لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ضبط وإحضار ميت!..(مقال)

04:07 م الإثنين 12 مايو 2014

حسن الهتهوتي

بقلم ـ حسن الهتهوتي:

مرت أسابيع، وكلماتها مازالت تُطاردني.. شعورها بالألم والعجز، يصنع بركانًا بداخلي.. تساؤلات تدور كأمواج البحر.. لا تنتهي.. تُرى، أي حياة قد تعيشها تلك السيدة فيما بعد؟؟..كيف تحيا، ولما، وبأي ذنب تشاهد تلك النهاية المأسوية؟!!.

في محافظة المنيا كان الحكم بإحالة أوراق المئات للمفتي، وإعدام العشرات، لاتهامهم باقتحام مركز شرطة مطاي، وقتل نائب المأمور، وكما قالوا لنا (لا تعليق على أحكام القضاء)، لذا لن أخوض في ''شموخ قضائنا''، فنزاهته أبهرت العالم ـ كما يُخبرنا إعلام الحكومة ـ لكن كلمات قليلات قالتها سيدة حُكم على ابنيها بالإعدام، والثالث بالمؤبد، أثارت دهشتي (إن لم تكن الدهشة ممنوعة قانونًا)!.

''اثنين حُكم عليهما بالإعدام، والثالث بالمؤبد''.. هكذا قالت السيدة.. إلى هنا، تبدو الأمور طبيعية، لكن ما ليس طبيعيًا هو أن ''الثالث، المحكوم عليه بالمؤبد'' ليس موجودًا بعالمنا.. نعم، ليس موجودًا على قيد الحياة، لم يتبق منه سوى عظام بمقبرة.. إنه ـ كما تقول والدته ـ متوفي!!.. إذن، كيف حدثت تلك المُعجزة؟!.

كيف خرج المتوفي من مقبرته ليرتكب الجريمة، وهل كتب ضابط الشرطة المُكلف بعمل التحريات: ''أكدت مصادرنا السرية أنه كان يحملُ سلاحًا، وشارك في ارتكاب الجريمة مع سبق الاصرار والترصد''؟؟..هل حلف (نفس الضابط) اليمين أمام النيابة، ثم أمام المحكمة، على أقواله؟!.

اعتقد أنه فعل، فلكل واقعة تحريات، ولو كانت تحرياتهم توصلت للحقيقة (أنه ميت) لما تمت إدانته وحُكم عليه بالمؤبد.. لكن، هل يُضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟؟ بالطبع لا، لن يُضار هذا الشخص من ذلك الحكم، حتى لو أنشأت الداخلية قطاعًا لتنفيذ الأحكام (على الموتى)، إلا أن شيئًا ما يحمل رائحة الظلم، وسؤال يبقى حائرًا.

كم شخصًا من الأحياء، أدانته تلك التحريات (ظلمًا) وأقسم الضابط على معلوماته التي آتى بها من (مصادره السرية)!! كم منهم سيدفع حياته نظير (تقفيل قضية).. كم أسرة ستتدفع الثمن، غاليًا (لأن الضابط لم يُراع ربه وضميره في عمله).. كم، وكم، وكم؟؟.. متى سيعمل جميعهم لأجل أن يظهر الحق، لا أن يحصل على ''رتبة زيادة'' وينتقم؟.. متى تُصبح الشرطة في خدمة الشعب فعلًا، لا في خدمة ''الأقوى''؟!!.

خرج لنا وزير الداخلية بقرار إنساني، وأمر بالسماح للمخترع الصغير (عبد الله عاصم) بالسفر لأمريكا، لتمثيل مصر في مؤتمر إنتل الدولي باختراعه الخاص بمرضى الشلل الرباعي، بعدما منعته سلطات مطار القاهرة أمس، بُحجة أن مطلوب على ذمة قضية تحريض على العنف بأسيوط، وهي القضية التي أُخلي سبيله منها، لكن، هل سيخرج الوزير ويُحاسب من يُخطئ من ضباطه، أو يُلفق قضايا.. هل يقف ليعترف بما يرتكبه رجاله من أخطاء، ويُصارح الشعب، ويُصالحه؟؟

هل يخرج ليقول لنا الوزير ''كيف حرض الصغير ''عبد الله'' على العنف، لكي يتم القبض عليه كما المجرمين، وترحيله من القاهرة لأسيوط، بدلًا من تكريمه من الوطن، مثلما فعلت أمريكا؟!.. كيف شارك ''الميت'' في اقتحام قسم مطاي؟.. كيف لأطفال لم تتخط أعمارهم السابعة عشر، أن يكونوا خلية إرهابية؟!.

هل يخرج ليقول لنا، متى يُحاسب الظالم، ويُنصف المظلوم، ولا نرى قرارًا بـ ''ضبط وإحضار ميت''؟!.

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

 

للتواصل مع الكاتب:

https://www.facebook.com/hatehoti2

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان