إعلان

ارئيل شارون.. تاريخ حافل بالدماء والمجازر

04:47 م السبت 11 يناير 2014

كتبت- علياء أبوشهبة:

أرئيل شارون ذلك السياسي ذو الجسد الممتلئ صاحب المجازر والمواقف المعادية للسلام، والتي جعلت منه شخصية مثيرة للجدل، حتى في مرضه عندما أصبح طريح الفراش بين يوم وليلة، ليبقى أسير أجهزة التنفس الصناعي لتمنحه النبض الذي أبقى جسدا حيا لمدة 8 سنوات ليلفظ أنفاسه الأخيرة اليوم السبت.

في قرية كفار ملال الفلسطينية، التي أصبحت اليوم في وسط إسرائيل، ولد شارون في 26 فبراير من عام 1928، وسط أسرة جاءت من أروبا الشرقية فالأب مولود في بولندا و الأم من روسيا، والذين وجهوه للزراعة لكنه فضل دراسة القانون، فالتحق بالجامعة العبرية في القدس، ثم درس الحقوق في جامعة تل أبيب حتى عام 1962م، وأتقن اللغات العبرية والإنجليزية والروسية.

كان شارون صاحب ميول عسكرية منذ صغره، حتى أنه قبل إعلان دولة إسرائيل، انضم وعمره 14عام إلى منظمة منظمة "الهاغاناه الصهيونية"، والاسم يشير إلى كلمة عبرية تعنى "الدفاع" وهي تكتّل عسكري في الانتداب البريطاني على فلسطين، وكانت شديدة التنظيم لدرجة أن بعض الباحثين يعتبرونها حجر الأساس لجيش إسرائيل الحالي.

عقب تأسيس الجيش الإسرائيلي وإعلان قيام دولة إسرائيل انضم شارون إلى صفوف الجيش، وتم أسره واستبداله فيما بعد بأسير عربي، وذلك في معركة القدس ضد الجيش الأردني في معارك "اللطرون" عام 1948.

لم تفلح الدراسة الجامعية في إبعاد شارون كثيرا عن صفوف الجيش الذي كان يعش العمل في صفوفه، فبعد إنهاءه دراسته الجامعية، كان قائدا للوحدة 101 ذات المهام الخاصة، و التي أثارت الكثير من الجدل بسبب الوحشية والدموية المفرطة لها بعد مذبحة "قبية" التي حدثت عام 1953 وراح ضحيّتها 170 من المدنيين الأردنيين.

لم تكن "قبية" هي المذبحة الوحيدة في السجل العسكري لشارون والذي ضم الكثير من المذابح حيث قام بمجزرة بشعة في "اللد" عام 1948 وحصد خلالها أرواح 426 فلسطينيا بعد اعتقالهم داخل المساجد.

سجل شارون الحافل بالمذابح ضم أيضا وقائع قتل وتعذيب الأسرى المصريين عام 1967، وصبرا وشاتيلا واجتياح بيروت و مذبحة جنين عام 2002، إضافة إلى القيام بالكثير من عمليات الاغتيال ضدَّ أفراد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس و رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس.

هذا بالإضافة إلى قيامه باقتحام للمسجد الأقصى عام 2000، وفي عملية السور الواقي في مدينة نابلس عام 2002.

كان شارون رئيس وزراء إسرائيل الحادي عشر، وتولى رئاسة الوزراء في الفترة بين عامي 2001 و 2006، وأسس حزب كاديما، بعد انشقاقه عن حزب الليكود، وحصل شارون على مقعد في الكنيست الإسرائيلي عام 1973 لمدة عام واحد ثم عاد إليه عام 1977.

عمل شارون مستشارا أمنيا للرئيس إسحاق رابين ثم شغل منصب وزير الزراعة بين الأعوام 1977 إلى 1981، ثم شغل منصب وزير الدفاع برئاسة مناحم بيجن، وفي عام 1982 خلال توليه الوزارة ارتكبت الميليشيات المسيحية اللبنانية المتحالفة مع إسرائيل مجزرة فلسطينية في مخيم صبرا وشاتيلا في بيروت فطالبت المعارضة الإسرائيلية بإقامة لجنة لتحقيق دور الحكومة الإسرائيلية في ممارسة المجزرة، إلا أن شارون رفض قبول توصية تقرير لجنة التحقيق بتنحيته من منصبه، ولكنه اضطر إلى ذلك عندما زادت الضغوط عليه، وتولى منصب وزير الإسكان.

عمل شارون كمستشار أمني لإسحاق رابين ثم شغل منصب وزير الزراعة بين الأعوام 1977 إلى 1981. وفي فترة رئاسة مناحيم بيغن للحكومة الإسرائيلية، عمل شارون كوزير للدفاع.

وفي عام 1982 وخلال تولّيه تلك الوزارة، ارتكبت الميليشيات المسيحية اللبنانية مجزرة فلسطينية في مخيم صبرا وشاتيلا في العاصمة بيروت. وكانت هذه الميليشيات اللبنانية قد تحالفت مع إسرائيل وتعاونت مع قوات الجيش الإسرائيلي خلال احتلال الجيش الإسرائيلي لبيروت في يونيو 1982. فطالبت المعارضة الإسرائيلية بإقامة لجنة لتحقيق دور الحكومة الإسرائيلية في ممارسة المجزرة.
وقد شمل تقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية توصية بتنحية وزير الدفاع شارون بسبب تجاهله للإنذارات بإمكانية حدوث المجزرة وعدم اتخاذه الإجراءات الملائمة لوقف المجزرة عندما بلغه حدوثها، ولكن التقرير لم يلق علية مسؤولية مباشرة على المجزرة.

رفض شارون قبول توصية تقرير لجنة التحقيق، ولكنه اضطر على التنحي عن منصب وزير الدفاع عندما زادت الضغوط عليه، فتعين وزيرا للدولة، ثم تولى منصب وزير الإسكان.

في عام 2000 قام شارون بزيارة الحرم الشريف بالقدس، والتي استفزت مشاعر المسلمين، حيث لاقت معارضة شديدة من لجنة الوقف الإسلامي التي تدير الحرم، وأدت الزيارة إلى وقوع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمصلين الفلسطينيين، وانتهت بمقتل 20 وإصابة 100 جريح، وتدهورت المظاهرات إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية وكانت أول حدث فيما يسمى اليوم بانتفاضة الأقصى التي استمرت 4 سنوات تقريبا، قتل خلالها 9000 فلسطيني خلال 3 سنوات فقط.

تولي شارون رئاسة الوزارة عقب تسلمه رئاسة حزب الليكود بعد بنيامين نتنياهو، واستطاع التغلب على إيهود باراك في لانتخابات التشريعية ليقود حكومة يمين ليكودية مارست سياسة اغتيالات عنيفة ضد أبرز القيادات الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل إرهابية، كما باشر بناء الجدار الفاصل لفصل أراضي إسرائيل عن الضفة الغربية وقطاع غزة.

لازمت الأزمات الصحية شارون بسبب وزنه الزائد، ويصنفه الأطباء على أنه مصاب بما يعرف بـ"الحالة الخضرية لدائمة"، وهي حالة طبية معروفة وتختلف عن الغيبوبة في أنها قد يوجد فيها اليقظة والنوم والاحساس والمشاعر والتعبير وفتح العينين والكلام غير المفهوم.

أصيب شارون في شهر يناير عام 2006 بجلطة سببها نزيف دماغي حاد سبب له فقدان وعيه ودخل بعدها في غيبوبة طويلة فقد فيها وزنه بدرجة كبيرة، حتى فقد حياته اليوم عن عمر يناهز 86 عاما.

دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان