لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- مؤسس سلفيو كوستا: الإخوان تتاجر بالدماء.. والسيسي يحاول أن يكون ناصر

03:20 م الأربعاء 04 ديسمبر 2013

حوار - هبه فاروق محفوظ - هدى الشيمي:

يرى محمد طلبة، مؤسسة حركة ''سلفيو كوستا''، أن مشكلة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، تكمن في أنه يحاول أن يكون مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بينما لايوجد إلا ناصر واحد. كما يرى أن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة إرهابية إنما جماعة مغرورة جدا تلجأ إلى المتاجرة بالدماء لكسب تعاطف الناس بسبب عدم وجود شيء آخر تقدمه لكسب هذا التعاطف.

ورجح طلبة في حوار له مع مصراوي أن تتحول سلفيو كوستا إلى ''حزب مجتمعي أخضر''، أهدافه تنموية سياسية، ويعمل على إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، مضيفا أن العشوائية التصاعدية أصبحت تسيطر على كل مناحي الحياة في مصر.

وتطرق طلبة في حواره إلى  مصطلح ''إسلاميين''، موضحا أنه مصطلح تمييزي، كما تطرق أيضا إلى موقفه من جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور وحازم صلاح أبو إسماعيل، والمجلس العسكري السابق، وغير ذلك من الأمور في سياق الحوار؛ فإلى نصه:

ما هو المعني الحقيقي لكلمة سلفي؟

في البداية الشخص السلفي هو الشخص النصوصي، بحيث يكون النص هو المحرك الأساسي له، مثل الإنجيليين والأرثوذكس، فنحن نصوصيون بمعنى أننا نقدم النقل عن العقل، وصحيح أننا نلتزم بالنص إلا أننا نتقبل جميع الاجتهادات في تفسيره، وتكون وسيلتنا للإقناع والنقاش هي النصوص.

وهل تفضيل النقل على العقل خطأ؟

لا أرى في ذلك خطأ، لأننا جميعا نقوم بذلك، وهذا ما نفعله جميعا في حياتنا العامة والمواقف اليومية، ولكننا لا نشعر بذلك، فعلي سبيل المثال إذا كان هناك شخص مريض وأمامه طبيبين، طبيب لديه شهادات كثيرة جدا وأخر تحدث عن مهارته وخبارته أحد الأصدقاء، فأن هذا الشخص من الطبيعي أن يذهب إلى الطبيب الذي تحدث عنه الصديق، إذن فهو ولى النقل عن العقل.

نأتي لحركة سلفيو كوستا، ما الهدف منها؟

هدف سلفيو كوستا الأساسي هو مساعدة الناس المختلفين على التعايش مع بعض، ومحاربة التمييز لذلك عندما نقوم بعمل أي نشاط يجب أن يكون مكون من أكثر من عنصر مثلا سلفيين وليبراليين ومسيحيين والنوبيين وغيرهم، وهذا جعل الحركة جاذبة جدا لكل الناس الذين يعانون من هذه الحالة.

وما الفرق الموجود بينكم كسلفيين وبين جماعة الإخوان المسلمين؟

مصادرنا هي الكتاب والسنة، ولا يوجد عندنا التوسع الموجود عند جماعة الإخوان المسلمين، وهذا لا يعني مواكبتنا للتطورات الموجودة حاليا في الحياة؛ فالسلفية هي أمر من الأمور التعبدية البحتة، وليس لها علاقة بالحياة التي نحياها الآن، لذلك لاتجد لها جماعات ولا أمير ولا قائد، ولا أي شيء من تلك الأمور الموجودة بجماعة الإخوان المسلمين، لذلك تجد التيار السلفي متنوع وكثير، والدليل أنه عندما دخل الحياة السياسة، شارك بأكثر من حزب.

لماذا فضلت الانتماء إلى التيار السلفي؟

لأن التيار السلفي يتميز بأن تيار متفاهم ومتساهل، ويسمح بما لا يسمح به الآخرون من التيارات الدينية والفكرية الأخرى، والسلفيون متأكدون أن هناك خطائين، وهم يعلمون أنهم ليسوا معصومين من الخطأ، فلو لم يكن هناك خطائين لن توجد الجنة والنار، ولم يكن هناك يوم القيامة.

هل عرض عليك حزب النور الانضمام إليه؟

طلب مني حزب النور عند نشأته أن أكون المتحدث الإعلامي لهم، ولكني اختلفت معهم اختلافات جذرية، حيث طلبت الاطلاع على برنامجهم لكنهم لم يظهروا اهتماما فاعتذرت.

وما رأيك في مصطلح ''الإسلامين''؟

أولا كلمة ''إسلاميين'' هي مصطلح للتمييز، وثانيا لا يوجد شيء يعني إسلاميين، فماذا تعني كلمة إسلاميين؟ مسلم أكثر من غيره؟ فكل المسلمين مسلمون.

وما تعليقك على أحداث محمد محمود الأخيرة بما أنك شاركت فيها سابقا؟

لا لم أشارك هذه المرة، لأني لم أجد لها هدف، وللأسف الشديد أصبح هدف العديد من الناس أن يقولوا أنهم كانوا موجودين فقط لا غير، كما إنني أشعر بأن الناس الموجودين في محمد محمود سواء من مؤيدي السيسي أو مؤيدي الإخوان المسلمين، سرقوا ما قام به الثوار والمواطنين في محمد محمود عام 2011، حيث أصبحوا أغلبية.

ما مشكلة الشعب المصري الآن في نظرك؟

الشعب المصري الآن يفتقد لفكرة تحمل المسئولية، فعندما يخطئ أي فرد لا يعلن عن خطأه وعندما يخطأ مسئول من المسئولين لا يستطيع أن يعتذر للناس وأن يقول أنا أخطأت، لأن الشعب لن يتركه، ولن يحترم ما قام به، فالشعب الآن يحتاج إلى بعض التأهيل المجتمعي، لكي يتعلم ثقافة الاعتذار، كما أننا نحتاج إلى بعد التركيز المجتمعي، بسبب ماحدث من تجريف سياسي في المجتمع.

كما يجب أن يعلم الشعب المصري أن السياسي موجود لخدمته، وأن السياسة ليست أداة أو وسيلة للتباهي أو التفاخر أو التعالي على الشعب، وهذا بالإضافة إلى وجود حالة من الإفساد في الشارع المصري عموما، ربما بدأها فرد أو اثنين لكنها انتشرت في المجتمع كله.

لماذا ابتعد سلفيو كوستا عن المشهد السياسي حاليا؟

ابتعدنا عن المشهد السياسي نظرا لدموية الأحداث، بالإضافة إلى رفضنا القيام بدور المرأة ''الندابة'' التي تبكي على المتوفيين، بدون القيام بأي فعل، فكان أغلب ما يقال عبارة عن تنديد بالطريقة التي تم بها فض اعتصام رابعة، فرفضنا أن نكون مع جماعة الإخوان المسلمين، ورفضنا الانضمام إلى صف الجيش والشرطة.

ما موقفك من الانتخابات الرئاسية الماضية؟

قاطعت الانتخابات كلها، الجولة الأولى والثانية وغيرها، وصوت بـ''لا'' على كل التعديلات والاستفتاءات.

ولماذا قاطعتها؟

لأني كان عندي ثلاثة مشاكل مع الانتخابات الرئاسية، مثل المادة 28 في قوانين إدارة الانتخابات والتي تنص على أن قوانين المادة غير قابلة للطعن، وأن المجلس العسكري يدير الانتخابات وهذا ما كنت اعترض عليه بشدة لأني أري أن المجلس العسكري يجب أن يُحاكم، وثالث هو أنني لا أجد مبرر للاختيار بين السيئ والأسوأ، لأن المصريين قاموا منذ البداية بثورة لاختيار الأفضل.

كيف تنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين في ظل ما يشن ضدها من حملات ووصف البعض لها بأنها ''جماعة إرهابية''؟

أولا الإخوان المسلمين ليست جماعة إرهابية، ولا أظن أنهم أرادوا اقتحام الحرس الجمهوري، لكنها جماعة مغرورة جدا، يلجأون إلى المتاجرة بالدم بسبب عدم وجود أي منتج أخر لتقديمه لكسب تعاطف الناس. الجماعة لم تحاول تقديم أي شيء للقضاء ولا للمجتمع الخارجي، ولا أعني بكلامي هذا أن الإخوان المسلمين يقتلوا بعض من أجل المتاجرة بذلك وكسب عطف الناس.

كيف ترى الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع؟

مشكلة السيسي أنه يحاول أن يكون (جمال) عبد الناصر آخر، ولا يدرك أنه لا يوجد سوى عبد الناصر واحد في الدنيا، مثله مثل خيرت الشاطر الذي حاول أن يكون حسن البنا الثاني ولا يوجد حسن البنا ثاني في الدنيا.

وما الخطأ الذي قامت به الجماعة من وجه نظرك؟

مشكلة جماعة الإخوان المسلمين هو محاولتهم أن يثبتوا للغرب أنهم الإسلام المعتدل، وأن يقولوا لأمريكا أنها إذا لم تتحالف معهم فأنها سوف تصطدم بحزب النور المتشدد، هذا بالإضافة إلى عدم تواصلهم مع أي جهة من الجهات الموجودة معهم، مثل القضاء والليبراليين وغيرهم، كما أن الجماعة فضلت أهل الثقة عن أهل الخبرة؛ فالجماعة لديها العديد من الأشخاص الذين يستطيعون إدارة البلد، إلا أنهم فضلوا محمد مرسي وهشام قنديل وغيرهم لأنهم أوفياء للجماعة.

ما موقفك من حازم صلاح أبو اسماعيل؟ هل خذلتك مواقفه؟

أنا كنت مؤيد لحازم صلاح أبو اسماعيل حتى موقفه من محمد محمود، ولم أكن قادرا على فهم موقفه ولماذا تخلى عن الناس في هذا اليوم، حيث كان هو من أحد الأسباب الأساسية التي دفعت الناس إلى نزول الشارع في هذا اليوم، وهذا ما دفعني إلى عدم النزول إلى العباسية، وهذا أدى أيضا إلى فقدانه لجزء كبير من قاعدته الجماهيرية بسبب الإحباط وفقدان الثقة والخذلان.

هل ترى أن موقف مصر كان سيتغير عما نحن فيه الآن إذا كان حازم أبو اسماعيل رئيسا لمصر؟

ما نعيشه الآن حدث لأسباب كثيرة جدا ومتعددة، إلا أني أرى أن حازم أبو إسماعيل ليس لديه أي امكانيات ولا مؤهلات لحكم مصر أو للقيادة سوى مقدرته على التحدث بطلاقة.

هل من الممكن أن تتحول سلفيو كوستا في حزب سياسي؟

في احتمال أن تتحول الحركة إلى حزب مجتمعي أخضر، وستكون أهدافه تنموية سياسية، وسنحاول العمل على إعادة هيكلة المؤسسات.
وما رأيك في أيقاف برنامج البرنامج الآن؟ وكيف ترى باسم يوسف؟

باسم يوسف صديقي وأنا أحبه وأعرفه جيدا على المستوى الشخصي، فهو شخصية مجتهدة ويتحدث بلغة الناس، ومؤمن جدا بالذي يقدمه للناس، كما أنه كان على استعداد كبير للتواصل مع التيار الإسلامي، وحاولنا أن نخلق جوا للصلح والتفاهم بين باسم والمشايخ وقت بداية طموحهم في السلطة، إلا أن الحاقدين والمنافقين تدخلوا في هذه المبادرة، وقاموا بالإيقاع بينهم.

وأرى أن السبب الوحيد الذى دفع محمد أمين صاحب قنوات CBC لإيقاف البرنامج هو تملق الحاكم، لأنني لا أظن أن الجيش طلب منه إيقافه، كما أن سبب ايقاف البرنامج غير مقنع، فخدش حياء المواطنين سبب غير مقنع، فإذا كان محمد أمين يهتم بالأخلاق وبحياء الناس فلماذا وافق على عرض مسلسلات رمضان والتي كانت مليئة بالمشاهد والألفاظ البذيئة التي تخدش الحياة.

ما تعليقك على الدستور المصري الجديد؟

وأنا أرى أن الدستور المصري رفاهية وتضييع للوقت، فالبلد التي يوجد بها أكثر من 50% أمية، وأعلى نسب تلوث مياه في العالم، وأعلى نسب إهدار لحقوق الإنسان في العالم، وأعلى نسب تحرش في العالم، لا تحتاج للدستور بل أننا تحتاج إلى مجموعة من الشرفاء الذين يقوموا بعملية لإعادة هيكلة المؤسسات.

وهل أنت متفائل؟

أنا متفائل جدا ولم أفقد الأمل، لأن الناس عرفت طريق الشارع، والناس كسرت حاجز الخوف، والشرطة والجيش أصبحت تتعامل مع المواطنين بحرص شديد، كما أننا منذ بداية الحياة العسكرية في مصر لدينا متحدث عسكري يخرج كل فترة في التليفزيون ليبرر ما قام به المجلس العسكري. أنا ببساطة أرفض أن يكون الشخص طول الوقت ثائر، فعلى الشخص أن يسعى للإصلاح وأن يحاول التفاوض مع الحكومة، فتحن في سلفيو كوستا نقوم بثلاثة أشياء، نقوم بالتظاهر والاحتجاج إذا لزم الأمر، ونقوم بالتفاوض والنقاش مع الحكومة، كما نقوم بعمل مشروعات تنموية، مثل القوافل الطبية وحملات لتوزيع البطاطين وغيرها. قلت لأصدقائي الذين شاركوا في اعتصام رابعة أن جماعة الإخوان المسلمين لا يجب الوقوف معها، لأنها جماعة مغرورة جدا، وترفض الاعتراف بالأخطاء، كما صدمني موقف الإخوان المسلمين، وطلبهم للتفاوض حاليا.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان