إعلان

المجمع العلمي.. ضحية أخرى من ضحايا أحداث مجلس الوزراء

04:54 م الإثنين 16 ديسمبر 2013

كتبت – هبه محسن:

أحداث مجلس الوزراء التي اندلعت في 16 ديسمبر 2011 واستمرت الاشتباكات لعدة أيام متتالية بين معتصمين مجلس الوزراء الذين اعتصموا أمام المجلس اعتراضاً على تعيين الدكتور كمال الجنزوري رئيساً للوزراء وبين قوات الشرطة العسكرية مع قوات الشرطة، خلفت عدد من الضحايا بين قتلى ومصابين.

الخسائر في أحداث مجلس الوزراء لم تكن بشرية فقط، فكان المجمع العلمي المصري أحد ضحايا هذه الأحداث حيث تم إضرام النيران فيه في 17 ديسمبر 2011 وتجدد الحريق في صباح اليوم التالي 18 ديسمبر؛ ليضيع جزء ليس بالقليل من تراث مصر الثقافي مع هذا الحريق الذي ترك أثراً كبيراً في نفوس كثيرين.

وتبادلت الحكومة مع الشباب المعتصمين الاتهامات بالمسئولية عن حريق المجمع العلمي، حيث اتهم الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء آنذاك الشباب بإحراق المجمع العلمي من خلال إلقاء زجاجات المولوتوف على المبنى حتي احترق.

أما الشباب فقد أكدوا أن عناصر من البلطجية المأجورين اندسوا بينهم وأبرموا الحريق في المبنى الأثري الذي يضم مئات المخطوطات والوثائق المصرية القديمة، وقد تم إلقاء القبض على بعض المشتبه فيهم وفتح تحقيقات في الواقعة ولكنها لم تسفر عن شيء.. ليظل الفاعل في قضية حريق المجمع العلمي ''مجهول''.

تاريخ إنشائه

يعتبر المجمع العلمي من أقدم المؤسسات العلمية التي أنشأت في مصر بعد الأزهر الشريف، حيث أنشأ منذ أكثر من 200 عام وتحديدا في 20 أغسطس 1798 ليكون الوعاء الذي يضم كنوز الثقافة المصرية والمؤلفات التي مر على طباعتها قرون طويلة.

أصدر نابليون بونابرت خلال الحملة الفرنسية على مصر قراراً بإنشاء هذا المجمع على غرار المجمع العلمي الفرنسي الذي يعتبر أكبر هيئة علمية فرنسية، وشارك في بناء المجمع المصري مجموعة من العلماء الفرنسيين الذين جاءوا إلى مصر مع حملة ''بونابرت''.

وقيل أن هناك هدفين لإنشاء هذا الصرح العلمي الأول تقديم العلوم لمصر والتوسع في المعرفة، والهدف الثاني هو دراسة تفصيلية لمصر لمعرفة كيفية استغلال ثرواتها، ويتردد أن هذه الدراسة التفصيلية نتج عنها كتاب ''وصف مصر''.

وقوبل المجمع في بدايته بدعاوى التكفير والتحريم، إلا أن بعض علماء الأزهر الشريف ومنهم الشيخ رفاعة الطهطاوي أعجبوا بالفكرة وأخذوا يترددون عليه للاطلاع والمعرفة.

المجمع العلمي الذي أنشاءه نابليون بونابرت كان في بيت السناري بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة ثم انتقل إلى الإسكندرية وعاد مرة أخرى إلى العاصمة في موقعه الحالي بشارع القصر العيني وبالقرب من مجلسي الشعب والشورى.

ومع بداية تأسيسه كان عدد أعضائه 12 عضوا وقُسم إلى 4 أقسام وهي الرياضيات والعلوم الطبيعية والاقتصاد والآداب والفنون، وفي عام 1914 وبأوامر من الخديوي إسماعيل أضيفت عليه أقسام جديدة وهي الآثار والعلوم الفلسفية والسياسية والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي.

ومع ثورة 1952 انتقلت تبعيته المجمع العلمي إلى وزارة الشئون الاجتماعية، وتم سحب الوقف الذي كان مخصصا له.

ومن أشهر من رأسوا المجمع العلمي أحمد لطفي السيد، وطه حسين وعلي مبارك، وضم في عضويته العديد من المصريين والأجانب الذي كان لهم صيت كلٌ في مجاله.

المكتبة

وفقاً لما أعلنته دار الكتب والوثائق القومية فإن المجمع قبل الحريق كان يضم 23 ألف كتبا و17 ألف مجلد، أهمها كتاب ''وصف مصر'' وكتباً أخرى عن تاريخ الحروب ومذكرات نابليون بونابرت.

كما تضم المكتبة عدد من المخطوطات والمراجع النادرة التي لا توجد لها مثيل في العالم، كما يوجد به أطلس ''فنون الهند القديمة'' وأطلس ''مصر العليا والدنيا'' وأطلس أخر ''لتأريخ العلاقات بين مصر وإثيوبيا منذ عام 1842''.

فضلا عن هذا، كان هناك مجموعة أخرى من الخرائط التي اعتمدت عليها مصر في قضايا التحكيم الدولي بشأن النزاعات الحدودية على طابا وحلايب وشلاتين.

ويوجد بالمجمع أيضاً مجموعة من الرسومات لمجموعة من الآثار الفرعونية الموجود مثيل لها في متحف اللوفر بفرنسا.

وقد قام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء في وقت سابق بإدخال مقتنيات هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي.

وبعد حريق المجمع العلمي في 2011 أعلنت القوات المسلحة تكفلها بترميم المجمع بالكامل وتجديده بتكلفة بلغت حوالي 6 مليون جنيه، وقد أفتحت أعمال الترميم والتجديد في 22 أكتوبر 2012، وإعادة حوالي 80 في المئة من مقتنياته العلمية إليه مرة أخرى.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان