كواليس ضبط المتهمين بقتل ضابطي الأمن الوطني والقوات الخاصة (تقرير)
كتب - عاطف سعيد :
استيقظ أهالي مدينة قها بالقليوبية، وتحديدا بشارع العمري ، على أصوات طلقات نارية وضجيج، حاولوا الخروج لرؤية ما يجري، ففوجئوا بوجود قوات شرطة تحاصر الشارع بأكمله، ومنعت خروج أو دخول أي شخص، ثم تلاها صوت سيارة إسعاف تدخل الشارع لتنقل النقيب (أحمد سمير محمود الكبير) الضابط بقوات العمليات الخاصة، الذي استشهد على أيدي متهمين يُشتبه تورطهم في حادثي محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ومقتل المقدم محمد مبروك ، ضابط الأمن الوطني.
ارتفع صوت الرصاص مرة أخرى، بعد نقل الضابط، وأصيب متهمين، وعُثر بحوزتهما على خرائط توضح أماكن أقسام الشرطة ومديريات الأمن وطرق تصنيع القنابل، كما عُثر على (3) كشوف يحمل الأول منها أسماء ضباط مستهدفين، والثاني أسماء بعض الرموز والشخصيات السياسية بعضهم من جبهة الإنقاذ، والثالث يحمل أسماء بعض الإعلاميين ومدون عليه "استحلال دم الذين يروجون للكذب والضلال".
كيف كان يعيش المتهمون وسط الأهالي؟
من جانبه قال عبد السلام حماده، مدرس بمدرسة ترسا الإعدادية، ومن سكان الشارع الذي وقعت فيه المعركة، إن المتهمان مقيمان بالمنطقة منذ حوالي شهر، ولم يكن لهما أي تعاملات مع أي أحد- حتى لا يلفتا الأنظار إليهما- وأنهما أقاما بمنزل ملك (سيد جاد الله)، وشهرته "بلبلة" 55 سنة.
وأضاف عبد السلام، أنه منذ قدومهما للمنطقة، بدأت قوات الشرطة والجيش بتمشيط المدينة بأكملها، وعندما حاول الاستفسار، وردت إليه معلومة أن القوات تبحث عن إرهابيين خطيرين، حيث بدأ التمشيط بداية من عزبة الحسيني وعزبة الوقف والمدرسة الثانوي حتى توصلوا للمكان الأخير، حيث دارت المعركة.
بائعة الخضار
بدأت "أم علي" بائعة الخضار حديثها وهي تقول (حسبي الله ونعم الوكيل) حزينة على "شهيد الواجب الذي اُستُشهد على أيدي المتهمين" وقالت إنها شاهدت المتهمين لأكثر من مرة ومعهم (3) نساء منتقبات، لكنها لم تتعامل مع النساء في عملية البيع والشراء "للخضار" بل كان المتهمان يقومان بشراء احتياجاتهما منها بكميات كبيرة.
وتابعت "أم علي": ذات يوم، استفسرت من أحدهما عن زوجاتهما "لماذا لا يحضرون بدلًا منهما لشراء احتياجاتهما" فأجابها إنهن لا يتحدثن اللغة العربية.
وعندما علمت البائعة بحقيقة المتهمين، قالت "كنت انتقي لهم بيدي كل ما لذ وطاب..حسبي الله ونعم الوكيل".
تحريات المباحث
كانت معلومات سرية ، وصلت للواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بقيام اثنين من المتهمين الخطيرين الذين يتلقون تكليفاتهم من العناصر الخطرة بسيناء، لتنفيذ أعمال داخل القاهرة الكبرى والمحافظات، بالاختباء بشقة بمدينة قها بالقليوبية، وهم كل من (محمد.ف.ع) من التجمع الخامس و(أحمد.م.ع) من البراجيل بمحافظة الجيزة، وأنهما أقاما بالشقة ، عقب الهروب من القاهرة في أعقاب حادث كنيسة الوراق.
خطة الداخلية
بعد عرض المعلومات على اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، قام بتكليف اللواء سيد شفيق، مدير مصلحة الأمن العام، بالتنسيق مع اللواء محمود يسري ، مدير أمن القليوبية، بوضع خطة لضبط المتهمين، وتنفيذ عملية الهجوم دون أن يشعروا ، مع مراعاة أنهم يقيمان وسط كتلة سكنية، فتم اختيار أكفأ الضباط لتنفيذ المهمة، والدفع بتشكيلات أمنية كبيرة، وفرض كردون أمني حول المنطقة ، وسد المنافذ التي يمكن أن يهرب منها الجناة ، وإغلاق الشوارع والطرق الفرعية والرئيسية.
دخلت القوات لمكان اختباء المتهمين في صمت ، وفجأة تبدل الصمت لمعركة، وتبادلت الشرطة إطلاق الرصاص مع المتهمين الذين شعروا بتضييق الخناق عليهم داخل الشارع ، حتى لا يتمكنا من الهرب، ووسط إطلاق النيران الكثيف ، أُصيب النقيب أحمد سمير محمود الكبير، من قوات العمليات الخاصة ، بطلق ناري بالصدر، فقام أحد زملاؤه بحملة بمساعدة بعض الجنود، وتم نقله للمستشفى، لكنه أستُشهد فور وصوله لها، وانتهت المعركة بضبط المتهمين بعد إصابتهما.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: