لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى وفاة ''هرتزل'' مؤسس الصهيونية..''القمع'' لا يموت

08:42 م الخميس 03 يوليه 2014

هرتزل

كتبت - دعاء الفولي:

يقولون إن الأفكار عابرة للزمن، لا يتوقف صداها على أبيها، تتوارثها الأجيال بعده، سواء لمطامع سياسية، أو اقتناعًا أن ذلك ما أراده الرب، والصهيونية فكرة، نشأت بعقل صاحبها ''ثيودور هرتزل''، ثم تفشت تبعاتها إلى أبناء نفس الدولة التي حلم بها، يهدمون بتوجيهاته بيوت العباد، يعيثون في الأرض فسادًا، يضعون ما تمناه ''هرتزل'' نُصب أعينهم، ينشرون كلامًا لا ينتهي في المؤتمرات والمحافل الدولية، أنهم شعب الله المُختار، في ذكرى وفاة ''هرتزل'' مؤسس الصهيونية، تبقى أحاديثه موجودة في نفوس المستوطنين الإسرائيليين والقادة، ويبقى حال الفلسطينيين على ما هو عليه، يتجرعون ثمار ''الصهيونية'' دماء واقتصادًا وعنصرية.

أيادي منعته من العبور، يذكر ''طارق الفرا'' وجوه أصحابها جيدًا، بينما يتم تفتيشه تذكر اسم دولتهم الأول، ما كان يريده ''هرتزل'' لهم، الكراهية تغلغلت في ثنايا روحه بذلك الموقف، لم تكن المرة الأول التي لاقى فيها تعنت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ''لكن مكنتش فاهم لها معنى''، احتجازه أربع ساعات بأحد الحواجز الموجودة في شوارع غزة قريبًا من ''خان يونس'' حيث يعيش الشاب العشريني رسّخ عنده أكثر أن ''صهيونية'' هرتزل تمشي على الأرض بالأسلحة حتى الآن.

لأسرة يهودية وُلد ''هرتزل'' في بودابست بالمجر، عام 1860، انتقل مع العائلة إلى النمسا عقب وفاة أخته، حيث عَمل والده هناك، من جامعة فيينا حصل مؤسس الصهيونية على دكتوراه في القانون الروماني، ثم عمل بالمحاكم النمساوية لمدة عام قبل أن يتفرغ لخدمة القضية اليهودية، ''دولة اليهود.. محاولة لحل عصري للمسألة اليهودية''، كان ذلك عنوان كتابه الأول فيما يخص القضية، يقينًا ظن أن خلاصهم يرتبط بإقامة دولة بعيدة عن أوروبا كي يأمنوا الاضطهاد، هذه الدولة لن تكون إلا بفلسطين.

في فلسطين قامت الدولة بشكل رسمي عام 1948، لكن محاولات الصحفي اليهودي كانت خطوات ثابتة سهّلت ذلك، كما حدث بمؤتمر ''بازل'' الأول بسويسرا، حيث دعا ''هرتزل'' إلى اتحاد اليهود ورجال الأعمال لمناقشة إمكانية قيام دولة بفلسطين في عام 1897، لم يرَ ''ثيودور'' دولته التي أنشدها لكنه خرج من المؤتمر بتكوين المؤسسة العالمية للصهيونية، ورأسها حتى مات 3 يوليو 1904، انتشى الجمع الذي حضر المؤتمر بنتائجه، استطاع صاحب الفكرة أن يخاطب كل منهم بما يحب، فحبب أصحاب المال فيما أراد كآل روتشيلد.

اسم ''الصهيونية'' لم يكن شائعًا قبل المؤتمر بعدة سنوات، خضعت المسميات لمصطلح ''اليهودية'' فقط، حتى استخدم الفيلسوف اليهودي النمساوي ''ناثان برنباوم'' المصطلح للمرة الأولى عام 1890، يقصد بذلك جبل صهيون الموجود في القدس، أما الاسم فلازال لوقعه وجع على قلوب الفلسطينيين، لا يخفت بمرور الزمن، خاصة أولئك الذين أجبرهم العيش مع المستوطنين الإسرائيليين.

''كلمة هرتزل أو صهيون بيجيبوا إحساس القهر والاستيطان والمرار''، قالت ''سلام زيتون''، ناشطة مجتمعية باتحاد لجان العمل الصحي بفلسطين، تعيش بمدينة الخليل، حيث تتجانس بيوت المستوطنين مع الفلسطينيين ''لدرجة إنو عندنا بيوت فيها دور فلسطيني ودور بيعيش بيه مستوطنين يهود''، النظرات التي تلاحقها وأخواتها طوال الوقت من الجيران المنتشرين حولهم لا تنساها، لا يتوقف الأمر على ذلك، ذاكرتها تحمل حوادث المرتبطة بالعنصرية في وجهة نظرها، وبالفكر الصهيوني ''بتذكر كان عمري 5 سنوات وكانت الدنيا رمضان.. وصارت مجزرة الحرم لما المواطن باروخ جولدشتاين أطلق النار على المصلين بالفجر''، بيت الفتاة قريب من الحرم، خرجت إلى الشرفة مع آل البيت، أفزعها صوت الرصاص والصراخ ''لقيت رجل بيقول الله أكبر..يا الله كانت عبايته بيها دم..ما بنسى ها الموقف أبدًا''.

''هرتزل'' قائد عنيد رغم كل شيء، أمسك بتلابيب مشروعه، بدأ في السعي لشراء أراضي بفلسطين، من خلال معارفه في أوروبا، حيث بعث لهم برسائل ليطالبهم بمساعدته، منها رسالته إلى دوق ''بادن الأكبر'' وقيصر ألمانيا، كان يستخدم في بدايتها كلمتي ''صديقي العزيز''، وسط زحفه رفض السلطان ''عبد الحميد الثاني'' مقابلته بينما حاول الأول إقناعه بالتنازل عن قطعة من أرض فلسطين مقابل إغراءات عدة؛ فبدأوا بالهجرة إلى فلسطين بعد ذلك عام 1901 بأعداد صغيرة، وتم تأسيس الصندوق القومي اليهودي لتسهيل الهجرة وتمويلها، غير أن حلم ''هرتزل'' تحقق بمجرد سقوط الدولة العثمانية عام 1918، وإن لم يدرك تحقيقه.

عام 1898 أقام ''هرتزل'' مؤتمره الثاني عن الدولة الصهيونية، مؤكدًا وأصدقائه على ضرورة تنمية النزعة الصهيونية عند اليهود، مُدللًا بأن اليهود المستوطنين بفلسطين يُعانون أشد المعاناة جراء التعنت معهم، جاء ذلك بناءً على استطلاع أنجزته المنظمة الصهيونية بفسلطين، ''إحنا عندنا بيوت مستوطنين ما بنقدر نعدي من قدامها لازم نلف من ورا.. بنخاف ليطخنا حدا منهم''، قالت ''زيتون'' عن وضع آل الخليل الحالي، الأعياد الدينية اليهودية بالمدينة تحمل جحيمًا آخر، يُمنع فيها الناس من التجول تقريبًا، أما في الأوقات الجيدة ''بنبقى كل حدا بحالو''.

''الاحتلال بيمنعنا من التحرك من غزة إلى الضفة والعكس''، خبرة ''الفرا'' مع تعامل الاحتلال و''عنصريته'' لا تتوقف على أحداث شخصية بل مما يعايشه؛ فهو ناشط حقوق وإعلامي بغزة، مات ''هرتزل'' عن عمر ناهز الأربعة وأربعين عامًا، تولى الفكر من بعده ''دايفد بن غوريون'' أول رئيس وزراء إسرائيلي، تعاقبت السنين، ''هرتزل'' لا يموت تمامًا إلا أن تموت دولته التي أرادها أن تحيا، لازال اسمه يُذكَر ''الفرا'' بكلمات كثيرة يجمعها الانكسار، قتل، مجازر، سرقة أراضي، وغيرها، يعتقد الناشط الإعلامي أن الصهيونية لن تنتهي حتى تجف منابعها المادية والمعنوية التي تجعلها تزدهر ''هي بتستفاد من كل شيء..استفادت من تفكك الاتحاد السوفيتي والانتداب البريطاني وحرق اليهود بألمانيا وحتى الربيع العربي''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان