إعلان

لصالح من تأجيج الصراع بين السنة والشيعة في مصر؟

07:04 م الثلاثاء 25 يونيو 2013

كتبت - هبه محسن:

أثار حادث مقتل 4 من الشيعة في قرية زاوية أبو مسلم بأبو النمرس التابعة لمحافظة الجيزة جدلاً كبيراً في مصر، حيث اعتبر البعض أن هذه الحادثة بداية لصراع سني – شيعي في مصر، بينما يري آخرون أن ما جرى مجرد حادث فردي بسبب الشحن المتزايد مؤخراً ضد الشيعة في مصر.

''مصراوي'' تحدث إلى عدد من الخبراء للتعرف على رؤيتهم للحادثة، ومدى احتمالية اندلاع صراع طائفي مذهبي بين السنة والشيعة في مصر؟ ولصالح من يتم تأجيج هذا الصراع؟

''خدمة الصراع السوري''

بداية.. أوضح حافظ أبو سعدة، الناشط الحقوقي ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن ما تشهده مصر الآن يصعب توصيفه على أنه ''صراع'' سني - شيعي، نظراً لأن أعداد الشيعة في مصر ليست كبيرة فهم مازالوا أقلية، حسب توصيفه.

وأضاف ''أبو سعده'' أن ما حدث كان بسبب التعبئة والشحن المتزايد ضد الشيعة في مصر، وهو أمر غير مفهوم على الإطلاق، ولكن بشكل عام ما حدث يخدم الصراع في سوريا وفي العراق.

وأكد الناشط الحقوقي أن الوضع في مصر يتم ''تسخينه'' لصالح قوي إقليمية ودولية، وهنا تكمن الخطورة، على حد قوله.

وحمل ''أبو سعدة'' بعض المنتمين للتيار السلفي مسؤولية ما حدث؛ حيث قاموا بتكفير الشيعة ووصفهم بانهم ''كفار ورافضة'' في مؤتمر نصرة سوريا، وهو ما اعتبر تصعيدا واضحا ضدهم لصالح من يديرون الصراع في سوريا.

وتابع ''لا يوجد في الإسلام أي نص في القرآن أو السنة يحث على قتل الشيعة أو من يقومون بسب الصحابة ويبدو أن هؤلاء ليس لهم علاقة بالإسلام الذي يتحدثون باسمه''.

وشدد على أن النظام الحاكم في مصر يستفيد قطعاً من تأجيج مثل هذا النوع من الصراعات، والدليل على ذلك حضور الرئيس محمد مرسي لمؤتمر نصرة سوريا وصمته تجاه وصف الشيعة بـ''الكفار''، كما قال.

''شحن ممنهج''

من جانبه، استنكر الدكتور محمود أبو الفيض، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، قتل أربعة مواطنين شيعيين، مؤكداً أن هذه الحادثة ليست فردية بل هي نتيجة عملية الشحن الممنهج ضد الشيعة في مصر، حسبما أكد.
وأوضح ''أبو الفيض'' أن هذا الشحن السلبي صدر من طوائف في التيار الإسلامي ''متطرفة'' فكرياً، وهو غير مقبول ولا يعبر عن موقف عموم المسلمين في مصر.

وأضاف لـ''مصراوي'' أن أهل السنة يختلفون في الفكر مع منهج الشيعة ولكن هذا الخلاف لا يمكن أن يصل إلى حد القتل، لأن الشيعة مسلمون تماماً كالسنة والإسلام نهى عن اقتتال المسلمين.

وأكد أبو الفيض أن ''هناك جهات أجنبية تعبث بهذا الملف في مصر لتحقيق مصالحها في المنطقة وخدمة الصراعات الطائفية المذهبية في سوريا والعراق، ولا نستثني إيران من هذا الأمر لأنها تعمل بسياساتها على تأجيج هذه الصراعات''.

وقال الدكتور محمود أبو الفيض ''إن مصر تعتبر بوابة مهمة للشيعة، ولذلك يسعون لدخولها والتوطن فيها''.

وانتقد عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية صمت رئاسة الجمهورية والرئيس محمد مرسي على وصف الشيعة بـ''الكفار'' خلال مؤتمر ''نصرة سوريا''، مشدداً على أن القيادة السياسية شاركت فيما حدث بـ''الصمت''.

''بعيد عن الإسلام''

وعن الرأي الديني، اعتبر الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق والأمين المساعد للجنة الدعوة بالأزهر الشريف، أن ما حدث مجرد عمل ''شيطاني'' لا يمت إلى الإسلام بصلة، حيث أن الإسلام يدعو إلى التسامح، في قوله تعالي ''وجادلهم بالتي هي أحسن''.

وأضاف في حديثه مع مصراوي أن الإسلام يحث على تغيير المنكرات بالقلب واللسان واليد، ولكن تغيير المنكر باليد مسئولية الحاكم فقط وليس مسئولية أفراد عاديين في المجتمع.

واستطرد ''الأطرش'' قائلا: ''لو ترك لكل إنسان مسئولية تغيير المنكر باليد لأصبحت الحياة همجية والإسلام ينهي عن ذلك''، مؤكداً أن كل من قال ''لا إله إلا الله فهو مسلم'' ولا يجوز قتلة ولا قتاله''.

وأرجع الشيخ الأطرش مقتل 4 من الشيعة في مصر إلى الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن، حيث غياب الأمن، وانتشار الفوضى، وعدم تنفيذ أحكام القضاء، محملاً مسئولية ما حدث كاملة لقيادة البلاد السياسية.

''الفرق بين السنة والشيعة''

وعن الفرق بين السنة والشيعة وأسباب الخلاف بينهما قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، إن الشيعة هم من شايعوا الإمام على بن ابي طالب –رضي الله عنه- ودعموه، وهؤلاء منقسمون بين إلى طوائف وفرق.

وأكد ''الأطرش'' أن الشيعة بشكل عام مسلمون ومعتدلون، باستثناء طائفة منهم تقوم بسب الصحابة –رضي الله عنهم- والتعدي عليهم بالقول السيء، وهؤلاء لابد من أن يكون التعامل معهم عن طريق الحاكم وحده من خلال إنذارهم لكي يعودوا إلى صوابهم وإن لم يفعلوا فيطبق عليهم الحد الشرعي.

أما السنة؛ فهم أتباع سنة رسول الله –صلي الله عليه وسلم-، وهؤلاء يمثلون الغالبية العظمي من المسلمين حول العالم ويدعون إلى الوسطية والاعتدال.

وكانت حادثة مقتل أربعة من الشيعة في مصر من بينهم القيادي الشيعي حسن شحاتة قد أثارت ردود فعل غاضبة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث استكرت إيران الحادث، واعتبرت أن هذا الفعل يمثل ''تطرفا'' يخالف تعاليم الإسلام.

كما استنكرت رئاسة الجمهورية في بيان لها الحادث وقالت ''إن رئاسة الجمهورية تؤكد أن هذه الواقعة تتنافى تماماً مع روح التسامح والاحترام التي يتميز بها الشعب المصري المشهود له بالوسطية والاعتدال، وترفض أي خروج على القانون أو إراقة للدماء أياً كان مبعثه''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان