إعلان

بعد 30 يونيو.. غياب الحياد والتوازن في إعلام التيار الواحد

10:21 ص الجمعة 13 يونيو 2014

ثورة 30 يونيو

كتبت- علياء أبو شهبة:

لا يوجد خلاف على أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في التأثير على مجريات الأحداث، حول طبيعة هذا الدور بعد ثورة 30 يونيو، وما أعقبها من استحقاقات انتخابية ممثلة في الاستفتاء على مواد الدستور ثم الانتخابات الرئاسية، لكن كيف كان تقييم الأداء الإعلامي خلال تلك الفترة التاريخية المهمة ومدى إتباعه للمعايير المهنية، هذا هو ما نعرضه في السطور القادمة.

إعلام التيار الواحد

أصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، التقرير المرحلي الأول لمرصده الإعلامي، حول تقييم أداء وسائل الإعلام وشمل 15وسيلة إعلامية.

أهم ما رصده التقرير هو غياب التنوع نتيجة للتحيز الواضح لطرف في العملية الانتخابية من جهة، وبعد غلق قنوات دينية ووقف طباعة جريدة الحرية والعدالة من جهة أخرى، أصبحت وسائل الإعلام تعبر عن تيار فكري واحد.

رصد تقرير مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، في فترة الدعاية الانتخابية أن القنوات المملوكة للدولة، كانت أفضل في ممارساتها الإعلامية وأقرب إلى المعايير المهنية والقانونية في تغطيتها، بينما رصد أن تغطية القنوات الخاصة كانت أكثر خروجا عن معايير الحياد والتوازن في تغطيتها، بما فيها قناة الجزيرة مباشر مصر، جاء في الرصد أيضا زيادة مساحة التغطية الممنوحة للمرشح عبد الفتاح السيسي مقارنة بالمرشح حمدين صباحي في القنوات والمواقع الإخبارية الخاصة .

في المقابل، كشف التقرير عن استمرار التناول السلبي لوسائل الإعلام المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين للعملية الانتخابية، مع إفراط كبير في استخدام الألفاظ المسيئة ولغة السب والقذف والتعرض لحرمة الحياة الخاصة خاصة على مستوى صفحات التواصل الاجتماعي .

غياب التدريب

معهد التنوع الإعلامي MDI بالتعاون مع مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مائدة مستديرة لبحث مهنية الإعلام بعد ٣٠ يونيو، من أهم ما جاء فيها قال عزت إبراهيم مدير تحرير ''الأهرام'' إن الأعوام الثلاثة الماضية أظهرت غياب واضح لعمليات تدريب الكوادر الصحفية وهو ما كشفت عنه طريقة التعاطي مع تطورات ثورة يناير سواء من حيث الجوانب القانونية لقضايا الفساد أو طريقة تغطية التظاهرات والفعاليات المصاحبة لها وفقا لما هو موجود في الإعلام المحترف في الخارج.

وعن تنظيم أوضاع الصحافة القومية بشكل عام، قال إبراهيم إن مفوضية الصحافة يجب أن تولد بتوافق عام بين الصحفيين ومشاركة نقابة الصحفيين حتى تضع أساسا جديدا دون انتظار الحل من الدولة، فانتظار الدولة أو القبول بهامش حرية ضعيف يعد تكراراً لما حدث قبل 2011.

الاستقطاب السياسي

في تقييمها للإعلام ما بعد 30 يونيو، قالت عبير السعدى، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن الاستقطاب السياسي يؤثر على العمل المهني وتساءلت عبير سعدى عضو مجلس نقابة الصحفيين عن أسباب عدم تطبيق الموجود من مواثيق ميثاق الشرف الإعلامية أو الصحفية حتى الآن، وعن وجود ضمانات حقيقية لممارسة مهنة الإعلام، وقالت إنه عندما يتم طرح مسألة التنظيم الذاتي للمهنة دون توافر إرادة لدى العاملين فى هذه المهنة فلن نستطيع تحقيق هذا التنظيم.

قال الدكتور صفوت العالم استاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن وسائل الإعلام بعد 30 يونيو لها تناول أحادي الجانب ومؤشر القنوات يتسم بالثبات في أنماط المشاهدة، وأشار إلى وجود ما يسمى بأمراض التسريبات التلفزيونية التي لا يعرف مصدرها بوضوح، مضيفا أنه لم تعرض اتصالات كاملة وإنما أجزاء مقطعة، لا نعرف ما قبلها وما بعدها، و يقوم المذيع بعد ذلك بتوجيه الاتهام، ولا يعطى صاحب المكالمة الفرصة لشرح حقيقة ما يحدث، وهي ممارسات تفتقد المهنية.

وقال الإعلامي حافظ الميرازى إن ما يوجد الآن فى مصر ليس إعلاما حقيقيا، نظرا للتدخل غير المقبول في إنتاج المحتوى الإعلامي فنجد المسئولون عن القنوات وملاكها متدخلون فى كل خطوات العمل.

الإعلام يعزز الانقسام

رصد قسم الاستماع لوسائل الإعلام في مكتب بي بي سي في القاهرة، بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، أن الخطاب الإعلامي في مصر عكس حالة الانقسام السياسي الشديد التي شهدتها مصر، وأنه ساهم في زيادة مشاعر الكراهية.

انجي غنام، مسؤولة متابعة البرامج التلفزيونية في مكتب بي بي سي، قالت إنه سرعان ما تحولت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بشكل جوهري نحو دعم الجيش، ليبرز ذلك في رد فعلها في دعم بيان المجلس العسكري الذي جرت إذاعته والابتهاج به، إلى جانب تبنيها نبرة وطنية عالية.

كما أن بعض وسائل الإعلام كانت تبث شعارا مكتوبا فيه: ''مع الجيش ضد الإرهاب''، وفي المقابل لم ترصد أيا من الأصوات المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين على أي من تلك القنوات منذ الثالث من يوليو.

وفي أعقاب بيان 3 يوليو، أُغلقت عدة قنوات دينية واحتجز صحفيوها بشكل مؤقت، إلا أن ذلك لم يسكت تلك القنوات بشكل كامل، أطلقت قناة ''أحرار 25''، و ''رابعة العدوية''.

أمام الانتقادات المستمرة للإعلام المصري طرح إعلام الإنترنت نفسه كبديل قوي من خلال موقع يوتيوب وغيرة من مواقع التوصل الإجتماعي نظرا لما تتمتع به من الحرية في ظل زيادة القيود المفروضة على الإعلام سواء القومي أو الخاص.

المشاهدون ''كائنات معلبة''

علقت دكتورة سهير عثمان، الأستاذة في قسم الصحافة في كلية الاعلام، جامعة القاهرة، على مجمل ما سبق قائلة إن الإعلام بالفعل عقب ثورة 30 يونيو أصبح أحادي الاتجاه سواء كان خاصا أو حكوميا، كاشفا وبقوة عن الهوية السياسية لملاكه، مؤكدة على غياب مفهوم الإعلام المستقل، موضحة أنه إعلام خاص يخدم مصلحة مالكيه، لذلك بدى المشهد الإعلامي أحادي الاتجاه.

وأضافت أن من سلبيات الأداء الإعلامي أيضا الابتعاد عن مناقشة المشاكل الاجتماعية التي تهم المواطنين و تمس حياتهم اليومية، والإسراف في عرض القضايا السياسية، ما انعكس بدوره على الجمهور الذي أصبح يردد ما يسمع في البرامج الحوارية دون وعي في كثير من الأحيان، وهو ما حوله إلى ''كائنات معلبة'' تستقبل ما تسمع وتردده، بدلا من المساهمة في صياغة الوعي.

فقدان مهارات الاتصال

فيما يتعلق بالخطاب الإعلامي وصفت دكتورة سهير عثمان، الأستاذ في كلية الإعلام، الوضع في وسائل الإعلام أنه بمثابة ''مجارى إعلامية''، تحفل بالسباب و الألفاظ الخارجة، مضيفة أن بعض مقدمى البرامج ممن مارسوا مهنة الصحافة من قبل لا يمتلكون أي مهارات للاتصال تؤهلهم للظهور على الشاشة، ما أدى بدوره للتدني المهني.

وقالت إن الإعلامي الحكومي بإمكانياته المالية المحدودة مقارنة بالإعلام الخاص كان هو الأكثر انضباطا، لكنه لديه ميراث بأنه لسان حال الحكومة مهما كان اتجاهها، لذلك فقد مصداقيته و متابعيه.

وأكدت أستاذ الصحافة في كلية الإعلام على أهمية إعادة هيكلة خريطة الإعلام المصري، من خلال وزير إعلام لديه قرارات أكثر حزما، وسلطة على الإعلام الخاص الذي يشرف عليه هيئة الاستثمار، علاوة على تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان