خبراء: دعوات رفض أو قبول الدستور قبل اكتماله ''عبث'' وتكرار للأخطاء السابقة
كتب ــ عمرو والي:
انتقد سياسيون كافة الحملات التي خرجت بشأن قبول أو رفض الدستور، وذلك قبل إنهاء لجنة الخمسين لعملها، واصفين إياها بـ''العبث''، ولفتوا إلى أن ذلك يعد تكراراً للأخطاء السابقة، بعدما صورت تيارات الإسلام السياسي أن قبول الدستور الماضي يقود نحو الاستقرار والعكس، كما شددوا على ضرورة مشاركة المواطنين وإبداء رأيهم في الدستور.
وانطلقت عدة حملات للحشد حيث أعلنت حملة ''كمل جميلك'' الداعمة للفريق أول عبد الفتاح السيسي عن حشدها للتصويت بنعم ، فيما أطلق تحالف دعم الشرعية حملة '' قول لا للدستور ''، كما ظهرت حملة ''لا للظلام.. نعم للدستور'' على أحد القنوات التليفزيونية دون الكشف عن صاحبها.
واعلن محمد سلماوي المتحدث باسم لجنة الخمسين، في مؤتمر صحفي، أن المواد الكاملة للدستور بلغت 241 مادة منهم 51 في المقومات الاساسية و58 في الحقوق والحريات و132 مادة في نظام الحكم وهناك 39 مادة مستحدثة على أن يتم الانتهاء من عمل اللجنة 3 ديسمبر المقبل .
''المنتج النهائي''
واستنكر وحيد عبد المجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، فكرة تدشين حملات التأييد أو الرفض للدستور الجديد حتى إصدار المنتج النهائي وتفنيده لتحديد الموقف منه.
وأضاف عبد المجيد في تصريحات لمصراوي أنه يجب على الجميع التزام الصمت والانتظار، متسائلا: كيف لأي عاقل أن يصدر قراراً بالقبول أو بالرفض، دون الاطلاع عن المسألة محل البحث؟
وأشار عبد المجيد إلى أن الأهم هو أن يكون الرأي ناجم عن تفكير وتدقيق فيما قرأه.
وشدد عبد المجيد على ضرورة المشاركة المجتمعية والتعبير عن الرأي، لافتا في نفس الوقت إلى أن تشكيل أي حملة يتطلب ضرورة وضع هدف وأساس لها، وهذا لا يجوز عمله دون إعلان الشكل النهائي للدستور.
وأوضح عبد المجيد أن جبهة الإنقاذ لم تقرر الدعوة للحشد للتصويت على الدستور لحين صدوره بشكل نهائي ووجود توافق مجتمعي حوله.
من جانبه، أكد سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، إن تشجيع المواطنين للمشاركة في الاستفتاء على الدستور أمراً واجبا، مشيراً إلى أن ما تم إنجازه حتى الآن يعطي دلائل ايجابية، ولكن يجب الانتظار لحين صدور المسودة النهائية.
وأضاف عبد العال في تصريحات لمصراوي أن الحملات التي تم إطلاقها يجب أن تراعي عقد ندوات ومؤتمرات، لتوعية الجمهور وتحفيزه علي المشاركة، والتصويت على الدستور دون فرض رؤية خاصة عليهم.
بدوره، قال القيادي بما يسمى تحالف دعم الشرعية، المناصر للرئيس السابق محمد مرسي، أن التحالف لم يتطرق لأمر الدستور الجديد، مشيرا إلى الاتجاه القوي داخل التحالف يسير نحو رفض المشاركة فى عملية الاستفتاء أو الدعوة للتصويت بـ''لا'' لعرقلة خارطة الطريق.
وأضاف لـ مصراوي ان هناك حالة تربّص من اللجنة الحالية بالدستور بالهوية الإسلامية، وسعيًا للمساس بجميع بنودها، بشكل يشير إلى الحملة على الإسلام كدين وليس التيار الإسلامي فقط وإبعاده عن أي تأثير خلال المرحلة المقبلة.
''جهل وعبث''
ووصف جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، هذه الحملات بانها نوع من الجهل والعبث، مشيراً إلى كيفية الموافقة أو الرفض لدستور لم نعرفه بعد.
وأضاف لعودة في تصريحات لمصراوي أنه يجب على الجميع انتظار اللجنة حتى تخرج لنا ما قامت عليه على مدار شهرين من العمل، وبالتالي نستطيع إصدار حكم صحيح على الدستور سواء بالقبول أو بالرفض.
ولفت عودة إلى أن مثل هذه الأشياء تقحمنا فى صراعات دون قبول النقد أو النقاش من الطرف الآخر، مشيراً إلى توقعه بقبول مدني ورفض مسبق من جماعة الإخوان لهذا الدستور.
استنكر عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمى تجهيز حملات لحشد المواطنين لقبول الدستور والتصويت بنعم أو لا في الاستفتاء عليه قبل خروجه إلى النور دون قراءته أو تحليل مواده، معتبرا ان هذا يعد تكرار لسياسية جماعة الإخوان المسلمين وتكرار لأخطاء الماضي.
وأضاف الشريف لمصراوي أن كل هذه الحملات مرفوضة تماماً مشيراً إلى أن الشعب المصري أصبح يمتلك الوعى والقدرة الكافية للتعبير عن رأيه بدون وصاية من أحد.
وأشار إلى أن هذا الشعب على مدار الأعوام الماضية أعلن رفضه لأى محاولات للهيمنة والسيطرة عليه، مطالبا بوقف هذه الحملات فورا.
''أهداف مؤثرة''
من الناحية الإعلامية اعتبر صفوت العالم الخبير الإعلامي، إن هذه الحملات تعكس رغبة قوى متصارعة في جذب المجتمع إلى الضفة التي تقف عليها كل قوة بعيدا عن الضفة الأخرى، مشيرا إلى أن معظم الاعلانات تتعامل مع الدستور بشكل كلي لا تفصيلي.
وقال العالم لمصراوي ''شهدنا من قبل حملات مثل نعم للاستقرار أو قل لا للدستور، حيث يتكرر هذا المعني من وجهة نظر صاحب الرسالة الإعلامية''، لافتاً إلى ضرورة أن يصبح الهدف الأساسي عبر طرح تفاصيل لها علاقة بالدستور نفسه وبمواده في مادة مبسطة.
ويرى العالم أن مساعدة المواطن على الفهم والحصول على معلومات ومواعيد الاستفتاء وحث الجمهور على المشاركة وتوضيح مواقع اللجان دون التأثير عليه بعد إقراره هي المهمة المنوط بوسائل الإعلام تقديمها.
ولفت إلى أن المواطن المصري أصبح على وعي كبير يجعل تأثير إعلان تلفزيوني أو حملة غير وارد في تغيير أراءهم خصوصا وأن هذه الاعلانات تخدم صاحب وجهة النظر أي كان، مؤكدا اننا بحاجة لتوافر المصداقية حتى يصدقها المتلقي .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: