خبراء: الوضع الاقتصادي ''ضحية'' السياسة.. وائتلاف دعم السياحة يهدد بوقف النشاط
كتبت – هبه محسن:
انشغل الكثيرون في الفترة الأخيرة بمتاعبة الأوضاع السياسية والتصاعد المستمر في وتيرة العنف بالشارع المصري، وربما نسى البعض الوضع الاقتصادي ''الصعب'' الذي تعيشه البلاد والذي أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين على أنه أظهر الوجه الاجتماعي لثورة 25 يناير، حيث خرج قطاع كبير من المصريين للمطالبة بحقوقهم في لقمة العيش والعدالة الاجتماعية ثم الحرية.
الوضع الاقتصادي للبلاد ''صعب'' كما وصفه الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء في لقائه اليوم بالدكتور المرسي حجازي وزير المالية وهشام رامز محافظ البنك المركزي الجديد لمتابعة الأوضاع المالية والاقتصادية للبلاد، وهو ما جعل الكثيرون يتسائلون عن تأثير الأحداث التي مرت بها البلاد في الفترة الماضية على الاقتصاد المصري في مختلف القطاعات والمجالات وعلي مفاوضات قرض صندوق النقد الدولي.
مرآة الاقتصاد
يرى كمال محجوب الخبير الاقتصادي ومدير إدارة سوق المال الأسبق ببنك مصر – إيران، أن البورصة هي مرآة الاقتصاد المصري والأحداث الراهنة في مصر وخاصة المتعلقة بالاضرابات الآمنية أحدثت تأثيراً سلبياً في هذا القطاع.
ويوضح ''محجوب'' أن التوترات السياسية والآمنية تؤدي إلي هروب المستثمرين خاصة الأجانب عن طريق الإقبال الشديد علي عمليات البيع وهو ما يؤثر علي سعر الأسهم يضع سوق النقد تحت ضغط شديد، نظراً لأن الدولة ملتزمة وفقاً للقانون بتحويل أموال الأجانب بعد خروجهم من السوق للخارج بالعملة الأجنبية.
ويضيف مدير إدارة سوق المال الأسبق ببنك مصر – إيران، أن هناك ما يسمي بحساسية البورصة للأحداث الجارية ويعني أن التأثير علي البورصة سيتأرجح بين السلبي والإيجابي وفقاً للأحداث الجارية في البلاد.
انهيار السياحة.. وتهديدات بوقف النشاط
ويؤكد إيهاب موسي منسق إئتلاف دعم السياحة، أن الإئتلاف بصدد إقامة دعوي قضائية ضد الرئيس محمد مرسي لتسببه في إنهيار قطاع السياحة ووضع مصر ضمن أكثر 4 دول طاردة للسياحة من خلال قراراته وسياساته ''المتخبطة'' منذ قرار عودة مجلس الشعب.
ويضيف أن حجم الضرر الذي وقع علي قطاع السياحة بلغ وفقاً للأرقام الرسمية حوالي 7 مليار دولار بعدما كان دخل السياحة حوالي 14 مليار دولار، مشيراً إلي ان هذا الرقم مختلف عن الأرقام الغير رسمية التي تؤكد أن حجم الضرر الواقع علي قطاع السياحة أضعاف هذا الرقم.
وتابع ''موسي'' أن ''أعضاء ائتلاف دعم السياحة وعددهم ليس بالقليل لن يصمت عن حق الشهيد محمد الجندي ضحية للنظام الحالي فهو كان أحد مرشدين السياحيين وأحد أعضاء الائتلاف''، مؤكداً أنه إذا لم يتم فتح تحقيق فوري في واقعة قتله وتقديم المتسببين في وفاته إلي المحاكمة فسيسلك أعضاء الائتلاف نفس نهج الأولتراس حتي يأتون بحقه.
ويهدد منسق ائتلاف دعم السياحة بوقف نشاط السياحة في مصر نهائياً إذا لم يتم القصاص من قتلة الشهيد الجندي وهو أمر لن تتحمله مصر أكثر من أسبوعين، حيث سيقومون بإبلاغ شركات السياحة بالخارج بعدم ضخ أي وفود سياحية إلي مصر في هذه الفترة حتي يتم القصاص للجندي.
ضحية السياسة
ومن جانبه، اعتبر الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات الأسبق، أن الوضع الاقتصادي في مصر هو ضحية الأوضاع السياسية المتوترة والذي أثر سلباً علي جميع قطاعات الدولة الاقتصادية وعلي التجارة والصناعة وحركة النقل الارتفاع في الأسعار، فضلاً عن الاستثمار.
ويؤكد ''عبد العظيم'' أن مناخ الاستثمار في مصر الآن أصبح سلبياً وهناك هروب للاستثمارات من مصر بشكل كبير، مشيراً إلي أن خسائر الاقتصاد منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتي الآن بلغت حوالي 300 مليار جنيه.
ويرى رئيس أكاديمية السادات الأسبق أن استتباب الآمن وإنهاء حالة الإنقسام السياسي هما السبيلان الوحيدان للخروج بمصر من أزمتها الاقتصادية التي تكاد تعصف بالبلاد، لافتاً إلي أن مطالب المواطنين في الشارع لم تعد سياسية كما كان من قبل بل تحولت إلي مطالب اقتصادية – اجتماعية، فالمواطن الذي نزل إلي الشارع يبحث عن لقمة العيش والحياة الكريمة وهذا تطور لابد من الاهتمام به ومنع تفاقمه.
واتفق معه في الرأي أحمد بان رئيس وحدة الدراسات الاجتماعية والسياسية بمركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستيراتيجية، حيث يعتبر انه لا يمكن تجاهل الواقع السياسي الراهن وتأثيره علي الاقصاد المصري.
يوضح ''بان'' أن الدولة المصرية الآن تُكفي احتياجاتها بربع قيمة الموازنة العامة فقط، حيث أن الموازنة العامة للدولة مقسمة إلي 4 أجزاء فجزء منها يذهب لخدمة الدين المحلي والخارجي وجزء يذعب للدعم والجزء الثالث ينفق علي أجور العاملين بالدولة أما الجزء الرابع من الموازنة فهو الجزء الذي يكفي به الدولة احتياجاتها.
ويشر إلي أن الدعم الخارجي لمصر لن يكون بدون مقابل كما أنه سيتوقف في حال لم تستقر الامور في الدولة علي الصعيد السياسي، مؤكداً أن قطر تساند مصر ليس لانها الشقيقة الكبري ولكن تحقيقاً لطموحاتها في توسيع نفوذها السياسي والاقتصادي.
وعن التأثير الاقتصادي لزيارة الرئيس لألمانيا، اعتبر ''بان'' أن هذه الزيارة كانت مهينة جداً لمصر وسمعتها الدولية حيث أن الرئيس واجهة خلالها إنتقادات حادة جداً علي الأوضاع الراهنة في البلاد، مشدداً علي أن الوضع الراهن سيؤدي إلي توقف جميع المعونات والمساعدات الخارجية لمصر حتي مفاوضات صندوق النقد الدولي.
فيديو قد يعجبك: