سميرة إبراهيم: أمريكا رفضت منحي الجائزة لأني لست مبارك ولا مرسي
حوار – هند بشندي:
سميرة إبراهيم.. ''فتاة صعيدية'' من محافظة سوهاج ارتبط اسمها بالقضية المعروفة إعلاميا باسم ''كشوف العذرية''، وضعتها مجلة ''تايم'' الامريكية ضمن النساء الأكثر تأثيرا في العالم، وكانت ستصيف لنفسها لقبا جديدا ''المرأة الشجاعة''، إلا أن الولايات المتحدة استبعدتها في اللحظات الأخيرة، نظرا لتصريحات لها اعتبرتها واشنطن متعارضة مع ''القيم الأمريكية''، حسب تصريح للمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، وهو الموضوع الذي فجرته صحيفة ويكلي سناندرد'' الأمريكية عندما كتبت ''ميشيل اوباما وجون كيري يكرمان معادية للسامية''.
وأشارت الصحيفة إلى أن سميرة إبراهيم احتفت على صفحتها على توتير بالهجوم على حافلة ركاب تقل سائحين إسرائيليين في بلغاريا في سبتمبر الماضي، وكذا الهجوم القنصلية الأمريكية في بنغازي والاحتجاجات ضد العنف ضد السفارات الأمريكية الأخرى في 11 سبتمبر الماضي، حسب التقرير.
لكن سميرة ترى أن السبب ليس له علاقة بما غردت به على تويتر؛ فتقول في حديثها لمصراوي ''ألم تعلم أمريكا ماذا أكتب أو كيف أفكر قبل ان تستدعيني للحصول على الجائزة؟!''.
''لست مبارك ولا مرسي''
وتكشف أن السبب الحقيقي هو ''رفضي إقامة مؤتمرا صحفيا لنفي ما كتبته واعتذر عنه لإسرائيل، واعترف بها وامجد فيها ''بكلمتين'' مثلما يفعل أغلب النشطاء المصريين عندما يذهبون لأمريكا''.
وتكمل: ''عندما رفضت قالوا لي ''انتي كده مش معترفة بـ 8 مليون إسرائيلي''، فرديت ''أنا لست معترفة بدولة إسرائيل من الأساس''.
وتحكي سميرة لمصراوي تفاصيل اللقاء الذي دار بينها وبين مساعدي وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان مايكل بوزنر وويندي شيرمان، حيث قالت أنهما طلبا منها هذا ''الشرط'' للحصول على الجائزة بطريقة ''غبية''، حيث بدأ الحوار معها في البداية عن مشاكل الأقباط في مصر ثم تطرقوا للصهيونية، وأني أقوم بمعادتهم وسبهم، وأكدت لهم وقتها أني لا أعترف بالصهيونية، فتساءلوا مستنكرين كيف و63 في المئة من الشعب الأمريكي يؤمن بها، فقلت لهم ''براحتهم أنها لست مؤمنة ولا معترفة بها''.
وخلال الحوار أثناء رفع الآذان، استشهدت سميرة به وأقسمت ثلاث مرات، أنهم قالوا لها هناك إنهم ليس لديهم مشكلة في انتقادها للولايات المتحدة الأمريكية المشكلة كلها في الحديث عن إسرائيل، مضيفه ''رغم أنهم دعاة حرية الرأي إلا انهم لم يعتبروا ما قلته عن إسرائيل حرية رأي''.
وتضيف: طلبوا مني أن أفعل مثل حسني مبارك ومحمد مرسي.. أن أقول هنا كلام وفي مصر كلام أخر، لكن ردي كان ''أنا لا مبارك ولا مرسي، أنا ليس لدي مصلحه معكم''.
وحول ما كتبته على توتير، نفت إن كانت قد كتبت شيء عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي؛ إلا أنها أكدت مهاجمتها لسياسات الولايات المتحدة والصهيونية، وشددت ''مش هغير كلامي''.
سميرة إبراهيم كان لديها شجاعة الاعتذار عن إن كانت أخطأت وخلطت بين اليهودية كديانة وإسرائيل، إلا أنها اشترطت أن يكون الاعتذار ''في بلدي'' وليس هناك في الولايات المتحدة. وقالت: اليهودية كديانة ''متفرقش معاهم ببصلة'' وأن ما يفرق معهم هي ''إسرائيل''.
المغرب والصومال
اتهمت سميرة إبراهيم السفارة المصرية في واشنطن بأنها لم تقف بجانبها هناك، وقالت '' كان ردهم: عدي الموضوع متكبريهوش يا سميرة''، وتؤكد أنها حاولت الاتصال بأكثر من سفارة وكان ردهم ''المفروض سفارتك تقف جنبك''، إلا أنها أثنت على موقف سفارتي المغرب والصومال وقالت إن مسؤولي السفارتين أبلغوها ''لا تتراجعي خليكي على موقفك احنا معاكي''.
كانت سميرة في الولايات المتحدة في الوقت الذي كان وفدا مصريا برئاسة مساعدة الرئيس الدكتور باكينام الشرقاوي في زيارة لواشنطن، إلا أنها لم تحاول – حسب تأكيدها - التواصل مع الوفد وقالت ''مش هتواصل مع ناس بتقدم فروض الولاء والطاعة، ولأني متأكدة حتي لو تواصلت معاها ماكنوش هيساعدوني''.
وقالت ان مستشارة الرئيس كانت في زيارة لوزارة الخارجية وهي نفس الوزارة التي كنت بها، وكان العالم كله على علم بالموضوع، وتساءلت: ألم يعلم الوفد المصري بمشكلتي هناك؟.. حتى الآن لم يصلني أي رد من أي مسؤول مصري!''.
هجوم
وبنبرة حزينة، أشارت سميرة إبراهيم إلى هجوم تعرضت له من قبل حقوقيين ونشطاء في مصر، بسبب آراءها في إسرائيل والصهيونية، واعتبروا ذلك ليس ضمن حرية رأى، مستغربة :''رغم أن نفس الأشخاص تعتبر سب الدين الإسلامي ليل ونهار يدخل في إطار حرية الرأي''.
لكنها تعود لتقول ''الناس العادية بتقلي انتي صح.. عشرات الرسائل على تويتر.. كنت في المترو وقوبلت بتصفيق حاد.. هذا هو المكسب الحقيقي الأهم من ألف جائزة، وتضيف ''أناواحدة من الناس الغلابة، بعرف انا صح أو غلط منهم، حتي لو كل المشاهير وقفوا ضدي ''في ستين داهيه'' انا يهمني الناس الغلابة''.
وتكمل ''لو كنت غير وطنية وليس لدي مبدأ فكان يمكنني الاعتذار في الغرف المغلقة وتقدم فروض الولاء والطاعة وكل العالم كان هيقول علي شجاعة وبطلة، لكني رفضت أخد الجائزة مشروطة بتقديم فروض الولاء والطاعة''.
وترى سميرة إبراهيم أن قبولها الجائزة كان خطأً من البداية وتعلمت منه، وبررت ذلك بصغر سنها وحسن نيتها؛ حيث أنها ذهبت للولايات المتحدة على اعتبار أنها جائزة ''نسوية مجردة من الانتماءات''، إلا أنها استطردت ''لكني لم أقع في خطأ وقع فيه حكام ورؤساء العرب وهو أن أقدم فروض الولاء والطاعة''.
''كشوف العذرية''
ليس هذا الأمر الذي يشغل بال سميرة إبراهيم هذه الأيام، بل هناك قضية كشوف العذرية حيث تنتظر الأسبوع المقبل الاستئناف الذي تقدمت به على حكم البراءة الذي قضت به المحكمة العسكرية، وبآسى أعادت ما كتبته من قبل على مدونتها ''قد خذلني القضاء عندما كنت أشعر أنه شامخ ونزيه''.
وتؤكد أنها تعرضت للظلم، وبإصرار قالت ''خدت جزء من حقي عندما منع تكرار هذا الإجراء (كشوف العذرية) على بناتنا؛ أما بخصوص محاكمة المتسببين فهذه ليست قضيتي وحدي فهي قضية كل الشعب المصري.. الشعب كله شعر بأن القضاء المسيس خذله''، مشيرة إلى أنها لا تتوقع خيرا بشأن الاستئناف ''لو كان القضاء مستقل وحر وانتمائه للشعب كنت توقعت أن يأتي بحقي لكن للأسف..''.
فيديو قد يعجبك: