مصراوي يتساءل: ماذا لو قاطعت جبهة الانقاذ انتخابات البرلمان؟
كتب - أشرف بيومي:
تتردد أنباء من داخل جبهة الإنقاذ الوطني حول مقاطعتها الانتخابات البرلمانية المقبلة، حال عدم تلبية مطالبها، الأمر الذي اعتبره خبراء سياسيون ينتقص من مصداقية مجلس النواب المقبل، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين قللت من الأمر ورأته ''محاولة للهروب من مواجهة الشعب''.
''هروب من الشعب''
في هذا الصدد، قال محمود عامر، القيادي بحزب الحرية والعدالة، إن الجبهة تحاول الهروب من مواجهة الشعب بشتى الوسائل سواء كانت تعطيل الدستور أو إعادة تشكيل الحكومة أو إقالة النائب العام.
وأضاف عامر أن جبهة الإنقاذ تحاول الآن الهروب بمقاطعة الانتخابات القادمة، إلا أنه أكد أن كثرة الأحزاب الموجودة على الساحة المصرية ستجعل مقاطعة الانقاذ للانتخابات لن تكون ذات قيمة. وقال ''لن تتوقف الحياة السياسية على أربعة أو خمسة أشخاص''.
وتساءل الدكتور فريد إسماعيل، عضو المكتب التنفيذي بحزب الحرية والعدالة، عن من هم أعضاء جبهة الإنقاذ؟ مشيرا إلى أن المقاطعة ما هي إلى مجرد تهديدات ووسيلة من وسائل الضغط على الحكومة لكي تعطل إجراء الانتخابات.
وقال إسماعيل إن الجبهة صرحت من قبل أنها ستقاطع الاستفتاء على الدستور إلا أنها شاركت في النهاية.
لابد من ضمانات
من جانبه، شدد الدكتور وحيد عبد المجيد عضو جبهة الإنقاذ على ضرورة توافر ضمانات لنزاهة الانتخابات والحفاظ على مصداقيتها حتى تشارك الجبهة فيها، مشيرا إلى أن قرار المشاركة أو المقاطعة لم يتحدد بعد.
وأوضح عبد المجيد أن ما تطالب به الجبهة من ضمانات حق وأمر طبيعي يحدث في أي انتخابات أخرى حتى لا تقل مصداقيتها، لأننا نريد في النهاية أن تزيد نزاهتها عن الانتخابات البرلمانية السابقة.
وحول إمكانية إجراء اتفاقات بين الجبهة والرئاسة لتوفير تلك الضمانات أوضح عبد المجيد أن هذا السؤال لا يخصه ولا يستطع الإجابة عليه إلا القائمين علي السلطة فقط لمعرفة مدي توافقهم.
''تعرية للنظام''
ورأى المفكر جمال أسعد أن فكرة المقاطعة من حيث المبدأ ليست سلبية ويمكن أن تكون شيء إيجابي، موضحا أنه عندما يكون هناك قانون انتخابي غير دستوري وتم إجراء انتخابات مجلس الشعب بناء عليه وأن يكون هناك إصرار على هذا القانون ويتم إعداد انتخابات بناء على هذا النص الغير دستوري ليضمن الإخوان المسلمين الأغلبية فلا أتصور أن تكون هناك انتخابات نزيهة.
وقال أسعد ''على كل الأحوال عندما يكون هناك وصايا دينية باسم الإسلام والمحافظة على شرع الله وأنهم يمثلون هذا الشرع لا يمكن أن تكون هناك انتخابات نزيهة''.
وأشار إلى أن المعارضة ليست متفقة على رأي واحد، وإذا قاطعت جبهة الإنقاذ الانتخابات فهناك أحزاب أخرى تابعة وعميلة ستشارك.
وأكد على ضرورة مقاطعة الانتخابات ليكون هناك تعرية حقيقية للنظام محليا وعالميا كما جرى في انتخابات 2010، التي كانت البداية الحقيقية لثورة يناير.
''محاولات شق صف الجبهة''
أما الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، فلم يستبعد أن يحاول النظام عمل اتفاقات مع جبهة الانقاذ من أجل اقناعها بعدم المقاطعة مدللا على ذلك بالاجتماع الأخير بين البرادعي والكتاتني والبدوي.
وقال سلامة لمصراوي إن النظام أيضا يحاول عمل انشقاقات في صف جبهة الانقاذ وباقي الأحزاب، مشيرا إلى أن هذه السياسات هي نفسها التي كان النظام السابق يتبعها؛ حيث كان يضرب أي حزب من الداخل، فحزب الوفد ذات نفسه تم ضربه من الداخل سابقا.
وأكد سلامة أنه حال قاطعت الجبهة الانتخابات فيسكون ذلك انتقاصا من مصداقية البرلمان، إلا أنه أضاف ''لكننا نعلم جيدا أنه إذا نجحت المقاطعة سيحاول الإخوان جذب الأحزاب الكرتونية الموجودة أو الهامشية على نفس سياسات الحزب الوطني ليوحي للأخرين بوجود أحزاب كثيرة مشاركة''.
فيديو قد يعجبك: