نفاد ''غاز الطهي''.. ''وجـع'' تخشى غزة زيادته في رمضان
غزة – (الأناضول):
وهي تنظر إلى أسطوانة الغاز الفارغة أمامها والتي نفدت آخر قطراتها لتعلن عن وجبة طعام لم يكتمل نضجها، تمنت ربة المنزل ''منى صبيح'' أن يباغتها صوت موزع ''الأسطوانات'' وهو ينادي بكلماته المألوفة ''غاز، غاز''.
غير أن الأم لستة أبناء ستضطر كما المئات من أهالي غزة للانتظار طويلا، أمام استمرار أزمة نقص غاز الطهي في القطاع.
وأكثر ما تخشاه ''منى'' ''42 عاماً'' أن تتفاقم الأزمة في شهر رمضان المقبل بعد أسابيع، فالمعاناة وقتها ستتضاعف كما تؤكد في حديثها لـ''الأناضول''.
وتسبب الإغلاق المتكرر في الأيام الماضية لمعبر ''كرم أبو سالم'' التجاري بسبب الأعياد أو لأسباب أمنية تتذرع إسرائيل بوجودها في أزمة نقص غاز الطهي.
ولم تستطع ''نوال السيد ''صاحبة العقد الرابع أن تُخفي قلقها الشديد إزاء استمرار أزمة غاز الطهي بالتزامن مع اقتراب حلول شهر رمضان، وأشارت إلى أن أسطوانتين أرسلتهما للموزع منذ 13 يوما ولم تحظى بتعبئة أحدهما.
وأكثر ما تخشاه نوال هو أن يطرق رمضان الأبواب والأزمة تراوح مكانها؛ فشهر الكرم كما تؤكد في حديثها لـ''الأناضول''، يحتاج إلى كميات مضاعفة من الغاز، وتستدرك بالقول :'' أسابيع تفصلنا عن الأيام المباركة، هذه الأيام التي تكثر فيها الولائم والوجبات المميزة، والحلويات ..فكيف سيكون الحال وتعبئة الأسطوانات تمر برحلة طويلة من الانتظار والعذاب.''
ولأنّه ملّ من الاصطفاف في طابورٍ طويل أمام أبواب محطات الوقود بدون فائدة لم يكن من حل أمام الحاج الستيني ''أبو سامر ياسين'' سوى أن يقوم بصناعة فرن من الطين في ركن بعيد في ساحة منزله .
وأشار في حديثه لـ''الأناضول'' إلى أنه فقد الأمل في حل جذري لأزمة غاز الطهي، وأضاف بصوتٍ تتحسر نبراته على واقعٍ يزداد قسوة يوما بعد يوم :'' رمضان شهر الخير وما من حل سوى أن نلجأ لأفران الطين .''
وإن كانت ربة المنزل ''سعاد سكيك'' ترفع شعار ''لا لهذا الطعام ولا لذاك'' لإطالة عمر قطرات الغاز داخل الأسطوانة الوحيدة في بيتها فإنها لن تتمكن من ذلك في شهر رمضان إذ تؤكد الأم لسبعة أبناء أن أولادها يتفننون في اختيار ما لذ وطاب.
وساعتها لن يكون أمامها كما تقول في حديثها لـ''الأناضول'' سوى أن تلجأ للأساليب البدائية المتمثلة في بابور الكاز أو فرن الطين لتفادي أزمة نفاد الغاز.
ويأمل ''عبد الناصر مهنا'' مدير عام الهيئة العامة للبترول أن تحل هذه الأزمة في القريب العاجل ، وأن يطل شهر رمضان على الغزيين وقد انتهت الأزمة بشكل كامل.
وقال مهنا في حديثه لـ''الأناضول'' إن بوادر حل أزمة الغاز تلوح في الأفق؛ وفق الوعود التي تلقتها الهيئة الأيام الفائتة، مشيراً إلى أن جهودا كبيرة تبذلها الهيئة بالتنسيق مع حكومة رام الله ومع الجانب الاسرائيلي من خلال القطاع الخاص لزيادة كمية ضخ الغاز لسد احتياجات القطاع.
وقدر ''مهنا'' الكمية المدخلة يومياً إلى القطاع بـ 120 طن في حين يحتاج القطاع من 250 - 300 طن يوميا .
ولإنهاء أزمة نفاد غاز الطهي وحلها بشكل جذري دعا مهنا لزيادة عدد ساعات العمل على معبر كرم أبو سالم، وإنشاء خط جديد لضخ الغاز، واستدرك بالقول :'' فكرة الخط الجديد وإن كانت تحتاج لوقت طويل ولكن خروجها للنور كفيل بالتغلب على الأزمة التي لن تزول إلا بفك ورفع الحصار بشكل كامل عن القطاع.''
وتفرض ''إسرائيل'' حصارًا على غزة ومعابرها منذ يونيو 2006، وشددت هذا الحصار بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في يونيو 2007.
وبعد أن كانت 7 معابر حدودية مفتوحة تحيط بقطاع غزة، اقتصرت السلطات الإسرائيلية اعتمادها على معبرين وحيدين فقط.
واعتمدت إسرائيل معبر كرم أبو سالم (بين مصر وغزة وإسرائيل) معبرًا تجاريًا وحيدًا، حصرت من خلاله إدخال البضائع إلى القطاع، فيما أبقت على معبر بيت حانون (إيريز) (شمالي القطاع) بوابة لتنقل الأفراد بين غزة وإسرائيل.
فيديو قد يعجبك: