لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل تنجح جبهة الإنقاذ في مهمتها.. أم يؤول مصيرها للانهيار؟

04:45 م السبت 20 أبريل 2013

كتب- عمرو والي:

منذ تشكيلها على خلفية الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي, في نوفمبر الماضي، واجهت جبهة الإنقاذ خليطًا من ردود الفعل، ما بين الترحيب والانتقاد والهجوم العنيف.

وبعد ظهور بعض الأزمات والاختلافات بين قياداتها على السطح, ازدادت الانتقادات الحادة الموجهة للجبهة من قِبل المواطنين، الذي يرون أنها لا تقدم أي جديد لهم، الأمر الذي آثار تساؤلات حول مصير الجبهة مستقبلًا ما بين الاستمرار أو التفكك.

''مواقف موحدة''

وفي محاولة للإجابة على ذلك، أوضح عبدالله المغازي، المتحدث باسم حزب الوفد, أن جبهة الإنقاذ ذات طبيعة مؤقتة في نشأتها, وأن هذا لا يمنع ''الاتفاق التام'' من جانب أحزابها وحركاتها على مجموعة من القضايا الرئيسية, التي تمس شكل وهوية الدولة المصرية.

وقال المغازي، في تصريحات لـ''مصراوي''، إن مواقف الجبهة ستظل ''موحدة'' تجاه القضايا الوطنية, التي أورد منها على سبيل المثال: الدستور والانتخابات البرلمانية أو إصدار تشريعات منفردة, مؤكدًا ''فيما عدا ذلك، فكل حزب يجب أن يكون له رؤيته الخاصة به''.

ويرى المغازي أن الاختلاف الإيديولوجي داخل جبهة الإنقاذ أمر ''صحي للغاية'', وأن الخلافات التي نشأت مؤخرًا كانت نتيجة لاختلاف الفكر الأيديولوجي للأحزاب التي تشملها الجبهة، سواء من اليمين أو اليسار.

وضرب المغازى مثلًا بالملف الاقتصادي، الذي يؤمن فيه الوفد بـ''الحرية الاقتصادية''، كون الحزب ليبراليًا, ما يتناقض مع موقف التيار الشعبي، ذو الفكر اليساري، الذي يؤمن أن الدولة من المفترض أن تسيطر على كل مقاليد الأمور في هذا الجانب.

ونفى المتحدث باسم الوفد انسحاب الحزب من الجبهة، مشيرًا إلى أن ''ضعف التمثيل من جانب الوفد جاء لرغبته في إصدار بيانات وتصريحات منضبطة، تشمل كل الأعضاء والشخصيات العامة, لأن كثرة التصريحات في هذا التوقيت تسبب الكثير من المشاكل، بسبب صبغتها باللون الشخصي أو الحزبي''.

''خطط وأهداف''

ومن جانبه، شدد حسام الدين علي, الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر, أن الجبهة مستمرة في دورها؛ من خلال المشروعات والخطط التي أعلنت عنها، والتي من بينها الاستعدادات النهائية لمؤتمرها العام، المُنتظر عقده بداية الشهر المقبل, ومؤتمر مدينة العريش في ذكرى تحرير سيناء.

ولفت علي ''نعمل الآن على إنشاء كيانات موازية، مثل حكومة الظل والبرلمان الشعبي، لزيادة الضغوط السياسية على السلطة''، مؤكدًا ''أحزاب الجبهة كلها مجتمعة على قضايا الوفاق الوطني, ولا مانع من بعض الاختلاف في وجهات النظر التي لا تفسد للود قضية''.

ونفى حسام الدين، رغبة عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، في تكوين جبهة معارضة جديدة، بالتحالف مع تيار الاستقلال، قائلًا ''إن ما حدث لا يتعدى كونه لقاءات للنقاش واستعراض وجهات النظر''.

''الوحدة والصراع''

وأشار أمين اسكندر، عضو مجلس أمناء التيار الشعبي، إلى أن القانون داخل الجبهة يحكمه عاملين، هما الوحدة والصراع, وأن هذين الأمرين هم العوامل التي ستحكم بقاء الجبهة مستقبلًا من عدمها.

وتابع اسكندر ''فأما الوحدة، فتظهر في الأسس التي اتفق عليها قيادات الجبهة، والخاصة بقضايا الحد الأدنى التي أتفق عليها الجميع, وأما الصراع ففي القضايا التي تتجدد بفعل المستجدات في الحياة السياسية اليومية، وتظهر في مناقشتنا واجتماعتنا، ومنها نصل لنقطة وسط ترضي جميع الأطراف''.

ويضيف عضو التيار الشعبي ''إذا لم يدرك أعضاء الجبهة هذه النقاط جيدًا، فهنا يصبح خطر الانهيار والتفكك، وسيكون مصيرها النسيان''، مستبعدًا حدوث هذا الأمر لإدراك الجميع خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد الآن، على حد قوله.

'' تجربة''

وفي نفس السياق، رأى عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الاشتراكي، أن الاختلاف في المواقف هو الذي قد يؤدي إلى انهيار الجبهة، مشيرًا إلى أن تنوع الإيديولوجيات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ليس هو العقبة في استمرار الجبهة.

وأضاف، في تصريحات لمصراوي، أن ''الجبهة الآن في مرحلة اختبار حقيقية، مثلما هو الحال للرئيس مرسي وللحكومة وللبلاد كلها, والتاريخ هو الذي سيحكم على أداء الجبهة''.

وأوضح شكر أن نجاح الجبهة سيأتي من خلال توفيرها بدائل قوية، مثل البرلمان الشعبي، الذي يتم الإعداد له الآن، إذا استطاع الخروج بأفكار جديدة، والانتظام في دورية وإصدار تشريعات مقابلة لقوانين مجلس الشورى ومقنعة للمواطن، مضيفًا ''هنا تكون الجبهة قد قامت بدورها, أما إذا كان مجرد كيان بالاسم فقط، دون مجهود حقيقي أو حل للمشاكل، فهنا أصبح بلا جدوى''.

'' تحديات مختلفة''

وتعليقًا على الأمر من وجهة نظر محايدة، يقول حسن نافعة, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, في تصريحات لمصراوي، إن جبهة الإنقاذ أمامها 4 ''تحديات كبرى''، هي التي ستحكم بقاء الجبهة من عدمه، وهي الحفاظ على تماسك الجبهة, والقدرة على صياغة وطرح بديل، ووضوح الهدف، والتجهيز للانتخابات البرلمانية القادمة.

وأضاف نافعة ''الجبهة تضم عدد من الأحزاب والحركات السياسية ذات أيديولوجيات مختلفة، وأي تحالف في السياسة، من الطبيعى أن ينطوي على هذا الاختلاف''، لافتًا ''أعتقد أنه لا ينبغي أن يزعج ذلك أحدًا''.

وتابع نافعة ''هنا يظهر تساؤل هام، ينقلنا إلى النقطة الثانية، هل الجبهة قادرة على إيجاد بديل قوي للنظام القائم، الذي بدأت شعبيته تتآكل؟ وهل يستطيع أن يقنع المواطن من خلال برنامج سياسي؟''، مشيرًا ''أعتقد أنها لم تقدم إلى الآن ما يؤكد للمواطن قدرتها على تحمل الأعباء, فالتصور والبرنامج غائبان''.

وانتقل نافعة في حديثه إلى ما أسماه ''وضوح الهدف''، قائلًا ''هل الجبهة تسعى للحصول على الأغلبية البرلمانية القادمة؟ أو المشاركة في تشكيل الحكومة الجديدة؟ وهل تملك الإمكانيات المادية والبشرية لذلك؟ وإلى أي مدى تمتلك قائمة قوية موحدة خلال الانتخابات تستطيع إقناع المواطنين، وتبقى المعارضة فقط أمر واجبًا وليس كافيًا؟''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان