إعلان

''الإخوان'' يُضيعون فرصهم.. وحلفاء الجماعة: الانقلاب يعرضنا لـ ''الشحاتة'' (تقرير)

09:17 م الجمعة 06 سبتمبر 2013

كتب - محمود الطباخ:

''الشعب يحمي ثورته''.. مظاهرة جديدة للإخوان في شوارع القاهرة الكبرى والمحافظات، لإثبات أنهم قادرون على الحشد ولم يتأثروا بما حدث في صفوفهم الأولى أو حتى الثانية، وكالعادة جاءت ''حماية الثورة'' كمثيلاتها السابقة، والتي أطلق عليها ''جمعة الحسم''.. فوقوع الاشتباكات بين الأهالي والمتظاهرين، وقلة أعداد المشاركين، وإلغاء مسيرات.. كان سيدًا للموقف.

ولكن يبقى السؤال.. هل يعود مرسي بتلك الفعاليات.. هل تُعيد مظاهرات الجماعة ''الرئيس المنتخب''، هل لـ ''الشرعية'' طريق بمسيرات الجماعة؟، أما أنها وسيلة لإنهاك الاقتصاد، وإظهار الحالة الأمنية لمصر دائمًا وكأنها في وضع حرج؟

محاولة للتفاوض السياسي

قال الدكتور عمار على حسن، المحلل السياسي، إن هدف مظاهرات جماعة الإخوان ''اشغال المسرح'' بحيث تُبقي الجماعة على فرصها في التفاوض السياسي قائمةً، من خلال محاولة إثبات وجودهم في الشارع وإنهاك الدولة وإزعاج النظام.

وأكد حسن لـ ''مصراوي''، أن مظاهرات الإخوان لن تُعيدهم للسلطة مرة أخرى أو تحدث حالة من التحول الاستراتيجي في الحياة السياسية، إذا ظل الشعب منصرخًا عنهم أو مقاومًا لهم، حيث أن الشعب تعود على المجموعات الاحتجاجية منذ ثورة 25 يناير وحتى الأن ولن تحدث تغير إلا إذا انضمت لها القاعدة الشعبية.

وأوضح المحلل السياسي، أن الإخوان فقدوا جزءً كبيرًا وكسيحًا من شعبيتهم، وحجمهم وقدرتهم التي أصبحت في تناقص دائم، وأصبحت مقدرتهم على الانتشار أقل بكثير مما سبق، كما أن مطالبهم أصبحت أقل بحيث بعدما كانوا يطالبون بعودة مرسي رئيسًا وعودة مجلسي الشعب والشورى، والدستور ومحاكمة قيادات الجيش، قد تنتهي مظاهراتهم في النهاية إلى مطلب الإفراج عن المعتقلين وعدم الملاحقات الأمنية.

العنف يُنهك الاقتصاد

وذكر عمار علي حسن، أن الفجوة أصبحت كبيرة بين جماعة الإخوان وبين القاعدة الشعبية، موضحًا أنه ربما قصد القائمون على مظاهرات الإخوان، أن ينهكوا بها الاقتصاد المصري، لكن العنف وليس المظاهرات السلمية من تؤدي إلى ذلك.

وأشار إلى أن عدد أعضاء الجماعة وحلفائهم، في تراجع دائم وتسليط الضوء على مظاهراتهم يقل مع مرور الزمن من قبل القنوات الغربية والعربية سوى القنوات التابعة للجماعة.

ودعا ''حسن'' الحكومة إلى الالتزام بخارطة الطريق، وحفظ الأمن، وتحقيق مطالب الناس، مؤكدًا أن دعوة الإخوان للعنف تفقدهم قطاعات الشعب العريضة، وما يفعله الإخوان يصل بهم إلى حد الانتحار السياسي مما يؤدي لزوال الجماعة بمرور الوقت بسبب كره الناس لهم.

عدم الدعوة للتظاهر

ومن جانبه، وصف الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أعداد المشاركين في تظاهرات جماعة الإخوان وحلفائهم في تحالف دعم الشرعية بـ ''القليلة''، مؤكدًا أن الأنسب للجماعة عدم الدعوة للتظاهر أوالخروج بمظاهرات لأن ذلك يؤكد ضعفهم وانكشافهم وانصراف الناس عنهم.

وأوضح نافعة، خلال تصريحات سابقة لـ ''مصراوي''، أن الإخوان يصرون على التظاهر لمحاولة إثبات أن التنظيم مازال قويا رغم القبض على الصفوف الأولى ومعظم الصفوف الثانية للتنظيم، ورغم وضعها التنظيمي الصعب الذي أثبت عدم قدرتها على إخراج عشرات الألاف من المتظاهرين.

''الشعب يحمي ثورته''

وتكرارً لكل جمعة اعتاد الإخوان على التظاهر فيها، أطلقت الجماعة وتحالف دعم الشرعية على تظاهراتهم اليوم، أسم ''الشعب يحمي ثورته'' للدفاع عما وصفوه بحقوقهم في ''عودة الشرعية، ورفض الانقلاب العسكري''، لكن مظاهرات اليوم كانت كسابقاتها سواء الجمعة الماضية أو التي سبقتها ''الحسم أو جمعة الشهداء''، فاتصفوا جميعا بقلة الأعداد - رغم وجود مسيرات خرجت من مناطق محددة شارك فيها عدة ألاف - وإلغاء المسيرات ووقوع الاشتباكات بين الأهالي والمتظاهرين ..فكان هذا عنوان أبرز مسيرات اليوم:

- المعادي:  تظاهر المئات من أنصار مرسي، في منطقة المعادي وطافوا شوارع المنطقة، انطلاقا من مسجد الريان، مرورا برئاسة حي المعادي، ونادي المعادي الرياضي، وميدان سوارس، وميدان اللواء حسين شنن، رافعين لافتات كتبوا عليها ''كلنا رابعة''، و''صامدون''، و''مش دافع'' في إشارة إلى حملة مقاطعة فاتورة المياه والكهرباء والغاز''.

وهاجم المشاركون في المسيرة، وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، مرددين هتافات ضده منها: ''شمال يمين هنجيبك يا إبراهيم''، و'''تمثيلية وإبراهيم عامل ضحية''، و''لعوا ولعوا.. مرسي هنرجعه''، ونشبت اشتباكات بين مسيرتين إحداهما مؤيدة لمرسي والأخرى من مؤيدي الفريق عبدالفتاح السيسي، مما دفع الأهالي واستخدموا خراطيم المياة لفض الاشتباكات.

- حلوان: وأنطلقت مسيرة تضم عدة ألاف من أنصار مرسي، من أمام مسجد الهدى بمنطقة حدائق حلوان، عقب الصلاة، وجابت المسيرة شوارع حدائق حلوان، وطالب المشاركون، الأهالي بالانضمام لتظاهرتهم، مرددين هتافات ''يا أهلينا انضموا لينا الحرية ليكوا ولينا''، وأشعل المتظاهرون النيران في صور الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، مرددين الهتافات: ''يسقط يسقط حكم العسكر''، ''الله أكبر الله''، ''عد يا سيسي عد.. مليونية بجد''.

- المهندسين: كما انطلقت مسيرة من جامعة الدول العربية التقت بمسيرة أخرى قادمة من شارع السودان، ووصل المشاركون فيها إلى عدة آلاف، وأغلقوا  تقاطع شارعي جامعة الدول والسودان من خلال حوائط بشرية مما تسبب ذلك في اضطراب حركة السير والمرور.

وانطلقت مسيرة شارع السودان في إتجاه محطة مترو البحوث بحي الدقي، وتجمع العشرات من أنصار مرسي في بولاق الدكرور متجهين في مسيرة إلى شارع جامعة الدول العربية، حاملين شعارات ''رابعة'' الصفراء.

- ميدان مصطفى محمود: بينما أغلقت قوات الجيش والشرطة، جميع مداخل ومخارج ميدان مصطفى محمود، والشوارع المحيطة به، بداية من شارع البطل أحمد عبد العزيز، ومنعت السيارات من الدخول بينما قامت القوات بتفتيش المارة، فيما لم يمنع أحد من الدخول إلى الميدان، ووسط التكثيف الأمني، وخلا الميدان من أي مظاهر احتجاجية أو تظاهرات.

- ميدان الجيزة: وفي السياق ذاته، شهد ميدان الجيزة، هدوء تام وسيولة مرورية، في فعاليات الإخوان، ولم تنطلق أي مسيرات من مسجد الاستقامة كالمعتاد.

- ميدان التحرير: وشهد ميدان التحرير تواجدا أمنيا وعسكريا مكثفا قبيل بدء صلاة الجمعة، استعدادا للمظاهرات وتمركزت أربع آليات عسكرية ومدرعتين شرطة ومصفحة وتشكيل أمن مركزي أمام المتحف المصري، وآليتين عسكريتين أعلى كوبري قصر النيل، وأربع آليات عسكرية بشوارع محمد محمود وباب اللوق وقصر النيل وطلعت حرب، مع خلو الميدان من المتظاهرين.

- محيط الاتحادية:كما خلا محيط قصر الاتحادية من المتظاهرين، ولم تصل إليه أي مسيرات اليوم الجمعة، من أنصار جماعة الإخوان.

- مصر الجديدة: أغلقت قوات الجيش شارع الطيران فى الاتجاه المؤدى الى ميدان رابعة العدوية، ونشرت 4 مدرعات عسكرية أمام مستشفى التأمين الصحي بشارع الطيران ونصبوا الأسلاك الشائكة على جانبي الطريق، وتمركز مدرعة شرطة بذات المنطقة، وأغلقت قوات الجيش محيط بوابة دار الحرس الجمهوري بشارع صلاح سالم بالأسلاك الشائكة، وكذلك الدفع بمدرعتين لتأمين مدخل الجهاز المركزي للمحاسبات، مع قلة الأعداد المتواجدة بالمنطقة.

كما شهد ميدان الحجاز بمصر الجديدة، هدوء تام وسط غياب أنصار جماعة الإخوان المسلمين مما أدى لإلغاء المسيرة، بينما تجمع العشرات أمام مسجد ''الخلفاء الراشدين'' حاملين لافتات مؤيدة لمرسي وإشارات الصمود الصفراء التي تعبر عن ''رابعة''.

- مدينة نصر: وانطلقت مسيرة أخرى تضم الآلاف من أنصار مرسي، من أمام مسجد السلام بمدينة نصر عقب صلاة الجمعة، ورفعوا شعارات ''رابعة'' الصفراء، متجهين إلى شارع مصطفى النحاس، وهتف المتظاهرون، ''الداخلية بلطجية، رابعة، ضحكوا عليكوا وقالوا إرهاب، واحنا جيران والباب في الباب، ويسقط حكم العسكر''.

''الانقلاب'' مسؤول عن انهيار الدولة

وكان لتحالف دعم الشرعية رأي أخر في المظاهرات المتكررة، فقال الدكتور هشام كمال، المتحدث باسم الجبهة السلفية، عضو التحالف الوطني لدعم الشرعية، إن ما تردد حول مظاهرات التحالف وكونها تعطل الاقتصاد وتضر بالبلد، أمر ''غير حقيقي''.

وأضاف كمال، في تصريحاته لـ ''مصراوي''، ''المظاهرات يقوم بها فئات متعددة في المجتمع وليس الإخوان فقط، حيث يشارك فيها تيارات سلفية وإخوان وأناس غير منتمين لأي حزب أو جمعة، وليس لهم أي أهداف غير كسر الانقلاب''.

وتابع المتحدث باسم الجبهة السلفية: ''الانقلاب وحكومته مسؤولين عن ضعف الاقتصاد، فرغم ضعف حكومة قنديل، إلا أن الفساد الاقتصادي في عهده لم يكن مثل الأن، ولم يترك حظر التجول لهذا الحد، ولم يسفك الدماء، ولم يعطل القطارات لهذه الدرجة ويغلق المنشآت الاقتصادية''.

وقال كمال، إن هناك خمسة أو ستة دول فقط يعترفون بما وصفه بـ ''الانقلاب''، لكن بقية دول العالم لا يعترفون به، وأن جميعهم يؤكدون أن مصر تعيش في انقلاب يُقمع فيه الحريات، وتعيش على ''المنح والشحاتة''، على حد قوله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان