في ذكرى ميلاد ''الصاغ الأحمر''
كتبت- مي الرشيد:
هو الضابط اليساري الذي ترعرع في جو صوفي نقشبندي، حيث أن أهله كانوا شيوخ لهذه الطريقة، ولد خالد محي الدين عام 1922 بكفر شكر بمحافظة القليوبية، وتخرج في الكلية الحربية عام 1940، انضم عام 1943 إلى تنظيم الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة 23 يوليو 1952، كان وقتها برتبة صاغ، ثم أصبح عقب قيام الثورة أحد أعضاء مجلس قيادتها.
كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يطلق عليه ''الصاغ الأحمر'' بسبب توجهاته الماركسية.
كان خالد محي الدين من أوائل الضباط الأحرار حيث كان من الخلية الأولى، وكان انضمامه لهم عن طريق الضابطين عبدالمنعم عبد الرؤوف، وثروت عكاشة.
كما كان من الضباط الذين عقدوا لقاءات مع مرشد الإخوان المسلمين آنذاك حسن البنا، للتعاون بين الإخوان و الضباط الأحرار.
وحسب ما قال في حديث تليفزيوني له أنه أقسم هو وجمال عبدالناصر على عدم خيانة الإخوان المسلمين، لكنهما شعرا بأن الجماعة تريد أن يكون الجيش تابعا لها وليس العكس.
''كنا أنا وعبد الناصر منضمين شكليا للإخوان؛ لم نقم بتقبيل يد المرشد.. حتى البنا نفسه قال لنا أنتما لستم عضوين عاديين.. أنتما ضباط ولكما طريقة أخرى في التعامل''، هكذا قال محي الدين في المقابلة.
وبالفعل قام كل من خالد محي الدين، وجمال عبد الناصر بالتدريب مع التنظيم الخاص التابع لإخوان، ولكن وحسب ما يقول خالد محي الدين نفسه لم يقوما بأي عمليات باسم الإخوان المسلمين، وكما تركوا التنظيم مع بداية حرب 1948.
وبعد قيام الثورة عام 1952 وتعين خالد محي الدين عضو في مجلس قيادتها، حدث الخلاف بينه وبين جمال عبدالناصر عام 1954، وذلك لأن خالد محي الدين كان من الذين يدعون إلى البدء في تأسيس حياة ديمقراطية، وعودة الضباط إلى ثكناتهم.
كما اختلف مع عبدالناصر لأنه لم يفرج عن الشيوعيين، بعد صدور فانون الإفراج عن المسجونين السياسيين، فحين أخرج عبدالناصر المسجونين السياسيين من الإخوان المسلمين، بدأت اتجاهات محي الدين السياسية تتضح.
وكان خالد محي الدين يرى أن الإخوان المسلمين خانوا الديمقراطية، لأنهم كانوا ضد الأحزاب فحين كان محي الدين ومن معه يسعون لوجود أحزاب وحياة برلمانية.
وعقب الخلافات التي قامت بينه وبين عبدالناصر سافر محي الدين إلى سويسرا، وحين عاد إلى مصر ترشح لانتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 وفاز بها.
كما أسس محي الدين أول جريدة مسائية في العصر الجمهوري وهى جريدة المساء، وشغل منصب رئي تحريرها، كما تولى رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير داخر أخبار اليوم بين عامي 1964 و1965، وحصل في عام 1970 على جائزة لينين للسلام.
عام 1976 قام محي الدين بتأسيس حزب التجمع التقدمي الوحدوي، وذلك خلال إعادة تكوين الأحزاب في مصر، وهو حزب يساري، ويعتبر محي الدين هو الزعيم التاريخي للحزب.
ظل خالد محي الدين عضوا في البرلمان المصري منذ عام 1990 حتى عام 2005 حين خسر أمام مرشح الإخوان المسلمين.
فيديو قد يعجبك: