ممثل اليسار في لجنة الخمسين: انجزنا أكثر من ربع الدستور

حوار – هند بشندي:

وفقا لقرار رئاسي حمل رقم 570 لسنة 2013، اختير حسين عبد الرازق، القيادي بحزب التجمع، ليكون ممثل التيار اليساري داخل لجنة الخمسين لتعديل الدستور، عن سير عمل اللجنة، والجدل حول عدد من المواد كان لمصراوي هذا الحوار معه:

- في البداية، صف لنا مدى التوافق على مواد الدستور داخل اللجان الفرعية للجنة الخمسين؟

بشكل عام، اللجان الفرعية الثلاث استطاعت تحقيق نسبة عالية من التوافق، فأغلب المواد تمت بالتوافق وعدد محدود تم عن طريق التصويت وأسفر عن أغلبية كبيرة، ومع ذلك فالاتجاه هو ان يعرض رأي الأغلبية والأقلية على لجنة الخمسين.

- هل تتوقع خلافات داخل اللجنة على مواد غير المادة 219؟

لا اعتقد ان المادة 219 ستكون من المواد الخلافية، فأنا اري اننا سنحصل على الاجماع حول هذه المادة باستثناء صوت واحد، لكن سيكون هناك بعض الخلاف على المواد الأولي والثانية والثالثة والرابعة بين من يقدم نفسه كممثل لتيار الإسلام السياسي وبين باقي الأعضاء.

حزب النور قال التيار اليساري مسيطر على اللجنة؟

يعتبر حزب النور أي شخص غير منتمي لتيار الإسلام السياسي هو بالضرورة ينتمي لليسار وهذا غير صحيح، خصوصا ان ممثلي التيارات السياسية جميعا ستة أشخاص فقط، لكن النور يعتبر كل ممثلي النقابات والغرف التجارية واتحاد الصناعات كلهم يسار أو ليبراليين وهذا غير صحيح فهم يعبروا عن رؤية ومصالح فئات وطوائف اجتماعية معينة، لذا فانا اعتبر نظرتهم قاصرة.

- هناك جدل حول تحديد (المسيحية واليهودية) كديانات أخرى بجانب الإسلام.. وبين استخدام لفظ "غير المسلمين" أيهما تفضل ولماذا؟

أنا مع كتابة لفظ "غير المسلمين"، وكل المشاركين في لجنة الخمسين ولجنة العشرة من قبل، وافقوا على حرية الاعتقاد، مما يعني حرية الإيمان بدين معين سماوي أو فكرة أرضية، كما أن الدين الإسلامي يقول "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، ونحن لا نستطيع منع أي جماعة أيا كانت أن يكون لها أحوالها الشخصية بالشريعة التي تؤمن بها.

- ما ذا عن نسبة الـ 50 % العمال والفلاحين هل انت مع ابقاءها في الدستور الجديد؟

فكرة التمييز الايجابي للفئات الضعيفة فكرة مستقرة في الفقه الدستوري العالمي ولكن يجب أن يكون هذا لفترة زمنية محددة ويصاحبه في نفس الوقت برنامج اقتصادي اجتماعي للنهوض بهذه الفئة، عندما دخلت نسبة الـ 50% عمال وفلاحين منذ أكثر من خمسين عام للأسف لم تتغير أحوال هذه الفئة للأفضل، بل تم استغلالها نتيجة عدم التعريف الصحيح لها، وأدى ذلك لدخول قضاة وأساتذة جامعات ولواءات البرلمان تحت هذه الفئة، لكننا لو ألغينا النسبة اليوم فهذا ظلم لهم خصوصا أن أضاع العمال والفلاحين الآن أسوأ من قبل، لذا أظن أنه يجب أن تستمر لفترة زمنية قادمة دورتين أو ثلاث دورات.

- لكن هناك من يري البلاد تحتاج لمجلس نيابي قوي به مثقفين وخبراء؟

منطق مغلوط، يفترض ان العامل والفلاح شخص أمي جاهل لا يعرف مصلحة البلد، العمال والفلاحين ليسوا هم من كانوا في المجالس الماضية، وأرى أن هناك عمال وفلاحين أفضل من أساتذة الجامعات، وهم منحازين لمصالح الوطن أكثر من حملة الدكتوراة، فالقضية ليست بهذا الشكل.

- ماذا عن مطالب بإلغاء مجلس الشورى؟

نسال أولا لماذا انشأ هذا المجلس، لسببين الأول لأن المؤسسات الصحفية القومية ملك للدولة، وكان يمارس حقوق الملكية الاتحاد الاشتراكي وعندما تقرر إلغاءه عام 1976 بحثوا عن من يتولى اختصاصات الدولة في ملكية الصحف فاقترحوا "مجلس العائلة" مثل ما اسماه (الرئيس الأسبق) أنور السادات في البداية، السبب الثاني لأهداف النظام الحاكم، حيث انه كان يستخدم من قبل الحزب الوطني لإرضاء أعضاءه ممن لم يحصلوا على عضوية مجلس الشعب، لذا فالشورى لم يكن في يوم من الأيام مجلس تشريعي حتي البحوث والدراسات التي منوط بها فلدينا مجالس قومية متخصصة تستطيع أن تقوم بهذا الدور، فمع عدم وجود دور له، أجد أن من الأفضل إلغاءه.

- كنت من ضمن المطالبين بدستور جديد فهل كان من الأفضل التمسك بهذا المطلب؟

عمليا ما تقوم به لجنة الخمسين هو دستور جديد، فنحن لم نتقيد بدستور 2012 ولا باقتراحات لجنة الخبراء العشرة، ننظر لكل الدساتير السابقة ومشاريع الدساتير التي قدمت لنا من أحزاب وجهات مختلفة.

- لكن هل 60 يوما كافية لإنجاز دستور شبه جديد وليس تعديل في عدد محدود من المواد؟

حتى الآن، اللجنة الاولي انتهت من 16 مادة من مواد الدستور، واللجنة الثانية انتهت ايضا من 16 مادة والثالثة انجزت 22 مادة، اي ان اجمالي ما انتهينا منه 54 مادة، بما يعادل أكثر من ربع الدستور، واستطيع ان اقول ان المواد ذات المشاكل الكبيرة انتهينا منها وتبقي المواد الأسهل.

- لحزب التجمع مشروع دستور، فهل تتبني هذا المشروع بتفاصيله؟

لا طبعا، كنت رئيس اللجنة التي وضعت هذا المشروع ومقتنع بكل ما فيه لكني جزء من مجموعة، يجب ان نعدل ونضيف ونحذف، حتى نحصل على توافق.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا