إعلان

برسالة من 187 صفحة.. بدأت حدوتة حب ''مفيد فوزي'' و''آمال العمدة''

06:59 م الثلاثاء 05 نوفمبر 2013

كتبت – هند بشندي:

حديث الإعلامي مفيد فوزى دائما ذو رونق، فهو صاحب الكلمات المنتقاة بحرفية، ومع ذلك عندما يتحدث عن الغائب الحاضر في حياته فالحديث هنا له مذاق أكثر سحرا وجاذبية.

آمال العمدة.. الإذاعية القديرة، صاحبة الصوت الدافئ، هي أيضا ''فاكهة رمضان'' ببرامجها الإذاعية المميزة كما يصفها مفيد فوزي، كما أن ''بنت العمدة'' هي زوجه مفيد وشريكة رحلته، وأم ابنته ''حنان'' الكاتبة والصحفية، وجده حفيده الوحيد ''شريف''.

''4 نوفمبر'' يوم خاص في حياتهما.. فقد حرصت آمال ان تحتفل مع ''حبيبها'' بعيد الحب المصري من كل عام .. الكاتب الصحفي والإذاعي، صاحب الفكر، ذو الشخصية العقلية لا ينكر ان الجانب الرومانسي في حياته مهم جدا، فكيف يحيا الإنسان بدون الورد والعطر والكلمة الحلوة وكافة التفاصيل الصغيرة.

اللقاء الأول

في الأقصر كان اللقاء الأول، يتذكر مفيد فوزي خلال حواره مع ''مصراوي''، تفاصيل اللقاء كأنما حدث بالأمس القريب، ''ما يتعلق بآمال محفور برأسى بل مرسوم بها كالوشم''... هكذا يقول.

في بهو أحد الفنادق بالأقصر جلس مع صديقه عبد الحميد يحيي، يتحدثا عن موضوعه الصحفي الذي يدور حول السياحة هناك، ليلاحظ مفيد فتاة ايطالية ''شيك'' تتحدث الإنجليزية بطلاقة وتتحرك بخفة شديدة.

ليسأل صديقة عن المرشدة الايطالية فيكتشف أنها مصرية وانها ابنه عائلة ''العمدة''، نادى عليها يحيي كثيرا ''آمال.. آمال'' لكنها لم تلتفت إلا بعد أن نادها قائلا ''يا بنت العمدة''، وهنا كان التعارف الأول، اكتشف فيه مفيد أن آمال من متابعي عمله الصحفي بمجلة صباح الخير.

وخلال إقامته بالأقصر، ذهب مع أحد الأفواج السياحية، واستمع إلى شرحها، وهناك تحدث معها أكثر وسألها عن تفاصيل تخص حياتها، وبعد عدة أسئلة قالت له ''اتكلمت معاك كصحفي لأن عندك فضول''، فرد عليها ''لا الحقيقة هو أكثر من الفضول''، واتفقا على اللقاء في السابعة مساء ليجيب عن سؤال ''من انت؟''.

لقاء الساعة سابعة كان سبب في حدوث درجة من الارتياح، ويقول مفيد ''الارتياح هو الخط الموصل لصداقة والصداقة اذا دخلها الدفء تتحول لحب والحب اذا أصبح لا غنى عنه يتوج بزواج'' هذا هو الخط الطبيعي، الموصل للزواج بالنسبة لمفيد فوزي.

بعد هذا اللقاء لم يفكر مفيد بالزواج من آمال لكنه كان يشعر نحوها بالاحترام لأنها استطاعت أن توجد لنفسها مكانة لديه، مما ترتب عليه لقاءها مرتين أسبوعيا.

موطن العشاق

''كازينيو تريومف'' بمصر الجديدة المعروف بأنه موطن العشاق آنذاك كان مكان لقاءهم الدائم، بسبب قربه من منزلها بمصر الجديدة.

وبعد عدة لقاءات سافر ''مفيد'' في رحلة عمل إلى المانيا استغرقت 21 يوما، كان يرسل لها خلالها خطابات لا تحوي كلمات كثيرة، فكل محتواها أربعة أسطر، يقول ''لم اكن اكتب لها حبيبتي ولا صديقتي ولا عزيزتي، كنت اكتب فقط آمال''، وكانت هي تحادثه تليفونيا على رقم الفندق الذي يقيم فيه.

شعر مفيد خلال هذه الفترة بإحساس مختلف فيقول ''حسيت وقتها بوحشه شديده لها''، وعاد من هناك وكانت في استقباله في المطار بصحبه صديقتيه نادية لطفي وسميحه أيوب، وعاد وبدأ يكتب مقالات عن رحلته وصلت إلى 13 مقالا نشرت على 13 أسبوعا وحملت عنوان ''سافرنا أوروبا''.

رسالة العمر

وفي عيد رأس السنة، أهدت له آمال هدية داخل مغلف أبيض مصحوب بكارت يحمل كلمات ''كل ثانية وأنت طيب''، ويقول ''تصورت أنها كاميرا أو رابطات عنق لكني وجدتها كشكول!''
يفتح الهدية ليكتشف أن الكشكول عبارة عن أطول رسالة جاءته في عمره، رسالة مكونة من 187 صفحة تعلق فيها آمال على الـ13 مقالا، ويقول ''استطاعت في تلك اللحظة آمال أن تدخل إلى قلبي من منطلق مغازله رأسي، واكتشفت انها عندها دأب شديد جنوني على متابعة ما اكتب''.

يعتبر مفيد فوزي أن هذه الهدية ''أطول رسالة في العمر'' والهدية الأولى هي أحلي ما اهدت له آمال، مازال يقف في المكتبة عند ''الكشكول'' يشتم الصفحات المعبأة برائحه الزمن يتأمل في السطور، يسرح في خطها، وفي النون المقلوبة التي كانت تميزه.

من باب اهتمامها بعمله دخلت آمال قلب ''مفيد فوزي'' فيقول ''استطاعت ان تغزو نقطة الضعف في شخصيتي''، وهنا زاد الاعجاب حتي تملك منه تماما ودخل في منطقة حب شديدة جدا.

وكسبت الرهان

''مفيد عايز آمال'' جملة مباشرة وبسيطة القاها والده على مسامع والدتها، وفي كنيسة بمصر الجديدة كان الزفاف.

''المال لا يقف أمام الحب والزواج''.. لم يكن مفيد قد أصبح في هذا الوقت الكاتب والإعلامي المشهور، ''كنت غلبان لا املك المال'' خلال هذه الفترة من العمر كان مرتبه من دار روز اليوسف 18 جنيها و20 قرشا.

آمال هي من اشترت الدبل، وهو تولى دفع أقساط السجادة التي تكلفت خمس جنيهات شهريا، وهنا يتذكر ان في شهر لم يدفع القسط الخاص به.

وتحت منزله في 13 شارع محمد حافظ، قدم صاحب القسط واستمر في الصياح مطالبا بال''5'' جنيه ونزل مفيد متوسلا له واعطي له جنيهان ونصف على ان يسدد باقي المبلغ.

آمال تزوجت مفيد ''الغلبان'' ماديا ''الغني'' فكريا ومستقبليا، فيقول ''هي راهنت عليا كانت دائما تقول تزوجت من قبط مصر الواعدين''، ظلت آمال خطوة بخطوة بجانبه حتى ''وقفت على رجليا'' كما يروي.

ومضت بهم الحياة في رحلة وصفها بانها كانت ''هناء هناء يتخلله بعض الشقاء''، ويقول ''لا يمكن عبور الشقاء، فالشقاء قدر في حياه الإنسان لا يوجد حب به هناء مطلق هذا يسمي حب ''اهبل''.

ينفي مفيد ان الحب يقتل بعد الزواج لكنه يقول انه يتحول لصداقة، وهذا يعتمد على عقليه الزوجان، لكن ''زن الاخرين''، هو أصعب ما كان يواجههم في الحياه.

اقتصرت معظم الخلافات بينهما على غيرتها النسائية، لكن اذا غضب مفيد وسافر إلى الإسكندرية يكفية مكالمة منها ''مفيد تعالي''، ليتلاشي اي خلاف.

دقائق كالدهر

سافرا سويا كل بلاد العالم، ثم مرضت آمال، سافرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لكن الدكتور بشكل صادم قال ان مرضها في الهزيع الأخير.

يقول عن هذه الفترة ''أيام طويلة جدا، ودقائق تمر كأنها دهر، كنت اشعر ان كل ثانية سيكون لها ثمن وقيمة''، واختارها الله بجواره في 11 مارس 2002 قبيل عيد ميلادها بأيام قليلة.

يتعجب ''مفيد'' ممن يقول له ''تعيش وتفتكر''، وكان رده الدائم عليهم ''أنا فاكر كل دقيقة، آمال هي الغائب الحاضر في حياتي''، ولا تمر ذكراها في مارس من كل عام الا وقد كتب عنها مفيد ''مقال''.

ورغم ان الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل اقترح عليه ان يتزوج ليحظي بالصحبة في حياته، ورغم انه لا يعتبرها خيانة أو خطيئة الا انه رفض مقررا ان يكتفي بالزواج من ''ابنة العمدة''.

تلك هي حدوتة العلاقة بيني وبين آمال .. هكذا ينهي ''مفيد فوزي'' الكاتب الصحفي والإعلامي الحوار عنها..

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان