اقتصاديون: حملات مقاطعة المنتجات التركية ''عفا عليها الزمان''
كتبت – هبه محسن:
ردود فعل كثيرة أثارها قرار الحكومة المصرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا والذي جاء كرد فعل على السياسة التركية المناهضة لمصر في أعقاب 30 يونيو.
القرار لم يكن مؤثراً على الساحة السياسية فقط، بل امتد أثره إلى الاقتصاد، حيث أطلق عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'' و ''توتير'' حملة لمقاطعة المنتجات التركية في مصر، مما آثار تساؤلات عدة حول تأثير هذه الحملة على الاقتصاد المصري والاستثمارات التركية بمصر، ومدى استجابة الشعب المصري لها.
''عفا عليها الزمان''
بداية، أوضح سالم وهبي رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي، أنه لابد من الفصل بين المواقف السياسية وبين العلاقات الاقتصادية، مضيفاً أن فكرة مقاطعة المنتجات ''عفا عليها الزمان'' ولم تعد موجودة في أي دولة بالعالم.
وأضاف ''وهبي'' أن العلاقات المصرية التركية تمتد لمئات السنين وهي أقوى كثيراً من المواقف السياسية لرئيس وزراء تركيا تجاه مصر ومحاولاته المرفوضة للتدخل في الشأن المصري، ولكن رفض مواقفه السياسية لا يعني مطلقاً أن نعاقب الشعبين التركي المصري بقطع العلاقات الاستثمارية والتجارية بين الدولتين.
وأكد في تصريحاته لمصراوي أن التكامل بين الشعبين المصري والتركي ودفع العلاقات الاقتصادية بينهما للأمام سيكون مهماً في هذه المرحلة التي يعيد فيها الاقتصاد المصري بناء نفسه، فمصر مازالت تبحث عن جذب مزيد من الاستثمارات ورفع معدلات التدفق السياحي التركي لتوفير فرص عمل أكبر وأيضاً تسعى مصر للاستفادة من التكنولوجيا التركية في أكثر من مجال.
وتابع موضحا ان الخلافات السياسية بين الدول واردة والمواقف السياسية قد تتغير بتغير الأشخاص ولكن العلاقات الاقتصادية لابد أن تظل قائمة بين الدول لأن بنائها يحتاج لوقت ومجهود كبير.
''الفصل بين السياسة والاقتصاد''
وعن مدى استجابة المواطن المصري لهذه الحملات، قال سالم وهبي أن العاطفة لم تعد هي المؤثرة على قرارات المواطن الاقتصادية في عمليات البيع والشراء.
وأضاف أن مستوى الجودة وتكلفة المنتج هي التي تتحكم الآن في القرارات الاقتصادية للمواطن المصري، بعيداً عن أي مواقف سياسية.
ولفت إلى أن تركيا لديها خلافات سياسية مع كثير من دول العالم وعلى رأسها إسرائيل ولكن لا تزال مرتبطة معها بعلاقات اقتصادية وعسكرية جيدة، ولكن إذا قامت مصر بقطع العلاقات الاقتصادية مع تركيا ستصاب بعزلة اقتصادية وهي في أمس الحاجة لفتح أفاق اقتصادية جديدة للخروج بالاقتصاد المصري من أزمته.
وأكد رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي أنه على الحكومة المصرية أن تعي أهمية الفصل بين السياسة والاقتصاد وأن تتحرك على الصعيد السياسي والدبلوماسي لتغيير فكر الأتراك من مصر بعد 30 يونيو، لأن قطع العلاقات بين الدولتين لن يصب في صالح أياً منهما.
''حملات مرفوضة''
من جانبه، أعتبر المهندس محمد شكري رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، أن مثل هذه الحملات مرفوضة، مؤكدا انه ضد استخدام الاقتصاد في الحملات السياسية، معتبرا أن التصعيد بهذا الشكل ليس له داعي.
وقال في تصريحاته لمصراوي إن السياسيين لهم حسابتهم وأي مواقف يتخذونها تكون بعد حسابات جيدة ودراسة لمدى تأثيرها، أما هذه الحملات فتطلق بدون دراسة ويكون لها آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد يدفع ثمنه الشعب المصري.
وأضاف ''شكري'' أن مصر خلال السنوات الماضية أطلقت حملات لمقاطعة المنتجات الدنماركية والأمريكية بسبب خلافات سياسية ولكنها بعد فترة تراجعت عنها وطالبت المستثمرين بزيادة استثماراتهم في مصر، مما يؤكد أن الخلاف السياسي بين مصر وتركيا سيُحل وسيجلس الجميع مستقبلاً على طاولة المفاوضات لإنهائه وحينها لن يكون لمثل هذه الحملات أي جدوى.
وتابع ''فليبقى السياسين في خلافاتهم ونزاعاتهم السياسية.. وليظل الاقتصاديين بعيداً عن هذا الصراع ليلتفتوا لفتح أفاق جديدة الاقتصاد المصري تساعده على الخروج من كبوته وتحسين وضعه''.
وأكد رئيس اتحاد الصناعات أن مصر لديها الكثير من الاستثمارات التركية ولن يتحمل الاقتصاد المصري خسارة هذه الاستثمارات جملة واحدة، فوضع الاقتصاد المصري لا يسمح له بالاستغناء عن الاستثمارات والمستثمرين الأتراك.
واختتم حديثه قائلاً ''لا داعي للمزايدة على أجندة الدولة السياسية في هذا الشأن.. ولكن إذا كان هناك قرار سياسي بالاستغناء عن هذه الاستثمارات فليتحمل متخذي القرار عواقبه وتأثيره على الاقتصاد''.
وكان الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء قد صرح في وقت سابق بأن طرد السفير التركي من مصر وخفض التمثيل الدبلوماسي موقف سياسي من الحكومة التركية وليس من الدولة التركية ولا يمثل حرباً اقتصادية ضد المستثمرين الأتراك في مصر.
وأكد حرص الدولة المصرية على المستثمر التركي وحصوله على كل المزايا التي تقدمها مصر للمستثمرين فيها .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: