عام في الحكم.. مرسي وسيناء
كتبت – هند بشندي:
عام كامل مر على حكم الدكتور محمد مرسي للبلاد، قبيل هذا العام أطلق الرئيس الحالي عدة وعود انتخابية، وكان من ضمن هذه الوعود، جزء خاص بأبناء سيناء أكد خلاله على تنمية سيناء.
وضع الرئيس في برنامجه الانتخابي خطة لخروج سيناء من التهميش المتعمد لها في العهد السابق، بحد وصف برنامج حزبه.
فقد خصص برنامج حزب ''الحرية والعدالة'' للرئاسة ملحقًا خاصًّا لمشروع تنمية سيناء؛ دعا من خلاله إلى إنشاء شبكة خطوط سكة حديدية لتعمير سيناء، بالإضافة إلى إعادة التخطيط العمراني والسكاني في سيناء، وإقامة مشروع تعمير من خلال زراعة 400 ألف فدان.
ووضع الحزب من خلال برنامجه خطة استراتيجية لتنمية وتطوير شبه جزيرة سيناء، تتلخص في توطين 3.5 ملايين نسمة، مع توفير قرابة مليون فرصة عمل، وتقوم الخطة على تقسيم منطقة سيناء إلى خمسة أقاليم تنموية.
كما تهدف خطة التنمية إلى إنشاء جامعة حكومية، بالإضافة إلى إنشاء 50 ألف فصل دراسي موزعة على 5 ألاف مدرسة لجميع مراحل التعليم المختلفة تغطى 120 مدينة وقرية، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير 10 طرق رئيسية وثلاثة أنفاق، وإنشاء وتطوير 4 موانئ ''شرق التفريعة وعيون موسى والعريش ونويبع''، و6 مطارات هي ''شرق التفريعة، وعيون موسى ونويبع والعريش ورأس النقب وشرم الشيخ ودهب وسانت كاترين''.
لكن كل هذه الوعود ''لم تتحقق'' على أرض الواقع بحسب ما أكده لمصراوي عدد من بدو سيناء وعدد من الخبراء.
عام على سيناء
في مقابل ذلك، مرت على سيناء عدد من الأحداث والمحطات الهامة خلال عام من حكم الدكتور محمد مرسي كان أبرزها:
22 يوليو 2012
تفجير خط أنابيب الغاز المصري في سيناء د للمرة الـ15 منذ قيام ثورة 25 يناير، وللمرة الأولى في عهد الرئيس محمد مرسي.
6 أغسطس 2012
هجوم مسلح على معبر كرم أبو سالم أسفِر عن مصرع 16 ضابط وجندي من الجيش المصري.
12 أغسطس 2012
فتح مجموعة من المسلحين النار على قوات حفظ السلام في سيناء على الحدود مع إسرائيل.
5 أكتوبر 2012
زار الرئيس محمد مرسي سيناء ليحتفل مع أهلها بذكرى حرب أكتوبر، وقام بلقاء عائلات مسيحية هربت من مدينة رفح بعد تلقيها تهديدات بالقتل.
8 أكتوبر 2012
لقى 17 فردا من رجال الشرطة مصرعهم وأصيب 48 في حادث انقلاب إحدى السيارات اللوري الخاصة بانتقالات جنود الأمن المركزي بالمنطقة الجبلية على الحدود الشرقية بوسط سيناء.
3 نوفمبر 2012
مقتل ثلاثة من رجال الشرطة، وإصابة رابع في هجوم مسلح، على سيارة للشرطة على طريق جسر الوادي بمدينة العريش.
6 مارس 2013
اختطاف زوجين بريطانيين في سيناء من جانب مجموعة مسلحة لمقايضتهم بمتهمين اعتقلتهم السلطات المصرية.
22 مارس 2013
ملثمون يختطفون سائحين أحدهما اسرائيلي والثانية نرويجية أثناء سيرها على طريق دهب بجنوب سيناء.
16 إبريل 2013
مقتل ضابط شرطة مصري وإصابة شرطي آخر بجروح في هجوم شنه مسلحون ملثمون على دورية شرطة بمحافظة شمال سيناء.
16 مايو 2013
اختطاف سبعه مجندين مصريين بالقرب من مدينه العريش.
22 مايو 2013
الإعلان عن اطلاق سراح المجندين المختطفين.
9 يونيو 2013
مقتل، النقيب محمد سيد عبد العزير أبو شقرة بمدينة العريش شمال سيناء.
19 يونيو 2013
اعتمد مجلس الوزراء خطة تنمية سيناء بإجمالي نحو 4.4 مليار جنيه منها نحو 3.7 مليار جنيه استثمارات حكومية و672 مليون جنيه استثمارات هيئات اقتصادية وشركات قابضة.
ويأتي القرار الأخير في الوقت الذي أكد فيه الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، إن سيناء أهملت، ولم تلق العناية الكافية من جانب الدولة.
وعود سيناء ''صفر''
يرى سعيد مناع، من بدو سيناء، أن وعود مرسي التي تحققت لأهالي سيناء هي ''صفر''، مؤكدا أنه لا يوجد اي تقدم أو انجاز في سيناء غير البلطجة والعربدة في ظل عدم تواجد الحكومة.
وأضاف لمصراوي، أنهم في سيناء لا يأملوا في مرسي في أن يعيد الأمن وانما اعتمادهم منصب على القوات المسلحة، مشددا على أن الرئيس ليس له الفضل في الحالة الأمنية في سيناء، وإنما الفضل يرجع إلى الجيش الذي يلاقي كل ترحيب ودعم من أهل سيناء.
ودعا مناع الجيش بإحكام السيطرة الأمنية على سيناء، مشددا على أنه لا يوجد تنمية بدون استقرار أمني، وعن اختلاف سيناء في عهد مرسي عن العهد السابق قال ''لو سمح لي أهل سيناء أن اتكلم باسمهم لقلت لمبارك ''اسفين يا ريس''، موضحا ''كنت أسافر من محافظة لأخرى ليلا مع زوجتي دون شعور بالخوف، اما الأن فلا نستطيع التجول داخل سيناء من بعد صلاة العشاء''.
توجهنا بالسؤال عن انجازات الرئيس لأهالي سيناء، للشيخ حسن خلف، شيخ مشايخ قبيلة السواركة، فرد سريعا بقوله ''معملش حاجه''، فهو لايرى أي انجاز للرئيس قائلا ''لم يحقق شيء لأبناء سيناء، ولا لمصر ولا حتى لنفسه ولا لجماعته''.
ليضيف لمصراوي أن أهم إنجازاته الأمنية في سيناء أنه قيد الأجهزة الأمنية تقييد تام، مشيرا أنه لا يزال هناك انفلات أمني محذرا بقوله ''مرسي هيسلمها للأمريكان لحفظ الأمن ربنا يستر''.
وأشاد الشيخ خلف بالجيش المصري، لكنه قال ''للآسف، التعليمات التي توجه لهم تجعل وجودهم مثل عدمهم''، مضيفا ''العيب مش في الجيش، العيب في الأوامر''.
''سيناء خارج السيطرة''
عن الوضع الأمني في سيناء يقول اللواء طلعت مسلم، الخبير الأمني، أن سيناء تعاني مشكلة خطيرة ومستمرة فيما يخص الأمن، مدللا على ذلك ان الدولة حتى الآن لا تعرف من قتل وخطف جنودنا.
ويوضح لمصراوي أنه ليس هناك أي مظهر من مظاهر التحسن، بل ربما اتجه الوضع لمزيد من السوء، مضيفا أن السيطرة على سيناء لم تكن قوية لا في عهد مبارك ولا بعده ولا أيام مرسي، فيقول أن فقدان السيطرة على سيناء ليس مرتبط بحكم معين، لكنه يشير إلى أن الظروف الحالية زادت من الاحساس بتراخي التعامل مع البؤر الإجرامية.
ويؤكد، أشرف أبو الهول، نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، على أن مرسي لم ينجح في فرض السيطرة الأمنية على سيناء، بدليل أن دم الضابط أبو شقرة لم يجف بعد، قائلا: ''إذا لم يحدث لمدة عدة شهور أي عمليات، وتم اعتقال كل من أطلق رصاصة ضد أي مواطن أو جندي، وعرفنا من قتل وخطف الجنود وقتها من الممكن ان نتحدث عن سيطرة أمنية''.
وأشار لمصراوي أن الإرهاب الذي يمارس في سيناء ضد المواطنين وضد أجهزة الأمن لم يتوقف، قائلا ''وبالتالي عن أي سيطرة أمنية يتحدث قيادات حزب الحرية والعدالة''.
وأكد أن الحال حاليا تدهور بكثير عن السابق خصوصا بعد الهجمات المتواصلة على المفاصل الأمنية في سيناء خلال الثورة، وفتح الطريق لوجود آلاف المتطرفين في سيناء، حيث عملت الأنفاق ليل ونهار على نقل التطرف من الجماعات السلفية المتشددة من غزه لسيناء؛ بالتالي الأمور ساءت اكثر بكثير.
التنمية.. ''مجرد كلام''
وأضاف أبو الهول أنه منذ أيام قليلة فقط دار الحديث عن خطة لتنمية، وقبل ذلك كل ما كان يقال هو مجرد كلام، قائلا: ''حتى الآن لا نعرف إذا ما كان هذا سينفذ أم مجرد كلام كذلك، خاصة أن كل يعلم أن مصر لديها مشكلة اقتصادية كبيرة''، مشددا على ضرورة تأمين سيناء قبل القيام بأي مشروع بها.
وهو نفس ما أكده الدكتور عماد جاد، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، معتبرا أن الإعلان عن تنمية سيناء هذه الأيام مجرد تصريحات استباقية لتظاهرات 30 يونيو، متسائلا عن كيفية توفير هذه المليارات ومصر تعاني من أزمة اقتصادية، وتبحث عن قروض.
وعن تحقيق الرئيس لوعوده الانتخابية فيما يخص ملف سيناء، أكد لمصراوي أنه لم يحقق أي وعد على الاطلاق، قائلا ''بدليل ما يحدث في سيناء هذه الأيام، وشكوى أهالي سيناء أنفسهم''.
وقال ''العكس تمام هو ما حدث، قائلا أن جوانب كثيرة قد تدهورت عن الوقت الذي استلم فيه السلطة، موضحا أن الوضع ازداد سوءا عن عهد مبارك''.
ووصف رئيس مركز الأهرام، تصدر إحكام السيطرة الأمنية على سيناء، قائمة انجازات الرئيس التي اطلقتها جماعة الإخوان المسلمين، بالتهريج والعبث، مستنكرا بقوله ''انجاز مرسي الرئيسي أن أخرج سيناء عن سيطرة مصر، فلا صلاحيات لنا على سيناء فهي تقع الآن تحت يد الجماعات المتشددة''.
فيديو قد يعجبك: