بسنت وسارة جمعتهما ''25 يناير''.. وفرّقتهما ''30 يونيو''
كتب - هند بشندي وهبة محسن:
''بسنت عادل'' فتاة تبلغ من العمر 23 عاماً، وتعمل باحثة إعلامية بأحد المراكز البحثية، لم تشارك في 25 يناير، لأنها في البداية لم تكن مستوعبة لما يحدث آنذاك، ولكنها كانت مؤيدة جداً لها، نزلت الشارع في فترة حكم المجلس العسكري، وشاركت في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء.
''سارة كامل'' 24 عاما، خريجة بكالوريوس تجارة عين شمس، مستقيلة من حزب ''مصر القوية'' ومستقلة حالياً، شاركت في ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث.
كانت ''بسنت'' ضد حكم المجلس العسكري، بسبب الأخطاء التي وقعت في فترة حكمه للمرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة يناير، وأيضاً بسبب الشهداء الذين سقطوا في هذه الفترة، ولكنها دائماً ما كانت تفرق بين الجيش كمؤسسة وبين المجلس العسكري ككيان يدير البلاد، وبعدما وجدت قائد الجيش يتخذ قراراً استجابة لإرادة الشعب دون أن يتولى السلطة وفي وقت قياسي دعمته على الفور.
بينما ''سارة'' فكانت دائما ضد الإخوان سياسياً، فلم تعطهم صوتها في مجلس الشعب السابق، ولكنها كانت من عاصري الليمون في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، اشتبكت معهم في التحرير في 27 يناير 2012، لكنها حالياً تشارك في تظاهرات ''تحالف دعم الشرعية'' اتساقا مع مبادئها، واحتراما لصوتها الذي منحته لمرسي بإرادتها، وتقول ''لو قيادات الاخوان باعونا في محمد محمود، فالثوار باعوا الثورة كلها نكاية في الإخوان''.
''بسنت'' و''سارة'' فتتان، جمعتهما 25 يناير وفرقتهما 30 يونيو.. نترك لهما خلال السطور المقبلة مساحة للتعبير عن وجهة نظرهما.
- ما هي رؤيتك لـ 30 يونيو؟
بسنت: بالطبع ما حدث في 30 يونيو ثورة، فالثورة تحدث نتيجة تظاهر الشعب لتحقيق طموحاته وتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات، ونزول الملايين إلى الشارع في 30 يونيو، كان أبلغ رد على رغبة الشعب في التغيير، مما يؤكد أنها ثورة شعبية كان دور الجيش فيها تنفيذيا.
سارة: لم أكن ضد النزول في 30 يونيو، ولكني كنت ضد ما بعدها، ومن وجهة نظرى إنه انقلاب، فالجيش عزل الرئيس، ولم يحقق مطالب الشعب، بل قسمه واستجاب لإرادة جزء منه فقط، الجيش هو من اختار التخلص من الإخوان ليعود للحكم، وهذا كان هدفه الأساسي منذ سقوط حسني مبارك.
- هل شاركتي في المظاهرات.. ولماذا؟
سارة: شاركت في التظاهرات الرافضة للانقلاب، لأن الإخوان إذا كانوا مخطئين سياسياً، لكنهم ليسوا إرهابيين وسفاحين، ولم أشارك في مظاهرات يونيو لأنى وجدتها ستنتهى بالشكل غير المرجو، وستؤدي لعزل رئيس لم يكمل من مدته سوى عام واحد.
بسنت: شاركت في ثورة 30 يونيو منذ اليوم الأول وحتى يوم 3 يوليو، لإسقاط نظام الإخوان الديكتاتوري الذي قيد الحريات كافة وأسقط مزيداَ من الشهداء خلال عام، فضلاً عن تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
- كيف ترين مظاهرات الإخوان الحالية؟
بسنت: مظاهرات الإخوان في الشوارع تعد إرهابًا للمجتمع، الذي استطاع أن ينتصر على الظلم ويسقط نظامهم، وقد خرجت مظاهراتهم تمامًا عن السلمية وهناك الكثير من الفيديوهات التي تثبت استخدامهم للسلاح.
سارة: كانت مظاهرات إخوانية أول أيام تلت الانقلاب ثم تحولت إلى مظاهرات شعبية، والدليل أني لست من الإخوان وأشارك في هذه التظاهرات.
- وما رأيك في التعامل الأمني مع الإخوان؟
سارة: التعامل الأمني مع الإخوان وحشي، يفتقر لأدنى درجات الرحمة، والدليل على ذلك مجزرة فض الاعتصامات.
بسنت: المتظاهرون الذين ''يدعون السلمية'' هم من يبدؤون باستخدام السلاح، وهذا ما حدث أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة، الذي كان مذاعًا على الهواء، وكان لابد من الرد على هذا بكل قوة وحزم.
- من المتسبب في العنف الحالي في البلاد؟
بسنت: الإخوان المسلمون هم سبب العنف والإرهاب الحالي في الشارع، فهم المسئولون عن قتل الضباط والجنود والأبرياء في الشارع، وأيضًا عن قتل أنصارهم، فهؤلاء على استعداد لقتل الأبرياء وإرهاب الشعب مقابل عودة السلطة إلى أيديهم مرة أخرى.
سارة: العنف مشترك بين من يحكمون في السلطة الآن، وللأسف اشترك الجيش فيها مع الداخلية، التى لم تتغير، وبعض الإرهابيين في سيناء، إذا صح ما يُقال في الإعلام بهذا الشأن.
- ما رأيك في مباردات المصالحة؟
سارة: المبادرات مع القتلة ليست بالمجدية، والحل عزل القاتل حتى يتسنى لنا بداية للتفكير في الخروج من هذا النفق المظلم.
بسنت: أرفض أي مباردة مصالحة مع من قتل أبناء الشعب المصري، فالمصالحة تعني انتهاء دولة القانون، وإذا تمت المصالحة لا أستبعد خروج من هم في السجون من قتلة ولصوص، فالقانون يجب أن يطبق على الجميع.
- كيف ترين وضع الدولة بعد سقوط الإخوان على مختلف الأصعدة؟
بسنت: من الطبيعي أن تمر الدولة بفترة عدم استقرار بعد أي ثورة وهذا ما نعيشه حاليًا، هناك حالة من الاستقطاب السياسي والانقسام الشعبي بسبب ضبابية المشهد واستمرار ظاهرة الحشد والحشد المضاد، في حين أن خروج الاقتصاد من أزمته الراهنة يتطلب استقراراً سياسياً وتوفير بيئة استثمارية آمنة وجاذبة للمستثمرين، أما عن الحريات فهي أمر لن يتنازل عنه المصريون بعد الثورة، ولكن الوضع الحالي يلزمه تطبيق صارم للقانون على كل الخارجين عنه.
سارة: بعد أن رفضت كلمة سقوط الإخوان، الحكومة الحالية مشغولة بما يسموه محاربة الإرهاب ''ومش وراهم غيره''، والشيء الوحيد الذي يحاولوا جعله إنجازا، هو تطبيق الحد الأدنى للأجور وهذا لن يطبق إلا يناير المقبل.. وقطعاً لن يشعر المواطن بهذه الزيادة في ظل زيادة الأسعار بل على العكس سيزيد التضخم، وقد فشلت الدولة في عودة الأمن وعادت الهجرة الغير شرعية وبكثافة، أما العدالة فكيف تحدث، وقد صنفت الدولة جزءا من الشعب على أنهم دعاة عنف، واذا تحدث عن أزمة سد النهضة، فالسد بعد 30 يونيو ''بقي كويس لينا'',
- من سيكون رئيس مصر القادم؟
سارة: لا أعلم، ولكن هناك تلميع واضح للسيسي ليكون رئيس مصر القادم.
بسنت: من الصعب التنبؤ بشخص الرئيس القادم، فالأحزاب السياسية ضعيفة لا تستطيع الدفع بمرشح قوي يحظى بتوافق شعبي، والتيارات السياسية تنتظر ترشح الفريق عبد الفتاح السيسي للرئاسة، ولكن الرئيس القادم هو من سيقدم برنامجا قويا يشعر معه المواطنون بأنه يلبي احتياجاتهم الأساسية.
- وما رأيك إذا ترشح الفريق السيسي للرئاسة؟
بسنت: لا أؤيد ترشح الفريق السيسي للرئاسة، على الأقل في الانتخابات القادمة، فهو شخصية وطنية وستقدم لمصر الكثير، إلا أننا نحتاج في الفترة الحالية إلى رئيس يحظى بتوافق وطني من أغلب التيارات السياسية.
سارة: قطعا، أرفض هذا، لأننا لم نقم بثورة ضد مبارك وحكم العسكر ثم نأتى بهم مرة أخرى، فهذا قمة الهراء.
- كيف تتطلعين لمستقبل مصر؟
سارة: لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال نتيجة لما نعيشه، ولكنى أعتقد أن المرحلة القادمة صعبة جداً.
بسنت: أنا متفائلة بمستقبل مصر، ولكن لن يكون ذلك إلا بعد القضاء على الإرهاب والقبض على كل من ثبت استخدامه للسلاح، وأتمنى من الإخوان المسلمين وكل من يؤيدهم الترفع عن المصالح الشخصية والعودة لصفوف الشعب المصري.
- إذا شاركتي في مظاهرة قادمة.. ما الرسالة التي تودي أن تهتفي بها؟
بسنت: عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف.
سارة: السياسة ليست للجيش.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: