إعلان

خبراء يحللون علاقة مرسي بالإعلام خلال عام من حكمه

09:58 م الأحد 23 يونيو 2013

كتب - أشرف بيومي:

بعد مرور عام علي تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة جمهورية مصر العربية، تعرض فيها الإعلام المصري للعديد من التجاوزات في عهده أبرزها أزمة قناة دريم وقطع الإرسال عنها بحجة عدم قانونية بثها.

إضافة إلي إغلاق قناة الفراعين وحبس رئيس تحرير جريدة الدستور إسلام عفيفي ، وعزل رئيس تحرير الجمهورية جمال عبد الرحيم والذي لا زالت قضيته لم تُحسم حتي الأن برغم حكم محكمة القضاء الإداري بعودته لمنصبه.

وتعرض العديد من الصحفيين في عهد الدكتور محمد مرسي للإصابات المتعددة أثناء تغطية المظاهرات الإحتجاجية ووصلت إلي حد القتل، ناهيك عن توجيه تهمة إزدراء الدين الإسلامي للعديد من الإعلاميين علي رأسهم مقدم برنامج البرنامج باسم يوسف ، والإعلامي إبراهيم عيسي.

وسوف نستعرض خلال السطور القادمة تحليل بعض خبراء الإعلام لعلاقة الدكتور مرسي بالإعلام المصري خلال فترة توليه رئاسة البلاد.

إعلام الإخوان

في البداية وصف الدكتور محمود خليل ، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، علاقة الدكتور مرسي بالإعلام بأنها متعددة الأبعاد وطويلة ، ولكننا إذا أردنا أن نختصرها في كلمتين يمكن أن نقول أنه أداء برازي ينضح من مراحيض عمومية اسمها مراحيض الإخوان.

وأضاف أن جماعة الإخوان لها موقف من الإعلام منذ أن أعتلت سدة الحكم بعد ثورة 25 يناير وظهر هذا جليا في تصريحات المرشد العام لهم ووصفه للصحفيين والإعلاميين بأنهم سحرة فرعون.

وأردف" بعد ذلك جاءت تصريحات محمود غزلان المتحدث باسم الجماعة والتي أشار فيها إلي ضرورة تقييد حرية الإعلام تحت شعار أن الاعلام ليس مجرد حرية وأنما حرية ومسئولية، ولكن مفهوم المسئولية هنا هو المسئولية الإجتماعية".

وتابع: " الاعلام مطلوب منه أن يمارس دوره علي أداء السلطة التنفيذية بكل مفرداتها بداية من مؤسسة الرئاسة ومرورا بالوزارة وإنتهاء بالمحافظين بمنتهي الشفافية والوضوح".

وأضاف" ولكن الإخوان يريدون المسئولية الاجتماعية بمعني تدليلهم والاحتفال بأداء وزاراتهم ومحافظيهم وبالبداهة أداء رئيس الدولة".

وأشار خليل إلي أن مرسي رفع عدة قضايا وتحركت عدة بلاغات من جانب مؤسسة الرئاسة تتهم عدد من الاعلاميين بإهانة رئيس الجمهورية وبعد ذلك تملص من هذه البلاغات بحجة أنه لم يكن علي علم بها.

وأضاف" ولكن واقع الحال من المبتدأ إلي الخبر ومن سحرة فرعون إلي أخر تصريح لمحمد مرسي مع الجالية المصرية في أثيوبيا عندما قال كلام لطيف وهو مفيش حاجة اسمها حرية الرأي في ظل وجود علي الأمن القومي".

وتساءل خليل هل هناك دولة تحتلنا لا سمح الله ، لكنه يتحدث عن الأمن الخاص به واستمراره كرئيس للجمهورية خاصة بعد ارتفاع توقيعات تمرد الي الملايين.

وتابع قائلا" فالإخوان المسلمين ومؤسسة الرئاسة لها موقف من الإعلام وتنظر له كمؤسسة معادية تماما مثلما تنظر الي القضاء والأزهر لأنها تحاول إعادة بنائهم بشكل متأخون".

"تأخون" الصحف القومية

وأضاف" كما تحاول أيضا مع وسائل الإعلام المختلفة، فالصحف القومية تأخونت بعد اعتلاء الإخوان الحكم من خلال عدد من رؤساء التحرير الذين ان لم ينتموا رسميا للجماعة فهم أصبحوا يعملون كأبواق دعائية لهم".

وتابع:" ولعل أقرب مثال علي ذلك الطريقة التي تمارس بها صحيفة الأهرام المهنة ، فمانشيت ضخم عريض يتصدر الصفحات الأولي يتحدث أن هناك 44 مدينة جديدة سيتم بنائها بالتوازي مع بعضها علي مدي ثلاث سنوات وهذا كلام دعائي، فإذا راجعنا المدن الجديدة من أيام السادات وليس مبارك حتي الأن لن تزيد عن 5 أو 6 مدن".

وأوضح أن المجلس الأعلي للصحافة أصبح يمارس نوعا من الوصاية الخاصة علي الصحافة الحزبية علي وجه التحديد، فالتقرير الأخير الصادر عن المجلس الأعلي يمتدح مهنية الأهرام والأخبار والجمهورية وكافة الصحف القومية".

وأضاف" وذلك في الوقت الذي يشكك في عدم التزام الصحف الخاصة والحزبية لأخلاقيات المهنة، فهي محاولة للاغتيال المعنوي من جانب مؤسسة من المفترض أن ترعي الصحافة، فإذا راجعت هذا التقرير ستجد أن رائحة الإخوان تفوح في كل كلمة فيه".
وأكد خليل، أن وزير الإعلام صلاح عبد المقصود رجل إخواني بالرغم من أنه محدود الخبرة والكفاءة ومعدوم المؤهلات فيما يتعلق بالوسطين المسموع والمرئي وان كان له خبرات ستكون في الصحافة ، اعتلي منصب وزير الاعلام في مصر.

أداء "فج"

وأضاف أداء صلاح عبد المقصود فج ومبتذل، فيكفي أن نسترجع التصريح الذي قاله يوما ما عندما (قال يا ريت كل اللي يشتغلوا في اتحاد الاذاعة والتليفزيون من الاخوان فانا لدي حكم قضائي يقول ان الاخوان اجمل واحلي، وهذا كلام رجل (حشاش)".

وتابع حديثه قائلا " يا ريت أداء عبد المقصود بيتطور، فأنا أراهن أن التعرض لشاشات التليفزيون المصري الرسمي خلال فترة توليه العمل تراجعت كثيرا ، ولو عندهم الجرأة والشجاعة يقوموا بعمل دراسة للمتابعين والمشاهدين لكي نري وضع التليفزيون".

وأردف " وإذا نظرنا لمستوي الإذاعة ستجد إذاعة القرأن الكريم التي كانت معلما إذاعيا قد تأخونت وأصبحت تتحدث بلسان الإخوان، فهم يرفعوا شعار (إن الدين عند الله الإخوان)".

وأكمل قائلا" فقد أثبت الإخوان أنهم إعلاميون فشلة وليسوا سياسيين وإقتصاديين فشلة فقط، والدليل علي ذلك أن قناة مصر 25 الناطقة بلسان الإخوان يندر أن تجد وجه إخواني من الوجوه الساطعة يظهر علي القناة بل يفضلوا الظهور علي القنوات الأخري".

وأضاف" نفس الشئ بالنسبة لجريدة الحرية والعدالة، علي الرغم من أن الإخوان تتحدث كثيرا أن أعضاء الجماعة يتجاوزوا مليون عضو إلا أن عدد توزيع الجريدة علي أكثر التقديرات تفاؤلا لا يتجاوز 20 ألف نسخة وهذا بالأرقام".

وتابع حديثه قائلا " وعلي وجه الإطلاق دعنا نقول أن الإخوان ومرسي يفكرون خارج العصر والزمن الإعلامي الذي نعيشه، فهم من يفكرون في تكميم الأفواه في ظل حالة الإنفتاح السماوي والأرضي عبر الإنترنت".

وأختتم حديثه قائلا" مشكلة جماعة الإخوان والرئيس ليست مع الإعلام ولكنها مع كافة الملفات التي تتعامل معها لأنها تفكر خارج الزمن والعصر والنتيجة الطبيعية أن الزمن والعصر سوف ينفذوا، فأداء مرسي لا يبشر بتكملته السنة الأولي علي خير فما بالك بالثلاث سنوات المتبقيين".

عقل خطابي

بينما أوضح الدكتور ياسر عبد العزيز ، الخبير الإعلامي ، أن الأداء الإعلامي لأي زعيم سياسي لا يمكن فصله عن أداءه الواقعي علي الأرض، وبالتالي أي محاولة لإلقاء تبعات إخفاقات الرئيس مرسي وعجزه علي تدني قدراته الإتصالية هي محاولة غير منصفة لأن السبب الرئيسي لإخفاقه وتدني أداءه تعود إلي افتقاده للمهارات الأساسية التي يجب توافرها لمن يحكم دولة مثل مصر.

وأضاف أن الإشكال الكبير الذي يواجه الرئيس مرسي لا يتعلق بقدراته الإتصالية أو الأساسية واستعداده للعمل في منصب مهم مثل رئيس جمهورية مصر، فالسبب الأساسي لتدني صورته وتراجع مكانته ليس تدني قدراته الإتصالية بقدر عدم قدرته علي الوفاء لمستحقات المنصب.

وتابع عبد العزيز حديثه قائلا" الرئيس لديه ثقافة تقليدية تعود الي خلفيته الريفية ونشأته في جماعة الإخوان، تلك الثقافة أثرت في تكوينه الإتصالي بشكل واضح".

وأضاف " لكن للأسف هو لم يستفد من الجانب الإيجابي من تلك الثقافة إلا ما يتعلق بالقدرة علي الإنشاء وإنتاج الكلام والتصوير التقليدي والاستدعاء والاقتباس وهذه هي الجوانب الإيجابية التي أخذها من الريف ومن الجماعة".

وأردف " أما الجوانب السلبية فأهمها أن الرئيس يمثل عقلا خطابيا بإمتياز وبالتالي فنزعته الخطابية التقليدية أوقعته في مأزق كبير يتجسد في تورط الرئيس المستمر في الخطاب بما يجد الوقت اللازم لجمع الحجج".

وأكمل "فالرئيس عقل خطابي بإمتياز والعقل الخطابي يقوم علي الإنشاء كتلبية مباشرة لأي استحقاق اتصالي بما يعني أن هذا الإنشاء ينطوي علي مضمون ذو قيمة".

وتابع حديثه قائلا " فتجد أن الرئيس في عيد العمال يمدح عبد الناصر وحينما يذهب لرجال الشرطة يقول كنتم في القلب في 25 يناير ، وعندما يذهب لباكستان يقول لعبتم دور في حرب أكتوبر ومن يسأل السبب في ذلك هو أن الرئيس عقل خطابي بإمتياز يقوم علي الإنشاء والحكي".

تناقض مرسي

وأضاف" الرئيس يتحدث قبل أن يفكر وبالتالي يقول كل شئ وعكسه، فيذهب للمهندسين يقول أنهم أحسن ناس وينشئوا الكباري، ويذهب للمزارعين يقول أنتم من تطعمونا، فالخطاب هدف في حد ذاته لدي العقل الخطابي فالإنشاء غاية في حد ذاته".

وأضاف " وبالتالي لابد أن نعرف لماذا كان الرئيس يكرر ويقول الشباب والشيوخ والنساء والأطفال ثم يقول الأطباء والمهندسين والعمال وسائقي التوك توك والتاكسي، لأنها سمات العقل الخطابي الذي يستمر في الإنشاء بغض النظر عن المحتوي".

وتابع حديثه قائلا" الرئيس بسبب خلفيته المعروفة وثقافته التقليدية المعروفة لم يتعلم أصول البروتوكول ولم يقتنع أنه بحاجة إلي تعلم تلك الأصول، وبالتالي عناصر الصورة التي يقدمها الرئيس هي صورة رديئة جدا ولا تليق بمن يحتل مكانته".

وأضاف" وهذا الأمر يظهر بلغة جسدة المسيئة أحيانا حينما يأكل أو يظبط ملابسه أو يبلل أصابعه بلعابه لكي يسهل تصفح الأوراق، ولم يفطن أنه في حاجة إلي تعديلها وهذا يؤثر علي قدراته الإتصالية".

وأشار عبد العزيز إلي الأخطاء الجوهرية الحادة في الخطاب ومصادر هذه الأخطاء التي يرتكبها الرئيس عديدة منها التخطب السياسي وغياب الرؤية وتدني الوازع الأخلاقي الذي لا يعصم الرئيس من قول الشئ وعكسه أو النقوص عنه.

وأضاف أنه ليس لديه إلتزام بما يقوله وهذا ظاهر جدا عندما قال أنه مستشار سياسة وعاد ونفي وكل الوعود التي قطعها علي نفسه فيما يتعلق بالدستور وبالحكومة والوزارة والمحكمة الدستورية، وفيما يتعلق بقيام حملة في سيناء للقصاص للجنود الذي اختطفوا، وكل هذا ينعكس علي خطابه.

تقديس الرئيس

وأختتم عبد العزيز حديثه قائلا أن الرئيس ليس لديه إلتزام أخلاقي لما يقطعه من وعود ، فبشكل عام الرئيس بعد سنة من رئاسته هو نموذج يمكن تدريسه للزعماء الجديد لأنه ارتكب كل الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها زعيم في مجال الإتصال.

وبدوره أكد صلاح عيسي ، الكاتب الصحفي أنه من المعروف أن هناك تدهور في علاقات الرئيس مرسي كلها وبين الإعلام، وهناك حملات ضد الإعلاميين ومحاولة من أنصار الرئيس لتقديس شخصيته وأخذ الحق في نقد سياساته.

وأضاف"وإتهام كل من ينتقد سياساته أنهم أصحاب أجندات ومدفوع لهم من دول أجنبية وأنهم يكرهون الإسلام إلي أخره".

وأردف قائلا" وإنعكس هذا علي أشياء تتعلق بالمواد الخاصة بالحرية والإعلام علي مواد الدستور، والهيمنة علي أجهزة الإعلام المملوكة للدولة كما كان في عهد النظام السابق".

وتابع حديثه قائلا" أضف إلي ذلك أن التعبئة في صف الرئيس والحكومة واضحة ودليل علي أن هناك ضيق شديد علي حرية الإعلام خاصة أن هناك تخطيط لقوانين وإجراءات تحدث عندما يكون هناك مناخ سياسي ملائم لذلك".

الحرية متاحة للجميع

بينما رأي أحمد سبيع ، مدير موقع إخوان أون لاين ، أن الفترة الماضية تحت حكم الدكتور مرسي شهدت أخذ الإعلام لمساحات واسعة جدا من الحرية لم يأخذها حتي في حكم المجلس العسكري من ناحية الإنتقاد.

وأضاف أن الإنتقاد وأسلوبه موجود في برامج تعمل فقط لا غير علي رئيس الجمهورية، ومع ذلك الرئيس في أول اختبار لحرية الإعلام تنازل عن حقه وألغي الحبس في قضايا النشر.

وأكمل" أنا أري أن هذه إشكالية ، فالإعلام أصبح بلا ضوابط وبالتالي كان مرسي رأي الدولة الذي يتخذ القرار ويتعامل مع الموضوع بحكمة، وهذا أدي إلي أن بعض وسائل الإعلام أدت أدوار غير مرغوبة مع الرئيس والأخرين، وأصبحت الحرية متاحة للجميع".

وأوضح سبيع أنه يعتقد أن الإعلام أخذ حقه كويس جدا وأخذ مساحات واسعة جدا من الحرية، معترفا أنه بالفعل هناك أزمة بين الإعلام ومؤسسة الرئاسة مثلما هناك أزمة بين الإعلام والتوجهات السياسية المخالفة لتوجهات الإعلام.

وعلل ذلك بأن الإعلام لدينا أصبح له أيديولوجية، وهناك أموال كثيرة جدا تُضخ في الإعلام ولها تأثيرات كبيرة جدا علي السياسة التحريرية بالفعل وكيفية صياغة الأخبار والموضوعات.

وأختتم سبيع حديثه قائلا" فمع كل حدث دائما ما يأخذ الإعلام موقف الضد، ولم نراه مرة واحدة يأخذ موقف إشادة رغم أن هناك إنجازات حدثت في عهد مرسي تستحق الإشادة وأخرها موقف الجنود في سيناء". 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان