لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا الشيخ زويد ورفح؟

12:40 م الثلاثاء 18 فبراير 2014

كتبت – سارة عرفة وسامي مجدي:
''نحن في الشيخ زويد ورفح ندفع ضريبة الإرهاب.. والفاتورة قاسية؛ فالطرق مغلقة والمصالح مؤجلة والحياة متوقفة'' هكذا قال الناشط السيناوي سعيد أعتيق، الشهير بـ''غاندي سيناء'' واصفا الحال في قريته وفي شمال سيناء التي تخوض فيها قوات الجيش والشرطة حربا شرسة ضد ''الإرهاب'' والمستفيدين من عدم استقرار تلك المنطقة الحدودية التي ''لايريد الكيان السرطاني (إسرائيل) لها أن تستقر''، حسبما يعتقد وبشدة سعيد وأخوه الأكبر الحاج عبد الهادي.
 
هناك في قرية ''نجع شيبانة'' الواقعة على بعد كيلو مترات تقل عن عدد أصابع اليد الواحدة من الحدود مع إسرائيل ذهبنا للقاء سعيد والحاج عبد الهادي؛ الأول كان نائما؛ حيث وصل سيناء منصف الليلة السابقة قادما من القاهرة التي يتردد عليها كثيرا، أما الثاني فكان مع أبناءه وأبناء أخواته يجهزون الأراضي حول أشجار الزيتون والخوخ واللوز التي تلف بيتهم وبيوت القرية الأخرى. 
 
الرهان على السيسي

 رفح
الألم والأسى كانا باديان على وجه الحاج عبد الهادي الذي أعلن تأييده للمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع؛ حيث يرى أنه ''أحبط مخططات لتقسيم المنطقة وخاصة مخطط ''الوطن البديل'' للفلسطينيين بحركته في 30 يونيو مدعوما من الخليج – عدا قطر - السعودية والإمارات والكويت''.
 
قال الحاج عبد الهادي ''إن الرهان الآن على السيسي، لإنقاذ المنطقة بأكملها خاصة منطقتنا نحن وأعني الشيخ زويد ورفح، تلك المنطقة المستهدفة منذ ستينات القرن الماضي؛ حيث يجري الآن تفريغ منطقة النقب (حوالي 210 كيلو متر) والعمل في نفس الوقت على ضم سيناء إلى غزة وتسكين الفلسطينيين فيها لتسوية القضية الفلسطينية.. هذا هو المخطط الرئيسي وهذا هو المشروع''.
 
وأضاف ''في سنة الإخوان (سنة حكم مرسي. هو مقتنع ككثير من المصريين بأن مكتب الإرشاد والشاطر هم من كانوا يحكمون مصر من مقرهم في المقطم ومرسي ما كان إلا واجهة) كان يتم التمهيد لتنفيذ هذا المشروع، بحيث يبقى قطاع غزة تحت قبضة حماس وينضم إلى مصر التي يحكمها الإخوان وهم أصل حماس، على أن تكون الضفة تحت حكم السلطة وحركة فتح وتتبع الأردن''.
 
يؤمن الحاج عبد الهادي أعتيق بتحليله ويقول إنه مبني على معلومات ومشاهدات رآها بأم عينيه من قريته هذه البعيدة أقل من كيلو متر واحد عن قرية المهدية معقل جماعة أنصار بيت المقدس ومسقط رأس زعيمها شادي المنيعي. ويؤمن أيضا بأن هذه الجماعة التي تستهدف الجيش والشرطة وكل محسوب عليهم من أهالي سيناء ''تُستخدم من قبل الإخوان والموساد وحماس وحزب الله وجهات أخرى كثيرة من أجل الحلم الكبير بتقسيم مصر.. المسألة أكبر بكثير من بدوي تكفيري''. 
 
أنصار بيت المقدس

 رفح
انضم لنا سعيد، وهو كان عضوا في ائتلاف شباب الثورة الذي تشكل في أعقاب ثورة يناير 2011، بعد دردشة مع الحاج عبد الهادي وبعض الشباب الذين كانوا حاضرين وقتها في ''المقعد'' المعد لاستقبال الضيوف أمثالنا من بدو سيناء أو ''أهل الوادي'' كما يطلق السيناويين عادة على من هم من خارج أرض الفيروز. تحدث ''غاندي سيناء'' كثيرا وسرد الكثير من الوقائع التي يبني عليها هو الآخر رؤيته وتحليله فضلا عن المعلومات التي استقاها من كثير من المسؤولين سواء مصريين أو فلسطينيين التقاهم – كما قال – خلال الأشهر الماضية.
 
سأل: لماذا لا يستهدف أنصار بيت المقدس هؤلاء قوات حفظ السلام؟ ولماذا تسير هذه القوات دون حراسة من الجيش المصري الآن وخلال عهد مرسي، كما كان خلال عهد المجلس العسكري؟ ولماذا لا تقصف إسرائيل هذه أعضاء الجماعة الذين يسيرون بسياراتهم الدفع الرباعي وعليها أسلحتهم الثقيلة وغير الثقيلة بمحاذاة الحدود مع إسرائيل؟
 
رد سعيد على نفسه سريعا وصّدق على كلامه الحاج عبد الهادي: ''الموضوع هو أن هذه الجماعة وأمثالها يخدمون أهداف إسرائيل وهي خلق عدم استقرار دائم في الشيخ زويد ورفح حت تكون المنطقة ''عبء وثقل'' على الأمن القومي المصري، بما يسهل تحقيق حلم التقسيم''.
 
أكمل الشاب السيناوي بسؤال آخر: من الذي تسبب في مقتل حسين التيهي (أحد قيادات أنصار بيت المقدس الذي اختلف مع شادي والقيادات الحالية عندما عارضهم في استهداف الجيش والشرطة المصرية والداخل المصري عموما وأصر على أن مهاجمة إسرائيل فقط)؟ لماذا اختيار تلك المنطقة المكشوفة لإسرائيل لإطلاق الصواريخ على إيلات؟
 
أثار سعيد الشكوك بأسئلته تلك حول أنصار بيت المقدس، خاصة عندما تحدث عن شادي المنيعي وقال ''كان معهم وهو الذي أشار على التيهي بهذا المكان ومعلوماتي تقول إنه كان يقف بجوار سيارة دفع رباعي على منطقة عالية وهذا يطرح سؤالا آخرا: لماذا لم يُستهدف شادي أيضا وهو كان هدفا واضحا للطائرات الإسرائيلية؟ ولماذا تبحث قبيلة التياها عن شادي للثأر من مقتل ابنها (حسين التيهي)؟
 
وأضاف سعيد ''إذا نظرنا لبدايات شادي – رغم أن ابوه من المجاهدين السيناويين المشهورين الذين بعد انتهت حرب 73 ذهب للجهاد مع الفلسطينيين حتى أنه كان حتى وفاته قبل نحو العام والنصف يتقاضى معاشا من منظمة التحرير الفلسطينية – نجد أنه عمل في تجارة العبيد (تهريب الأفارقة إلى إسرائيل) أي انه على علاقة بالموساد الإسرائيلي حيث أنه (الموساد) يتعامل مع أغلب المهربين في سيناء وغيرها، ثم فجأة تحول إلى الفكر التكفيري حينما تعرف على أبو منير (الذي يُعد مُنظر أنصار بيت المقدس في سيناء وقتل قبل نحو شهرين هو وابنه مصعب في مواجهات مع قوات الجيش)''. 
 
''الجيش لا يقول الحقيقة كاملة''

 رفح
عودة إلى الواقع على الأرض في الشيخ زويد وخاصة قراها التي تتخذها أنصار بيت المقدس مرتعها لها ورغم الضربات المتلاحقة التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة ضد ''أوكار وبؤر'' هذه الجماعة، غلا أن جيوبها لازالت تعمل وتركز على المدنيين المتعاونين مع الجيش. يقول سعيد ''التكفيريين قتلوا نحو 40 مواطن من المحسوبين على الجيش. هؤلاء الذين كانوا يرشدون القوات على بيوت التكفيريين في قرى المهدية والمقاطعة والجورة وغيرها''.
 
المشكلة - كما يرها ''الأخوين أعتيق'' - تكمن في أن ''الجيش لا يقول الحقيقة كاملة.. وأنصار بيت المقدس تصور عملياتها وتنشرها بعد يومين أو ثلاثة. وهذا يحرجهم (الجيش) مثلا في حادثة الطائرة العسكرية التي سقطت، الجيش لم يقل في البداية إنها استهدفت بصاروخ من التكفيريين، قال إنها سقطت بسبب عطل فني.. لم يكن هذا صحيحا.. أهل سيناء كلهم كانوا يعرفون أنها سقطت بسبب صاروخ، ولم يقل الجيش ذلك إلا عندما نشروا فيديو للعملية''.
 
وكما يؤمن سعيد وأخيه بأن إسرائيل لا تريد استقرار المنطقة لما يحققه لها من أمان، يؤمنا أيضا بأن الإخوان المسلمين لهم يد فيما يجري في سيناء. ويؤكد الحاج عبد الهادي أن ''التنظيم الدولي للإخوان بإمكانه وقف العمليات ضد الجيش في سيناء فورا''.
 
تحدث الحاج عبد الهادي عن الإخوان ودعمهم لتلك الجماعات خلال عام حكمهم، وأشار إلى الحرية التي منحها مرسي لجماعات مثل أنصار بيت المقدس وجماعة أنصار السنة والجماعة للعمل في سيناء أمام أعين الجيش والشرطة الذين ''كانت ايديهم مشلولة حتى عن الدفاع عن أنفسهم''، وضرب مثالا بحادثة خطف الجنود السبعة أيام حكم الإخوان، الذين تفاوضوا مع الخاطفين مباشرة، والمكالمة التي تم رصدها لأحد الأشخاص في الرئاسة ومدتها 8 دقائق كاملة وأذاعتها القناة الإسرائيلية الثانية، حسبما قال. 
 
لماذا السواركة؟
يبقى سؤال ''لماذا السواركة؟''، لماذا أغلب التكفيريين ينتمون لهذه القبيلة – (مثلا شادي المنيعي ينتمي لعائلة المنايعة التابعة للسواركة) ذات التاريخ الكبير في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، فهي منها الحاج حسن خلف كبير مجاهدي سيناء فضلا عن مئات المجاهدين الآخرين، ما يؤكده عدد الأنواط العسكرية التي حصل عليها أبناء القبيلة.
 
يقول الحاج عبد الهادي ''إن إسرائيل تخطط منذ زمن طويل لضرب قبيلة السواركة، لأنها القبيلة التي يقع في زمامها أرض ''الوطن البديل'' (أغلب أراضي الشيخ زويد ورفح)، هذا من الناحية الجغرافية، ومن الناحية التاريخية، السواركة كانت منبع الفدائيين ضد الاحتلال الإسرائيلي لمصر وفلسطين؛ فنحن حصلنا على 701 نوط عسكري من إجمالي 1001 نوط عسكري لأبناء سيناء المجاهدين خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، كما أنها هي القبيلة الأقرب للدولة المصرية''.
 
وأوضح أن إسرائيل تعمل على ''انعدام الثقة'' بين الدولة والسواركة التي قال عنها أحد ضباط الموساد ذات مرة ''السواركة هي حزب الله مصر''، وتشويه صورتها، مضيفا أن ''الموساد يعمل على احتواء عدد كبير من أبناء القبيلة الخارجين عن القانون من خلال خلق قنوات اقتصادية غير شرعية مثل تهريب الأفارقة وتجارة المخدرات والسلاح، وكذلك حماس من خلال التهريب عبر الأنفاق''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان