لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي يحاور ''الجندي المجهول''على أرض ميدان التحرير

07:14 ص الأحد 12 مايو 2013

حوار ـ هبة مدين:

''حسين إبراهيم'' عامل نظافة، رب لأسرة تتكون من ثلاثة أطفال ووالدتهم، قضى خمسة سنوات من عمره في خدمة ميدان التحرير، يسافر كل يوم من العياط إلى وسط القاهرة لأداء عمله، ثم يعود في نهاية اليوم لأسرته بجسد مهدم وقد أحرقت لونه حرارة الشمس خلال يوم عملٍ شاق.
كانت البداية عندما عمل في شركة ''آما العرب'' للبيئة، وهي شركة خاصة بأعمال البيئة، وبعد ما شهده ميدان التحرير من اعتصامات وتظاهرات واشتباكات منذ ثورة يناير وحتى الآن، كان علينا أن نسلط الضوء على الجندي المجهول لأرض ميدان التحرير، الذي يقضي يومًا شاقًا من عمله، بعد كل اعتصام واشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، بين جمع كسور زجاج وأحجار متحطمة وغبار وفوارغ قنابل غازية، تشكل يومه النظافي، حتى لو تعرضت حياته للخطر تحت الظروف الغير مستقرة التي شهدتها البلاد ومازالت تشهدها.
قام مصراوي بإجراء حوار مع عم حسين، تناولنا خلاله تفاصيل ما يمر به خلال الأحداث التي شهدها ميدان التحرير مرارًا وتكرارًا، وما يأمل بتغيره في البلاد، فكان لنا هذا الحوار...
ماذا شاهدت بميدان التحرير خلال أيام الثورة بحكم مهنتك؟

بحكم مهنتي، عاصرت كل الأحداث التي شهدها ميدان التحرير، وبخاصة في الأيام الأولى للثورة والاعتصامات التي وجدت بالميدان، خلال اشتعال الأحداث كنا نترك التحرير، وما أن تهدأ نبدأ في النزول مرة أخرى، لكن كنا دائمين الوجود في الاعتصامات.
وهل كان هناك تعاون بين المعتصمين وعملكم؟

نعم، وكان هذا فقط في الأيام الأولى للثورة، كان المعتصمون يساعدوننا في أعمالنا، من تنظيف وجمع قمامة، لكن ما مر به ميدان التحرير بعد ذلك لم نشهد خلاله أي تعاون من أحدهم، أو محاولة منهم للتقليل من إرهاقنا في أعمالنا خلفهم.
وما هي المواقف السلبية التي أغضبتك عند نزولك للقيام بعملك بالميدان؟

الأشياء السلبية التي كانت تضايقنا هو قيام بعض المتظاهرين بإلقاء القمامة على أرض التحرير دون اهتمام، فتنتهي الوقفة الاحتجاجية أو المظاهرة، ويتركوا الميدان ويعودوا إلى منازلهم، تاركين خلفهم القمامة لكي نقوم بجمعها.
اذكر لنا أسوأ ما كنت شهدته في عملك خلال الاشتباكات؟

لم يكن هناك أسوأ من الاختناق الذي يقبض أنفاسنا، بسبب قنابل الغاز المُسيل للدموع عند نزولنا إلى التحرير بعد اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين، فليس العبء والتعب في العمل ذاته بين جمع بقايا الزجاج وحطام الحجارة والغبار الشديد وفوارغ قنابل الغاز، قدر ما كان يرهق أنفاسنا.
هل تعمل الشركة التابع لها بتأمين وجودكم في التحرير في مثل هذه الأحداث؟

الشركة ليس عليها سوى أمرنا بالابتعاد عن التحرير في ذروة الأحداث، وبعدما نتأكد من هدوء التحرير تمامًا نقوم بالنزول والقيام بتنظيفه.
ما عدد العمال المسؤولين عن تنظيف ميدان التحرير؟

من داخل شركتنا، لدينا قوة 30 عاملاً أثناء الاشتباكات، لكثرة أعمال النظافة حينها، وفي الأيام الهادئة مخصص للميدان سبعة عمال خلال كل فترة، حيث يُقسّم يوم العمل إلى ثلاث فترات، الفترة الصباحية وتكون من السابعة صباحًا حتى الثالثة ظهرًا، والفترة المسائية من الثالثة حتى العاشرة مساءً، أما الفترة الليلية فتكون من العاشرة مساءً حتى السابعة صباح اليوم التالي، هذا بخلاف عمال الهيئة الحكومية، ففي الغالب يكونون عشرة عمال، ويلتزمون في النزول بما نفعله أيضًا.
هل كانت الشركة تقوم بتعويضكم بشكل أو بآخر طبقًا لما ترونه من أخطار في مهنتكم وموقعكم هذا؟

للأسف، الشركة لا تعبأ بزيادة التعب أو قلته، وأهم شيء بالنسبة لها هو أن يتم العمل على أكمل ما يكون، وفي النهاية نأخذ الراتب المُقدر لنا من البداية، وهو 650 جنيه ويصل إلى 700 جنيه فقط بعد الحوافز، بمعدل 20 جنيه مصري في اليوم، وليس هناك أجازة رسمية سوى يوم واحد.
بقُربك من المشهد السياسي بالتحرير.. ما رأيك في الأحداث السياسية بشكل عام؟

ليس لي علاقة بالسياسة، وللأسف الأحداث الغير مستقرة التي تشهدها البلاد لا تساعدنا على معرفة الخطأ من الصحيح، ووجودي داخل الميدان لا يقتصر على أداء مهمتي عاملًا للنظافة فقط، فجزء من المتظاهرين يتشاجر والآخر يشتعل ويقوم بالضرب، ليس عليّ التدخل في أي أمر، فأنا عامل نظافة، ووجودي بالميدان أكل عيش.
إذا أردت أن توجه رسالة لكل من الشركة التابع لها والمسؤولين والشارع المصري.. فماذا تقول؟

رسالتي عنوانها التقدير من الجميع، فأريد من الشركة أن تُقدّر عملنا في هذه الظروف الصعبة، وأن تميز عمال نظافة ميدان التحرير تميزًا مختلفًا، لما نلقاه من تهديد أمني، فبماذا أفعل بـ700 جنيهًا في هذه الظروف؟!

أما المسؤولين، فأريد منهم تقدير دورنا في العمل على نظافة المجتمع؛ لذلك أطالبهم برفع معيشتنا مثلنا مثل غيرنا.

وختام رسالتي للشارع المصري: لماذا لا تساعدوننا في الحفاظ على نظافة وجمال شوارع مصر؟، ماذا سيحدث إذا احتفظ أحدكم بالورقة لأقرب صندوق قمامة؟ ماذا سيحدث لو احتفظ كل سائق سيارة بسلة مهملات داخل سيارته؟ وعند أقرب صندوق مهملات يقف ليُفرغه دون أي مقابل، ساعدونا فقط؛ إننا نحافظ على نظافة بلدنا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان