خبراء: النخبة المصرية في ''صراعات'' وعليها الاعتزال
كتبت - نور عبد القادر:
توالت الموجات الثورية على مصر، وحتى الآن لم تصل البلاد بعد لمرحلة الاستقرار من خلال برلمان قائم ورئيس دائم للبلاد، ولعل مسؤولية تلك الأوضاع يقع عاتقها على النخبة السياسية التى تقود العمل الجماهيري والسياسي في البلاد.
عانت تلك النخبة مؤخرا من حالة من الصراع والانقسام الذي أدى لنتائج سلبية، وهو مانسعي لرصده من خلال تلك القيادات التى تصف الوضع الحالى للقيادات النخبوية وما وصلت إليه.
لم تعتد العمل الجماعي
يري أحمد فوزي، عضو حزب مصر الديمقراطي، أن النخبة السياسية بمصر مثلها مثل بقية المجتمع المصري تعاني من نفس السلبيات ولديها نفس المميزات، ومن ثما علينا التأكيد ان المجتمع المصري بشكل كامل عاني من حرمان العمل السياسي، ولم تعتد الجماهير على العمل الجماعي، بل كان أساس العمل لفترات طويل هو المشروع الفردي.
وأوضح ''فوزي'' أن جميع الأحزاب السياسية الحالية والحركات الفاعلة عمرها لا يتعد ثلاث سنوات، وأغلب تلك الفترة لم تتمكن من العمل والبناء لدخولها في صراعات مع المجلس العسكري ثم الإخوان المسلمين، وهي صراعات متتالية أجهدت القوى السياسية والنخبة بها .
وألمح إلى انه بالفعل تحاول النخبة إنجاز الفترة الانتقالية والوصول لدستور وبرلمان، ثم إجراء الانتخابات الرئاسية، منوها ان هناك أطراف أخرى في العمل السياسيين غالبا ًما تستنزف جهود النخبة السياسية في صراعات جانبية .
ويبدي ''فوزي'' مخاوفه من استمرار الوضع الحالي وحالة الصراع بين النخبة الحالية من جهة والثوار والإخوان من جهة أخري، وهو الأمر الذي قد يؤدي لعودة دولة مبارك أو الإخوان مرة أخرى –على حد قوله-.
عاجزة وممولة
أما أحمد حسن، عضو الحزب الناصري، فأشار إلى وجود العديد من المتغيرات التي طرأت على الدول العربية بشكل عام وعلى مصر بشكل خاص بسبب الثورات المتتالية، في الوقت الذي لم يكن هناك حينها نخبة سياسية قادرة على استيعاب الوضع الجديد.
وينتقد ''حسن ''عقول النخبة السياسية'' معتبرا أنها لم تستوعب مفاهيم الثورة ومتطلباتها، وهو الأمر الذي جعلها عاجزة عن تقديم حلول للأوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد.
وعلل ذلك بإن الحكومة الحالية هي ''نخبوية'' ومع ذلك لم تقدم جديد، ولم تتمكن من تحقيق متطلبات الثورة والجماهير العريضة، ولكنها تقدم فقط مسكنات للمشاكل الراهنة.
وفسر ''حسن'' ذلك بأن تلك النخبة تقدم حلول تم استخدامها منذ أربعون عاما ً ولا يوجد بها كفاءات او خبرات، ومازالوا يتعاملوا بمنطق رجال الدولة .
وافاد أن ما يحدث من قبل بعض القيادات التابعة للنخبة هو جزء من مخطط أمريكي ''للآسف تساعده بعض تلك القيادات وتحصل على تمويلات ولديها أجندات أجنبية'' يقول عضو الحزب الناصري.
وانتقد ما يحدث من قبل بعض القيادات التى تدعي الوطنية وخوفها على مصالح البلاد، ولكنها في حقيقة الامر ترعى مصالح شخصية ولا تنظر لمصلحة البلاد، ويسعوا فقط للمراكز والمناصب والشو الاعلامي، والستفادة من ثورات الشعب ضد الظلم.
وأضاف أن حالة الصراع التى نشبت بين القوى الثورية والسياسية وتخوينها بعضها البعض وسعي كل فئة وطرف احتكار العمل السياسي دون الاخر، أدي لتحويلهم من كتلة وطنية تعمل لصالح الشعب لفئات متنازعة تسعى كل منها لمصلحتها دون النظر لمصلحة المجتمع.
نخبة دفعت الثمن
أما عبد الغفار شكر، القيادي بجبهة الانقاذ، فانتقد الهجوم غير المبرر على النخبة المصرية، ووصف أغلب النخبة بالوطنيين الذين قضوا أغلب سنوات عمرهم بالسجون والباقي من هذه السنوات في النضال بالمظاهرات .
وأكد ان النخبة المصرية سعت منذ نظام مبارك وقدمت مصالح الوطن على مصالحها ودفعت الثمن في المعتقلات والسجون، ولكن المتغيرات الحالية سريعة للغاية ومتداخلة الأطراف وهو ما لم تستوعبه النخبة السياسية.
ويعترف ''شكر'' أن بعض تلك القيادات التابعة للنخبة المصرية سعت لركوب الثورة واستغلالها لمصالحها الشخصية، ولكن بمرور الوقت أنكشف امرهم ولم يعد تواجدهم مؤثر على الساحة السياسية .
وانتقد تركيز بعض القيادات السياسية على الوصول للسلطة كأداة للتغيير، دون التركيز على الوسائل الاهم كالتعليم والتوعية والتثقيف، ومن ثما وضعت أعينها على السلطة بدلا من متطلبات الشعب.
وطالب ''شكر'' القيادات الحالية بأن تتحلى بالابتكار والتغيير لواقع المجتمع ومحاولة إنكار الذات والبحث عن حلول توافقية للمشاكل الحالية للأزمة المصرية.
لا وجود للنخبة
يعلق حازم عبد العظيم، الناشط السياسي، ويقول ''لا نخبة سياسية موجودة الان''، معربا عن أسفة لفشل هذه النخبة، مدللا على ذلك بأن الحكومة الحالية تضمن أغلب القيادات التابعة للنخبة السياسية ومع ذلك لم تقدم ما يريده الشعب، و''محمد البرادعي'' أيضا من تلك القيادات وانسحب من منصبه تاركا ً البلاد .
وأشار ''حازم'' بان النخبة الحالية هى النخبة الإعلامية، التى استطاعت التأثير وحشد المواطنين للنزول خلال مظاهرات 30 يونيو، رغم أن الاحزاب السياسية والحركات الثورية لم تتمكن من ذلك.
وطالب النخبة الحالية بإن تعتزل العمل السياسي طالما لم تقدم ما يريده الشعب، وتترك الأمر لمن لديه القدرة على العطاء .
وقال ''لأاسف النخبة تتعالى على الشعب وترى انه ليس جدير بالثورات وانها الاولى بالإدارة وهى التى ترى الصواب لوحدها، اما الشعب فلا يملك حق الاختيار والقرار، ومن ثم تحتكر النخبة إرادة الشعب وتريد توجيها دون النظر لإرادته واختيارته حتى لو كانت ضد تطلعات النخبة ''.
ليؤكد في نهاية حديثه بان النخب السياسية الحالية لم تنجح في إقامة مؤسسات ديمقراطية ولم ترسخ القيم الاجتماعية والأخلاقية للتحول الديمقراطي السليم، ولم تقم بالمهام المنتظرة للإصلاح، كما انها وصلت لمرحلة من الاستقطاب بعد 30 يونيو أدت إلى صراع نخبوي من جهة وشعب لا يستجيب للنخبة ويبحث عن بدائل أخرى لم تقدمها النخبة له سواء المتواجدة في الحكم أو المتواجدة داخل الأحزاب والحركات .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: