لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''نصر''.. تاه 6 أشهر في الصحراء بعد النكسة وأول من عبر في أكتوبر

04:59 م الجمعة 04 أكتوبر 2013

حوار - أشرف بيومي:

في الذكري الأربعين لحرب أكتوبر المجيدة التقي مصراوي مع أحد أبطال هذه الحرب وهو رجل في أواخر العقد السادس من عمره يُدعي الرقيب نصر شلبي أحمد عوض.

نكسة 67

''رجال العبور لا يهابوا الموت'' هكذا استهل ''الرقيب نصر'' حديثه معنا، ليقول ''تم تجنيدي داخل القوات المسلحة يوم 30مايو عام 1965، وكنا على قوة الفرقة السابعة مشاة التابعة للجيش الثالث الميداني، -الذي كان يستعد للسفر لليمن- ولكن تم إرسالنا بدلا من ذلك إلى العريش في منطقة وادي الجميل'' أبو عجيلة'' التي دارت فيها معركة الفلوجة''.

وأضاف ''مكثنا هناك حتي عام 1967 وكنا عبارة عن نقطة قتال متقدمة تابعة للفرقة السابعة بالقرب من المواقع الإسرائيلية ولا يفصل بيننا إلا القوات الدولية فقط''.

وأردف قائلا ''كنا مُدربين بشكل جيد على القتال في أي لحظة، وفوجئنا بضرب نار كثيف بالقرب من العريش الضرب كان متواصل مما جعلنا نشك أن ذلك ليس تدريب لأحد القوات، بعدها وجدنا طائرات في الجو مرسوم عليها علم مصر وكنا وقتها لا نعرف ماذا يحدث بالظبط، ولا نعرف هل هي طائراتنا أم لا لأننا لا نجد أي رد على هذه الطائرات''.

وتابع ''استمر ذلك الضرب حتي ثاني يوم النكسة 6 يونيو عام 1967، تحققنا من الإذاعة لنجد المذيع أحمد سعيد يقول لقد أسقطنا 20 طائرة للجيش الإسرائيلي وظل يزيد العدد حتي علمنا أن كل ذلك كذب وأن الطيران الإسرائيلي ضرب المطارات المصرية عن طريق البحر الأبيض المتوسط وفقدنا الغطاء الجوي تماما''.

وأستطرد قائلا'' جاءت لنا تعليمات في وادي الجميل أن نرصد القوات الإسرائيلية لأننا نقطة قتال متقدمة بعيدة عن المقر الرئيسي للجيش لمحاولة إكتشاف قوة العدو، وجاءت التعليمات بان نشتبك معه لتشتيت انتباهه''.

وتابع: بعد أن فقدنا الضربة الجوية هاجمنا الإسرائيليين عن طريق المدرعات والمشاة والهاون، وتحول موقعنا إلى ''كوم من التراب'' بعد ضربه بطائرات الأباتشي، وقتها كنا متأثرين نفسيا بما يحدث، وأصبح الجيش مشتت ولم يأت لنا أي أوامر أو تعيين أو ذخيرة، ليصبح الجيش ''سواح زي ما قال عبد الحليم حافظ''.

وأكمل حديثه قائلا ''بعدها تم ضم جميع المدرعات المتبقية مع بعضها في أبو عجيلة، فوجدنا مدرعات خلفنا مرسوم عليها علم مصر أيضا ومع أخر ضوء شمس بدأوا في الهجوم علينا ودمروا دباباتنا وفتحوا رشاشاتهم علينا وتفكك اللواء 112 تماما التابع للفرقة السابعة''.

6 شهور تائه في الصحراء

وأضاف نصر ''وبعد ان مات العديد من زملاؤنا، ذهبت بعد ذلك أنا والمجموعة المتبقية من زملائي لكتيبة 228 مدرع بدون قائد أو أي توجيه أو حتى دبابة، فقابلنا اللواء العاشر محملين بالذخيرة وذاهبين إلى منطقة الحسنة لوقف الهجوم الإسرائيلي، فأخبرت القائد أن هناك مدرعات على مسافة 500 متر تابعة للإسرائيليين فنظر بالمنظار وقال مرسوم عليها أعلام مصرية، فقلت له نعم لقد هاجمتنا''.

وتابع'' فأخبرني أن أعود مع زملائي لكتيبتي، وفي ال6 مساءا من نفس اليوم اصطادوا اللواء العاشر ودمروه ، ولكننا كنا على يقين أنه لا يوجد جيش في العالم يستطيع أن يملأ أرض سيناء، لذلك كان الضرب في أماكن متفرقة دون نزولهم للتراب''.

وأضاف ''بعد ذلك استمرينا في المشي في الصحراء، وبقيت أنا ومجموعة من زملائي تائهين في الصحراء لمدة 6 أشهر حتي بدأنا نعيش مع البدو في البردويل بالقرب من بورسعيد، وبدأت أتنقل بين البدو لمدة سنتين حتي عام 1969 قبل أن نقع أسري لعقيدة إسرائيلية لا أتذكر أسمها، وأصبحنا نحمل ذخيرتهم في عيون موسي لمدة سنتين''.
وتابع قائلا'' وعندما أوشكت تلك العقيدة على تسليم خدمتها لشخص أخر قالت لي أنها ستجعلني أرحل وأذهب للقاهرة حيث قالت '' يا نصر انا هاوديك كايرو'' وبالفعل أوصلتني إلى لنش أخذته حتى محطة الغريب في ميدان الأربعين بالسويس''.

حرب ''في عز الضهر''

لم يتحدث نصر وقتها مع أحد وأخذ القطار إلى القاهرة، وبعد إجازة لمده شهر، بدأ فصل جديد في حياته العسكرية، فيقول ''كان الجيش وقتها أشبه بالمقاومة الشعبية، فتم تقسيمنا لتشكيلات في حوض الضرس بالسويس، ومكثنا بها حتي قيام حرب 73''

ويوضح نصر أن تلك الحرب لم يكن يعرف أي جندي أي شئ عنها، بالرغم من تدريبهم عليها في مشاريع حرب في وقت سابق على أرض وردان بالصحراء الغربية.

وأضاف ''في يوم السادس من أكتوبر، كان هناك العديد من الجنود يشتروا مستلزمات طعام الإفطار، بينما آخرون يقموا بغسل الملابس، لنسمع جرس التليفون في الواحدة والثلث وأجد النقيب كمال يقول لي بصفتك أقدم شخص في المعسكر أجمع كل الحكمادرية وتعالي على أي وضع''.

وأردف ''ذهبت له بالشبشب وفانلة سبورت وبنطلون، لاجده يخبرني بكتابة أمر قتال صادر من رئيس الجمهورية لجميع فرق الجيش الثالث الميداني''.

وأكمل قائلا'' ضحكنا جميعا وقلت له يا أفندم إحنا المفروض بنهاجم مع أخر ضوء أو أول ضوء ، واحنا دلوقتي في عز الضهر ونحن مدربين على الحرب ليلا، ده حتي اللي بيروح يسرق بيسرق بالليل، فما كان من الظابط إلا أن رفع الطبنجة الخاصة به وقالي لي هاضربك بيها لو ما سكتش''.

أول موجة العبور

وتابع قائلا ''في تمام الثانية إلا خمس دقائق كانت أول طلعة بالطيران، ثم بعد ذلك كنت أول من نالوا شرف الركوب في أول موجة عبور ووضع أول مجداف عبر القناة والذي كان يضم مراكز الملاحظة ثم بعد ذلك المدفعيات والهاون''.

ويحكي ''كان المهندسين العسكريين يفتحوا الكباري لكي نمر من عليها، وعلى مسافة 33 كيلو في سيناء وقبل أن نتعامل مع العدو وجدنا القوات الخاصة تقبض علي الإسرائيليين كأسري، وسمعت شهادة أحد جنود العدو يقول لقد رأيت أشخاص يرتدون ملابس بيضاء كالأطباء فاستسلمنا لهم دون أي اشتباك، فصدق قول الله فأنزلنا عليهم جنود لم تروها، وهذه شهادة الملازم دون أي تحريف''.

وتابع '' حققنا النصر دون أي نطلق أي رصاصة في المنطقة الخاصة بنا، ومكثنا مكاننا حتي يوم 9 أكتوبر وهو يوم الثغرة بعد أن قام الجيش الإسرائيلي بنشر عربيات الكباري والدبابات لإنشاء ثغرة الدفرسوار''.

وأضاف ''في هذا اليوم بعد أن كنا نغني وجدنا أن القوات متداخلة مع بعضها وهناك 6 لواءات محاصرين ودخل الإسرائيليين منطقة المثلث عن طريق عساف يجوري وآريل شارون قبل أن يتصدى لهم الأهالي حتي وصل المشير محمد الجمسي والفريق سعد الشاذلي ووقعت أقوي معركة دبابات في التاريخ عساف أسير في يد الجيش المصري''.
وأكمل ''استمرينا في الحصار داخل الصحراء حتي صدر أمر فك الاشتباك وأمر وقف إطلاق النار من الرئيس أنور السادات''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان