كيف ينظر التكفيريون إلى المسلسلات ودخول المدارس وتوقيع العقود؟
كتبت - نيرة الشريف:
''الطاغوت''.. ''يا بني لا تشرك بالله''.. ''الشهب المرمية على من جوز التحاكم إلى القوانين الوضعية''.. ''التعقيب علي فتوى المقدسي في مسألة التحاكم إلى الطاغوت''.. ''الرد على شبهات في الحاكمية '' تلك أسماء للكتب التي وضعت في مكتبة الموقع الإلكتروني (التوحيد الخالص) في ركن التوحيد والعقيدة، والموقع هو النشاط الإلكتروني الذي تقوم به جماعة حلمي هاشم الجهادية.
ومصاحب للموقع منتدى يتم تداول المناقشات وطرح المسائل الخلافية به، فكانت مشاركات الأعضاء وتساؤلاتهم في الجزء المخصص للفتاوى والردود، فتحت عنوان (سؤال بخصوص مسلسلات التليفزيون؟) قال أحد المشاركين ''ما حكم أن تشاهد مسلسل تلفزيوني فيه مقاطع كفرية وأنت تعلم أن هناك مقاطع كفرية أكيدة مع العلم أنني عندما يأتي المقطع تقدمه إلى الأمام أو أحيانا يكون المقطع أو السبب ثانية وتمر بسرعة؟''.
وجاءت الإجابة في إطار أن الشيطان له خطوات، ويرصد المجيب خطوات الشيطان تلك قائلا ''فبداية الأمر تهوين لما في التلفاز و الوسائل الخبيثة من خبائث و مفاسد و معاصي و تزين لما فيه من مصالح عاجلة و أنه يمكن للإنسان أن يجتنب ما فيه من كفريات وفسقيات ثم ثانيها اقتناءه ثم ثالثها رمي من ينهي عن هذا المنكر بالتشدد و الغلو و عدم فقه الواقع ثم الرابعة أن يتحول ما كان يجتنب بالأمس إلى مفعول ثم مألوف ثم يصير حلالا''.
المدارس
أما التساؤل الثاني فكان ''ما هو حكم دخول الأبناء في المدارس الجاهلية؟ وما حكم جلوسهم وقت فعل أو قول الكفر في المدرسة، مثل التمجيد في رموز الطواغيت عبر التاريخ والحث على حبهم والولاء لهم والتفاني في إرضائهم، ومثل تحية العلم أو أقول الصنم، ومثل الاحتفال بأعياد النصر والأناشيد والأعياد القومية و الوطنية، وتقديم الولاء للوطن و الوحدة الوطنية أيا كان من تحتها من نصارى ويهود وشيوعين ومرتدين على الولاء للإسلام والتواجد وسط ذلك وغيرها من كفريات بدون إنكار؟ وأخيرا ما حكم الآباء الذين يحثون أبنائهم على الذهاب للمدارس و الجامعات وهى بيئة قد ثبت فسادها و تخرج لنا أجيال بعيدة عن فهم الإسلام الحقيقي؟''
وكانت الإجابة '' إذا كانت المدارس الجاهلية تجبر الطالب على عمل الكفر أو الشرك ولا يستطيع ''الفلتان'' من ذلك فلا يجوز أن يذهب إليها، أما إذا كانت تحتوي على كفر وشرك ولكن يستطيع الطالب المسلم أن ينقذ نفسه من هذا الكفر والشرك، وذهب للمدرسة لغاية التعلم، فلا يحكم عليه بالكفر والشرك بمجرد ذهابه لهذه المدرسة ما لم يفعل الكفر أو الشرك الموجود في هذه المدارس، ولكن نوصيه بأن يبحث عن بديل لهذه المدارس. والتلميذ وخاصة في المرحلة الابتدائية الذي لا يستطيع أن ينقذ نفسه من الكفر والشرك الذي في هذه المدارس لا يجوز أن يرسل لها، وإذا وقع في أي شرك أو كفر يحاسب أباه أو ولي أمره على هذا، أي يقع والده أو ولي أمره بالكفر إذا وقع التلميذ في الكفر''.
توقيع العقود
وفي مشاركة أخرى كانت الإشكالية في ''حكم التوقيع على عقود الاستفادة من هاتف أو عقد بيع أو إيجار أو عقد تأمين السيارات، وقد تسمى أحيانا بالقوانين التي يصرّح بالخضوع لها أو تسمى بالالتزامات التي يلتزم بها الموقّع في المستقبل، حيث يكتب في الأسفل: أوافق على هذه الشروط''.
ويقول السائل ''يعتقد بعض الإخوة أن الإمضاء عليها قبول للتكليف وطاعة كفرية وليست دخولا في العمل فقط، حتى وإن كانت تلك الشروط مباحة في أصلها وغير مخرجة من الملة كعدم حمل المواد سريعة الالتهاب في العربة أو عدم تجاوز عدد معين من الركاب، لأنها -كما يقولون- خارجة مخرج التشريع من الجهة المشرعة لغير ما أنزل الله، مع العلم أنهم يوافقون عليها إذا جاءت من جهة كافر آخر ليس له سلطة التشريع، ويعتقدون أن تنفيذ تلك الشروط دون تصريح ليس كفرا، وأن التصريح بالموافقة أو الإمضاء قبول للتكليف، وهو كفر وإن لم ينفذ''.
ويضيف السائل مستنكرا تشدد بعض إخوانه ''لا يغني في هذا أن يقال أنها طاعة للطاغوت فليس كل طاعة للطاغوت أو للشيطان كفرية، ولا يقال عن الطاعة المجردة أنها من باب قبول التشريع، فإن ذلك أشبه بقول الخوارج الذين يكفّرون بالذنوب والمعاصي، وهي كلها من باب طاعة الشيطان، والشريعة المطهرة لم تأت بمثل هذا''.
''تختلف مع أحكام الفقه الإسلامي''
وردا على تلك السؤلات وردودها، يقول دكتور رشدي أنور شحاتة، رئيس قسم الشريعة بجامعة حلوان، ''الفتوى هي عرض المستفتي فتواه على المفتي، وللفتوى ضوابط وقواعد وأسس في الفقه الإسلامي، ومن هذه الأسس تمكن المفتي من الفتوى التي يعرضها عليه المستفتي، بمعنى أن يكون ملما ومستنا وفاهما ومدركا لأحكام أصول الفقه والقواعد الكلية وكيفية استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية وهي القرآن والسنة، وبناءً على ذلك فمن لا يملك أدوات ومفاتيح الإفتاء لا يجوز له شرعا أن يتعرض لهذه المسألة الخطيرة''.
ويضيف شحاتة ''حينما ننظر إلى هذه الفتاوى التكفيرية نجد أنها تختلف كليا وجزئيا مع أحكام الفقه الإسلامي وأصوله، لأن الشريعة الإسلامية من خلال قواعدها الكلية لا تتعارض ولا تعترض علي الأخذ بأسباب الحداثة، بمعنى أن كل ما هو جديد في عالم الإلكترونيات، أو ما يسمى بفقه المعاملات موجود في الفقه الإسلامي، وأمثلة هذه الفتاوى التكفيرية يمكن الرد عليها تفصيليا، فهم يشكون في كون دراسة التاريخ الذي يتعرض لسير ''الطواغيت''، على حد قولهم، حرام، بالرغم من أن دراسة التاريخ وغيره من العلوم مأمور بها في القرآن الكريم، حين يقول الحق جلّ وعلا ''قل سيروا في الأرض'' والسير في الأرض يكون لدراستها ومعرفة أحداثها، وقال أيضا، سبحانه وتعالي، ''ويخلق ما لا تعلمون'' فالأيام ستشهد اختراعات حديثة كثيرة، فلا يمكن أن يقف الإسلام مكتوف الأيدي عن مواكبة تطور الدول الأخرى، وتقاعس أبناء المسلمين عن مواكبة الحداثة مخالف لشرع رب العالمين، فلا يمكن أبدا الأخذ بهذه الفتاوى المضلة والمضللة لأن قائليها خارجين عن الإسلام''.
ويعق دكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، قائلا: ''هذه الجماعات التي تقول علي نفسها أنها تكفيرية أو جهادية ليس لها أي علاقة من قريب أو بعيد بالدين، بل أن كل ما يقومون به يتمثل في الرغبة في هدم الدين من أساسه، وقد قامت دار الإفتاء المصرية في الفترة الأخيرة بمشروع هام جدا، حيث شكلت لجنة قامت برصد مثل هذه الفتاوى، وانتهى عمل المرحلة الأولى بالفعل برصد نحو 150 فتوى، وقاموا بعمل كتيب للرد عليهم، وتم توزيعه بالداخل وعلى سفاراتنا بالخارج، ويسعى الأزهر أيضا لعمل لجنة للرد على هذه الدعاوى، وتشكيل قوافل داخل مصر وخارجها، وهناك بالفعل ردود لهذه الادعاءات والفتاوى موجودة على بوابة الأزهر الإلكترونية، ومن قام بالردود هم مجموعة من علمائنا''.
أما الفكر الذي يحارب به الأزهر هذه الأفكار فيقول زارع ''نحن نسير في اتجاهين، الأول هو تحصين المتلقين العاديين من مثل هذه الأفكار بنشر الدعاة في أماكن التجمعات، وهناك بالفعل اتفاقية بين وزارة الأزهر ووزارة الشباب، لتمكن الدعاة من التواجد في أماكن تجمعات الشباب والأندية، أما الاتجاه الثاني فيتمثل في الرد على مثل هذه الأفكار من العلماء لدحضها بالدليل والحجة''.
مصراوي يرصد رحلة "جهادي" بين "الجماعات التكفيرية" من نهايات مبارك حتى نهايات مرسي (1)
مصراوي يرصد رحلة ''جهادي'' بين ''الجماعات التكفيرية'' من نهايات مبارك حتى نهايات مرسي (2)
مصراوي يرصد رحلة ''جهادي'' بين ''الجماعات التكفيرية'' من نهايات مبارك حتى نهايات مرسي (3)
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
مصراوي يرصد رحلة "جهادي" بين "الجماعات التكفيرية" من نهايات مبارك حتى نهايات مرسي (1)
مصراوي يرصد رحلة ''جهادي'' بين ''الجماعات التكفيرية'' من نهايات مبارك حتى نهايات مرسي (2)
مصراوي يرصد رحلة ''جهادي'' بين ''الجماعات التكفيرية'' من نهايات مبارك حتى نهايات مرسي (3)
فيديو قد يعجبك: