إعلان

سعد الدين إبراهيم: مرسي أخذ فرصته كاملة و30 يونيو بداية ''هدم'' الإخوان - (حوار)

01:04 م الأحد 30 يونيو 2013

 

حوار - هاجر حسني: 

تصوير - نادر نبيل:

 

مرسي هو من حدد فترة الـ 100 يوم كتقييم لأدائه فى بداية حكمه والشعب منحه 365 يوم وأعتقد أن هذا كافيا، ولكن فترة حكمه كان يشوبها الأزمات والتذبذب وعدم وجود ادارة حكيمة للمرحلة، وفوق كل ذلك فالرئيس تعمد تجاهل مطالب الشعب وإرادته، كان ذلك هو تعليق الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية على فترة حكم الرئيس محمد مرسي خلال العام الماضى، مطالبا الشعب بالخروج للتظاهر لتحقيق إرادته، وإلى نص الحوار:

 

بناء على قراءتك للمشهد الحالى.. كيف تُقيّم عام على الرئيس محمد مرسي؟ 

بالطبع فترة حكم الرئيس مرسي العام الماضي كانت فترة مليئة بالأزمات والتعثرات على جميع المستويات، بعض هذه الأزمات هو من افتعلها والبعض الأخر ليس له دخل فيها، وكانت نتيجة للمرحلة التى تمر بها البلاد، و لكن في كل الأحوال نستطيع القول أن الرئيس مرسي لم يحسن ادارة المرحلة، وتطويع هذه الأزمات لا تلك التي افتعلها بنفسه هو وجماعته، و لا تلك التي حدثت بطبيعة الظروف.

 

 

كيف ترى أداء كلا من الحكومة والمعارضة؟ 

أداء الحكومة نستطيع أن نعطيه 3/10 إذا كنا نقيم على هذا المقياس، ومن وجهة نظري هذه الدرجة لا تؤهلها للنجاح في مهامها على الإطلاق، فهي حكومة متواضعة في شخوصها وسياساتها وإنجازتها. 

أما عن المعارضة فهى قامت بالدور الذى ينبغى أن تقوم به وهو كشف عيوب و فساد النظام الحاكم، ولكنها في كثير من الأحيان كانت تفتقد للبدائل المقنعة ذات المصداقية للرأي العام المصري، وظهرت المعارضة على حالة من التشرذم والانقسام، و هذا أضعف من ثقة الشعب فيها وأفقدها تأثيرها وتأييد الشعب لها.

 

 

من وجهة نظرك، ما هو أهم قرار كان يجب على الرئيس إتخاذه خلال المرحلة الماضية؟ 

الرئيس مرسي كان لابد أن يمتلك قدر من الشجاعة ويعترف بأخطاءه ويعلن عن إيمانه بالديمقراطية التى تحققت بعد الثورة والصندوق الذى جاء به، ويطلب انتخابات رئاسية مبكرة وذلك لامتصاص الاحتقان الموجود بالشارع، ولكن تجاهل الرئيس لإرادة ومطالب الشعب ساهمت في تصاعد حدة هذا الاحتقان والغضب الشعبي حتى وصلنا لما نحن عليه الأن.

 

 

تفسيرك لتجاهل الرئاسة والحكومة لما يُثار في الشارع المصري خاصة ما حدث فى مليونية "لا للعنف"؟ 

الرئاسة والحكومة جزء من هذا المشهد الذى نعيشة والتهديدات والتوعدات التي نسمعها من أنصار جماعة الإخوان هذه الفترة ومحاولات استعراض القوة مثلما حدث أمام مسجد رابعة وغيرها من المشاهد الأخرى، كل هذا يدل على أسلوب الإخوان لإرهاب الشعب بالقوة ومحاولات خلط السياسة بالدين واستخدامه لأغراضهم، وهاتان الوسيلتان تمرست فيها الجماعة وأنصارها منذ فترة طويلة ولكن الشعب لم تعد تنطلي عليه هذه الوسائل و بالتالي لفظهم لفظا كاملا واتخذ أول فرصة له للتمرد على هذا الاسلوب ومن المحتمل أن تكون بداية هه الفرصة هو يوم 30 يونيو القادم.

 

 

وهل تعتقد أن هذه المليونية هى محاولة نابعة ممن خوف و قلق ينتاب جماعة الإخوان؟ 

من المؤكد أن جماعة الإخوان ينتابها خوف من تظاهرات التمرد، فالجماعة اعتقدت لفترة أنها الوحيدة القادرة على الحشد للتظاهرات والمليونيات ولكن برز لها في المقابل خلال العامين الماضيين قدرة القوى السياسية الأخرى قادرة على الحشد بنفس االعدد، فهناك شئ لم يدركه الإخوان وهو أن ثورة يناير كسرت حاجز الخوف عند المصريين، واستطاعت أيضا تنمية وعي المصريين سياسيا وحثهم على المشاركة فى العمل العام.

 

 

ما رأيك في فتاوى البعض التي تُحرّم التظاهر ضد الرئيس، على الرغم من فتوى شيخ الأزهر بجواز التظاهر؟ 

كما قلت هذه هى سياسة الإخوان وهي التلاعب بالدين لخدمة أغراضهم وتدعيم حكمهم وسلطانهم، ومن الممكن أيضا أن يستخدموا الدين لتكفير خصومهم أو إلقاء المسئولية عليهم فى أى حدث سلبي إن لزم الأمر و هذا حدث، وإذا كان ذلك صحيحا فلماذا شاركتم فى تظاهرات إسقاط مبارك؟، فالإخوان يخرجون عن الشرعية عندما يحلوا لهم ذلك أو عندما يخدم ذلك مصالحهم، ولكن ما ستطيع التنبؤ به فى المقابل هو أن القوى السياسية المصرية أصبحت تدرك أن الإخوان خدعوهم باستخدام الدين وأن الإسلام هو الحل، وتأكدوا من عدم وجود ما يسمى بمشروع النهضة والإصلاح والرخاء، وتأكدوا من أن الجماعة ومؤيديها هدفهم هو الحفاظ عما وصلوا إليه من حكم.

 

 

تصريحات السيسىي في هذا التوقيت، ألا ترى أنها جاءت متأخرة فالإعلان عن تظاهرات يونيو تم منذ عدة شهور؟ 

بالطبع لا، فكلما اقتربنا من الحدث كلما أصبحت الأجهزة الأمنية كالجيش والداخلية والمخابرات والمباحث العامة، في حالة ترقب وتحاول أن تسيطر على الأمور حتى لا تنفلت ممنها، و بالتالى فمع تطور الأحداث يجب علينا توقع المزيد من التصريحات، و الإنسان بطبيعته ينسى الأحداث التى مر عليها وقت طويل فإذا كان الفريق السيسى صرح بهذا الكلام منذ شهران ما كان لديه وجود في ذاكرة الشعب الأن ، وكان لابد إعادة ما قالة مرة أخرى فى هذا الوقت. 

ومن ناحية أخرى يجب أن نؤكد دائما استقلال الجيش وأنه لا يجوز استخدامه لنصرة أي شخص أو أي فصيل، وأيضا لا يجوز محاولة تحجيمه أو الضغط عليه.

 

 

اقترحت من قبل تشكيل مجلس رئاسى حال سقوط مرسى.. كيف يتكون هذا المجلس فب ظل انقسام المعارضة؟ 

بالفعل المجلس اقتراحي واقتراح أشخاص أخرين أيضا ويجب أن يكون أعضائه ذو خبرة سياسية ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن تكون من المعارضة، فمن الممكن أن يكون برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا، أو رئيس مجلس الدولة، أو رئيس جامعة القاهرة، أو القائد الأعلى للقوات المسلحة لأن هؤلاء الأشخاص بفعل مواقعهم ومناصبهم يجعلهم مؤهلين لذلك، ويكون هذا المجلس مؤقتا لا يتجاوز عام تعقد فيها انتخابات جديدة حرة.

 

 

ما رأيك فيما يقال عن أن عام هو فترة قصيرة لتحقيق أية إنجازات؟ 

الرئيس هو من حدد لنفسه 100 يوم كحدٍ أقصى لتحقيق تغيير فى بداية توليه الرئاسة وليس الشعب، فمابالك بـ365 يوم منحها له الشعب ليثبت كفاءته فالرئيس أخذ فرصته كاملة وليس من حق المؤيدين أن يسوقوا هذه الحجج الواهية لأن الجواب يتضح من عنوانه، فإذا كان الرئيس لم يستطع أن يحقق تقدما ملموسا خلال عام فهل علينا أن ننتظر ثلاثة أعوام أخرى، ومعظم الدول الديمقراطية تضع فترة الـ100 يوم كفترة قياسية لأداء الرئيس فهى ليست بدعة مصرية، و بعد هذه الفترة تبدأ المعارضة بمحاسبة الرئيس و حكومته. 

وعن كتاب إنجازات الرئيس مرسى فلم أقرأه وأكاد أجزم أن عدد كبير من المصريين لم يقرأوا هذا الكتاب، وهذا وإن دل فإنه يدل على خبرة الشعب المباشرة ومعرفتهم بحقيقة وجود إنجازات أم لا.

 

 

وماذا عن دور الولايات المتحدة الامريكية؟ 

الأمريكان لن يكون لهم دور في أحداث 30 يونيو سوى مراقبة الأحداث فقط، أما بعد ذلك سيعيدون رسم سياستهم على حسب ما تؤول إليه الأمور وذلك بما يتناسب مع مصالحهم، فإذا كان الإخوان هو الفريق الفائز فستحاول تأييدهم بما لديها من قوة، وإذا كان القوى السياسية هى الفائزة فستنحاز إليهم على الفور و ترفع إيديها عن مرسي وجماعته، لأن ما يهم أمريكا أولا وأخرا هو مصالحها في المنطقة سواء مع الإخوان أو غيرهم. 

أما عن تصور العلاقات بين البلدين فستظل كما هى لأن 80% من هذه العلاقات لم يتغير بعد مبارك بمجئ الإخوان للحكم، ولن تتغير بزوال عهد الإخوان فهناك حقائق على أرض الواقع لا نستطيع أن نتنصل منها وهى أن البلدين تحكم علاقتهم مصالح مشتركة و تسهيلات تقدمها مصر لأمريكا مثل تسهيلات المرور الأمن لرعاياها مقابل المعونات و المساعدات.

 

 

هناك تراجع لممارسات الحقوق و الحريات على الرغم من نفى جماعة الإخوان لذلك ما رأيك؟ 

بدون شك أن الحالة الحقوقية فى مصر تحولت للأسوأ بكثير وهذا واضح تماما، الحكومة تعمدت التضييق على منظمات المجنمع المدني من خلال قانون الجمعيات الأهلية وقوانين أخرى من شأنها جميعا تقييد حركة المشاركة الحرة للمواطنين فى الشارع.

 

 

ما هى العلاقة بين مركز ابن خلدون وجماعة الإخوان وما هى خطط المركز ليوم 30 يونيو القادم؟ 

المركز دعا الإخوان أكثر من 12 مرة إلى رواقه منذ أن كانوا فى المعارضة فى عهد المخلوع، ومع ذلك حينما أسسوا مقرهم بالقرب من مقر المركز على بعد 100 متر منه لم يدعونا ولا مرة لمقرهم وهذا يوضح مدى الجحود و النكران الذى تتمتع به هذه الجماعة، أما عن دور المركز فكان كان له دور رائد فى التصدي لنظام مبارك منذ عام 2000 وكما تعرض الكثير من أعضائهه لدخول السجن و فى مقدمتهم شخصنا المتواضع رئيس المركز وهذه المعارضة ستستمر سواء كانت السلطة مباركية أو إخوانية لأن مهمتنا هى النقد البناء لأى نظام يحكم. 

ما توقعاتك ليوم 30 يونيو؟ 

على الرغم من محاولات الإرهاب والتخويف للتأثير على الشعب والذي جعل البعض يخشى النزول للتظاهر، إلا أن فى رأيي أنه سيكون هناك أعداد كافية عند قصر الاتحادية في هذا اليوم لهدم الحكومة والإخوان.

 

 

أخيرا.. نصيحة تقدمها لكلا من الرئيس مرسي والشعب المصري يوم 30 يونيو؟ 

الرئيس محمد مرسي كان زميل لي أثناء فترة سجني وأريد أن أنصحه بمحاولة إشراك القوى السياسية معه فى الحكم هذا إن أكمل فترته، لأنه خيّب أمال كل المصريين والذين أعتقدوا أن الإخوان لهم خطة واضحة لهذه البلاد. 

أما الشعب المصري فأحثه على الخروج للمشاركة فى 30 يونيو والتعبير عن رأيه ورفضه لأحوال البلاد واعتبار هذا اليوم هو بداية جديدة لمستقبل الوطن لأن الشعب قادر على ضبط نفسه ووقف كل من تسول له نفسه الإنفراد بالسلطة.

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان