لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية ''فيلم السينما'' و''الجبن الأبيض''..في حياة الزعيم

10:34 ص السبت 28 سبتمبر 2013

كتبت – هند بشندي:

''ابن موظف البريد الذي أصبح زعيما.. هذه هي حياتي'' عنوان مقالة كتبها الرئيس الراحل لمصر جمال عبد الناصر، ليلخص بهذه الجملة نتاج 52 عاما من حياته.

ليس هذا المقال هو الوحيد لعبد الناصر، فقد كتب عدد آخر منذ ان كان طالبا وحتي أصبح رئيسا..كما ان له ثلاثة كتب أحدهما قصة، كتبها عندما كان في المرحلة الابتدائية، ونستعرض خلال هذا التقرير مواقف متنوعة من حياه عبد الناصر كما يرويها هو في مقالاته وكتبه، ويرويها المقربون منه.

الصدام الأول

''ما زلت أذكر بوضوح أول صدام لي مع السلطة'' .. هكذا يتحدث الرئيس جمال عبد الناصر مع مراسل صحيفة ''الصنداى تايمز'' ''دافيد مورجان''، ليعود بالذاكرة لعام 1933 ويقول ''كنت يومئذ تلميذاً في الإسكندرية لم أبلغ بعد الخامسة عشرة من عمري، وكنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس''.

ليضيف ''لم أتردد؛ فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شيء عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله''، وبعد ان ضرب وحجز في هذه الواقعة قال عن هذه التجربة ''دخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب''.

ليلة حاسمة

طاقة الغضب استمرت مع عبد الناصر، فيقول ''جاءت الحرب العالمية الثانية ليتجه جيل باكمله إلى العنف واعترف ان الاغتيالات السياسية توهجت في خيالي في تلك الفترة على انها العمل الايجابي الذي لا مفر من الاقدام عليه''.

ويضيف في كتابه ''فلسفة الثورة'' ''فكرت في اغتيال كثيرين وجدت انهم العقبات التي تقف بين وطننا وبين مستقبله ورحت افند جرائمهم وفكرت في اغتيال الملك السابق وبعض رجاله، وما أكثر الخطط التي رسمتها في تلك الأيام، كانت طلقات الرصاص هي الأمل الذي نحلم به، وقمنا بمحاولات كثيرة في هذا الاتجاه''.

ليله حاسمه يذكرها عبد الناصر جيدا عندما اختار شخص اعتبر انه يجب ان يزول من الطريق، ونجحت الخطة التي حضر تنفيذها وتم إطلاق الرصاص على هذا الشخص، بعدها غادر ناصر مسرح الواقعة الذي شهد عمله الايجابي –على حد تعبيره.

لكن الذي حدث بعد ذلك غير مسار ناصر إلى الأبد فيقول: ''فجأه دوت في سمعي أصوات صريخ وعويل ورعب طفل، وصلت إلى بيتي وفي قلبي وضميري غليان متصل ولم انم طوال الليل، قلت ليته لا يموت كان عجيبا ان اتمني الحياه للواحد الذي تمنيت له الموت في المساء''.

ما اسعده في الصباح هو خبر نجاه هذا الشخص، ومنذ ذلك الوقت بدء ناصر البحث عن العمل الايجابي ليرسم الخطوط الأولي لثورة 23 يوليو.

حياة رائعة

في مقال كتبه البكباشي جمال عبد الناصر لمجلة أخر ساعة بعنوان ''قصة اثرت على حياتي'' بتاريخ 4 مارس 1953 حكي ان أقوى المؤثرات المعنوية في حياته فيلم سينمائي اخرجه ''فرانك كابرا'' بعنوان ''يا لها من حياه رائعة''.

ويقول عن ذلك ''لقد دخلت هذا الفليم في حفلة الثالثة بعد الظهر وخرجت بعد انتهاء الفيلم لاشتري تذكرى جديدة وادخل لاراه مره ثانية وفي اليوم التالي عدت ومعي عبد الحكيم عامر لاراه للمرة الثالثة ولو استطعت ان اخذ معي كل مواطن إلى دار السينما لما ترددت''.

لقد كان ناصر أكثر الناس شقاء لما علم ان عرض الفيلم قد انتهي قبل ان يمضي عليه أسبوع لأن الجماهير اعرضت عنه، لذا كان من أول الأشياء التي فعلها بعد ثورة يوليو انه اتصل بالشركة التي انتجت الفيلم وطلب نسخه منه وقام بعرضها في معسكرات الجيش.

لكن ما سر هذه الفيلم، يوضح ناصر في مقاله السر ''كانت قصة الفليم تصويرا صادقا لاحساسي بقيمة الفرد وبايماني ان فردا واحدا يستطيع ان يغير تاريخ أمة وربما وجه تاريخ العالم''.

ويسرد القصة ''كانت أحداث القصة تدور في قرية صغيرة يسطير عليها غني جشع اسمه ''بوترزر'' وكان يستغل القرية كلها، وجاء رجل لم يعرفه احد وبدا يتكلم لغة جديدة وقال لأهل القرية ''سوف نشتري قريتنا بالمحبة بيننا'' وبدا الرجل يبث رسالة الحب والتعاون لتتحرر القرية من جشع بوترزر''.

جولة بسيارة نصر 1100

''التقت عيني سيارة نصر 1100 تسير تحت نافذه مكتبي يقودها جمال عبد الناصر وحده بلا حراسة، ساعتين ونصف مرت واذا بالتليفون يدق ويطمئني الرئيس قائلا: عارف انا كنت فين كنت مع الناس اليوم -يوم شم النسيم- أنا طلعت من هنا على مصر الجديدة ومنها إلى شبرا ونزلت على البلد ومنها إلى حديقة الحيوان ورجعت من ميدان التحرير فالعتبه فشارع الجيش فالعباسية فمنشية البكري''، هكذا يروي سامي شرف، سكرتير جمال عبد الناصر، في كتاب ''عبد الناصر كيف حكم مصر'' هذا الحديث الذي دار بينه وبين ناصر.

ليضيف ''عندما عاد من هذه الجولة قال لي اكتب ما سامليه عليك لتتخذ القرارات المناسبة''، وبالفعل سرد لشرف عدد من القرارات، كان منها ''الطابع الغالب على ألوان الملابس الألوان الزاهية ولكن ليس بالدرجات المتنوعة الكافية ينبه إلى ذلك شركات إنتاج الأقمشة، المساكن الشعبية في منطقة الزتون والمطرية تحتاج لدهان واصلاح شبكات الصرف الصحي''.

واستمر في سرد القرارت التي ترتبت على هذه الجولة، فقال ''بعض الطرق في الأحياء الشعبية ليست مرصوفة بطريقة سليمة'' ليحدد لشرف أسماء هذه الشوارع والأحياء، كما طلب من شرف تدوين ملاحظة ان ''الشرطة في بعض المناطق تحتك بالجماهير بطريقة لا تليق بآدميتهم وخصوصا مع الباعة الجائلين''.

وفقا لسامي شرف فقد كان ناصر يشعر بالبسطاء من الناس.. ربما لانه كان واحد منهم فيقول عنه ''لم يمتلك في دنياه سوى اثني عشر بدلة وستة أحذية ومجموعة من الكرافتات المقلمه وسيارته الاوستن''.

الجبن الأبيض.. شرط

بعد ان اكتشف الأطباء إصابتة بمرض السكر طالبوه بضبط طريقة طعامه فكان رده ''بالنسبة لضبط الطعام ممكن، بشرط واحد، هو ألا يمتد المنع إلى الجبن الأبيض!''.

فيقول الصحفي محمد حسنين هيكل في مقال عام 1970 حمل عنوان ''ملحمة الصراع مع الألم'' ''كانت الجبن الأبيض أكلته المفضلة، ولم يخرج من مصر إلى رحلة إلا وكانت فى الطائرة صفيحة من الجبن الأبيض''.

ويضيف ''كانت مأدبة العشاء الفاخر تقام له في قصور الدولة حيث يذهب، وكان يتظاهر بأكل بعض ما هو ممدود أمامه، لكن العشاء الحقيقى كان حين يعود بعد الرسميات إلى جناحه ثم يطلب الجبن الأبيض والخبز الجاف''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان