إعلان

دفاع أبو ضيف يكشف تفاصيل جديدة عن قضية مقتله

04:11 م الأحد 08 ديسمبر 2013

أجرى الحوار - مروة صابر ومحمود أمين:

كشف المحامي خالد أبو كريشة وكيل المدعي بالحق المدني الأول-والد الصحفي الراحل الحسيني أبو ضيف- في قضية محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي و14 آخرين على تهمة قتل متظاهري الاتحادية، أن هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني سيكون لها في المرافعة القادمة ما يؤكد أن الطلقة المُصوبة نحو الحسيني أبو ضيف أُعدت له خصيصا، بعيداً عن خطة الإخوان العامة للحشد في يوم الأحداث.

وأُصيب أبو ضيف الصحفي في جريدة الفجر، بطلق ناري، في الرأس، فجر يوم 6 ديسمبر 2012، أثناء قيامه بعمله الصحفي في تصوير وتوثيق أحداث العنف عند القصر، بين مؤيدي ومعارضي مرسي.

"أبو كريشة" الذي بدى متحفظاً في حواره مع مصراوي، كشف في الذكرى الأولى على رحيل الحسيني، تفاصيل جديدة حول القضية.

بصفتك وكيل والد أبو ضيف في القضية هل تطلعنا على الاحتمالات المحيطة بواقعة قتله؟
من وجهة نظري إصابة أبو ضيف، لم تكن عشوائية أو مجرد طلقات صوبها أنصار الرئيس السابق محمد مرسي نحو المتظاهرين السلميين وكان لأبو ضيف نصيب منها، إنما كانت إصابته مرتبطة بعمله الصحفي. لذلك هذه الطلقة صوبت نحو حرية التعبير، والمجني عليه الأول في هذه الواقعة هو حق الناس في المعرفة.

هل تمدنا بالمزيد من التفاصيل؟
أبو ضيف سبق ونشر معلومات ووثائق تفيد بأن مرسي أصدر عفواً رئاسياً عن شقيق زوجته المسجون في قضية رشوة. هذا يؤكد أن أبو ضيف كان مستهدفاً، وإصابته لم تأتي من طلقات على المتظاهرين لتصيب أياً منهم.

تعلم أن كثير من الإعلاميين والصحفيين كانوا يهاجمون مرسي وحكمه ولم يتعرض أياً منهم للقتل نتيجة ذلك، فلماذا يستهدف أبو ضيف لنشره خبر كهذا؟
هناك اعتباران في مقتل أبو ضيف، الأول يتعلق بنوعية الخبر الذي نشره، وقد كان خبر "فين يوجعك"؛ لأن ما نشره أبو ضيف بعيد كل البعد عن نقد سياسي، أو حول ضعف أداء، أو تضارب تصريحات، فكل ما سبق يصنف داخل إطار التقييم السياسي، ويجوز غفرانه، أو التباهي به من منطلق أنه دليل على اطلاق حرية رأي والديمقراطية. لكن حين ترتبط المسألة بقضية فساد وإفساد، اعتقد هذا ما سبب ألم لدى الرئاسة.
أما الاعتبار الثاني مرتبط بأن الكثير من الإعلاميين الذين يتحدثون تكون شهرتهم واسمائهم بمثابة درع لهم، في حين كان الحسيني شاب ثوري، مناضل، سياسي، من السهل الوصول إليه.

إذا سلمنا أن سبب قتله كان هذا الخبر، فلماذا لم تتهموا شقيق زوجة مرسي؟
ليس من مصلحة الدفاع أن يضيف شقيق زوجة مرسي إلى المتهمين بالقضية؛ فنحن أمام مشهد أصحابه معروفين وهم من دعوا إلى الاحتشاد.

من تقصد إذاً؟
قتل متظاهري الاتحادية بصفة عامة وأبو ضيف بصفة خاصة، جاء مباشرة بعد دعوات إخوانية، باستنفار كوادر الجماعة من كل مكان في مصر؛ لنجدة الإسلام والدفاع عن الرئيس وعن قصر الرئيس، وقد حضروا من الأقاليم ليحتشدوا عند قصر الاتحادية وقاموا بالاعتداء على خيم المعتصمين على خلفية الإعلان الدستوري. المُتعارف عليه أن جماعة الإخوان المسلمين لديها قدرة كبيرة على الحشد، وهنا فإن أي دعوة للاحتشاد تصدر من قائد في جماعة تأسست أصلاً على مبدأ السمع والطاعة، واجب النفاذ، لذلك فمن اصدر أوامر بالاحتشاد يعلم أن أمره مُطاع.

كان هناك تواجد للشرطة في تلك الأحداث، فما دليلك إذن أن الإخوان وليس الشرطة مثلا هم من قتلوا أبو ضيف؟
لا شك أن الشرطة استجابت لتكليف مرسي لهم باستخدام النار، استجابة كاملة، ولا أحد يستطيع أن ينكر ما شاهدناه على شاشات التلفزيون من سحل الشرطة للمتظاهرين وتعريتهم. أعلم أن أفراد الشرطة وقفوا في منطقة وسط بين المتظاهرين السلميين وأنصار مرسي، واستخدمت الشرطة أدوات محددة على سبيل الحصر، واستخدم المسلحون من أنصار مرسي مدرعات الشرطة في إطلاق النار من خلفها والاحتماء بها، وهو التواطؤ الذي لن يغفره التاريخ. لكن لا شك في أن إصابة أبو ضيف، بيد إخوانية، ولا يمكن أن تكون من قوات الشرطة، ولدينا الأدلة علي ذلك.

وما هي أدلتكم هذه؟
لا استطيع أن أفصح عن أكثر من ذلك؛ للمحافظة على سير القضية، وسيكون لنا في المرافعة ما يؤكد أن الاطلاق المصوب نحو أبو ضيف، أُعد له منفردا بعيدا عن الخطة العامة للحشد من قِبل الإخوان.

هل تستطيع أن تفصح عن نوعية تلك الأدلة؟
بعض المسائل القانونية من الصعب التحدث عنها الآن؛ فمن الممكن أن تضيع علينا فرص إذا أفشيناها، لذا لا اريد أن ألمح إلى تصنيف هذه الدلائل، وما يمكنني قوله أن لدينا أدلة قوية من المفترض أنها تتساند مع أدلة مادية وأخرى فنية تعضد هذا القول.

سبق وأجرى مصراوي حوارا مع حسام السويفي صديق أبو ضيف، وأخبرنا أن ثَمَة تقرير طبي يفيد بأن السلاح الذي قُتل به أبو ضيف مُحرم دولياً، هل هذا أحد أدلتكم؟
الدليل قريب من هذا الافتراض، لكننا لم نتلق النتيجة النهائية من تقرير الطب الشرعي حتى الآن، لذلك لا نستطيع أن نُجزم بهذا الكلام، كما أن طريقة تعامل النيابة مع المقذوف كدليل فني في الأوراق لم نستلمها بعد، وكل المعلومات المتوفرة الآن من التحقيقات الأولية. لكن ما أؤكده أن الحسيني مقصود والرصاصة مبعوثة له بالطلب "الرصاصة جاية على اسمه". وهنا نحن لا نباشر تحقيق، لكن نلفت نظر المحكمة إلى مواطن تحقيق، وتقوم المحكمة بدعوة الطب الشرعي، وقد تلجأ إلي مكاتب أجنبية إذا تطلب الأمر ذلك.

قد يعني حديثك أن الرصاصة التي أصابت أبو ضيف تختلف عن الرصاصات التي أصابت بقية الضحايا؟
هذا ما نقوله، استطيع أن أقول في اطار ما رُصد في التقرير الطبي لحالة أبو ضيف، أن الإصابة جاءت على يد عامدة ومكلفة بتصفيته؛ وأكبر دليل على ذلك مكان الإصابة وهو منطقة الرأس ويعتبرها القضاء من المناطق القاتلة، والتي لا تحمل دلالة إلا على نية القتل. أنصار الرئيس السابق لم يستهدفوا قتل كل المتظاهرين بمحيط قصر الاتحادية، وهناك طرق إطلاق تكون بهدف التفريق والفض، وهناك نوع ثاني من الاطلاق يهدف عن قصد القتل لفض الجمع بأكمله وإثارة الزعر وهناك نوع ثالث من الإطلاق لا يمكن أن يحمل دلائل إلا تعمد قتل من صُوب باتجاهه السلاح والنوع الثالث هو ما حدث مع أبو ضيف.

تؤكد أن أبو ضيف كان مستهدفاً، لكن من أين عَلم قاتله، بوجوده في الأحداث؟
قوائم التصفية متاحة، وتجرى على أساس "إن شوفته في المعركة اقتله"، وليس بالضرورة تحديد موعد أو مكان مسبق، علماً بأن التوقيت الذي قتل فيه أبو ضيف كان الوضع هادئا.

لكن كان توقيت إصابة أبو ضيف عن الثانية صباحاً وربما أثر الظلام على الرؤية؟
نحن نتحدث عن حي مصر الجديدة، وليس "غيط درة"، والحسيني كان طويل القامة ويستخدم نظارة طبية، فمن السهل رصده بين الجموع، ومن الواضح أنه تم تعقبه منذ بداية الأحداث حتي أتت فرصة لقنصه.

وهل استطعتم تحديد طريقة قتل أبو ضيف؟
من الممكن أن يكون القنص في اي وضعية وليس معني ان القنص كان في منطق الرأس، ان تكون الطلقة آتية من مكان مرتفع، فمن الممكن أن تقنص الرأس ويكون القناص منبطحاً على الأرض، وهذا ما يشير إلى أن المُطلق يجيد التصويب.

هل لديكم ما يثبت أن مطلق رصاصة أبو ضيف كان متدرباً على التصويب؟
نعم هو يتقن الاطلاق وليس متدرباً؛ لأن كلمة متدرباً قد تشير هنا إلى قوات الداخلية، لكن نعلم جيداً ان الإخوان بينهم متدربين جيدين على التصويب، وقد نقول أنهم متدربين أكثر من الشرطة بدليل قدرتهم على إسقاط أفراد من الشرطة خلال التظاهرات. وإذا سلمنا بفرض أن السلاح له صفات استثنائية وتم تسليمه إلي يد مميزة، فإذا واجهنا فرضاً عدم وجود دليل على أن القاتل مدربا، ولدية مهارات القتل، وتواجد لكي يقتل الحسيني، فإن حجتنا هنا هي نوعية السلاح المستخدم.

هل كشفت لنا نوع السلاح الذي قٌتل أبو ضيف به؟
لا أستطيع الآن الافصاح عن نوعية السلاح؛ حتى لا أضعف هيئة الدفاع أثناء جلسات المرافعة، وكل هذه افتراضات غير مؤكدة تماماً والذي يحددها هو التقرير النهائي للطب الشرعي.

هناك معلومات تشير إلى أن إصابة أبو ضيف جاءته من على مسافة 2 متر تقريباً، فما صحة هذا؟
الإطلاق من مسافة 2م أو5م أو10م متر، متساوية، ومن أكثر المعايير التي تكشف عن مدي قرب إطلاق النار أو بعده هي معالم الإصابة المصاحبة للإطلاق. ولدينا في ذلك معيار واحد يحدد مديين، مدى قريب أو تجاوز المدى القريب. فأما المدى القريب فهو المسافة التي تسمح بأن تترك فتحة دخول الرصاصة، أثار حولها خروجها من فوه السلاح، وما جاوز هذا المدى تستوي المسافة وتكون بعيدة المدى، ويكون الاطلاق من 5م مثل 10م.

بالتطبيق على حالة أبو ضيف هل يؤثر قرب مسافة إطلاق الرصاصة على إحداث فتحتي دخول وخروج؟
لا هذا الموضوع به احتمالات لانهائية، مسار المقذوف يحدد إذا تقابل بمناطق عظمية أم لا، فان اعترضت طريقه مناطق عظمية يغير اتجاهه، وإذا التقي بأعضاء رخوة يقوم باختراقها.
تحديد مسارات المقذوفات من أدوار الطب الشرعي فهو الكاشف الوحيد عن مسار الرصاصة والقادر على تتبعها ومسارها بعد الدخول داخل الجسم، وأين استقرت، وفي حالة أبو ضيف لدينا نقص شديد في المعلومات.

ما سبب هذا النقص المعلوماتي؟
لم يصلنا تقرير الطب الشرعي النهائي حتى الآن، والقضية كانت محرزة قبل الجلسة، وكان دخول الجلسة "غُلب أصلا".

ماذا تعني بأن دخول الجلسة "غُلب"؟
واجهت هيئة الدفاع بالحق المدني، معاناة كبيرة، فقد صدرت تصريحات لما يقرب من 40 محامي للمتهمين، وعلى الجانب الآخر خرجت تصاريح لما يقرب 10 محامين عن 70 مجني عليه. التصريح الخاص بي شخصياً، وصلني الساعة 11 مساءاً، قبل الجلسة بأقل من 12 ساعة، بالإضافة لعدم وجود تأمين لهيئة الدفاع عند الدخول والخروج، وسط الحشود التابعة للإخوان. نجينا بستر من عند الله، وقاموا بترديد هتافات منها "الكدابين أهم" "المفتريين أهم". هل هذا مقصود من الحكومة أن يعتدوا علينا، ثم يقال ان الإخوان بلطجية، فهل نحن كبش فداء، وثمن لذلك؟، فموضوع استثمار إرهابهم في تبرير القمع، هذا أسلوب قديم وثنائية قديمة بين السلطة والإخوان.

هناك من يردد انه تم العبثُ بأوراق القضية.. ما مدى احتمالية ذلك؟
التحقيق في القضية تم أيام الرئيس السابق محمد مرسي، وكانت الشرطة آنذاك في صفه، لذا لا استبعد وقوع عبث بالقضية، لكن خلال دراستنا لأوراق القضية فمن السهل كشف ذلك، إما من خلال تجاهل أمور جوهرية، أو وجود قفز على الحقائق.

وماذا في حالة إخفاء حرز أو دليل مادي؟
من الوارد ايضاً ولا نستبعد ذلك ولكن هذا الكلام لابد أن يكون مصاحب لأوراق القضية فمثلاً إذا تم إجراء عملية جراحية للمجني عليه، فما نتيجة هذه العملية، وهل تم استخراج جزء من الرصاصة أم كلها، وأين ذهبت، ونبدأ بعدها الرجوع إلى التقارير الطبية.

من حديثك يبدو انكم كهيئة دفاع لم تتطلعوا على أوراق القضية بعد، فهل المدة المتبقية كافية لدراستها؟
أمامنا شهر وهو مدة كافية؛ لان أعضاء هيئة الدفاع بالحق المدني يتقاسمون أوراق القضية البالغ عددها 15 ألف ورقة فنحن أكثر من 70 محامي

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان