''لوحة الموتى''.. وثق ذكرى من رحلوا بطريقة مبتكرة
كتب- محمد أبو ليلة:
في أوائل عام 2013، كان الصراع السياسي محتدم في مصر، وعشرات من القتلى والجرحى تتساقط، لذا فكر ''وسام يوسف'' في طريقة جديدة لتخليد ذكرى هؤلاء الضحايا.
قرر وسام ومعه مجموعة من أصدقائه أن ينشأوا موقعا إلكتروني متخصصا في توثيق حالات الوفاة، يضاهي صفحة الوفيات في الجرائد القومية أسموه باللغة الإنجليزية (dead board) أي لوحة الموتي.
ويعتبر ''لوحة الموتي'' أول موقع اجتماعي متخصص في توثيق حالات الوفاة، لكل الشخصيات عامة أو خاصة، فنانين وسياسيين، مواطنين عاديين قتلوا في أحداث مختلفة، أو توفوا لأسباب طبيعية.
''حبيت أدور على فكرة جديدة تخدم الناس ولو معنويا'' هكذا يوضح وسام لمصراوي، عن الهدف من انشأ الموقع، ويقول ''نظرا للأحداث التي نعيشها جاءت لي فكرة توثيق وتخليد ذكرى من يموتون في الأحداث، خصوصا مع عدم اهتمام الإعلام والصحافة بخبر وفاتهم إلا لأيام قليلة فقط''..
منذ بداية تنفيذ الفكرة التي لا تتجاوز شهرين، والقائمين عليها يعتبرونها مرجع موثق دائم لكثير من الشهداء في الأحداث الأخيرة، وابتكر القائمين على الموقع فكرة تقديم واجب العزاء ''أون لاين'' أو تقديم نعي لشخص معين، كما يتاح للمستخدمين إضافة أشخاص أثروا فى حياتهم وعرض نبذة عن حياتهم وتوضيح الأيام الأخيرة قبل الوفاة وكذلك ظروف وملابسات الوفاة.
ويضيف: ''هدفنا بالإضافة لتخليد ذكرى الراحلين، أن نغير طريقة العزاء والنعي من الطريقة التقليدية إلى الطريقه الإلكترونية''.
تصفحنا الموقع وجدنا عدد كبير من المعلومات عن ضحايا أحداث الثلاث سنوات الماضية، تجاوز الألف ومائة لوحة وفاة، عدد كبير منها لأشخاص غير مشهورين، وكانت صورة الطفلة مريم التي قتلت في حادث تفجير كنيسة الوراق منذ أيام، تتصدر صور الوفيات في تلك الصفحة، بالإضافة لعدد من الفنانين الذين توفوا منذ فترة قريبة أمثال الفنان وديع الصافي.
معدل الزيارات على الموقع تجاوز ألف زيارة يوميا حسب موقع جوجل زيارة، بالإضافة لتجاوز معجبي الفيس بوك إلى 27 ألف معجب.
يقول وسام مؤسس الموقع ''نعطي الفرصة للجميع ليكتب قصة وفاة قريب له أو صديق له بدون أي توجه سياسي، ويوميا ينشأ المستخدمون لوحات خاصة وينشروها على صفحتهم ليتشاركوا مع باقي الأصدقاء في كتابة النعي''، كما يعمل مع وسام، زميلين يقموا بكتابة اللوحات العامة للفنانين والسياسيين.
ويعتبر اللواء محمد جبر الذي توفي في أحداث كرداسة صاحب اللوحة الأكثر تفاعل في الموقع، وحصل على عدد كبير من النعى، ومن المتظاهرين (عبد الرحمن أحمد)، حيث قامت شقيقته بإنشاء اللوحة الخاصة بوفاته، وحدث عليها تفاعل، بينما يرى القائمين على الموقع أن أكثر قصة وفاة تم نشرها وكانت مؤثرة، هي قصة وفاة الفنان محمود المليجي.
''في أناس ترسل لنا رسائل عبر موقع الفيس بوك، يقولوا انهم يتابعوا الموقع يوميا لمعرفة هل هناك من كتب نعي لابنهم أم لا، وفي أناس تخشي ان ترفع لوحة النعي من الموقع، وهذا يشعرنا بمسؤولية معنوية كبيرة''.. هكذا يقول وسام.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: