إعلان

ارتفاع شعبية قادة الجيش رغم أخطاء المرحلة الانتقالية الأولى

05:12 م الجمعة 26 يوليه 2013

القاهرة – (رويترز):

حين كان الجيش المصري مسؤولا عن إدارة المرحلة الانتقالية بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك قبل أكثر من عام بقليل رسم الفنان محمد هارون (27 عاما) صورة لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحوله أموال منهوبة من الدولة.

والآن وقد عادت السيطرة إلى الجيش مرة أخرى فإنه يعتزم رسم القائد العام الحالي للقوات المسلحة وهو ينتشل دولة تغرق من البحر.

وقال هارون ''طنطاوي كان من النظام السابق'' في إشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي الذي أدار مصر من عام 2011 الى عام 2012 بعد إسقاط مبارك زميله السابق بالجيش.

على النقيض يرى هارون أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي عزل الرئيس محمد مرسي هذا الشهر ''أظهر لنا أنه واحد منا''.

ويقول كثير من المصريين المعارضين لمرسي إن إعجابهم بالجيش لم يتزحزح قط وإن أي غضب كان دائما موجها للقادة المسؤولين.

الجيش والاستقرار
وفي عالم السياسة المصرية المضطرب منذ الإطاحة بمبارك القائد السابق للقوات الجوية يعتبر الجيش المؤسسة التي تتيح الاستقرار.

وأظهر استطلاع للرأي نشره مركز زغبي في يونيو أن نسبة الثقة في الجيش كمؤسسة تبلغ 94 في المئة. وفضل نحو 60 في المئة من المشاركين من غير المنتمين للتيار الإسلامي عودة مؤقتة لحكم الجيش بينما رفض هذا كل الإسلاميين تقريبا.

وخدم هارون على غرار غيره من المصريين كمجند في الجيش وهو سبب آخر في اعتبار البعض أن جنود الجيش جزء من النسيج الوطني.

وفي حين أن تأييد الكثير من المواطنين المصريين للجيش لم يتوقف في اي وقت من الأوقات فإن كثيرين ممن أشادوا بتدخل الجيش لعزل مرسي كانوا ممن ارتفعت أصواتهم مطالبة طنطاوي وقواته بترك السلطة نتيجة لتعامل الجنود العنيف مع الاحتجاجات خلال تلك الفترة.

وتحت شعارات مناهضة لمرسي على الحوائط في المناطق المحيطة بميدان التحرير يمكن رؤية شعارات أقدم تقول ''يسقط حكم العسكر''.

''فتاة التحرير''
في الشوارع المحيطة بالميدان الذي شهد احتجاجات أسقطت رئيسين حتى الآن تكررت اعتداءات جنود الجيش المزودين بالهراوات والدروع على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بحكومة مدنية.

وفي إحدى الوقائع التي اهتمت بها وسائل الإعلام وانتشرت لقطات لها على موقع يوتيوب في ديسمبر 2011 جر جنود امرأة في الشارع مما أدى إلى تعري الجزء العلوي من جسمها والكشف عن ملابسها الداخلية كما دهسوها بأقدامهم الأمر الذي أذكى الدعوات لرحيل طنطاوي وقواته.

وبالتالي فإن البعض الذين يتحدثون همسا في بعض الأحيان يتساءلون إلى متى سيستمر ترحيب المصريين بالجيش هذه المرة على الرغم من تأكيد عسكريين أن السيسي لا يسعى إلى السيطرة على السلطة وسيلتزم بخطة يمكن أن تؤدي إلى إجراء الانتخابات خلال ستة أشهر.

وبعد عزل مرسي أصبح المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا للبلاد.

وقال حاتم الضبع (50 عاما) ويملك متجرا للتحف بالقاهرة ويعارض الحكم العسكري ''هناك من يؤيدون السيسي أو لا يريدون الإخوان''.

وأضاف ''لكن حين يرون ما سيفعله الحكم العسكري سيغيرون رأيهم''.

''رجال مصر العظماء''
وأصبح مرسي عضو جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة أول رئيس منتخب في انتخابات حرة في البلاد في الماضي حين فاز بنسبة تقترب من 52 في المئة من الأصوات.

لكن هذا لم يخطر ببال حنان شعبان (39 عاما) حين اشترت صورة للسيسي وهو يرتدي زيا عسكريا كاملا ونظارة واقية من الشمس وهي واحدة من صور عديدة تباع في ميدان التحرير الآن.

وقالت حنان التي ترتدي النقاب ''من خان الدولة وخان الشعب هو مرسي''.

وأضافت أن السيسي ''رجل يشعر بالقلق على بلده وعلى شعبه''.

وإلى جانب صورة السيسي تباع صور عسكريين آخرين أصبحوا رجال دولة.

وأظهرت صور بعنوان رجال ''مصر العظماء'' أنور السادات الذي اغتاله إسلاميون عام 1981 وجمال عبد الناصر الذي أطاح بالملك فاروق عام 1952 وقاد حملة على الإخوان وغيرهم بعد ذلك بعامين.

وتظهر أكشاك الباعة أن مبارك لم يستعد أي درجة من التأييد وتصوره إحدى اللقطات وراء القضبان داخل سجن مع مرسي. وحتى تولي مرسي الحكم كان جميع رؤساء مصر منذ عام 1952 من ضباط الجيش.

حتى الآن تتركز معظم المعارضة الشعبية للسيسي في ميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر في القاهرة الذي يشهد مظاهرات لإسلاميين وآخرين غاضبين من الطريقة التي تم عزل مرسي بها وينظمون اعتصاما منذ الثالث من يوليو.

وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان جهاد الحداد الذي يتحفظ الجيش على والده وكان مستشارا لمرسي ''قد نضطر للوقوف في وجه الجيش لتمزق طلقاته لحمنا''.

وأضاف ''لكن بقية الشعب المصري سيضطر ايضا إلى مواجهة تبعات عدم الوقوف في وجه الجيش''.

خوف من عنف إسلامي
وتؤكد جماعة الإخوان أنها ستلتزم بالاحتجاجات السلمية. لكن البعض يخشى من أن يؤدي الاستقطاب في المجتمع وغضب الجماعات الإسلامية المتشددة إلى اندلاع موجة عنف إسلامية على غرار تلك التي شهدتها مصر في التسعينات.

وقال دبلوماسي غربي ''بعد ما حدث في العامين الأخيرين في هذه المنطقة يجب أن تقول إن كل شيء ممكن''.

وفي ظل صراع أهلي محدود بقيادة المسلحين في سيناء دعا السيسي الى احتجاجات حاشدة يوم الجمعة ضد ''العنف والإرهاب''. وردا على هذا دعت جماعة الإخوان إلى مظاهرات ضد ''الانقلاب العسكري''.

وأصبح الشارع الذي لايزال بوسع الجيش الاعتماد على دعمه الواسع لتدخله هو ساحة المعركة.

وقال شادي حميد من مركز بروكنجز الدوحة ''إنه حكم الشارع نوعا ما.. وهذا يؤدي الى نوع خطير جدا من الاستقطاب''.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان