الديب.. ضحية ''ناصر'' و محامِ ''الريان'' و''الجاسوس'' ..هل ينجح في إنقاذ مبارك؟
كتب - صهيب ياسين:
''أنا محام محترف، ولو سقط مرسي وطلبني للدفاع عنه سأفعل '' هكذا قال الرجل الذي سيقف بين يدي محكمة جنايات القاهرة، ليُشهر سيفه في وجه مرسي، ويُقسم أن النظام الحالي ينتقم من موكله الرئيس السابق حسني مبارك لأن ''بينهما ما صنع الحداد منذ قديم الأزل''
ولأنه يعرف من أين تؤكل الكتف ، أستعان به مبارك كمحام وحيد لإنقاذ رقبه من مقصلة العدالة ، ولان المحاماة لديه حرفة قبل المعركة ...
فريد الديب، ولد في القاهرة أربعينات القرن الماضي، لوالد اشتهر كشاعر ومؤلف مواويل مدح النبي، تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1963 بتقدير جيد جدا، والتحق بعدها للعمل بالنيابة العامة فتولى منصب وكيل النائب العام بنيابة الوايلي ، وسوهاج ، وشرق القاهرة.
مذبحة القضاة
تمت الإطاحة بفريد الديب من سلك القضاء عقب قيامه، وبعض من زملائه بانتقاد هزيمة مصر في حربها عام 1967، حيث جاهر في منظمة الشباب بمسؤولية الرئيس جمال عبد الناصر وشركاه في الجيش عن الهزيمة، وفورا التقط أحد أعضاء التنظيم الطليعي كلام ''الديب'' وأعد به تقريرً سرياً، أدى إلى إقصائه من منصبه في مذبحة القضاة الشهيرة عام 1969، وألحق بالعمل بوظيفة مدنية بوزارة الشئون الاجتماعية.
العودة والاستقالة
عاد الديب الى عمله بقرار الرئيس أنور السادات بإلغاء المذبحة، فرجع إلى عمله بنيابة شرق القاهرة كوكيل للنائب العام في 15 يناير 1972، ولكن وبعد شهور أصر الديب على الاستقالة والعمل بمهنة المحاماة، فعمل كمستشار قانوي لجريدة أخبار اليوم قبل أن يعمل محاميا حراً.
سلك الديب طريق المحاماة ونجح في أن يكتسب شعبية جارفة ، لما يمتلكه من ملكة الترافع أمام المحاكم ، جعلت الموكلين يتسابقون إليه، فكان أن أسند إليه أغلب قضايا الرأي العام.
الاعتقال
عمل الديب مستشاراً قانونيا لشركة الريان لتوظيف الأموال، ومع سقوط امبراطورية الريان في ثمانينات القرن الماضي، اعتقله زكي بدر، وزير الداخلية الأسبق، على خلفية دفاعه عن الريان، إلا أنه أخلى سبيله بعد نحو أربعة أشهر.
محامِ ''الجاسوس''
ترافع فريد الديب عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام عام 1997، وتلقى رسالةً موقعة من 12 محامٍ آخر، أعلنوا فيها أن مرافعة الديب للدفاع عن عزام هو خيانة للوطن، وتلويث للسمعة النضالية لنقابة المحامين المصرية.
لم يأبه الديب لرسالة زملائه ، وواصل قضيته ، ولكن محكمة الجنايات أصدرت حكمها فى شهر يوليو 1997، وأدنت عزام عزام بالسجن 15 عاما بعد اعترافه بالجاسوسية.
الخاسر
تولى الديب الدفاع عن عدد كبير من الشخصيات العامة والتي أثرت محاكمتهم على الرأي العام، ورغم شهادة الجميع للديب بقوة مرافعته إلا أنه خسر جميع القضايا الهامة، فحصل سعد الدين إبراهيم، مدير مركز بن خلدون على حكم بالسجن سبع سنوات بتهمة تلقي أموال من الخارج، بينما حصل أيمن نور على حكم بالسجن لمدة 5 سنوات لإدانته بالتزوير ،وقبع رجل الأعمال حسام ابو الفتوح خلف الجدران سنوات ، ونال رجل الأعمال هشام طلعت السجن المشدد لمدة 15 عشر عاما ، للتحريض على قتل الفانة سوزان تميم .
قضية المخلوع
ترافع الديب في محاكمة المخلوع الأولى والتي كان ينظرها المستشار أحمد رفعت، ورغم محاولات الديب المستميتة إقناع المحكمة ببراءته بدعوى أنه لايزال رئيسا للجمهورية، وتارة أخرى أنه لا يزال فريقاً بالقوات المسلحة، إلا أن المحكمة أصدرت حكمها بمعاقبة الرئيس المخلوع مبارك بالسجن المؤبد.
وقالت في حيثيات حكمها إن مصر شهدت في عهده سنوات سوداء، إلا أن محكمة النقض أعادت الديب إلى حلبة الصراع مرة أخرى بقبولها الطعن على الحكم، فهل يفعلها وينجح في تبرأة مبارك لتكون أول وأهم قضية رأي عام يحصل فيها على العلامة الكاملة؟.
فيديو قد يعجبك: