لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الدبلوماسية الشعبية.. مصر تُحارب نفسها خارجيا

09:44 ص السبت 26 أكتوبر 2013

كتب - أحمد جمعة:

لم تتوقف حدة الاستقطاب السياسي في مصر عند حد الصراع الداخلي بين المعارضين والمؤيدين للإجراءات التي أعقب خروج تظاهرات 30 يونيو، التي تطالب برحيل نظام الإخوان المسلمين وعلى رأسهم محمد مرسي، بل وصل الأمر إلى حد الصراع الخارجي لإقناع دول العالم كل فريق بوجهة نظره وكيف يرى ما جرى هل هي ''ثورة'' ساندتها القوات المسلحة أم أنها ''انقلابا عسكريا'' كما يرى أنصار مرسي؟.

''دبلوماسية شعبية''.. هكذا قرر كل طرف أن يسمي جولاته الأوروبية المكوكية.

البداية كانت مع تكوين ''الدبلوماسية الشعبية لتوضيح حقيقة ثورة 30 يونيو''، قبل نحو شهرين من الآن، وتكون الوفد من الكاتب الصحفي محمد سلماوي، المتحدث الرسمي باسم لجنة الخمسين، والمحامية منى ذو الفقار، المتخصصة في مجال حقوق الإنسان وعضو لجنة الخمسين، ورجل الأعمال نجيب ساويرس والدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية.

وقصد الوفد العاصمة البلجيكية مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، كأولى محطاته الخارجية، قبيل انعقاد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد، العاجل يوم 21 أغسطس الماضي، لإعادة النظر في العلاقة مع مصر وكيفية التعامل مع حكومة ما بعد 30 يونيو.

وقبيل سفر الوفد إلى بروكسل، تحدث الدكتور سعد الدين إبراهيم أنذاك لمصراوي، قائلًا إن ''الزيارة تهدف لتوضيح حقيقة الأوضاع في مصر، في مواجهة الحملة الإعلامية الشرسة التي تقوم بها جماعة الإخوان خارجيا لإيهام العالم بأن ما حدث يوم 3 يوليو انقلابا عسكري''.

وأضاف إبراهيم أن الزيارة أيضا للتأكيد على أن ''الشعب والجيش يدا واحدة ضد الإرهاب الذي تمارسه بعض الجماعات المتطرفة''، على حد قوله وقتها.

ونفى رئيس مركز ابن خلدون أن يكون سفر الوفد إلى بروكسل بإيعاز حكومي، بل هاجم وقتها تعامل الحكومة مع الإعلام الدولي، وأشار إلى أن الوفد سيقابل كاثرين آشتون، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية بالاتحاد الأوروبي، بجانب عقد لقاءات إعلامية لتوضيح حقائق الأمور، وهو ما تم.

''تتابع الزيارات''

لم تتوقف زيارات الوفد الشعبي لتوضيح أن 30 يونيو ''ثورة شعبية'' من حينها، حيث تتابعت الزيارات بعد ذلك، كانت من ضمنها السفر إلى العاصمة الإنجليزية ''لندن'' يوم 13 أكتوبر الجاري، لشرح خطوات المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر، والتي أعلنت يوم ٣ يوليو.

وعقد الوفد عدة لقاءات مع مسئولين بريطانيين وبعض أعضاء البرلمان وعدد من الإعلاميين، لمناقشة تحول مصر نحو الديمقراطية في أعقاب رحيل الرئيس السابق محمد مرسي، وتوضيح خارطة ما بعد مرسي.

وقال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، في بيان له، إنه سيتوجه إلى بروكسل بدعوة من مفوضية وبرلمان الاتحاد الأوروبي، بصحبة وفد من القيادات الحزبية والبرلمانيين، وذلك في إطار جولات الدبلوماسية الشعبية التي تجوب دول العالم لتوضيح المشهد السياسي الحالي وخارطة الطريق.

وعلى صعيد متصل، غادر القاهرة وفد شعبي ضمّ ''محمد سلماوي والفنان عزت العلايلي وأخرين''، متجها إلى روسيا ضمن إحدى جولاته الخارجية يوم 25 أكتوبر الجاري، لتوجيه الشكر للسلطات الروسية على مواقفها من ثورة ''30 يونيو''، مع تحديد موعد للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، بحسب تصريحات لمحمد سلماوي قبيل مغادرة الوفد إلى موسكو.

''دبلوماسية الإخوان''

من جانبه أعلن حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط، أحد المشاركين في تحالف ما يسمى ''دعم الشرعية'' المؤيد لعودة الرئيس السابق مرسي، عن تأسيس ''الوفد المصري للدبلوماسية الشعبية المناهضة للانقلاب''، وذلك يوم الخميس 24 أكتوبر الجاري.

وبحسب بيان ''عزام''، فإن الوفد الذي تم تدشينه في جنيف، التي انطلق إليها من العصمة القطرية الدوحة حيث يقيم منذ الإطاحة بنظام الإخوان، يهدف لـ''شرح حقيقة ما يحدث في مصر من جرائم للانقلاب العسكري لشعوب العالم والضمير الإنساني، ومخاطبة برلمانات العالم والمنظمات الدولية التي تنتمي إليها مصر وتلتزم بمعاهدتها لتوضيح هذه الأمور''.

وأوضح عزام، أن الوفد المتواجد بجنيف يتكون من العديد من الشخصيات السياسية والرموز الفكرية والأكاديمية ونشطاء حقوقيين من المصريين، ويأتي أبرزهم الكاتب الصحفي وائل قنديل، والناشط السياسي إسلام لطفي.

حاولنا التواصل بحاتم عزام، المتواجد حاليا بجنيف، لتوضيح رؤيته لعمل الوفد خلال المرحلة القادمة، ومحطته الأوروبية المقبلة، إلا أن المحاولات باءت بالفشل.

عمرو عبدالهادي، القيادي بحزب الوسط، والمتحدث الإعلامي باسم جبهة الضمير، قال لـمصراوي في اتصال هاتفي، إن الوفد الشعبي يحاول توضيح حقيقة النتائج التي ترتبت على ''الانقلاب العسكري في 3 يوليو'' -بحسب قوله- والذي شهد سقوط أكبر عدد من القتلى في شكل لم يسبق أن شهدته مصر عبر تاريخها المعاصر، بجانب التواصل مع مسئولي هذه الدول للضغط لمحاكمة المسئولين عن هذه الأحداث.

وأوضح عبدالهادي أن جزءً من الوفد متواجد الآن في جنيف، حيث عقد المؤتمر الصحفي للإعلان عن تأسيس الدبلوماسية الشعبية، بالإضافة لتواجد جزء أخر في قطر.

ونفى مشاركة جبهة الضمير بشكل رسمي داخل هذه الدبلوماسية، إلا أنه عاد وأكد أنه من حق أفرادها المشاركة في الفعاليات.

''مرتزقة''

لا يبد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية الدولية، أي اهتمام لـ''الوفد المصري للدبلوماسية الشعبية المناهضة للانقلاب''، ويعتبره مجموعة من ''المرتزقة'' الذين يحاولون تشويه صورة بلادهم أمام الرأي العام الخارجي، في ظل التطلع لإصلاح الرؤية الخاطئة للإعلام الغربي عن 30 يونيو، والمرتزقة لا يصنعون دبلوماسية - بحسب قوله.

ويرى اللاوندي أن هناك موجه ثانية للإعلام الغربي لمحاولة تشويه الحقائق ووصف الاجراءات التي أعقبت نزول ملايين من الشعب يوم 30 يونيو بالانقلاب العسكري، مشيرا إلى أن هذا الوفد الذي تم تشكيله خلال اليومين الماضيين استغل الهجوم على رموز الفكر والثقافة في الخارج، أمثال الدكتور علاء الأسواني، لمزيد من التواصل مع رجال السياسة في هذه الدول، وإقناعهم برؤى غير حقيقية.

وعلى الرغم من وصف أستاذ العلاقات الدولية لوفد ''الدبلوماسية المناهض للانقلاب'' بالمرتزقة، إلا أنه يرى أن وفد الدبلوماسية المؤيد لـ 30 يونيو له دورا كبيرا في تدعيم الدبلوماسية الرسمية المتمثلة في وزارة الخارجية، في وقت تحتاج فيه مصر لبناء علاقات خارجية متوازنة تقوم على مبدأين ''الاحترام المتبادل والصالح المشترك''.

''ليست دبلوماسية''

''ليست دبلوماسية شعبية''.. قالها الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ردا على الوفدين الذين تم تشكيلهما لتوضيح حقيقة 30 يونيو.

وقال نافعة في تصريحات هاتفية لمصراوي: ''لا يوجد شيء في علم السياسة اسمه الدبلوماسية الشعبية، فهناك إدراك خاطئ للمفهوم، والمعني الصحيح له أن يتحرك المجتمع المدني بأكمله خلف الدبلوماسية الرسمية لتحقيق أهداف تريدها الدولة''.

وأبدى أستاذ العلوم السياسية رفضه لتكوين الوفدين الشعبيين، مشددا على أن ''الدبلوماسية الشعبية يلزمها حسن اختيار التوقيت وحسن اختيار الأشخاص الذين يمثلونه، وليس أي فرد متطوع يكون مجموعة ويطلق عليه وفد دبلوماسية شعبية''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان