إعلان

البرادعي.. ''المُلهم'' والمتهم في كل الأنظمة - (بروفايل)

08:14 م الإثنين 17 يونيو 2013

كتبت- مي الرشيد:

يحتفل الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم بعيد ميلاده الواحد والسبعين. ولد البرادعي، واسمه محمد مصطفى البرادعي في 17 من يونيو 1942 بمحافظة الجيزة وبالتحديد بحي الدقي.

والده هو مصطفى البرادعي، محامي كما كان يرأس نقابة المحامين، وأحد الداعمين لمبادئ الديمقراطية، واستقلال القضاء.

البرادعي متزوج من السيدة عايدة الكاشف، وله منها ''ليلى'' وهي تعمل بالمحاماة في لندن، و''مصطفى'' ويعمل مدير لشركة تكنولوجية بالقاهرة.

حصل البرادعي على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، كما حصل بعدها على الماجستير في القانون الدولي من المعهد الدولي للدراسات بجينيف، وحصل على الدكتوراة في العلوم التشريعية في القانون الدولي عام 1974 من كلية الحقوق جامعة نيويورك.

بدء العمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية المصرية عام 1964، وانضم للبعثة المصرية في الأمم المتحدة بجينف، وقد كان مسئولا عن القضايا السياسة والقانونية، وقضايا الحد من التسليح.

وفي عام 1974 عاد إلى القاهرة وعمل كمستشار خاص لوزير الخارجية إسماعيل فهمي حتى 1978، وفي عام 1980 أصبح أحد كبار المسئولين عن برنامج القانون الدولي في معهد التدريب والأبحاث الخاص بالأمم المتحدة، كما عمل بين عام 1981 حتى 1987 كأستاذ زائر للقانون الدولي بكلية الحقوق جامعة نيويورك.

وفي 1984 بدء البرادعي عمله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنذ 1993 عامل كمساعد لرئيس الوكالة للشئون الخارجية، وفي 1997 عين البرادعي رئيسا للوكالة خلفا للسويدي هانز بلكيس.

تولى البرادعي منصب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة أربع ولايات بدأها سنة 1997 وأنهاها بالتقاعد سنة 2009.

لم تكن الإدارة الأمريكية على وافق مع البرادعي، ويظهر ذلك خلال انتخابات البرادعي لفترة ولاية ثالثة لرئاسة الوكالة، حيث عارضت الولايات المتحدة إعادة انتخابه.

وفي فترة ولايته الأولى وعقب أشهر من تعيينه، تم تطبيق البرتوكول الإضافي، الذي أعطى الوكالة السلطة في مراقبة الأنشطة النووية الغير معلن عنها.

حصل البرادعي في عام 2005 على جائزة نوبل نظرا لمجهوداته في الحد من الانتشار النووي.

البرادعي والعراق:

وفي ولايته الثانية كانت من أكبر التحديات التي وجهته هي قضية العراق 2003، حيث أوضح البرادعي في كلمته لمجلس الأمن الدولي في مارس 2003 أن الوثائق التي تظهر أن العراق حصلت على يورانيوم من النيجر غير أصليه.

كما وصف العدوان الأمريكي على العراق أنه مثال صارخ أن استخدام القوة في كثير من الأحوال يؤدي إلى تفاقم الأزمة وليس حلها، كما قال أن تجربة العراق علمتنا أن عملية التفتيش تستغرق وقت و يجب التحلي بالصبر حتى تفلح عملية التفتيش.

وأكد على أن صدام حسين لم يعمل على أحياء برنامجه النووي.

وفي نص كلمته لمجلس الأمن قال البرادعي:

- أولا لا يوجد دليل على استئناف الأنشطة النووية في البنايات التي أعيد بناؤها وشيدت منذ عام 1998 حسب صور الأقمار الصناعية، كما لا يوجد أي دليل على أنشطة نووية محرمة في البنايات التي تم تفتشها.

- ثانيا لا يوجد دليل على أن العراق سعى لاستراد اليورانيوم منذ 1990.

- ثالثا لا يوجد دليل على أن العراق سعت لاستراد قضبان الألمونيوم لاستخدامها في تخصيب اليورانيوم بالطرد المركزي، علاوة على ذلك حتى لوسعت العراق لذلك ستواجهها صعوبات فنية.

- رابعا على الرغم من أننا مازلنا نراجع المسائل المتعلقة بالمغناطيسات وانتاج المغناطيس، فأنه لا يوجد دليل حتى الآن يفيد أن العراق استوردت المغناطيسات لتخصيب اليورانيوم.

وأكد أن ''الوكالة ستستمر في التدقيق والتحري في المسائل السابقة''، وأضاف ''بعد ثلاث شهور من التفتيش التام لم نحصل على دليل أو إشارة مقبولة تؤكد أعادة إحياء البرنامج النووي بالعراق''.

وقال ''ويجب أن انوه أنه في الثلاث أسابيع الأخيرة، ونتيجة للضغط المستمر على المجتمع الدولي أن العراق ابدت استعدادها للتعاون خاصة في مسألة إجراء مقابلات خاصة وتقديم البراهين التي تساعد في حل أي أمر يثير قلق الوكالة''.

البرادعي وإيران

وعلى عكس الموقف العراقي أكد البرادعي عدم تعاون الجانب الإيراني في إعطاء معلومات حول سعيها لامتلاك سلاح نووي، ولكن بالرغم من ذلك كان البرادعي يرفض التدخل العسكري في إيران حيث قال في لقاء مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية في مايو 2007 '' لا نريد إعطاء حجة لبعض ''المجانين الجدد'' ليقولوا هيا بنا نقصف إيران''.

فلقد كان البرادعي يخشى تقرر مأساة العراق في إيران، وفي لقاء له مع مجلة ''ديرشبيجل'' الألمانية عام 2010 و بعد تقاعده قال البرادعي'' الوضع الإيراني متعدد الأوجه؛ فطهران بالفعل تعمل على تمهيد الإمكانيات لجعل صنع قنبلة ممكن، وهذا يمهد الطريق لامتلاك قوة نووية، ولكني لا أعتقد أنها حاليا تعمل على انتاج سلاح نووي''.

البرادعي والتغيير

'' أنا لا أنظر إلى نفسي كبطل قومي ولكني بمثابة عود ثقاب بجوار برميل من البارود'' كانت هذه هي كلمات البرادعي حين عاد إلى مصر ليبدأ دعواته للتغير، وذلك من خلال تأسيسه وترأسه للجمعية الوطنية للتغير والتي كانت تطالب بالعديد من الإصلاحات السياسية على رأسها تغيير المادة 76 من الدستور المصري، ليتمكن المستقلون من الترشح في انتخابات الرئاسة.

وكان رد مبارك في أحد المؤتمرات الصحفية له في ألمانيا ''نحن لا نحتاج لبطل قومي من هنا أو من هناك، إذا أرد أن يضم إلى أي حزب فلينضم، فليس لدينا قيود على هذا، يريد أن يرشح نفسه من خلال أي حزب يتفضل، يريد أن يرشح نفسه من خلال نستقل يتفضل ليس لدينا أي قيود طبقا للدستور''.

وكان البرادعي يشترط وجود ضمانات مكتوبة بأن عملية الانتخابات ستكون حرة ونزيهة في حالة ترشحه، وكان هناك العديد من القوى السياسة وعلى رأسها حزب الوفد أعلنت داعمها للبرادعي في قرار ترشحه في انتخابات الرئاسة 2011.

وفي 27 من يناير 2011 عاد البرادعي إلى القاهرة ليشارك في أوسع احتجاجات شهدتها مصر في الثلاثين عام الأخيرة، والتي بدأت قبل عودته بيومين أي في 25 من يناير، كما أعلن عن استعداده لقيادة حكومة انتقالية.

وعقب سقوط نظام مبارك وفي انتخابات الرئاسة2012، والتي اعقبت الثورة المصرية، أعلن البرادعي عن نيته الترشح للرئاسة وذلك في مارس 2011 عبر أحد البرامج على قناة أون تي في الفضائية، ولكنه في 14 يناير 2012 أعلن عن أنه لن يترشح ، وذلك بسبب العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية التي تدفع البلاد بعيدا عن أهداف الثورة.

وفي 28 إبريل 2012 اسس البرادعي حزب ''الدستور''، الذي ينتهج المنهج الليبرالي، ومن أهم أهدافه الحفاظ على مبادئ ثورة 25 يناير 2011، وفي 24 نوفمبر أسس حزب ''الدستور'' مع أحزاب ليبرالية أخرى جبهة الإنقاذ الوطني، وفي 5 ديسمبر أصبح البرادعي المنسق للجبهة.

30 يونيو

وفي أخر مواقفه السياسية أعلن البرادعي تأييده لاعتصام المثقفين بوزارة الثقافة الرافض لما سموه بأخونة الوزارة، حيث ذهب لهم في مقر الاعتصام ، وأكد إن الفن والثقافة والإبداع هي قلب الإنسان، وعندما نأخذ من الإنسان قلبه وعقله نقتل المجتمع، وهذا ما نراه في مجتمع ظالم مستبد.

وكما دعا البرادعي في الكلمة التي ألقاها في الاعتصام الشعب المصري للنزول يوم 30 يونيو، لاسترداد الحرية والكرامة للشعب المصري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان