لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خبير في الشؤون التركية: أردوغان تعلم من مرسي حديث ''الأصابع''

04:02 م الثلاثاء 01 أبريل 2014

الدكتور محمد عبد القادر خليل

حوار – هند بشندي:

تشهد تركيا مؤخرا أزمة جديدة عقب تسريب حوار بين مسؤولين كبار في الدولة، نوقش خلاله احتمال خوض تركيا الحرب مع سوريا، التسريب الذي على أثره قررت الحكومة التركية، حجب موقع ''يوتيوب'' وموقع التواصل الاجتماعي ''تويتر''.

لم تقتصر التسريبات على توجيه ضربة عسكرية لسوريا، بل امتدت لقضايا فساد، تشير لتورط رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي وعائلته فيها، وهي التسريبات التي كٌشف عنها قبيل أيام من الانتخابات البلدية التركية.

يلقي الضوء على هذه الأزمة وتأثيراتها الدكتور محمد عبد القادر خليل خبير الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومؤسس مركز الدراسات السياسية التركية.

في البداية ما أهمية انتخابات البلدية في تركيا التي أقيمت يوم الأحد؟ وما صحة المقولة (من حكم اسطنبول حكم تركيا)؟

ترتبط الانتخابات البلدية دائما بأداء المرشحين، فالناخب يختار على أساس من يستطيع ان يقدم خدمات أكبر، وفي الغالب يتم ترشيح رؤساء البلديات المنتمين للحزب الحكام على اعتبار انهم يستطيعون ان يقدموا خدمات أكثر باعتبارهم مدعومين من السلطة الا ان أهمية هذه الانتخابات ترتبط بأنها مؤشرا دالا على مدي شعبية حزب العدالة والتنمية.

فالحزب بات يواجه عدد كبير من التحديات ترتبط بقضايا فساد وتسريبات متواصلة فضلا عن الانشقاقات التي يشهدها الحزب، لذا فهذه الانتخابات ستعطي مؤشرا حول ان كان الحزب مازال قويا أم ان هناك سمة ضعف داخل الحزب.

فيما يتعلق بقضية اسطنبول، بالطبع من يحكم اسطنبول يحكم تركيا؛ لأن هذه البلدية ا هي الأكبر بها حوالي 14مليون نسمة من أصل 73 مليون نسمة، ومن ثما هي بلدية كبيرة جدا فمن يستطع ان يصل لبلدية اسطنبول ويقدم خدمات فيها كبيرة فهذا دافعا للناخبين في كافة المحافظات والمدن التركية في ترشيحه، ورجب طيب أردوغان نفسه كان عمدة بلدية اسطنبول ونجاحه في هذه البلدة هو الذي أوصله لرئاسة مجلس الوزراء في تركيا.

هل لك أن تطلعنا عن تأثير أزمة التسريبات في تركيا على رجب طيب أردوغان وحزبه؟

ظهور عدد كبير من التسريبات تشير إلى تورط عدد كبير من أعضاء الحكومة التركية وعلى رأسهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالإضافة إلى أفراد من عائلته في قضايا فساد يمثل ضربة قاسمة لحزب العدالة والتنمية، كما يوضح ان هناك قدرة لبعض الأفراد على اختراق مؤسسات الدولة والتسجيل حتى لبعض الاجتماعات التي يوجد بها رئيس الاستخبارات نفسه.

وتعتبر هذه التسريبات مؤشر قوي أن حزب العدالة والتنمية، ذلك الحزب الذي اعتبره عديدون حزب نموذجي للأحزاب الإسلامية بمنطقة الشرق الأوسط- بات حزب توجه له تهم كبيرة من الفساد وان الحزب ليس منزها عن الخطايا.

وتأثير هذه التسريبات ممتد لفترة حيث تشهد تركيا عدد من الانتخابات، بدأت بالانتخابات البلدية وفي أغسطس هناك الرئاسية، وفي مايو 2015 هناك الانتخابات البرلمانية ومن ثما كل هذه التسريبات لا شك ستؤثر على مستقبل حزب العدالة والتنمية فضلا عن شعبيته.

ليست المرة الأولى التي يتداول فيها تسريبات تخص فساد المنظومة الحاكمة في تركيا .. فهل من اختلاف في وقع هذه التسريبات الأخيرة؟

الفساد جزء من منظومة العمل في كافة دول الشرق وايضا في العديد من دول الغرب، وطالما كان السمة الأساسية في الحياة السياسية والاقتصادية في تركيا، وهناك اتهامات بالفساد وجهت للعديد من أعضاء الحكومات السابقة وهو ما يثبت أن الفساد ليس مقتصر فقط على الدول العربية لكن حتى دولة مثل تركيا كانت تدعي انها ديمقراطية وأقرب للمنظومة الغربية ليست بمنأى عن ملفات الفساد.

وأهمية هذه التسريبات الأخيرة تعود إلى أن الفساد هنا مرتبط بالعناصر الفاعلة في الحكم ومتغلغل لأكثر درجة داخل النظام البيروقراطي التركي، ومن ثم أهمية هذه التسريبات ونوعيتها ترتبط أولا بحجم ملفات الفساد المطروحة فضلا عن طبيعة الأشخاص المتورطين في هذه الملفات وعلى رأسهم رجل تركيا القوى رجب طيب أردوغان.

استقال نحو 8 آلاف عضو من حزب العدالة والتنمية.. هل كان هذا رد فعل عن هذه التسريبات؟

هذه الخطوة كانت أحد الأدوات التي استخدمها حركة فتح الله كولن لتوجيه ضربات قاضية لحزب العدالة والتنمية، فالحزب كان سيقدم خلال الفترة القادمة على إقالة العديد من عناصر الحركة من الحزب حيث انه بالفعل اتخذ مثل هذه الخطوات في العديد من مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية حين قام بإبعاد الآلاف من أنصار حركة كولن، لذا بعض أعضاء الحركة انتظروا قبل الانتخابات البلدية بساعات ثم استقالوا بشكل جماعي لتوجيه ضربة قاصمة للحزب تظهر أن الحزب ليس متماسكا بما يكفي وان هناك انقسامات وانشقاقات قد يشهدها الحزب خلال الفترة المقبلة.

التسريبات كانت تشير لنية تركيا بخوض حرب في سوريا .. وهو ما رد عليه بشار الجعفري السفير السوري في الأمم المتحدة مؤكدا ان العدوان التركي على سوريا بدأ منذ الازمة .. وضح لنا مدي التدخل التركي في الأزمة السورية؟

تركيا فاعل رئيسي في ما يحدث في سوريا؛ فتركيا تدعم كافة التيارات السياسية المتشددة في تركيا؛ تدعهما بالسلاح وتسهيل المرور حيث تحولت تركيا إلى بوابة مرور لكافة الجماعات المسلحة الموجودة في سوريا.

وهي من ناحية تهدف إلى إسقاط نظام بشار الأسد ومن ناحية أخرى تهدف إلى منع سيطرة الميلشيات الكردية على مناطق شمال سوريا عبر دعم الجماعات المتشددة وهذا الدعم يأتي في صور عدة يأتي بعضها في صور مادية وبعضها في شكل أسلحة وبعضها من خلال تسهيل حركة المرور من وإلى تركيا، لذا تركيا بالأساس هي متورطة في الحرب الموجودة الآن في سوريا.

هناك مبرر يردده القيادات هناك أن التدخل يكون من أجل حماية ضريح مؤسس الدولة العثمانية السلطان شاه الذي تعتبره جزء من الأراضي التركية.. فما مدي واقعية هذا المبرر؟

حجج ودعاوي فارغة تحاول تركيا استغلالها لشن حرب لإسقاط الأسد رغم انه كان حليفها قبل عام 2011 الا أنها استثمرت في المعارضة وراهنت على سقوط سريع للأسد الا ان بقاء نظام الأسد كل هذه السنوات يشكل تحدي كبير.

بماذا تستفيد تركيا من سقوط نظام الأسد؟

تراهن على سقوط الأسد لتكون الفاعل الرئيسي في تحديد وجهة سوريا خلال السنوات القادمة، أما من الناحية الداخلية فتوتر العلاقات العسكرية بين تركيا وسورية من شأنه زيادة شعبية حزب العدالة والتنمية اذا ما دخل في حرب سريعة أو عمليات عسكرية مركزة هناك.

لكن في رأي هذا مبني على تقديرات خاطئة لأن هذه التصرفات قد تدفع 17% من المواطنين الأتراك للتظاهر في كافة ميادين تركيا، فعدد كبير من مواطني تركيا من ''العلويين'' يرفضون تصرفات تركيا إزاء سوريا، وما يدل على ذلك أن أغلب الذين قتلوا في ميدان تقسيم منذ اندلاع احتجاجات ميدان تقسيم كانوا من مواطني تركيا العلويين.

موقف تركيا من سوريا مخالف تماما لموقف روسيا ومع ذلك تركيا هي من تتوسط بين روسيا ومسلمي القرم .. ألا يثير هذا علامة استفهام في سياسة تركيا الخارجية؟

تركيا دائما ما تحاول إيجاد دور، خصوصا انها تري ان منطقة القرم ترتبط بها تاريخيا وكانت جزء منها يوما ما، وهي تحاول لعب دور الوسيط في العديد من الصراعات على سبيل المثال لعبت وساطة بين سوريا وإسرائيل في مرحلة سابقة وبين اللبنانيين بعضهم وبعض، ومن ثم فكرة الوسيط مطروحة طوال الوقت، لكن نتائج هذه التوسطات لم تكن ملموسة.

وصفت هذه التسريبات بأنها إعلان واضح للحرب، وأردوغان قال أنها حرب داخلية وخارجية، داخليا هناك صراع مع حركة فتح الله كولن .. فمن يريد إسقاط أردوغان خارجيا؟

أردوغان مهووس بنظرية المؤامرة، يري دائما ان الكل يتأمر عليه وهو يشبه في ذلك بمحمد مرسي، راهنا في مصر أن يتعلم مرسي من أردوغان الا ان ثبت عمليا أن هو من تعلم من محمد مرسي في التهويل والحديث الدائم بان هناك أصابع ومؤامرة خارجية تستهدف أمن تركيا والأمة التركية.

فأردوغان دائما ما يستخدم نظرية المؤامرة لتفسير الأخطاء التي يقع بها دون الاعتراف بها أو مواجهتها.

ويوجه اتهامات لإسرائيل في الوقت الذي تناقلت فيه صحف إسرائيل زيارة لأردوغان خلال شهر أبريل لها، ويوجه اتهامات إلى الولايات المتحدة الأمريكية فيما تعتبر الولايات المتحدة هي الحليف الرئيسي لتركيا.

خلاف رؤى ظهر على السطح بين أردوغان والرئيس التركي عبد الله جول بعد إغلاق تويتر ويوتيوب.. فهل هذا يعكس اختلاف رؤيتهما؟

أردوغان منفرد بالقرارات في تركيا منذ عام 2002 وفقا للنظام السياسي البرلماني في تركيا التي يتمتع من خلاله رئيس الوزراء بصلاحيات مطلقة بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية الذي يملك صلاحيات رمزية، أما التوتر فتصاعد منذ عيد العمال أول مايو 2013 بين الرجلين القويين جول وأردوغان، كما أن نزعة أردوغان التسلطية واتجاهاته المتشددة باتت تفضي إلى امتعاض رئيس الجمهورية ذلك الرجل الذي بدى أكثر برجماتية واعتدال.

وهل ستؤثر هذه الأزمة على عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي؟

بالطبع ملفات الفساد التي ظهرت الفترة الماضية وأدت لكبت الحريات من خلال استخدام العنف ومناهضة ومواجهة التظاهرات السلمية والتضييق على الحريات العامة من خلال منع مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب تجعل تركيا أكثر بعدا عن معايير الانضمام للاتحاد الأوروبي.

هل تتوقع سقوط أردوغان قريبا؟

مستقبل أردوغان السياسي بات على المحك، و في حال انخفضت نسبة تأييده ستتظاهر الجماهير في كافة ميادين تركيا للمطالبة بانتخابات مبكرة وحينها سيشكل تحالف حكومي ويكتب سطر النهاية لأردوغان في تركيا.

أما اذا انشق بعض أعضاء الحزب خصوصا المؤثرين سيؤدي هذا لسقوط الحزب وتشكيل حزب جديد لن يكون فيه أردوغان وفي هذه حالة سيواجه عدد كبير من اتهامات الفساد ومن المحتمل دخوله السجن.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان