لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بين التغيير ومخالفة التقاليد .. ''أولتراس بنات ثورية''

01:01 م الجمعة 29 نوفمبر 2013

القاهرة – (دوتشه فيله):

ظهرت في مصر مؤخراً حركة نسائية جديدة بثوب إسلامي تسمى ''أولتراس بنات ثورية''، للتنديد بما تطلق عليه ''الانقلاب على الشرعية''. فهل تمثل الحركة تفاقماً لظاهرة اجتماعية أم هي ذراع جديد لجماعة الإخوان المسلمين في الصراع السياسي؟

مشهد جديد على المجتمع المصري أن تخرج سيدات وفتيات ينتمين إلى عائلات محافظة وإلى تيار ديني إلى الشوارع ليشاركن في مسيرات للتنديد على ما يسمونه ''الانقلاب العسكري''. وقد نجحت تلك الفتيات، اللواتي أطلقن على أنفسهن اسم ''أولتراس بنات ثورية''، في جذب الأنظار إليهن، لاسيما عبر موقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك''، إذ وصل عدد المعجبين بصفحتهن هناك إلى 18.000 شخص حتى الآن، رغم أنه لم يمض على إنشاء الصفحة سوى أسبوعين.

وتقول إسراء محمود، إحدى مؤسسات مجموعة ''أولتراس بنات ثورية''، في حديث مع DW عربية: ''لم يكن صوت النساء مسموعاً وسط المسيرات''، مضيفة: ''تواجه فتيات كثيرات هذه المشكلة أثناء مشاركتهن في المظاهرات''. لذا، كان من المهم البحث عن أدوات يمكن استخدامها حتى يصبح صوتهن عالياً، ومن هنا جاءت فكرة الطبول.

وترى إسراء أن تزايد وتيرة اعتقالات البنات والاقتناع بأن الأذى وصل إليهن هو من شجعهن على إنشاء صفحة على ''فيسبوك'' لتسهيل التواصل بينهن. وعن علاقة حركتهم بحركات الألتراس الرياضية، توضح إسراء بالقول: ''نحن نقتبس منهم وسائل التشجيع فقط''، معتبرة أن الهدف من الطبول والشعارات هو ''إيصال صوتنا وأننا موجودون''.

وفي السياق ذاته، أوضحت مؤسسة المجموعة أن أهم إنجازات ''أولتراس بنات ثورية'' هي أنها باتت أمراً واقعاً، مضيفة أن مجموعة تبنت الآن شعاراً صوتياً عبارة عن أغنية ''كانت دايماً جدعة''، على غرار أغنية ألتراس النادي الأهلي ''كان دايماً فاشل''. وتقول كلمات الأغنية: ''كانت دايماً جدعة، حرة وثورية تهتف بكرامة عدل وحرية، على العز خلاص البنت اتربت وتساوي بدل الراجل ميه''.

اعتراضات على كونهم بنات
ورغم العديد الكبير من المؤيدين لهذه المجموعة في العالم الافتراضي، إلا أن عدداً كبيراً من مؤيدي الإخوان المسلمين انتقدوا هذه المبادرة، لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار عضوات المجموعة بنات محافظات وأن ذلك مشهد غير مألوف عليهم. حول ذلك، تعتبر إسراء محمود أن رفضهن من قبل البعض جاء لسببين – الأول التوجس من الملاحقات الأمنية ضدهن والثاني كونهن بنات. لكنها أكدت أن هذه الآراء بدأت تتلاشى بصورة كبيرة بعد تيقنهم أن طريقتهم لا تخل بالآداب.

وأكدت مؤسسة ''أولتراس بنات ثورية'' أنهن لم يتعرضن لأي ملاحقات أمنية حتى الآن، مشيرة إلى أن قدرتهن على الحشد كبيرة، فالمسيرة تبدأ بعدد قليل ثم تتضاعف، على حد قولها. وتستدرك إسراء بالقول: ''نحن لا نخشى شيئاً، فأسرنا تعرضت للإصابات والقتل''.

ورغم ظهور حركات نسائية كثيرة داخل وسط الأخوات المسلمات، مثل ''نساء ضد الانقلاب''، إلا أن إسراء ترى فرقاً كبيراً بينهن وبين تلك الحركات، ذلك أن تلك الحركات لا تنزل إلى المظاهرات على شكل الألتراس وأنها تهتم بوضع المرأة بعد الانقلاب، بينما تقوم مجموعتهن بالهتاف وتشجيع المتظاهرين.

بين مؤيد ورافض للمجموعة
انتشار تلك المجموعات التي تؤسسها وتقودها مصريات يثير الغضب في صفوف أنصار جماعة الإخوان المسلمين. ويقول محمد نبيل، الذي يعمل طبيباً في مستشفى القصر العيني ويؤيد الإخوان: ''التيار الإسلامي يدعو إلى الالتزام''.

ورغم إيمان نبيل بالفكر الثوري، إلا أنه مع الالتزام بمبادئه، حسب قوله، مضيفاً: ''الغرب في المظاهرات يتبع أساليب غير مألوفة على مجتمعنا مثل خلع الملابس، وتتحقق مطالبهم. لكن هذا لا يعني تقليدهم، فكل شخص يتحرك تحت سقف مبادئه ومجرد ترك هذا السقف يضعفه ويكثر أخطاءه''.

ويشير محمد نبيل إلى أن ''الفكرة أنهن أخوات واللجوء إلى هذه الوسائل يعرضهم لانتقادات أكثر باعتبارهن محافظات، خاصة وأن شعبية الإخوان تزداد بسبب تعرضهم للظلم''.

لكن خالد عيد، الذي يدرس في جامعة الإسكندرية ويناصر الإخوان أيضاً، يؤيد فكرة هذه المجموعة باعتبار أنهن ''أحرار'' ومسؤولات عن قراراتهن''. ولا يتفق عيد مع اعتبار المجموعة ذراعاً سياسية للإخوان المسلمين، مؤكداً على تمتع هذه الجماعات بالحرية، خاصة وأن الإخوان أنفسهم اختلفوا حول هذه الفكرة.

أما نهال سعد زغلول، الناشطة السياسية في حركة ''بصمة ضد التحرش'' والتي كانت موجودة بصورة مستمرة في ميادين مصر للتعبير عن رفضها لممارسات حكم الإخوان المسلمين، فهي تشجع أيضاً ظهور مثل هذه المجموعات. وتقول: ''كل شخص لديه حرية التعبير عن رأيه أياً كان انتماؤه، والتجديد في وسائل التعبير يكون مفيداً''.

وتتابع نهال: ''نحن نعيش في مجتمع ذي معايير مزدوجة، بمعنى أننا نحبذ ما يفعله أهلنا وعشيرتنا وننتقده عندما يفعله الآخرون''.

''ظاهرة اجتماعية وليست سياسية''

من جهتها، تعتبر الدكتورة شادية قناوي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، في حوارها مع DW عربية، أن انتشار ظاهرة أولتراس بنات هي ظاهرة اجتماعية وليست نشاطاً سياسياً، موضحة أن الحركة نتاج تفاعلات اجتماعية.

وتقول الدكتور قناوي أنهن ''بنات يمارسن نفس السلوكيات التي يمارسها شباب الأولتراس، لأنها من وجهة نظرهن تعبير عن حرية الرأي والتعبير''. وتعتبر قناوي أن هذه الظاهرة سلبية وضارة بالمجتمع، لأنه ينتج عنها انتشار العنف.

ولا ترى أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس في انتشار مثل هذه الحركات تغييراً في دور المرأة، ذلك أن المرأة منذ أمد بعيد لديها نشاط سياسي يظهر بصورة واضحة في الأزمات وأثناء التحولات الاجتماعية الشديدة في فترات الاستقرار، حسب قولها، وبالتالي، فإن مشاركتها سياسياً واجتماعياً أمر مقبول.

وتعتبر الخبيرة الاجتماعية أنه في حالة تعرضهن للأذى من قبل قوات الشرطة، فلن يترك ذلك آثاراً نفسية عليهن، لأن الآثار النفسية لدى المرأة تتكون عندما يكبت رأيها، على حد تعبيرها.

وفي نظرة تحليلية للموضوع، يرى محمد عز العرب، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول استخدام تكتيكات مختلفة داخل المجتمع المصري، عبر استغلال أي عنصر لخدمة مصالحها. لكنه يرى أن تأثيرها سيكون ضعيف لأن فرص الجماعة تتلاشى، على حد رؤيته.

ويعتبر الخبير السياسي أنه في حالة انتهاك القواعد سيتم التعامل معهن كما يعامل الرجال، لأن القانون يطبق على الجميع دون تمييز بين الجنسين.

ونوّه عز العرب إلى أهمية الشرطة النسائية باعتبارها الحل الأفضل للتعامل معهن في حالة خروجهن عن القانون.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان