لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

توكيلات المرشحين للرئاسة: بعضهم يعتبرها معركة وآخرون ينتظرون الانتخابات

12:14 م الخميس 10 أبريل 2014

توكيلات المرشحين للرئاسة

كتب - مصطفى علي:

على مقربة من اعضاء الحملة المنافسة يقف محمد طه وحده محاولا التغلب على سوء تغطية شبكة المحمول برفع صوته دون جدوى، يكرر كلماته للطرف الآخر "مفيش شبكة هنا يا طارق.. مش عارف اوصل لحد فيكم وأنا هنا لوحدي".

ثلاث فتيات يرتدين سترات فوسفورية، مطبوع عليها شعار حملة "مستقبل وطن" - إحدى الحملات المؤيدة لترشح وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية - مع مجموعة من المواطنين.

مواطنون يتجولون بين مكاتب موظفي مكتب الشهر العقاري والتوثيق بجنوب القاهرة. يرغب بعضهم في إصدار نماذج تأييد تسمح لمرشحهم التقدم للجنة العليا للانتخابات لخوض السباق المرتقب نحو كرسي الرئاسة.

يصيح فراش في طه "نظم المواطنين بتوعك حرام عليك" فيبادله طه الدعوة "حرام عليك أنت والموظفين معطلين الدنيا".

يحذر فراش آخر إحدى الفتيات الثلاثة من الحملة المنافسة "فين الحاجة الساقعة بتاعتنا يا استاذة؟ لو بعتينا هنبيعك" ترد الفتاة في ثقة "متكلمنيش أنا.. كلم الاستاذ اللي هناك ده" تشير إلى شاب انضم للفتيات وبدأ في ارتداء السترة الفسفورية.

فوضى أم تعنت
يقول محمد طه الذي يمثل الحملة الشعبية لدعم حمدين صباحي لرئاسة الجمهورية داخل المصلحة الحكومية التي تخدم 7 أحياء سكنية، أن هناك أخطاء كثيرة ترتكب أغلبها في حق حملة مرشحه من قبل الموظفين، ففي اليوم الأول تم اصدار عدة نماذج تأييد باسم غير صحيح لصباحي.

يشير طه إلى طابور طويل من المواطنين خارج إحدى المكاتب قائلا: "أنهم سمحوا له في الأيام الأولى باصطحاب المواطنين الراغبين في تأييد صباحي للداخل لإرشادهم خلال الاجراءات المطلوبة، واليوم منعوه مما تسبب في تكدس المواطنين".

على باب مكتب مجاور تضطر إحدى الفتيات إلى خلع سترتها الفوسفورية التي تثبت أنها من حملة وزير الدفاع السابق كلما أرادت الدخول، تنسى في إحدى المرات فيهمس لها الفراش فتخلعها.

يعتبر طه أن ما يحدث في مكاتب الشهر العقاري هو تأرجح ما بين التعنت والفوضى، لكنه لا يخفي أنه يشعر بميل من بعض الموظفين نحو "السيسي"، يقول طه أنهم لا يسألون المواطن عن اسم مرشحه الذي يريد تأييده، هم يفترضون أنه "السيسي" بطبيعة الحال ويستخرجون التوكيل فورا، يضيف أنه شهد واقعة بنفسه، واشتكى للمدير دون أن يحرر محضر بالواقعة.

فرص متكافئة
يسلم محمد سعد - أحد المؤيدين لحمدين صباحي - توكيله لطه، فيما يبدو متبرما، لا يشكو سعد من الزحام أو طول فترة الانتظار، بل على العكس، لم تأخذ الاجراءات بضع دقائق، لكنه يعتقد أن المعركة محسومة، وللأسف ليست لصالح مرشحه.

"أنا من رأيي نقدم توكيلاتنا للجنة العليا ويتقبل حمدين كمرشح، وبعدها ننسحب" تلك هي خطة سعد لإثبات أن لمرشحه مؤيدين قادرين على جمع توكيلات كافية لترشحه، وفي نفس الوقت موقف من انحياز أجهزة الدولة لصالح مرشح بعين.

يضيف سعد بانفعال "احنا لو بننافس مرشح هنكمل.. لكننا في منافسة مع أجهزة الدولة، احنا بننضرب في كل المكاتب" في إشارة لاشتباكات جرت بين مؤيدي المرشحين المحتملين في مكتب بالعباسية وعدة محافظات.

توكيلات بزيادة
ليست هذه أزمة سعد فحسب، فهو يرى أن هناك تخاذل من بعض أنصار صباحي "على الفيسبوك كل الناس بتدعم حمدين صباحي.. تنزل الشهر العقاري متلاقيش نفس الحماس.. فين الناس؟"

بينما يخالفه الرأي طه معتبرا أن عدد التوكيلات المطلوب وهو 25 ألف توكيلا من 15 محافظة سيتم تجاوزه بسهولة، وأن المعركة ليست في عدد التوكيلات وإنما في عدد الناخبين الذين سيمنحون أصواتهم لصباحي في النهاية.

ويرى طه الشاب الثلاثيني والذي يعمل نجار موبيليا أنه لا داعي للإثقال على الناس بدعوتهم لتركهم لأعمالهم، حيث كثير منهم يعملون باليومية مثله، من أجل معركة وهمية وادخار جهودهم من أجل المعركة الحقيقية يوم الاقتراع.

على الجانب الآخر، ترى يارا صلاح، طالبة بكلية الآداب واحدى المتطوعات في حملة "مستقبل وطن" إحدى خمس حملات فرعية تدعم الحملة الرسمية لترشيح عبد الفتاح السيسي أن إقبال مئات الالاف من المواطنين على توكيل السيسي أثناء أيام عمل عادية سيكون رسالة تأييد قوية.

تقول يارا أن الحملة التي أسسها رئيس اتحاد طلاب مصر تحت أسم "مستقبل وطن" من أجل توعية الشباب جمعت وحدها خلال ثلاثة أيام أكثر من 27 ألف توكيل، وأن كل الحملات مستمرة من أجل جمع عدد أكبر من التوكيلات.

وتعكس مواقف محمد طه ويارا صلاح وجهة نظر حملتهما، ففي الوقت الذي تقول فيه تقارير أن عدد التوكيلات التي تم إصدارها حتى الآن تجاوز الـ 400 الف توكيل، يقول مؤيدي السيسي أنه حصل على معظمها، أصدرت حملة صباحي بيان تعلن فيه أنها غير مهتمة بـ"حرب الأرقام الوهمية" التي من شأنها تصدير حالة من الاحباط لدى مؤيدي صباحي.

فرص المقاطعة
وتعتبر يارا، الطالبة التي تمارس نشاطا سياسيا لأول مرة في حياتها، أن دور الحملة ومن ثم دورها هو جذب مزيد من المشاركة في الانتخابات المقبلة، إذ أنها ترى أن التحدي الذي يواجههم هو عزوف نسبة ما من المواطنين عن المشاركة، لا ذهاب بعض الاصوات إلى المرشح المنافس.

وترى يارا في مرشحها الذي بزغ نجمه منذ 10 شهور تقريبا البطل الذي أنقذ البلاد من سيناريوهات ربما تكون اسوأ مما تعيشه الآن تحت حكم الإخوان، وهو ما يراه البعض يغني عن إعلان برنامج انتخابي له لم يصدر حتى الآن.

وتحاول يارا بمساعدة زميلاتها بنشاط ربما يفوق مندوب الحملة المنافسة الذي يعمل منفردا كما يبدو من أجل اقناع مواطنين قد ذهبوا إلى مكتب التوثيق لأسباب مختلفة بإصدار توكيل لمرشحها.

فيما تنتقد العازفين عن المشاركة السياسية والذين يحملون وزير الدفاع السابق مسؤولية الدماء التي عقبت تصدره للمشهد في 3 يوليو من العام الماضي بإعلانه خريطة الطريق التي قضت بعزل الرئيس السابق محمد مرسي وتعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وفي نفس الوقت لا يرون في منافسه ممثلا لهم.

وكان قد أعلن في وقت سابق مرشحين للانتخابات الرئاسية السابقة عدم نيتهم لخوض السباق هذه المرة معتبرين أن ما يجري بمثابة مسرحية ومراسم تنصيب للرئيس الفعلي للبلاد منذ 3 يوليو الماضي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان