إعلان

هل يقود حمدين صباحي المعارضة بعد خسارة الانتخابات؟

03:45 م الثلاثاء 03 يونيو 2014

حمدين صباحي

القاهرة – (دويتشه فيله):

بعد حصول المرشح الرئاسي حمدين صباحي على نحو 3 في المئة من أصوات الناخبين فقط، يبقى التساؤل إن كان قادرا على قيادة المعارضة في الفترة القادمة وتجميع مختلف القوى السياسية تحت قيادته، أم أنه سينسحب من المشهد السياسي؟

صباحي، قال ''خسرنا الانتخابات وكسبنا احترامنا لأنفسنا، ولكننا علي يقين أننا سننتصر في النهاية لهذا الشعب ومطالبه''. وهذا الإعلان أعاد النقاش حول إمكانية أن يقود حمدين صباحي المعارضة السياسية في الفترة القادمة، ولكن هذا الدور يكتنفه تحديات كثيرة أهمها مدى قبول مختلف القوى السياسية لهذا الدور من عدمه. فضلاً عن ما يُثار بشأن طبيعة المناخ السياسي الذي سيسود مصر في المرحلة المقبلة، والذي يتوقع البعض أنه لن يعطي متنفسًا كبيرًا لتشكيل معارضة حقيقية في المجتمع.

''صباحي ليس جزءاً من مسرحية هزلية''

كشف عمرو بدر، المتحدث باسم حملة حمدين صباحي، في حديثه مع DWعربية، عن عقد حمدين صباحي اجتماعاً مع قيادات الأحزاب، التي أعلنت عن دعمها له في انتخابات الرئاسة؛ وهي أحزاب الدستور والتحالف الاشتراكي والكرامة والعدل.

ودعاهم لعقد تحالف وطني سياسي لخوض انتخابات البرلمان المقبل والمجالس المحلية. ومن المقرر أن يعقد مؤتمراً صحفيا خلال الأيام القليلة المقبلة، يعلن فيه عن هذا التحالف.

وأشار بدر إلى أن صباحي كان قد ألمح في خطابه بعد خسارته إلى هذا التحالف، وكان هناك ممثلون عن هذه الأحزاب والقوى التي دعمته في هذا المؤتمر.

وحول مصير صباحي شخصيا قال ''سيكون متصدرا ضمنيا للمعارضة على اعتبار أنه خاض معركة الانتخاب''، رافضاً أن يطلق على صباحي اسم ''الزعيم''. موضحاً ''نحن نحتاج إلى أكثر من كلمة زعيم، نحن نحتاج قوى معارضة تتبنى برامج العدالة الاجتماعية والحريات والاحتياجات اليومية للمواطن البسيط''.

ورفض بدر اتهام صباحي بأنه كان جزءاً من ''مسرحية هزلية'' قائلا ''الرجل خاض الانتخابات بجد، والموضوع انتهى''. وانتقد بدر اعتبار أن المعارضة التي سيشكلها صباحي أو سيقودها، ستكون معارضة مستأنسة. مفسراً بالقول ''هذا حكم مسبق ليس له أي معنى، وعلى الآخرين أن يحكموا على المعارضة من أدائها، وأنا أعتقد أنها ستحقق أشياء مهمة وستكون معارضة جادة''.

القوى السياسية وقيادة صباحي للمعارضة

الدكتور محمد عثمان، عضو المكتب السياسي لحزب مصر القوية –الذي يرأسه عبد المنعم أبو الفتوح- يتساءل في حديثه مع DWعربية ''كيف يكون صباحي جزءاً من المعارضة وهو الذي نال الكثير من جمل المديح والثناء الإعلامي؟''، وتابع ''لأنه أراد أن يشارك في مسرحية الانتخابات، ثم نال جزءا من المديح من أنصار السيسي والإعلاميين عندما لم يقف أمام الانتهاكات''. وأضاف ''في النهاية تمت ترجمة موقف صباحي بنسبة 3 في المئة فقط من المصريين بما فيهم عاصرو الليمون، وهذا لأن الناس حسمت أمرها بأنها لن تقبل المعارضة المستأنسة والكرتونية''.

جيل الشباب

ويعتقد عثمان أن الناس يحتاجون الآن لأن تخرج معارضة حقيقة ومؤمنة بالديمقراطية وأكثر راديكالية في معارضتها للنظام الحالي. وطالب عثمان الأجيال التي وقفت أمام حكم مبارك، كجيل حركة كفاية أن تتنحى جانبا. ويشرح بالقول ''لأنهم أصبحوا عبئا على المعارضة، حيث كان ارتباطهم بمكافحة مشروع التوريث أكثر من أي شيء، ومعظمهم يقبل بحد أدنى من المفاوضات مع النظام''. ويتوقع عثمان أن سقف المعارضة المحدود لن يكون مجديا مع الأجيال الجديدة، خاصة أن الانتهاكات التي تتم حالياً، أعلى بكثير من التي كانت تتم في عصر مبارك، كما انتهى أيضا دور الإخوان''.

وأضاف: الوقت حالياً للشباب الذي يقوى بشبكاته، وهم جزء من جمهور التيار المدني ورافضي 3 يوليو، والذين يريدون الديمقراطية بشكل حقيقي، وعليهم البحث عن آليات للعمل المشترك''.

الإخوان وصباحي

وكان لـ DWعربية حديث مع الدكتور أحمد رامي، أحد قيادات الإخوان في الخارج، حول إمكانية قبول الإخوان لقيادة صباحي للمعارضة، فقال ''من رأيي الشخصي أن صباحى لا يمتلك أرضية تؤهله لأن يلعب أي دور سياسي فى المستقبل، حتى إنه خذل آخر حلفائه عندما رفض الانسحاب عشية اليوم الثالث من الانتخابات''.

وأردف ''كما أن صباحي لا يقبل بوجود للإخوان من الأساس، كما صرح وأعلن أثناء حملته الانتخابية''.

ويقول مراقبون إن الإخوان قد يلجأون للقبول بقيادة صباحي للمعارضة إذا غير من آرائه بشأنهم وقام بمغازلتهم لمساندته في معارضته. إلا أن رامي رد قائلاً على هذا الطرح ''هناك ثلاث إشكاليات في هذا الطرح، وهي دوره المباشر في ''الانقلاب'' واستمراره فى المنظومة ''الانقلابية''، ودوره في التحريض على القتل في واقعة الاتحادية وغيرها.

وأردف ''ومواقفه السلبية من كل انتهاكات حقوق الانسان منذ فض رابعة وإلى الآن. ومع ذلك أقول، إن عليه أن يغير من مواقفه ابتداء بشكل عملي، ثم يعاد طرح هذه الأسئلة حينها''.

وفي نظرة تحليلية للموضوع، يقول الدكتور صبحي عسيلة، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن حمدين صباحي لن يتمكن من قيادة المعارضة في المرحلة المقبلة لأكثر من سبب.

ويشرح قائلا: ''حصوله على الأصوات المتواضعة لن يدعم موقفه في قيادة المعارضة، كما أن المعارضة منقسمة ومشتتة ولا يمكن الجمع بين أطيافها بسهولة، وهي مهمة أساسية لأي شخص يريد قيادة المعارضة''.

واعتبر عسيلة في حواره مع DWعربية أن مشهد الاستقطاب الحاصل في فترة الانتخابات بين قطبين رئيسيين هما السيسي وصباحي، هو مشهد لن يتكرر.

رمز وليس قائدا

ويرجّح عسيلة أن يصبح حمدين رمزا لفكرة المعارضة، ولكن ليس قائدا للمعارضة بشكل مؤسسي.

وتابع'' ''يبدو أنه يفضل هذه الصيغة لأنه لن ينشئ حزبا وإنما تيارا شعبيا، والمعارضة المؤسسية غير واردة في تفكير حمدين''.

واعتبر عسيلة أن إقرار حمدين بالهزيمة أمر كان متوقعاً للحفاظ على دوره في الحياة السياسية باعتباره خصما شريفا. ولكن، حاول حمدين أن يرضي الجميع بإقراره بالهزيمة وأهمها التيارات المعارضة له خاصة من أنصار السيسي، وكذلك حديثه عن التجاوزات لإرضاء مناصريه، حسب عسيلة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان