إعلان

هل تتخطى الدعوة السلفية خلافتها مع الأزهر وتشكل تحالفاُ لمواجهة الإخوان؟

05:52 م الإثنين 23 ديسمبر 2013

كتب - عبدالله قدري:

باعتبارهما الفصيل الوحيد المحسوب على التيار الإسلامي المؤيد لخارطة الطريق ويدعمها بقوة، فالدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، تسعى للعب دور القيادة والوساطة، بين التيارات الإسلامية ومؤسسات الدولة المختلفة، وهو الدور الذي كانت تلعبه جماعة "الإخوان المسلمين" قبل 30يونيو.

صباح اليوم الاثنين، التقى وفد من حزب النور والدعوة السلفية، بشيخ الأزهر أحمد الطيب، للتباحث حول الوضع الراهن والمستجدات على الساحة الداخلية، ومناقشة إمكانية التنسيق بين الأزهر والدعوة في الشؤون الدينية، وضم الوفد كل من؛ ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، وعبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة، ومحمد إبراهيم منصور عضو الهيئة العليا للحزب وعضو لجنة الخمسين، وعبد الله بدران أمين الحزب بالإسكندرية، ورئيس الكتلة البرلمانية بمجلس الشورى السابق.

علاقة الدعوة السلفية بالأزهر، لم تكن علي ما يرُام في كثير من الأحيان قبل ثورة 25 يناير وحتى بعدها، وشهدت تجاذبات وتقاطبات بين رمز الدعوة السلفية ومؤسسها الشيخ ياسر برهامي، وبين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إلا أن المرحلة الحالية، فتحت آفاقًا جديدة للتعاون بين الطرفين، باعتبار أن الطيب والدعوة السلفية كلاهما أيدا خارطة الطريق.

مرحلة الخلاف

برهامي يسعي إلى عزل شيخ الأزهر

أثارت تصريحات لياسر برهامي، في ديسمبر من العام الماضي، جدلًا واسعًا في الأوساط الأزهرية، حيث ذكر برهامي في فيديو تم تسريبه على الإنترنت، أن السلفيين تمكنوا من تضمين بعض المقترحات في مسوّدة الدستور المصري، والتي ستتيح التخلص من شيخ الأزهر، بعزله عن منصبه بتحديد سنّ التقاعد.

وقال برهامي في الفيديو، الذي تم تسريبه للجلسة المغلقة لملتقى العلماء والدعاة لمناقشة الدستور، إنه طرح عزل شيخ الأزهر في الجلسة المغلقة، فهاج ممثلو الأزهر في الجلسة، لذلك "تغاضينا عن المطالبة بعزل شيخ الأزهر، حتى لا يهيج علينا الشارع، لكن بعد تشكيل هيئة كبار العلماء، ووضع القانون يمكن أن نعزل شيخ الأزهر بالقانون".

وقتها استنكر ممثلو الأزهر في الجمعية التأسيسية، تصريحات برهامي بشأن وجود صفقات بينهم وبين أعضاء التأسيسية، حول تحصين منصب شيخ الأزهر، مقابل تمرير المادة الخاصة بالشريعة.

وقال ممثلو الأزهر في بيان أصدروه على خلفية تصريحات برهامي، إن الأزهر "أحد المقومات الأساسية للمجتمع والدولة.. وهو مرجع الكافة فيما يتعلق بالإسلام وشريعته وأن الأزهر يفعل ذلك دون أي غرض حزبي أو سياسي أو غير ذلك".

شيخ الأزهر يصف السلفين بـ"خوارج العصر"

في شهر إبريل من عام 2011 صرح شيخ الأزهر أحمد الطيب، بأن عقيدة الأزهر الشريف، هي عقيدة الأشعري والماتريذي وفقه الأئمة الأربعة وتصوف الإمام الجنيد، وأن السلفيين الجدد هم خوارج العصر، محذرًا من وجود مخطط لاختطاف الفكر والمنهج الأزهري الوسطي المعتدل، الذي حافظ الأزهر عليه لأكثر من ألف عام.

وتتطرق الطيب وقتها، إلى هجوم السلفيين على الأضرحة ومقامات الأولياء، مؤكدًا أن هذه العمل يخالف صحيح الإسلام، وأن الأزهر سيبقى أشعري المذهب، ومحافظًا على الفكر الصوفي الصحيح، الذي انتمى إليه عشرات من شيوخ الأزهر على امتداد تاريخه.

في تصريحاته بشأن السلفيين، قال شيخ الأزهر إن السلفية بمفهومها الحالي، مستوردة من الخارج وليست ثقافة مصرية، وأنها جاءت من "شرق وغرب"، في إشارة منه إلى "الفكر الوهابي"، وموطنه بالمملكة العربية السعودية، وأن أي فكر يخالف الأزهر، سواء كان إخواني أو وهابي أو شيعي فإن الأزهر لا يقبل به.

تحالف سياسي علي أرضية إسلامية

المحلل السياسي والمتخصص في الحركات الإسلامية الدكتور كمال حبيب، يؤكد في حديثه لمصراوي، أن حزب النور يسعى إلى بناء تيار أو تحالف إسلامي يملأ الفراغ الذي تركه إزاحة الإخوان، لكن في الوقت نفسه فإن "الدعوة السلفية لا تستطيع وحدها أن تقوم بذلك، وتحتاج للأزهر ليدعمها في ذلك".

ويضيف حبيب، "هناك ما يجمع بين الدعوة السلفية والأزهر، وهو الاتفاق على أن يكون كل منهما تعبيرًا عن استمرارية وبقاء الدولة المصرية، ثم يطوروا مفهوم للإسلام بتقريب المواطنين من روح الدولة، ويبعدهم عن الآراء الفردية ذات الطابع المشتط، وغير المخرج علي أصول وقواعد صحيحة".

ويرى حبيب أن "هذا التيار الإسلامي ممثلًا في الأزهر والدعوة السلفية، يواجه التيار الذي يمثله الإخوان والمتحالفين معهم، لكن التحدي هو المنتج الفكري الذي يعبر عن ذلك التحالف، لأنه تحالف يبدو سياسيًا حتى الآن، لكن هذا التحالف أساسه فكري، وهو الأرضية الإسلامية ويتوقف على المنتج الذي يقدمه في النهاية؛ كتعبير عن اجتهادات فكرية للدولة المصرية.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج