لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

النازحون السوريون.. يضعون لبنان أمام تحدي تأمين المأوى والتمويل

02:38 م الأحد 24 نوفمبر 2013

بيروت - ( د ب أ):

يرزح لبنان تحت وطأة الأزمة السورية ، التي دفعت بأكثر من 816 ألف نازح سوري ، إلى لبنان ، ينتشرون في كافة المناطق اللبنانية ، ويضعون لبنان أمام تحدي تامين المأوى والتمويل.

ويرى البعض أن تزايد أعداد النازحين السوريين إلى لبنان بات يخلق الكثير من الضغوطات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والديموغرافية في بلاد الأرز، في ظل شح التمويل الكافي لمساعدتهم ، مما دفعهم للعمل بأجور زهيدة ، لتأمين لقمة العيش والمأوى .

وقال تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان وزع مؤخرا إن مجموع عدد النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها بلغ أكثر من 816000 شخص، بينهم 735000 شخص مسجلون، و 81000 شخص بانتظار التسجيل.

ويستفيد النازحون السوريون المسجلون لدى المفوضية من عدة مجالات بينها قسائم شرائية للتغذية، تعليم مجاني لأولادهم، مساعدات صحية للأطفال ما دون الخمس سنوات، والنساء الحوامل، والمسنين، والحالات الطارئة، كما يحصلون على رعاية صحية في المستوصفات، ومعاينات طبية بكلفة رمزية، أما الإيواء فالإفادة منه بحسب معايير الاستضعاف .

وقالت المسؤولة الإعلامية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت، دانا سليمان، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن "المساعدات المادية التي تقدمها المفوضية لا تصل إلى كل المسجلين من النازحين ، بسبب عدم وجود التمويل الكافي الذي يغطي جميع النازحين".

ورأت أن " المفوضية وشركاؤها، يواجهون مشكلة التمويل، واستيعاب أعداد متزايدة من النازحين السوريين بشكل عام"، مشيرةً إلى أن "لبنان طاقاته محدودة والبنية التحتية ضعيفة، فالتحدي هو كيفية تأمين التعليم ومراكز إيواء أفضل للنازحين ، وتلافي المشاكل الصحية".

وبالرغم من وجود العديد من الجهات المانحة التي تؤمن التمويل لمساعدة النازحين السوريين في لبنان.. إلا أن هذا التمويل يبقى غير كافٍ لسد حاجات هؤلاء النازحين.

أما أبرز الجهات المانحة فهي أمريكا والاتحاد الأوروبي والكويت، إضافةً الى دول أخرى كالسويد وغيرها من الدول الأوروبية، لكن عدداً من دول الخليج لا يساهم في عمليات التمويل .

المدارس لا تكفي

وقالت سليمان "إن لبنان يفتقر للمدارس الكافية التي تستوعب كافة التلاميذ النازحين من سوريا، لذلك يتم استخدام المدارس في دوام ثانٍ بعد الظهر لتدريس هؤلاء النازحين".

وذكر تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، أنه "من بين نحو 280000 طفل سوري في سن المدرسة، تمّ تسجيل أكثر من 20000 طالب في المدارس حتى هذا التاريخ. مضيفاً أن حوالي 90 في المئة من الأطفال النازحين السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 6-17 عاماً لا يزالون متسربين من المدارس".

وأضافت سليمان أن "16 دولة اوروبية كانت أعلنت في وقت سابق عن استعدادها لترحيل حوالي 10 آلاف نازح سوري من لبنان، ولكن هذه العملية لا تزال مقتصرة على المانيا التي عملت على ترحيل أكثر من 300 نازح سوري، من أصل 5000 شخص من المقرر ترحيلهم".

وتابعت سليمان "نعمل لتلبية حاجات النازحين السوريين بالتنسيق مع أكثر من 70 شريكا ، ففي الصحة يتم التركيز على النساء الحوامل والأطفال دون الخمس سنوات، والمسنين، ويتم تغطية حوالي 75 % من تكلفة الاستشفاء للحالات الطارئة فقط بسبب نقص في التمويل، أما على مستوى التغذية فقد كانت المفوضية وشركاؤها يوزعون قسائم شرائية لكافة النازحين، أما الآن فيتم التركيز على الأكثر حاجة ، ونسبتهم تشكل 70% من مجمل النازحين المسجلين لدى المفوضية، وذلك بسبب تحفيز النازحين القادرين على تلبية حاجاتهم من جهة، وضعف القدرة التمويلية للمفوضية من جهة أخرى".

ويرى البعض أن هناك مشكلة أساسية يواجهها لبنان مع النازحين السوريين، تتعلق بالمنافسة على فرص العمل مع تدني الأجور ووجود آثار سلبية على الحياة اليومية للمجتمعات اللبنانية التي تستضيف النازحين.

تزاحم العمالة

وكانت الهيئات الاقتصادية اللبنانية حذرت في بيان، من أن عمالة اللاجئين السوريين بدأت تزاحم العمالة اللبنانية، وطالبت المسؤولين اللبنانيين والمعنيين بضرورة تنظيم العمالة السورية .

وقال أبو أحمد الذي تواجد أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت والذي فضل عدم ذكر اسمه كاملاً لوكالة الأنباء الألمانية "أقيم في منطقة بكفيا في جبل لبنان، منذ حوالي السنة والنصف، حيث أجّرت منزلاً هناك، واليوم سجلنا اسماؤنا لدى الأمم المتحدة ، لقد علمنا أنهم يوزعون قسائم بقيمة 40 الف ليرة لبنانية عن كل شخص، في كل شهر، وهو مبلغ زهيد".

وأضاف "أنا أعمل حالياً في مستودع معمل في منطقة بكفيا في جبل لبنان ، تحت رحمة اللبنانيين بعدما كنت في بلدي سيدا، ولدي ثلاثة أولاد أحدهم ترك دراسته والآخران يذهبان إلى المدرسة، لكن أجري لا يكفيني لتسديد قيمة إيجار البيت الذي يبلغ 500 دولار أميركي، وإيجار نقل طفليّ إلى المدرسة".

وتابع ابو أحمد "ناكل الأرز والبرغل طيلة الشهر، أحياناً نتمكن من أكل اللحمة مرة في الشهر، وأحياناً لا نتمكن من ذلك".

وقال "سمعنا عن جمعيات خيرية تقوم بتقديم المساعدات للنازحين لكننا لم نر أحداً منهم في منطقة سكننا، لكن وفداً من الأمم المتحدة زار المنطقة وسأل عن أماكن سكن النازحين السوريين غير المسجلين لدى الأمم المتحدة وجئت معهم مع زوجتي وأولادي والعديد من اللاجئين غيري لكي نقوم بتسجيل أسمائنا لديها".

وأضاف "أطلب من الله أن يخلصنا من الهجمة على الشعب السوري وليس على النظام، مشيراً إلى أنه "لا توجد إمكانية للعودة الى سورية حالياً لأن أمامنا إما القتل أو الاعتقال، لقد كنت تاجراً كبيراً ولكن بيتي هدم ولا أملك حالياً اي شيء".

وقال عبد القادر من ريف حلب الذي كان يبيع القهوة قرب مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت، والذي فضل عدم ذكر اسمه كاملاً لوكالة الأنباء الألمانية "أنا هنا منذ أربعة اشهر، هدم بيتي في سوريا، ولا أعرف أهلي إلى أين ذهبوا، أما أنا فأتيت الى لبنان مع أولاد عمي، ونحن نقوم ببيع القهوة متنقلين من مكان إلى آخر حتى نتمكن من دفع قيمة إيجار المنزل الذي يبلغ 300 دولار أميركي".

وأضاف عبد القادر "أن الوضع في سوريا أفضل من لبنان، وعندما تهدأ الأعمال العسكرية، سوف أعود فوراً".

وقال تركي شحادات من درعا الذي يبيع الألعاب قرب مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت لوكالة الأنباء الألمانية "أتيت إلى لبنان منذ حوالي ثلاثة أشهر وذلك بسبب الأحداث في سوريا، وأطالب الدول الكبرى، بوقف نزيف الدم في بلدي". مضيفاً إن " الضحايا معظمهم من المدنيين الابرياء".

وأضاف "لقد شردت عائلتي بسبب الأحداث حيث ذهب عدد من بناتي إلى مخيم "الزعتري" والبعض الآخر بقي في سوريا، وأتى غيرهم إلى لبنان "

وتابع شحادات "استأجرت بيتاً في منطقة "برج ابي حيدر" في بيروت ، ولكني لا استطيع أن أدفع تكاليف الإيجار وربما سوف انام تحت "جسر الكولا" (في بيروت)".

وقال "أتمنى أن تتوقف الحرب في سورية حتى أعود إلى بلدي".

وبالرغم من الجهود التي تبذلها المفوضية وشركاؤها، في سبيل تلبية حاجات النازحين السوريين، إلا أن هذه الحاجات تبقى اكبر بكثير من قدرات المفوضية .

ويأمل اللبنانيون والسوريون انتهاء الأزمة السورية، وعودة الأمن والاستقرار إلى سورية ، حتى يعود النازحون الى وطنهم.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان