هل يلتزم الإخوان بمقاطعة الاستفتاء؟
كتبت – هبه محسن:
أعلن تحالف دعم الشرعية مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة والمقرر إجرائها في 14 و 15 يناير المقبل.
ولكن هذا القرار الذي وصفه كثيرين بـ''المتوقع'' آثار عدة تساؤلات حول أسبابه؟ مدى التزام الإخوان المسلمين ومؤيديهم به؟ وكيف سيكون تأثيره على عملية الاستفتاء؟.
هذه الأسئلة أجاب عليها عدد من السياسيين في السطور التالية.
أسباب المقاطعة
بداية، شرح الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية وعضو تحالف دعم الشرعية أسباب اتجاه التحالف لمقاطعة الاستفتاء، حيث أوضح أن هناك عدة أسباب للمقاطعة أولها عدم مشروعية لجنة الخمسين التي تشكلت عقب ''انقلاب 3 يوليو'' وبالتالي عدم مشروعية المنتج النهائي الذي خرج عنها، علي حد تعبيره.
أما السبب الثاني فقال ''سعيد'' أنه يكمن في اعتراضهم على كثير من مواد الدستور المعدل التي يختلفون معها بشكل جذري، فضلاً عن عدم معرفتهم لمصير البلاد في حال رُفض هذا الدستور.
وتساءل في تصريحاته لمصراوي ماذا لو تم رفض الدستور؟ فهل سيعودون للعمل بدستور 2012؟ أم ستتشكل لجنة أخرى لعمل دستور جديد؟، لافتاً إلى أن المنطق والقانون في هذه الحالة يقضي بعودة العمل بدستور 2012، ولكن نظراً لحالة الفوضى التي تعيشها البلاد فهناك اقتراحات بالعودة لدستور 71 واقتراحات أخرى بتشكيل لجنة دستورية جديدة، وجميعها ''افتكاسات'' ليست قانونية.
وعن السبب الثالث، أضاف الدكتور خالد سعيد أنهم يشكون في نزاهة الاستفتاء ويرون أنه لا يوجد لدى الدولة ضمانات حقيقية متسقة مع المعايير الدولية لنزاهة هذا الاستفتاء.
وشدد على أن هذه الأسباب جميعها تجعل أغلب الأحزاب المشاركة في تحالف دعم شرعية قررت مقاطعة الاستفتاء.
قرار متوقع
تعليقاً على قرار المقاطعة، اعتبر أبو العز الحريري المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أن قرار الإخوان وشركائهم بمقاطعة الاستفتاء ''متوقعاً''، لانهم يرون أن كل ما نتج عن 30 يونيو التي أطاحت بحكمهم ''باطلا''.
وأضاف أنه في حال أعلن الإخوان مقاطعتهم للدستور فلن يلتزموا بهذا القرار، وسيحاولون الحشد ودفع عناصرهم للتصويت بـ''لا'' عليه.
وأكد ''الحريري'' في تصريحاته لمصراوي أنه أياً كان قرار الإخوان فلن يكون مؤثراً على الرأي العام الذي تأكد لديه أن جماعة الإخوان المسلمين لا تسعى إلا لمصلحتها منذ ثورة 25 يناير، فضلاً عن أحداث العنف والقتل التي يمارسونها في الشارع.
وتوقع أن الدستور الجديد سيقر بنسب موافقة قد تتخطى حاجز الـ80 بالمئة وبنسب مشاركة مرتفعة جداً عن نسب المشاركة في الاستفتاء على دستور الإخوان.
وأضاف أن الدستور الجديد جيد جداً ويعترف بالمواثيق الدولية للأمم المتحدة، وهو سيكون البديل الشرعي لدستور جماعة ''طالبان المصرية''، على حد وصفه.
مقاطعة رسمية.. ولكن
اعتبر شريف طاهر المتحدث الإعلامي لحزب النور، أن قرار الإخوان ومؤيديهم من التيار الإسلامي قرار متوقع، لأنهم يعتبرون أن المشاركة في حد ذاتها ستكون اعترافاً منهم بشرعية هذا الدستور وخارطة الطريق، وهو ما يهدم كل ما فعلوه منذ 30 يونيو وحتى الآن.
أضاف ''طاهر'' في تصريحاته لمصراوي أنه رغم القرار النهائي بالمقاطعة، الا ان الجماعة لن تلتزم وستدفع أفرادها للمشاركة والتصويت بـ''لا'' بشكل غير رسمي، لأنهم لا يريدون إضفاء مشروعية على خارطة الطريق وفي الوقت نفسه لن يستطيعوا مقاطعة العملية الانتخابية كما فعلوا في انتخابات التجديد النصفي بنقابة الأطباء.
وأكد أن الاستفتاء إذا أُقر بنسب مشاركة ضعيفة فسيكون سليماً من الناحية القانونية حتى وإن مثل هذا إحراجاً سياسياً للنظام، ولكنه لن يتوقع انخفاض في أعداد المشاركين في التصويت لأن أغلب الشعب المصري لن يستجيب لدعوات الإخوان، كما أن هذا الشعب أثبت منذ ثورة يناير 2011 أنه لديه قدر كبير من الوعى بأهمية المشاركة في جميع الاستحقاقات الانتخابية.
وعن دور حزب النور في التوعية بأهمية المشاركة، قال المتحدث الإعلامي لحزب النور أن الحزب قام بتدشين حملة مركزية في جميع المحافظات والمناطق والقرى لتعريف المواطنين بمواد الدستور وإزالة التشويه الذي يقوم به الإخوان ضد هذا الدستور، كما أن الحملة تقوم بتوعية المواطنين بأهمية المشاركة في الاستفتاء.
وشدد على أنه من خلال حملات الحزب تأكد أن هناك قبول شديد لدى قطاعات عريضة من الشعب لهذا الدستور وأن هناك إقبالاً على المشاركة فيه.
كتلة تصويتية ''غير مؤثرة''
يرى الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية، أن قرار الإخوان بمقاطعة الاستفتاء لن يكون مؤثراً على العملية التصويتية، معللاً ذلك بأن الكتلة التصويتية للإخوان ضعيفة وغير مؤثرة لأنها لا تتجاوز النصف مليون شخص.
وعن القوى السياسية الأخرى والحركات الثورية التي أعلنت أنها ستقاطع الاستفتاء مثل حزب مصر القوية وعدد من الأحزاب الإسلامية وحركة 6 إبريل والاشتراكيون الثوريون، فأكد ''سلامة'' في تصريحاته لمصراوي أن حزب مصر القوية ومع بعض الأحزاب الإسلامية ليس لهم كتلة تصويتية في الشارع.
وأضاف ان حركة 6 إبريل وباقي الحركات الثورية التي أعلنت المقاطعة على الرغم من قدرتها على إحداث صخب في الشارع إلا أنها غير قادرة على الحشد ولذلك مقاطعتها لن تكون مؤثرة بالمرة على الاستفتاء.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الخوف الأكبر على هذا الاستفتاء من عدم مشاركة ''الكتلة الصامتة'' فيه بدافع ''الكسل'' وعدم شعورهم بأهمية النزول والمشاركة في التصويت.
وشدد على أن الحالة المصرية الآن يصعب معها توقع كيف ستكون نسب المشاركة، ولكنه يتمنى ككثيرين أن يكون هناك إقبالاً على المشاركة في الاستفتاء على الدستور الجديد.
يذكر أن عدد تحالف دعم الشرعية –الذي يقوده الإخوان المسلمين- وعدد من الحركات والقوى الثورية قد أعلنت مقاطعة الاستفتاء على الدستور، بينما أكد حزب النور تأييده للتعديلات الدستورية الجديدة وعزمه الحشد للتصويت عليه بـ''نعم''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: