حوار- مؤسس جمعية رابعة العدوية: نحن أكثر المتضررين من اعتصام الإخوان
كتبت – هبه محسن وهند بشندي:
لحظات من الخوف والقلق.. واتهامات وخسائر بالملايين أصابت المجمع الطبي لجمعية رابعة العدوية الخيرية والتي تأسست عام 1993 على يد المستشار سيد السبكي –رئيس مجلس إدارة الجمعية الحالي- جراء اعتصام الإخوان المسلمين الذي وصفه العاملين في المكان بـ''الاحتلال''.
ويقدم المركز الطبي لرابعة العدوية خدمات طبية لما يقرب من 3 آلاف مريض يومياً والعلاج المجاني لحوالي 6 آلاف مريض بالفشل الكلوي والسرطان ويُجري حوالي 50 عملية جراحية يومياً، بحسب ما أكده المستشار سيد السبكي في حواره مع مصراوي بعد أيام من فض اعتصام الإخوان المسلمين.
''معاناة''
''حمينا المستشفى من احتلال الإخوان المسلمين طيلة فترة اعتصامهم''، بهذه الكلمات بدأ المستشار سيد السبكي رئيس مجلس إدارة جمعية رابعة العدوية، حواره، حيث أكد أنهم كانوا يعيشون أيام صعبة منذ أن بدأ الإخوان المسلمين اعتصامهم أمام مسجد رابعة وأقاموا المستشفى الميداني الخاص بهم داخل إحدى قاعات المناسبات التابعة للجنة الزكاة بالجمعية.
وتحدث ''السبكي'' عن معاناته ومعاناة العاملين في المستشفى في الدخول إليها وقت الاعتصام، حيث أكد أن الإخوان كانوا يقومون بتفتيش جميع العاملين لدى دخولهم إلى المستشفى ويطالبونهم بإظهار البطاقات الشخصية، ولكنهم رغم كل ذلك استطاعوا أن يحموا المستشفى ومبانيها من المعتصمين.
وأضاف ''عندما كانوا يطالبون بتفتيشي أو الاطلاع على بطاقتي الشخصية كنت أرفض، وكنت أتشاجر معهم وأؤكد لهم أننا أصحاب هذا المكان وأنهم من يحتلونه''، مشيراً إلى أنه منع دخول أياً من المعتصمين إلى المستشفى أو لجنة الزكاة وسمح للسيدات منهم باستخدام دورات المياه فقط وهذا لاعتبارات إنسانية وعندما كانوا يتجاوزون مع أياً من العاملين في المستشفى كان يمنع دخولهم.
أوضح ''السبكي'' أنه لم يكن يستطيع أن يغلق المستشفى طيلة فترة الاعتصام رغم صعوبة الوضع والخسائر الكبيرة التي حلت عليهم لأنه إذا كان اتخذ قراراً بإغلاقها كانوا ''سيحتلونها'' كما أن مرضى الفشل الكلوي يلزمهم غسيل يومياً ولا يستطيع أن يغلق المستشفى في وجوههم.
وعن استخدام المعتصمين المستشفى بعد أحداث الحرس الجمهوري والمنصة، أكد أنه تم فتح غرف الأشعة والعمليات والرعاية المركزة للمعتصمين بعد أحداث المنصة، حيث تم إجراء إشاعات لحوالي 60 مصاب وتم إجراء عدد من العمليات الجراحية لبعضهم وبعضهم تم علاجه في مكانه لأن حالته كانت مستقرة.
''لحظات صعبة''
''لحظات صعبة فكل شيء اكتسى باللون الأحمر والدماء كانت تملئ أرجاء المكان حتى مراتب السراير كانت تنزف دماً''، هكذا وصف المستشار سيد السبكي مشهد المستشفى بعد فض الاعتصام، مؤكداً أن المستشفى كانت تعمل حتى صباح يوم فض الاعتصام وعندما تم إغلاق المستشفى الميداني وقت الفض تم نقل جميع القتلى والمصابين إلى داخل مستشفى رابعة العدوية فكان هناك 36 جثة ومئات المصابين الذين تواجدوا في كل غرف وقاعات المستشفى.
وأضاف أنهم لم يستطيعوا تحديد نوع إصابات المصابين لأنه لم يكن لديهم مقذوف أو فارغ للطلقات، فبعد عملية الفض مباشرة قامت قوات الآمن بإخلاء مكان بشكل كامل من جميع العاملين به وإغلاقه حتى تبدأ النيابة بمعاينة المكان.
وفي صباح اليوم التالي لفض الاعتصام تم استدعائهم لتسلم المكان ''المستشفى ومقر لجنة الزكاة'' وكان قد تم إخلائه تماماً من الجثث والمصابين، وكل شيء في المكان كان تحت سيطرة القوات المسلحة وكان المكان بأكمله في حالة يرثى لها.
وأوضح أنه خاطب المحامي العام لتمكينه من مباني الجمعية لجمع الأدلة وتسليمها للنيابة العامة وبالفعل حصل على قرار من النيابة العامة يمكنه من تسلم جميع المباني وتطهيرها وجمع الأدلة، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يجد سوى عدد من طلقات الخرطوش وكمية من النبال والبلي وكم كبير من الكمامات والخوذ وجميع هذه الأشياء تم تسليمها للنيابة لفحصها.
وبسؤاله عن ما أسفرت عنه المعاينة المبدئة للنيابة العامة، أكد ''السبكي'' أنه لا يعلم ماذا أسفرت عنه المعاينة حتى الآن.
خسائر
وعن حجم الخسائر التي لحقت بالمستشفى ولجنة الزكاة جراء اعتصام الإخوان وخلال عملية فض الاعتصام، أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية رابعة العدوية أن المستشفى كانت تخسر يومياً منذ بدأ اعتصام الإخوان في هذه المنطقة حوالي 100 ألف جنيه، ووصلت إيرادات المستشفى خلال شهر يوليو إلى 200 ألف جنيه تتضمن إيراد عمليات جراحية سابقة تم تحصيلها وكان الإيراد الشهري للمستشفى يتراوح ما بين 1.5 إلى 2 مليون جنيه شهرياً، وهناك أدوية بقيمة 70 ألف جنيه كادت أن تفسد جميعها عندما تم قطع التيار الكهربائي عن المنطقة.
أما الجزء المتعلق بلجنة الزكاة فكان يدخل لها في شهر رمضان أموال الزكاة ما يقرب من 2 مليون جنيه وفي رمضان هذا العام دخل للجنة حوالي 80 الف جنيه، وكان هناك خدمات تقدم لحوالي 1000 أسرة فقيرة ومُعالة وفي المناسبات.
ونفى جملة وتفصيلاً كل ما تردد عن انتماء مؤسسي جمعية رابعة العدوية للإخوان المسلمين، وقال ''كل ما يتردد عن هذا الشأن غير صحيح فليس لنا علاقة بأي فصيل أو تيار سياسي ولكننا فضلنا الصمت عملت بمبدأ ''النار تأكل بعضها البعض''.
وأضاف لم نقدم هذا العام ''شنط'' رمضان ولم نقيم مائدة الرحمن التي كانت تطعم حوالي 800 شخص في هذا الشهر خوفاً من أن يتم اتهامهم بتمويل المعتصمين.
وعن الخسائر في المنشآت، أكد أن المستشفى ولجنة الزكاة لم يتضررا كثيراً حيث تم تكسير ''السيكوريت الخارجي'' لواجهة المستشفى خلال عملية فض الاعتصام وتم تكسير مبنى لجنة الزكاة من قبل بلطجية دخلوا إلى المكان عقب فض الاعتصام، أما المسجد فقد احترق بشكل كامل ولكن مكتبته التي تضم أمهات الكتب لم تتضرر وهذا فضل من الله سبحانه وتعالي.
وأستطرد قائلاً ''هذا الاعتصام تسبب في أضرار كبيرة للفقراء والأيتام في المنطقة بسبب وقف نشاطاتهم الخيرية''.
أعمال الإصلاح والتجديد
بدأت القوات المسلحة أعمال الإصلاح والتجديد في مستشفى ومسجد رابعة العدوية منذ يوم السبت الماضي وهو ما أكده المستشار سيد السبكي، حيث أوضح أن الأحد ضباط القوات المسلحة جاء إليه يوم السبت الماضي وسأله عن التلفيات التي أصابت مبنى المستشفى وبعدها بساعتين بدأ التحرك لإصلاح كل هذا.
وأكد أن القوات المسلحة ضغطت كثيراً من أجل أن تنتهي أعمال الإصلاحات والتجديد في أسرع وقت ممكن، وما يحدث الآن هو شيء رائع حيث يسير العمل بشكل سريع جداً.
وتابع ''القوات المسلحة تتحمل جميع تكاليف الإصلاحات، ولو كنت ذكرت لهم أن المستشفى هدمت لكانوا أعادوا بنائه من جديد''.
متى ستعود المستشفى للعمل؟، أجاب ''السبكي'' على هذا السؤال، مؤكداً أن النيابة العامة مكنت الجمعية من المستشفى لتطهيرها وبدء العمل فيها بأسرع وقت، وقد تم بالفعل تطهير المستشفى وجاءت وزارة الصحة لأخذ ما يلزم.
ومن المتوقع أن تعود المستشفى للعمل من جديد يوم السبت القادم، وهناك جهود حثيثة ليتم الانتهاء من إصلاح القاعة 3 –وهي القاعة التي تردد أنها كانت مقراً للمستشفى الميداني- لتكون جاهزة لأداء صلاة الجمعة المقبلة فيها.
وأكمل قائلاً '' مواعيد العمل في المستشفى خلال فترة الحظر ستكون من الصباح وحتى الساعة الخامسة مساءاً، وقد يتم فتح الطوارئ لاستقبال الحالات الطارئة ولكن هذا القرار لم يتم الاستقرار عليه بعد لأن الظرف الراهن في البلاد صعب والقرارات فيه ستكون أصعب''.
فيديو قد يعجبك: