إعلان

محللون: الإخوان خسروا الناس.. والجماعة: سطرنا ملحمة ثورية (تقرير)

08:55 م الجمعة 30 أغسطس 2013

كتب - محمود الطباخ وإبراهيم عياد:

جمعة ''الحسم'' أو ''الشعب يسترد ثورته''..اسمين مختلفين لتظاهرات الإخوان وأنصار الرئيس السابق محمد مرسي، اليوم الجمعة، لتحقيق ما وصفوه باسترداد الثورة التي سُرقت منهم.

لكن على غرار جمعة ''الشهداء'' السابقة، التي وصفتها تقارير صادرة عن عدة مؤسسات إعلامية وتصريحات محللين سياسيين بأنها أظهرت فشل جماعة الإخوان وعدم قدرتهم على الحشد الذي طالما استخدمته لدعم أهدافها.. ربما فقدان عنصر ''الإمدادات البشرية''.. أو غلق الميادين والقبض على الصفوف الأولى من مخططي الجماعة كان سببًا رئيسيًا لإظهار عجز الإخوان على الحشد.

الجماعة خسرت الناس

ولتحليل المظاهرات التي دعا لها الإخوان، قال عبدالمنعم سعيد، الخبير السياسي والرئيس الأسبق لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إن مظاهرات اليوم أظهرت ضعف قدرة الجماعة على الحشد، فلم تتخطى المسيرات عدة مئات سوى مظاهرات مدينة نصر التي تجمع فيها الآلاف من المؤيدين للجماعة.

وأضاف سعيد، في تصريحات خاصة لـ ''مصراوي''، ''إن الحقيقة المعضلة هي رد فعل الأهالي الذي أصبح في استعداء مع المتظاهرين، وليس المشكلة أن تفقد الإخوان السلطة ولكن المشكلة الكبيرة أنها خسرت الناس''.

وأوضح الخبير السياسي، أن مسيرات الإخوان التزمت إلى حد ما بالسلمية لكنها في ذات الوقت إذا كانت سلمية فأنها ستشل الحالات الاقتصادية الصغيرة من أصحاب المحالات والباعة الذين يدخلون في صراعات مع المتظاهرين بسبب توقف أعمالهم ومصدر رزقهم.

وأشار سعيد، إلى أن قطع الطريق على الإخوان وخطة الأمن لإغلاق أغلب الميادين، أفقدت الجماعة عنصر الإمدادات البشرية التي كانت تعتمد عليها لزيادة أعداد المتظاهرين خاصة ممن ينتمون للجماعة في الصعيد.

وفي السياق ذاته، قال سعيد إن مظاهرات الإخوان اليوم اتسمت إلى حد ما بالتنظيم على الرغم من القبض على معظم قيادات الجماعة إلا أن لديهم قاعدة التنظيم على مستوى الإدار والهيكل ويعرفون من سيتولى المنصب في حالة حدوث شيء لسابقه، لكن لم يعد لديهم جيش كبير كما كانوا يمتلكونه سابقًا.

وكان الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، قال لـ ''مصراوي''، إن خروج مظاهرات جماعة الإخوان واستمرارها من أجل أثبات أن التنظيم مازال قويا رغم القبض على الصفوف الأولى ومعظم الصفوف الثانية للتنظيم، مؤكدًا أن قدرة الجماعة على الحشد أصبحت قليلة جدًا، وأنها في وضع تنظيمي صعب ولم تعد قادرة على إخراج عشرات الألاف من الناس كما اعتادت على ذلك''.

الأهالي يمنعون الإخوان

رفض الأهالي في عدة مناطق اليوم الجمعة، مسيرات جماعة الإخوان وتصدوا لها ومنعوا انطلاقها مما تسبب ذلك في وقوع اشتباكات بين أنصار مرسي وأهالي منطقة منتزه الحلمية أمام كوبري التجنيد، وقام أهالي المنطقة بإلقاء الحجارة والزجاج، على المتظاهرين أثناء سيرها، الأمر الذي تطور سريعًا إلى التراشق بالحجارة بين الأهالي والمتظاهرين.

فيما نشبت اشتباكات بين أهالي منطقة الجيزة، وأنصار مرسي، وذلك في محاولة منهم لتفرقة المسيرة التي انطلقت من مسجد الاستقامة بالجيزة، فألقوا الحجارة على أنصار الرئيس السابق مرسى لمحاولة تفريقهم، بينما رد أنصار مرسي علي الأهالي بهتافات ''سلمية سلمية''، وذلك قبل أن يردوا عليهم بالحجارة أيضاً، مما دفع عدد منهم إلى الفرار فى الشوارع الجانبية لميدان الجيزة.

وفي سياق متصل، أطلقت قوات الشرطة بمحيط مسجد مصطفى محمود في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، قنابل الغاز على أنصار مرسي الذين احتشدوا في محيط المسجد رغم سريان حظر التجول، مما دفع قوات الشرطة لفض تجمعهم بالقوة، والقبض على عدد منهم، كما قاموا بإشعال النيران في إطارات السيارات بشارع جامعة الدول.

الأمن يغلق الميادين

عمدت الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة، إغلاق معظم ميادين العاصمة والجيزة، منذ الساعات الاولى من صباح اليوم الجمعة، على أثر مظاهرات ''جمعة الحسم'' التي دعا لها الإخوان، فأغلقت جميع المداخل لميدان مصطفى محمود بالمهندسين، عقب صلاة الجمعة، وتمركز عشرات الآليات العسكرية وسيارات ومدرعات الأمن المركزي بشارعي جامعة الدول العربية، والبطل أحمد عبدالعزيز، ونُصبت حواجز الأسلاك الشائكة أمامها لمنع حركة مرور السيارات والمشاة باتجاه ميدان مصطفى محمود.

ونشرت الأجهزة الأمنية 4 مدرعات ببداية شارع الطيران ونصب الحواجز المعدنية والأسلاك الشائكة أمامها بالمواجهة لمبنى التأمين الصحي، و3 مدرعات أخرى وسيارة إطفاء أمامهم حواجز الأسلاك الشائكة أيضا بمنتصف شارع الطيران في الاتجاه القادم من شارع خضر التوني إلى رابعة العدوية، وكذلك 3 مدرعات آخرى بطريق النصر في الاتجاه القادم من شارع عباس العقاد إلى رابعة العدوية.

وكما أغلقت قوات مشتركة من الجيش والشرطة، المداخل والمحاور المؤدية إلى ميدان التحرير أمام حركة المرور، ونشرت قوات الجيش 6 مدرعات عسكرية أمام المتحف المصري، بالإضافة إلى 4 مدرعات شرطة، ونصبت الحواجز المعدنية المعززة بالأسلاك الشائكة أمام المتحف، كما تمركزت مدرعتين عسكريتين ببداية شارع طلعت حرب، وأخريين ببداية شارع باب اللوق، وأخريين ببداية شارع محمد محمود، و3 مدرعات عسكرية بالقرب من مسجد عمر مكرم، وكذلك ببداية كوبري قصر النيل باتجاه ميدان التحرير.

كما تمركزت ثلاثة تشكيلات من قوات الأمن المركزي بميدان سيمون بوليفار بالقرب من ميدان التحرير والسفارة الأمريكية لتأمين الميدان، ومنع أي محاولات للدخول إليه من ناحية شارع كورنيش النيل.

ونشرت قوات مشتركة من الجيش والشرطة 10 آليات عسكرية و4 مدرعات شرطية وعدد من تشكيلات الأم المركزي بمحيط قصر الاتحادية.

وشهد محيط ميدان رمسيس تواجدًا أمنيًا مكثفًا، خاصة بمحيط قسم شرطة الأزبكية، خشيةً من أي محاولة لاقتحامه، كما حدث من قبل في الأحداث التي عرفت بأحداث ''رمسيس''، عقب فض اعتصامي إشارة رابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة، وامتدت التشديدات الأمنية عند كوبرى 6 أكتوبر بالجهة المقابلة للقسم.

بالإضافة إلى إغلاق محطات المترو الرئيسية (رمسيس - السادات - الجيزة)، لأحداث حالة من الصعوبة في الانتقال المروري اليوم الجمعة، وبدأ حظر التجول من الساعة 7 مساءً الجمعة بخلاف جميع الأيام الأخرى التي يبدأ فيها الحظر من الساعة 9 مساءً.

الإخوان: الشعب سطر ملحمة ثورية

لكن .. كان لجماعة الإخوان رأي أخر في مظاهرات ''الحسم''، حيث أكدوا في البيان الصادر عن التحالف الوطني لدعم الشرعية مساء اليوم الجمعة، أن الشعب لبي النداء واستعاد روح الثورة، وخرج ملايين المصريين عقب صلاة جمعة 30 أغسطس بجميع محافظات مصر الـ 27 تلبية للدعوات الشعبية التي دعت إلي استكمال ثورة 25 يناير تحت اسم مليونية ''الشعب يسترد ثورته''، للمطالبة بعودة الشرعية كاملة ومحاكمة القتلة الذين تسببوا في إراقة دماء الشهداء والمصابين.

وأضاف الإخوان: ''سطر الشعب المصري الحر اليوم 30 أغسطس ملحمة ثورية جديدة، أثبت فيها للعالم كله أنه لن يقبل بالعودة مرة أخرى إلي نظام المخلوع مبارك، ولن يسمح بكسر إرادته أوقبول التراجع إلي منحنيات الظلم والفساد والقهر التي عانوا منها علي مدار عقود طويلة''.

وتابع: ''خرجت مسيرات حاشدة عقب صلاة الجمعة من مساجد مصر المختلفة في القاهرة والمحافظات للمشاركة في فعاليات الشعب يسترد ثورته، وسط تأكيد تام علي مواصلة الاحتجاج والتظاهر السلمي واستخدام كل الوسائل الدستورية والشرعية لمقاومة الانقلاب حتى كسره ودحره تماما، وفي تحد سافر لمشاعر المسلمين قامت قوات الانقلاب بإغلاق عدد من مساجد القاهرة وبعض المحافظات في وجه المصلين، وإغلاق محطات المترو بدعوي اجراءات أمنية''.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج