حوار- نائب رئيس جامعة القاهرة: لن نستعين بالشرطة إلا للضرورة القصوى
حوار – وليد العربي:
قال الدكتور عز الدين أبو ستيت نائب رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة بحاجة إلى زيادة عدد أفراد الأمن الإداري في الجامعة ونصب بوابات إلكترونية وزيادة كاميرات المراقبة للسيطرة على الأوضاع داخل الجماعة دون الحاجة لقوات الشرطة.
وشدد أبو ستيت في حوار مصراوي أن جامعة القاهرة لن تستعين بقوات الشرطة إلا في حالة الضرورة القصوى وخروج الأمر عن السيطرة، مشيرا إلى هدوء نسبي في الظاهرات داخل أورقة الحرم الجامعي.
وأوضح أبو ستيت أن بعض الخسائر في الأرواح والتلفيات التي جرت في بعض المنشآت جعلت بعض الأكاديميين يطالبون بعودة الحرس الجامعي، ملفتا إلى أن جامعة القاهرة لم تنادي بعودة الحرس مرة أخرى كما كان عليها من قبل؛ وإلى نص الحوار.
مصراوي: حدثنا عن الموقف الأمني داخل جامعة القاهرة في الوقت الراهن؟
أبو ستيت: الحقيقة أننا لدينا مسيرات وتظاهرات طلابية بشكل شبه يومي، ويتروح عدد الطلاب بها بين عشرات وبضع مئات. ومن الممكن أن تصل إلى 400 أو 500 من الطلبة، ومن الممكن أن تصل الاعداد كبيرة بسبب احداث خارجية او يوجد لديهم مطالب فئوية وهذه المطالب يتجمع بين جميع الفصائل داخل الجامعة.
وبشكل عام، الحالة في الوقت الحالي هادئة نسبيا. كما أن الأمن الإداري داخل الجامعة اكتسب خبرات ميدانية على مدى السنوات الماضية منذ الثورة.
مصراوي: هل الأمن الإداري بوضعه الحالي قادر على مواجهة ما قد يحدث من عنف وشغب خلال الاحتجاجات؟
أبو ستيت: نحن بحاجة لزيادة أفراد الأمن، والجامعة سوف ترفع الأعداد بنسبة 20 في المئة، رغم ضعف الموارد. وهناك دورات تدريبية يتم تنظيمها في مركز تنمية قدرات اعضاء هيئة التدريس لاكتساب بعض المهارات المتعلقة بكيفية الدفاع عن المنشآت الموجودة داخل الجامعة وكيفية التعامل مع الطلاب وكيفية فصل الاشتباكات والاحتكاكات بين الطلاب وبعضهم البعض.
مصراوي: هل من الممكن استدعاء قوات الشرطة داخل الجامعة؟
أبو ستيت: لن تستعين جامعة القاهرة بقوات الأمن من خارجها، إلا في حالة الضرورة القصوى وهي وجود خطر جسيم على الأرواح والمنشآت بحيث لا يستطيع معها الأمن الإداري أن يمنعه مثلما جرى في جامعة الأزهر.
وطالبات وطلاب جامعة القاهرة، لن يفعلوا مثل هذا السلوك ونتمنى ان نستمر في هذا الوضع الهادئ، ولابد من توعية الطلاب لأنهم أصحاب المصلحة الأولى في استقرار العملية التعليمية داخل الجامعة لأن أسهل قرار ممكن تتخذه إدارة الجامعة هي تعليق الدراسة ولكن الذي سوف يُضر من ذلك القرار هم الطلاب.. والجامعة منشآتها ليست ملك الجيل الحالي أو أي جيل من الأجيال بل هي ملك للشعب المصري كله.
مصراوي: وماذا عن التغطية الإعلامية للمظاهرات داخل الجامعة؟
أبو ستيت: التغطية الإعلامية المكثفة تعطي صورة بأن التظاهر داخل هذا الجامعة أكبر من أي جامعة أخرى. التغطية الإعلامية لكل حدث إذا قل أو زاد تعطي إحساس للطلاب بتنظيمها مرة أخرى، ومدة التظاهر بالجامعة لم تتخطى ساعتين، وبعدها يتم نقل الصور الخاصة بالمظاهرة لوسائل الإعلام الورقية والمرئية، ويتم نشرها وإعطاء صورة بأن الوضع في الجامعة غير مستقر.
مصراوي: برأيك هل الاستقرار السياسي يؤدي لوقف المظاهرات داخل الجامعة؟
أبو ستيت: نتمنى مع وجود استقرار سياسي، والأمور ستعود إلى مسارها الطبيعي الانتهاء من وضع مقترح الدستور الجديد إقراره شعبيا، وذلك سوف ينعكس على الوضع داخل الجامعة لأن عدم الاستقرار السياسي ووجود حالة من الاستقطاب، يفرض نفسه داخل الجامعة. واعتقد ان الشباب لن يتوقف عن التعبير عن رأيه السلمي مهما كانت القضية المطروحة، لأن التعبير عن الرأي بعد ثورة يناير حق مكتسب.
مصراوي: لماذا لم يتم تدعيم الأمن بعناصر أخرى أكثر جاهزية.. وهل سيتم تركيب بوابات الكترونية؟
أبو ستيت: نحن في حاجة لزيادة عدد أفراد الأمن على الأقل 850 فرد وبحاجة إلى بوابات الكترونية وزيادة عدد الكاميرات لتغطية جميع أبواب وكليات وأسوار الجامعة وتزويد وسائل الاتصال والتواصل التكنولوجي مع وسائل الأمن لعمل انتشار سريع للمكان الذي يحدث في الاشتباكات، وهذا أمر مطلوب، ونحن نريد عودة موازنة الأمن التي كانت موجودة أيام الحرس الجامعي، وليس معنى إزالة الحرس الجامعي أن نسغني عن احتياجات الامن، ولابد للحكومة أن تتدخل لتوفير الأمن بعد ارتفاع وتيرة الاحتجاجات.
مصراوي: وماذا عن بعض المطالب بعودة الحرس الجامعي؟
أبو ستيت: الحوادث المؤسفة داخل الجامعات والتي أسفرت عن حدوث بعض الخسائر في الأرواح والمنشآت جعلت الكثير من أفراد المجتمع الأكاديمي يطالبون بعودة الحرس الجامعي، ولكن في جامعة القاهرة لم نطالب بعودة الحرس الجامعي مرة أخرى كما كان عليها من قبل، لأن هناك ميراث ثقيل من الحرس الجامعي لأنه كان يتدخل في ما لا يعنيه، وعودته الآن أمر سوف يرفضه الكثيرين سوف يؤدي إلى احتجاجات وتيارات مخلفة.
مصراوي: وما هو الحل لاحتواء المشكلة؟
أبو ستيت: اقترحت انتداب بعض زجال الشرطة زوى الرتب الصغيرة من وزارة الداخلية وان تكون تبعيتهم لوزارة التعليم العالي بحيث ان يتخذوا الأوامر من رئيس الجامعة أو مدير الأمن الإداري بالجامعة وليس من وزير الداخلية أو مدير الأمن، وهذا سوف يفيد الجامعة كثيرا حيث سيتم زيادة أفراد الأمن بصفة مؤقتة ومن الممكن أن ينتهي هذا الانتداب مع هدوء الأوضاع داخل الجامعة، وسوف يتم الاستفادة من خلاله نقل خبراته على الطبيعة وفى الميدان لأفراد الأمن الإداري.
مصراوي: واذا حدثت مشاكل بين أفراد الأمن والطلاب؟
أبو ستيت: إذا وقعت أي أعمال شغب سيتم عمل مذكرة ورفعها على رئيس الجامعة للتحقيق واتخاذ القرار إما بالإحالة للنيابة أو إلى مجلس تأديب او التحفظ عليها في حالة تجني فرد الأمن على الطالب، وهناك حلول بديلة، ولابد من وجود بروتوكول للتعاون بين وزارتي الداخلية والتعليم العالي.
مصراوي: وماذا عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المقبوض عليهم؟
أبو ستيت: يوجد بعض اعضاء هيئة التدريس محبوسين احتياطيا على ذمة التحقق في موضوعات تتعلق باعتصام النهضة، وأعددهم ليس بكبير، لكن إدارة جامعة القاهرة وفرت فريق لدفاع عن الطلاب المقبوض عليهم ومن يطلب من أعضاء هيئة التدريس المحالين للتحقيق. وجامعة القاهرة لن تتأخر في تقديم المساعدة له ودعم القانوني اثناء مرحلة التحقيق
مصراوي: وماذا عن انقطاع بعض أعضاء هيئة التدريس عن العمل؟
أبو ستيت: من حق عضو هيئة التدريس بتقديم طلب اجازة لأي سبب، ولن يتقاضى أي عضو من هيئة التدريس راتبه وهو منقطع عن العمل.
وما هو مصير الطلاب التي تم تحويلهم إلى مجلس تأديب.. وهل من الممكن أن يتم التراجع عن القرار؟
الطالب الذي يتم إحالته إلى مجلس تأديب يتم التحقي معه من قبل الشؤون القانونية، ثم ينظر عميد الكلية في نتيجة التحقيق ومجرياته، وثم يتم اتخاذ القرار، وإذا تم التأكد من ضرورة تحويل الطلاب الى مجلس تأديب يتم تحويله ورفع ذلك الى رئيس الجامعة وينظر مرة أخرى إذا كان من اللازم تحويله أم لا وبعد ذلك، ينعقد مجلس التأديب ويحال إليه الطالب.
أما بالنسبة لطلبة كلية دار العلوم، فكان معهم محام وكل الوسائل متاحة أمامهم للدفاع، ونحن لن نقبل إلقاء التهم جزافا، وبالمناسبة كانت هناك أصواتا تطالب بسرعة توقيع عقوبات على الطلاب، والجامعة تلتزم في قراراتها بالقانون حتى لا يتم الطعن على القرارات أمام القضاء الإداري.
مصراوي: وماذا عن كلية الهندسة؟ هل انتهت عمليات الترميم؟ وماذا عن الطلاب المحالين للتحقيق؟
أبو ستيت: المشكلة هي أن حوائط كلية الهندسة أثرية والكتابة عليها مخالفة يُعاقب عليها. كما أن ترميم الجدران مكلف جدا، وهناك كاميرات مراقبة تم تركيبها لضبط من يشوه الحوائط والجدران. ولابد أن يتخلى الطلاب عن هذا الأسلوب في التعبير عن الرأي، لان ذلك ليس تعبير سلمي، وهذا يؤثر على المنظر الجمالي للحرم الجامعي.
وبالنسبة لعمليات الترميم، فإدارة كلية الهندسة أعلنت أن التكلفة 10 ملايين جنيه، تبرع بها الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة الإماراتية. وستأخذ الأمور بعض الوقت حتى تعود لطبيعتها.
مصراوي: وماذا عن ترتيب الجامعة على مستوى العالم؟
أبو ستيت: جامعة القاهرة ضمن الترتيب العالمي لأفضل 500 جامعة على مستوى العالم، ونحتل المرتبة 403، واعتبر ذلك معجزة في ظل الإمكانيات الموجودة، لأنه عند النظر لبعض الجامعات الأمريكية يصل حجم التبرعات السنوية فيها إلى 2 مليار دولار وميزانية جامعة القاهرة بمستشفياتها الجامعية لا تتجاوز 2 مليار جنيه، والمنافسة في هذا الوضع إنجاز يحسب للجامعة.
لكن إذا استمر نهج الحكومة بسحب 20 في المئة من أموال المستخدمين، بالإضافة إلى ما اتخذه مجلس الشورى المنحل باستقطاع 25 في المئة من الأرصدة الموجودة في الصناديق الخاصة، والتي تم تكوينها على مدى عدة سنوات، وهذا الأمر يعطل عملية التقدم في الترتيب في المحيط الإقليمي.
مصراوي: وماذا عن الدعم الذي يأتي إلى الجامعة؟
أبو ستيت: هناك صندوق التكافل الاجتماعي، والأموال التي فيه تأتي من خلال التبرعات والرسوم التي يدفعها الطلاب وتوجه إلى خدمة الطلاب ورفع كفاءة مستشفى الطلبة وتوفير العلاج ودفع المصروفات لغير القادرين. وعلى الحكومة أن ترفع يدها عن الصناديق الخاصة بالجامعات، التي هي مؤسسات تعليمية غير هادفة للربخ.
والحكومة تعاملنا مثل الجامعات الخاصة الهادفة للربح، ووزارة المالية تحسب نسبة الـ25 في المئة دون الرجوع لإدارة الجامعة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: