بالفيديو- طلعت عبد الله يكشف لمصراوي كواليس استقالته وعلاقته بالرئاسة (الجزء الأول)
حوار - صهيب ياسين ومحمد القاسم:
أخيراً يخرج المستشار طلعت عبد الله عن صمته الطويل ، بعد ''بطلان تعيينه كنائب عام'' وعودته للعمل بالمحاكم بحكم محكمة النقض الذي لم يكن يتوقعه، ويكشف النائب العام السابق في الجزء الأول من حواره لمصراوي كواليس حصار وكلاء النيابة لمكتبه وكيفية اختياره لمنصبه الذي جاء دون أن يسعى له - حسب قوله.
ويكشف النائب العام السابق في الجزء الأول من حواره لمصراوي كواليس حصار وكلاء النيابة لمكتبه.
في البداية نبذة عن تاريخك القضائي؟
تخرجت في كلية الشرطة عام 1977، وظللت بالعمل بالداخلية حتى عام 1980، عملت خلالها بالأمن العام، ثم تقدمت لمسابقة مساعدي النيابة وعينت في النيابة أواخر عام 1980، وعملت بنيابة طنطا الكلية حتى رُقيت إلى درجة قاضٍ عام 1984.
وعملت بمحاكم دمنهور والمنوفية من عام 1991 حتى عام 1993، ثم رشحت بالعمل في نيابة النقض الجنائي حتى عام 2000، وتدرجت في العمل بنيابة النقض حتى درجة محامي عام، وتم اختياري مستشارًا بمحكمة النقض في عام 2002.
هل تم إعارتك إلى أي دولة للعمل بها؟
أُعرت للعمل بمملكة البحرين في المحاكم الجنائية الكبرى من عام 2007 حتى 2012، قبل أن أتقدم باستقالتي لأسباب عائلية وأعود إلى مصر.
كيف تم اختيارك لمنصب النائب العام؟
عُدت إلى عملي بمصر في أكتوبر 2012، ومارست علمي بشكل طبيعي، وفي أحد الأيام التي وافقت الخميس، تلقيت مكالمة تليفونية من رئاسة الجمهورية باستدعائي لأمر ما.
ولما استعلمت من الدكتور أحمد عبدالعاطي، سكرتير الرئيس، عن سبب الاستدعاء، لم يبح لي بأي معلومة، وقال ''أنه غير مصرح له البوح بشيء''.
ذهبت إلى ميدان رمسيس، واستقليت ''تأكسي'' وعند وصولي لمنطقة غمرة، عاود المتصل اتصاله ثانية واستعلم عن مكاني، وأخبرني بأنني اخترت لمنصب النائب العام.
وكيف قبلت المنصب في ظل وجود نائب عام آخر؟
في هذا اليوم لم أكن أعلم بصدور إعلانا دستوريا يحدد مدة بقاء النائب العام في منصبه، ولما وصلت لقصر الاتحادية لم يكن الحرس على علم بوصولي، وبعد فترة دخلت القصر وعلمت بأن هناك إعلانا دستوريا حدد مدة النائب العام السابق، المستشار عبدالمجيد محمود، وبناءً عليه قبلت المنصب، حيث لم يُستدعى غيري إطلاقا.
وماذا حدث بعد ذلك؟
قابلت الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية السابق، وقال لي (إننا نسمع عنك خيرًا، ورأينا أن نختارك لهذا العمل، بعد إعلان دستوري قد أصدرته بالأمس).
وبما كان ردك؟
اضطررت لقبول المنصب كواجب وطني، وأي فرد في موقعي كان ليلبي هذا الواجب فورًا.
قيل أن هناك صلة قرابة بينك وبين الأخوين أحمد ومحمود مكي ولهذا عنيت ؟
يجيب ضاحكاً ، هذا الكلام عار تماماً من الصحة ولا توجد أى صلة قرابة بيني وبينهما وطريقة تعيني كما شرحتها لك.
ولكن طريقة دخولك لأول مرة إلى مكتبك في منتصف الليل بصحبة الحرس الجمهوري أثارت العديد من الانتقادات؟
طالما عُينت في المنصب فلي مطلق الحرية، أن أدخل مكتبي وقتما أشاء، وليس هناك مّن يتحكم في مواعيد دخولي إلى مكتبي، بالإضافة إلى ذلك فقد ثار لغط في تعين المستشار عبدالمجيد محمود سفيرًا للفاتيكان، ثم عدوله عن ذلك، وبالتالي كان دخولي مكتبي فيه نوعًا من الاستقرار والتمكين.
هل وجدت مخالفات تصل لجرائم في أداء عمل النائب العام السابق؟
''أنا مش داخل أفتش ورا غيري، وليس هناك خلافات بيني وبين أحد ممن سبقني حتى أتربص به، ولو كانت هناك مخالفات فلا تصل لدرجة الجرائم''.
ولماذا لم تكن النيابة العامة في عهدك كما هو مرجو؟
لقد عملت بالنيابة العامة في أجواء غير طبيعية، وأنا غائب عن النيابة منذ زمن، وكان على أن أعمل على إعادة ترتيب البيت من الداخل، لكني فوجئت بأشياء لم أتوقعها، حيث طلب 38 فرد من القيادات الوسطى بالنيابة العامة، إنهاء ندبهم من النيابة والعودة للقضاء، وهو الأمر الذي يؤدي إلى خلل في المؤسسة، وبالتالي كان علي أن أعيد اختيار غيرهم من الكفاءات وهذا يحتاج إلى وقت.
ولكن عدد من القضاة اتهموك بسوء اختيار مساعديك، وأعضاء النيابات المتخصصة؟
آراء بعض القضاة مع احترامي لهم جميعًا يدخل فيها بعض الأهواء الشخصية، وانتمائهم لتيارات وروابط خاصة بنادي القضاة.
أثار عدولك عن استقالتك عقب محاصرة وكلاء النيابة لمكتبك علامات التساؤل..كيف عدلت عن استقالتك؟
بداية لقد تقدمت باستقالتي تحت الإكراه، ولقد حاصر وكلاء النيابة المكتب وقاموا بالصراخ المتواصل ضدي لكي أتقدم باستقالتي، وتحت هذا الإكراه ومع إصرارهم على الاستقالة قررت أن أكتبها لتهدئتهم فقط، على أن أعدل عنها وقتما أشاء، فور انتهاء الأمر وهو ما حدث.
ولماذا لم تقم بعاقبتهم عقب عدولك عن استقالتك؟
الظروف التي كانت تمر بها البلد وتعليق العمل بالمحاكم، وما تقوم به وسائل الإعلام من تأجيج للموقف، جعلني أتراجع عن فكرة معاقبتهم.
هل اتصل بك رئيس الجمهورية أثناء محاصرتك؟
لم يتصل بي الرئيس في هذا اليوم، بل اتصل في اليوم التالي للاطمئنان عليّ والاستعلام عما حدث، ولم أكن بعد قد عدلت عن الاستقالة، ولم يطلب مني الرئيس الاستقالة أو العدول عنها.
ومّن اتصل بك أثناء محاصرتك؟
اتصل بي الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، والمستشار أحمد مكي وزير العدل، ووزير الداخلية، والسفير رفاعة الطهطاوي مستشار الرئيس مرسي، في ذلك الوقت.
ولماذا لم تتدخل الشرطة لفك الحصار؟
في البداية حرصًا على أعضاء النيابة العامة، لم أطلب من الشرطة التدخل ولكن كان هناك تواطؤًا من الأمن، وإلا كيف دخل الوكلاء إلى طرقات المكتب، ووقتها توقعت أن مصيبة ما ستحدث. ولو أمرت الشرطة التعامل مع وكلاء النيابة فحتما كانت ستحدث كارثة، حيث لن يقبل وكلاء النيابة أن يقوم شرطي بدفعهم.
وما هي كواليس عدولك عن الاستقالة؟
حررت الاستقالة يوم الأربعاء أثناء الحصار على أن تسري من يوم الأحد من الأسبوع الذي يعقبه، بعد الانتهاء من الاستفتاء على الدستور، حتى لا تُضرب العملية السياسية، وذهبت لعملي يوم الخميس ففوجئت أن مجلس القضاء الأعلى مجتمع من غيري في غير موعد اجتماعه لمناقشة استقالتي.
أخبرني السكرتير بأن المجلس منعقد ولأني أحد أعضائه، ذهبت إلى المجلس وسحبت استقالتي وقام المجلس بدوره بإرسال الاستقالة والعدول عنها لوزير العدل، وأغضبني أن المجلس لم يطمئن علي بل أصدر بيانًا يناشدني بالعودة إلى منصة القضاء.
ولماذا قمت باستبعاد المستشار عادل السعيد رئيس مكتبك الفني من منصبه عقب تلك الأزمة؟
إني أرى أن المستشار عادل السعيد لم يقم بما يتوجب عليه أثناء الحصار، لأن ولاءه يجب أن يكون للنيابة العامة لكني فوجئت أنه كان يسرع في إملائي صيغة الاستقالة، وخرج على الفور من المكتب وقام بعرضها على الإعلام، والأنكى من ذلك أنه في اليوم التالي بعد انتهاء الأزمة لم يعرض الورقة عليٍ بل سارع بإرسالها لمجلس القضاء الأعلى دون حتى عرضها عليّ ليرى هل تغير موقفي أم لا .
وهل لهذا السبب قمت بإقصائه من المنصب؟
من لا يريد الاستمرار معي، بالطبع لا أريد الاستمرار معه، وبناء عليه وبسبب موقفه قررت الاستغناء عنه، وتكليف المستشار حسن ياسين بالمنصب.
في الجزء الثاني: طلعت عبدالله يتحدث أزمة الاتحادية والمستشار مصطفى خاطر، وواقعة التنصت، وأزمة الزند، وإحالة مرسي للجنايات.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: