إعلان

فيسك لمصراوي: مرسي أصبح من الماضي.. والسيسي الأقوى في مصر

03:54 م الخميس 01 أغسطس 2013

كتب – سامي مجدي:

رغم أنه قضى أحد عشر يوما في القاهرة يتابع ويتقصى الأحداث بعد ما يصر على وصفه بـ''الانقلاب العسكري'' في إشارة إلى الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو المنصرم عقب احتجاجات ملايين المصريين مطالبين برحيله بعد عام واحد له في الحكم، إلا أن ضيق الوقت حال دون أن نلتقي كعادتنا حينما يزور مصر. التقيته – الكاتب الصحفي البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في الثالثة وخمس وأربعين دقيقة في بهو فندق ماريوت الزمالك بالقاهرة، حيث اعتاد أن يقيم منذ أن قدم مصر في المرة الأولى في سبعينات القرن الماضي.

قضينا بضع دقائق في الفندق. لم نتحدث طويلا بعدها انتقلنا إلى مطار القاهرة ليستقل طائرة الخطوط الفرنسية ''إير فرانس'' التي كانت ستقلع في السادسة وست وثلاثين دقيقة إلى عاصمة النور ''باريس''، ومنها ينطلق فيسك إلى عاصمة الضباب ''لندن''.

طوال الطريق الذي كان خاليا تماما إلا من سيارة هناك وأخرى هنا، تحدث معي بسخريته المعهودة وجمله الاعتراضية الكثيرة وحكاياته عن الحروب ومناطق النزاعات والصراعات التي غطى فيها من صابرا وشاتيلا حيث كان أول صحفي غربي يصل لينقل للعالم تلك ''المجزرة'' التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982، والحرب الأهلية في لبنان و''العشرية السوداء'' في الجزائر وما اسماه الأمريكان ''الحرب على الإرهاب'' في أفغانستان والعراق، وصولا للربيع العربي من تونس إلى سوريا التي يعتقد أن الصراع فيها سيمتد طويلا..

''مرسي أصبح من الماضي''

''مرسي أصبح من الماضي''.. ذلك ما خلص به فيسك من جولاته التي لم تنقطع – كما قال – في مختلف أنحاء القاهرة خاصة اعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في رابعة العدوية في مدينة نصر وميدان النهضة القريب من جامعة القاهرة وميدان التحرير ''الذي لم يعد مثلما كان''.

يؤكد فيسك ''ما جرى انقلابا عسكريا.. فمرسي رئيس منتخب حتى مع القول أنه لم يكن هناك برلمانا لسحب الثقة منه.. لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني هو: كيف وصلت مصر إلى ما وصلت إليه من انقسام مجتمعي حاد؟''.

من وجهة نظر فيسك الذي زار مصر أكثر من 40 مرة، فإن المجلس العسكري السابق بقيادة طنطاوي وعنان بإعلاناته الدستورية هو الذي أوصل مصر إلى هذا الانقسام. يقول فيسك ''لم أديرت الفترة التي أعقبت إسقاط مبارك بشكل مختلف ما كان مصر وصلت لهذه الحالة من الانقسام''.

وأضاف أن المجلس العسكري بتصرفاته جعل المنافسة تنحصر في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة بين محمد مرسي وأحمد شفيق ''رجل مبارك''، وهو ما جعل الكثير ممن كانوا في الميدان طيلة الثمانية عشر يوما يصوتون لمرسي مغرمين حيق قالوا: ''لن نصوت لرجل مبارك''.

''أسقطتم مبارك في يناير 2011، لكنكم لم تجيبوا على سؤلات المستقيل: ما السياسية الخارجية والداخلية بعد ذلك؟ كيف ستتصرفون بعد رحيل مبارك.. أردتم أن يذهب مبارك دون أن تفكروا فيما هو بعده''.

يعتقد فيسك أن ''الفترة التي أعقبت سقوط مبارك – ما بين 11 فبراير حتى الاستفتاء على التعديلات الدستورية – كانت الفترة الحاسمة في مسار الثورة المصرية.. استهلك المصريون فيها الكثير من الكلام لكن لم يكن هناك أي أفعال''.

رجل مصر القوي

''جنرال السيسي الأقوى في مصر الآن''.. هكذا يرى روبرت فيسك الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقائد الجيش، ويضيف أن السيسي والحكومة المؤقتة برئاسة حازم الببلاوي تلعب على عامل الوقت في تعاملها احتجاجات الإخوان من مسيرات وتظاهرات واعتصامات. وقال ''كانوا يظنون أنهم (أنصار مرسي) سيرحلون برحيل مرسي.. لكن يبدوا أن الأمر سيطول.. والمؤكد أن الأزمة ستنتهي ربما ليس قريبا لكنها ستنتهي وستكون هناك دماء أخرى كثيرة''.

لا ينكر فيسك ما يقال بأن ''فترة حكم مرسي كان بها من الأخطاء ما وصل إلى حد الكوارث''، بالنظر إلى الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012 والدستور والأوضاع المتردية اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، إلا أنه يصر أيضا على أن ''مرسي رئيس منتخب بينما السيسي – الأقوى في مصر – غير منتخب''.

لا يعتقد فيسك أن جماعة الإخوان المسلمين متورطة في الهجمات الإرهابية في سيناء، حيث يرى تنظيم القاعدة موجود بقوة هناك وهو الذي يقف وراء الهجمات التي تطال الجيش والشرطة.

لا يحب فيسك كلمة ''إرهاب'' أو ''إرهابيين''، ويتنقد ما يقال في مصر عن ''مواجهة الإرهاب'' و''الحرب على الإرهاب'' و''إما معنا أو علينا''، وغيرها من الألفاظ والتعبيرات التي تُذّكر الولايات المتحدة حيث أن ''كل من يعارض الأمريكيين ''إرهابي''.

وتحدث فيسك طويلا عن أحداث المنصة وحكى ما رآه في المستشفى الميداني والجثث والإصابات وقال ''رأيت جثث القتلى.. ليسوا كلهم من الإخوان.. كان منهم مصريين عاديين.. لا تستطيع أن تقتل معارضيك وتقول عليهم ''إرهابيين''. الأوربيون والأمريكيون لا يعطون أموالا لأنظمة وحكومة تقتل شعبها''.

تحدث أيضا عن ما يقال عن وجود أسلحة في رابعة العدوية، لكنه قال ''رأيت شخصا واحد فقط معه كلاشينكوف ولم أرى أحد آخر معه سلاح.. كتبت هذا في تقريري''.

''الحقيقة لا أعرف مخرجا للوضع الراهن.. هذه مصركم.. هذه ثورتكم ليست ثورتنا''.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان