لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

متحف الفن الإسلامي: الإرهاب يُدمر 12 قرنا من الحضارة الإسلامية

02:13 م السبت 25 يناير 2014

كتب - مصطفى علي:

في زمن موازٍ، منذ ما يقرب 110 سنة كان يقف هناك على بعد عدة أمتار من موقع الانفجار الذي وقع مساء أمس الأمير أحمد فؤاد الذي لم يتوج ملكا بعد على عرش مصر والسودان، ورياض باشا رئيس مجلس الوزراء في عهد أبيه، واللورد كرومر المندوب السامي البريطاني، بجوار شيخ جامع الأزهر حسونة النواوي ومفتي الديار المصري الإمام محمد عبده، مع عدد من أعضاء مجلس شورى القوانين واعضاء من لجنة حفظ الآثار العربية، في انتظار بدء حفل افتتاح ''دار الآثار العربية''.

كان الجميع، بطبيعة الحال، محجوبون عن مستقبل ذلك المبني الذي يُعتبر المتحف الثاني من نوعه استخداماً للخرسانة في بناء هيكله بعد المتحف المصري، فلم يعرف أحد منهم أن متحفهم الذي اُفتتح وهو يضم حوالي ثلاثة آلاف قطعة أثرية ضاق بهم صحن جامع الحاكم بأمر الله، سيضم بعد قرن من الزمان اكثر من 100 ألف قطعة جمعت من مختلف الأقطار التي كانت تحت حكم الخلافة على مدار 12 قرنا، وأن توسعه هذا حول أسمه من دار الآثار العربية إلى متحف الإسلامي سنة 1951؛فلم يكن طبيعيا أن يبقى هذا الاسم الذي كان مناسبا لمشروع ''فرانتز باشا'' الذي بدأ فيه في عهد الخديوي اسماعيل سنة 1869 في صحن جامع الحاكم بأمر الله، لمتحف يضم مقتنيات من الهند والصين وإيران وسمرقند، مرورا بالجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا وانتهاء بالأندلس.

لم يكن هؤلاء محجوبون فقط عن المستقبل المشرق المتحف الإسلامي الأكبر في العالم بدون منافسة تقريبا حتى عام 2008 - حيث بدأت الدوحة في مشروعها لبناء متحف أكبر يضم قطع أكثر- بل كانوا محجوبون أيضا عن ذلك اليوم المر الذي عاشه احفادهم من الأثريين داخل المتحف يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قطع بعد انفجار وقع صباح الجمعة 24 يناير استهدف مديرية الأمن التي تقع مقابل المتحف التاريخي، دمر واجهة المتحف وتسبب في انهيار السقف المعلق به فسقط على مجموعة كبيرة من قطع من الخزف والزجاج، فضلا عن تسرب المياه لدار الوثائق الملحقة بالمتحف وغرق عدد من المخطوطات المهمة.

حيث ظل الأثريون الشباب الذين هرعوا إلى المتحف بعدما سمعوا بخبر الانفجار يستنجدون بالشركة الاستشارية التي سلمت المتحف إلى وزارة الثقافة عقب عملية تطوير للمتحف استمرت ثمان سنوات، لكي يعيد افتتاحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في اغسطس 2010،  للوصول إلى خريطة للمتحف تمكنهم من وقف تسرب المياه.

ويشتمل المتحف الذي يعتبر أكبر معهد تعليمي في العالم معني بمجال الآثار الإسلامية على مكتبة بالدور العلوي تحتوي على 13 ألف كاتب ومخطوطة نادرة بمختلف اللغات، ويقسم المتحف تبعا للعصور بدءا من الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي وصولا إلى العثماني، فضلا عن الاقسام الاخرى حسب العناصر الفنية وهي: المعادن والعملات والأخشاب والنسيج والسجاد والزجاج والزخرف والحلي والسلاح والأحجار والرخام، والمخطوطات الذي يحتوي على أكثر 1170 مخطوطة نادرة، تنتمي لإيران ومصر والمغرب والهند وإسبانيا وغيرها.

هذا علاوة على أقدم مصحف يرجع إلى العصر الأموي مكتوب على عظم الغزال وبدون تشكيل أو تنقيط، بالإضافة الى مجموعة من المصاحف الفريدة التي أبدع فيها الفنان المسلم، مزينه بزخارف جميلة بأساليب فنية متنوعة، منها الضغط والتذهيب والتلوين والتخريم والتفريغ، فصارت أول صفحتين من المصحف لوحة جمالية يبدعها أربعة فنانين، هم الخطاط والمذهب والمصور والمجلد، حسبما يشير صفحة المتحف على موقع الهيئة العامة للاستعلامات.

ويعد المتحف هو الدليل العلمي الموثق لتقدم الحضارة الإسلامية على مدار اكثر من 13 قرن بضمه مجموعة نادرة من أدوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية التي كانت تستخدم في العصور الإسلامية المزدهرة، وأساليب قياس المسافات كالذراع والقصبة، وأدوات قياس الزمن مثل الساعات الرملية، بينما يعاني احفاد الحضارة من ارتفاع نسبة الأمية والفقر والصراع على السلطة الذي يصل إلى حد العنف والإرهاب.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان