لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مشرحة زينهم: ''أجور زهيدة و إمكانيات هزيلة وسط غياب أمني''

09:50 ص الأحد 25 أغسطس 2013

كتبت-علياء أبوشهبة:

''رائحة الموت''، عبارة نرددها بحزن في الأحداث التي يسقط فيها الضحايا، ليبدأ بعدها بكاء الأحباب على فراق ذويهم، لكن هذه الرائحة بالنسبة للعاملين في مشرحة زينهم أصبحت أمرا معتادا وخاصة منذ بداية أحداث الثورة، بما شهدته من أحداث وانفلات أمني.

تأتى الجثة إليهم بعد حادث يودي بحياة الضحية، لتبدأ بعدها خطواتهم التي أصبحت روتينية في التعامل مع جسد الميت، ''مصراوي'' رصد هذه الخطوات من خلال العاملين في مشرحة زينهم.

تعانى مصلحة الطب الشرعي من قلة عدد العاملين داخل المشرحة، حيث أن أعدادهم لا تزيد على أربعة، كما تعاني من قصور شديد في التأمين، كما أن مبنى المصلحة ولا يوجد به سوى عدد زهيد من طاولات التشريح.

عمل متواصل
الشيخ سيد الجبروني، ''حانوتي'' المشرحة لأربعين عاما، بعد أن ورث هذه المهنة عن والده، أكد أن ما يشاهده ''تقشعر له الأبدان''، لكنه تعود عليه لذلك لم يخش يوما من عمله، وتذكر حوادث قطار الصعيد والعبارة وثورة يناير كأكثر الأيام صعوبة.

يقول ''عم سيد'': ''من ينسي توالي المتوفين خلال الأحداث للدرجة التي جعلتنا نواصل عملنا لثلاثة ايام بلا توقف، وكانت حالات الاطفال هي اكثر ما ابكاني، لأننا شاهدنا جثثاً مقطعة، حتى أنني كنت اقول ''قلبي علي ولدي انفطر وقلب ولدي علي حجر''؛ فلو علم كل طفل منهم حسرة أهله عليه ما خاطر بنفسه وألقي بجسده في المخاطر''.

وأوضح ''عم سيد'' أن العمل في مصلحة الطب الشرعي في حالة طوارئ مستمرة منذ الثورة وحتى الآن؛ فالانفلات الأمني أثر في زيادة الحوادث ومنها أعداد القتلى، ثم أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة مما تطلب منهم عملاً دائماً.

أضاف قائلا: ''كثيرا ما نقوم كمجموعة بالتبرع بالأكفان وكل مستلزمات الدفن للمحتاجين''.

أجور زهيدة
وكشف الدكتور أشرف الرفاعي مساعد كبير الأطباء الشرعيين عن أن أطباء وموظفي المصلحة في حالة عمل دائم، وبدون إجازات أو انقطاع منذ بداية أحداث الثورة وزادت الأحداث الأخيرة.

وعما يقال بأن أهالي الضحايا يتعدون عليهم في بعض الأحيان، أكد الرفاعي أن هماك تعديات بالسب والقذف والتهديد بالأسلحة.

وأشار إلى تدني أجور العمال؛ فالعامل الذي يبيت في المشرحة لا يأخذ أكثر من جنيهان مقابل ذلك، على حد قوله؛ مضيفا أن فني التشريح يتقاضى جنيه ونصف الجنيه مقابل كل جثة يقوم بتشريحها.

وقال إن رواتبهم لا تتعدى عدة مئات من الجنيهات في حين أنهم يتقاضون آلاف الجنيهات في المستشفيات الخاصة ''لكننا نعمل كجنود في خدمة مصر خاصة في أوقات المحن''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان