يستضيف القتلة ويصنع منهم نجوم مثلما فعل مع عبود وطارق الزمر، عندما يكون لدينا مسجد وكنيسة وبيئة تزرع المحبة وقبول الآخر.

 

 

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان